سلسلة الهدى والنور-538
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
ما ردكم عمن قسم الشريعة إلى لباب وقشور .؟
الشيخ : بقي في نفسي كلمات أرجو أن تكون قليلات حتى نفسح المجال لتلقي بعض الأسئلة حول الموضوع السابق إن كان هناك سائل أو حول غيره ذكرت لكم آنفا أكثر من مرة في تضاعيف كلمتي الآية الكريمة (( اليوم أكملت لكم دينكم )) الخ الذي أريد أن أثني على ما مضى من البيان والكلام تنبيه الحاضرين إلى ألا ينظروا إلى هذه المسألة بنظرة اللامبالاة وقلة الاهتمام والتي قد يعبر عن ذلك بعض الناس بقولهم هذه يا أخي مسائل فرعية بل قد يقول بعضهم هذه من القشور وليست من اللباب فلا تشغلونا بالقشور عن اللباب ولا تشغلونا بالتوافه من الأمور عن مهامها فأقول تحذيرا ونصحا والدين النصيحة كما تعلمون لا يجوز أن يصدر شيء من هذا الكلام من مسلم بعد أن نُبّه على خطورة هذه القاعدة وهي قوله عليه السلام : ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ) مع ذاك البيان الذي أحاط بجوانب كثيرة من نصوص السنة والآثار السلفية لا ينبغي للمسلم أن يقول أولا بعامة لا يجوز أن يقسم الشريعة إلى لباب وقشور أو إلى مسائل هامة وغير هامة لأنه من المعلوم عند جميع الباحثين أن الإسلام يجب أن يتبنى كلا لا يجزء ومعنى هذا بقواعده وفروعه ومعنى هذا بفروضه ومندوباته يجب أن يحمل الإسلام أولا علما وثانيا عملا ولكن في حدود (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فإذا كنت أنت أيها المسلم اخترت لك منهجا في حياتك يشبه ذاك المنهج الذي عبر عنه ذلك الرجل الأعرابي أو النجدي حين جاء سائلا نبيه عليه الصلاة والسلام عما فرض الله له فبعد أن بين له الخمس صلوات وصوم شهر واحد في السنة وهو رمضان والخ ( قال هل علي غيرهن يا رسول الله قال لا إلا أن تطوع قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص ) فإذا اختار مسلم منهج هذا الأعرابي أو هذا النجدي وأنه لا يريد أن يتقرب إلى الله إلا بما فرض الله فليس لنا عليه سبيل من الانتقاد ولكن إياه وليحذر من أن ينتقد المخالف له الذي يحافظ على الفرائض ويحافظ على السنن ويحافظ على المندوبات والمستحبات وكل العبادات حذار أن ينكر شيئا من ذلك وبمثل هذا الألفاظ التي نسمعها في كثير من الأحيان هذه أمور تافهة هذه قشور سبحان الله هذه عبادات فلم تسميها بأمور تافهة وتارة بقشور على أن القشور التي يشبه هذا البعض بعض العبادات المشروعة بها القشور المادية التي نراها في بعض الثمار المعروفة ما خلقها الله عبثا بل نحن نعلم بالتجربة أن هذا اللب لولا القشر ما تهنينا به ولا انتفعنا به إذن (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) فإذا خلق ثمرة وأحاطها قشرا فذلك لحكمة بالغة كذلك إذا شرع الله عزّ وجل في الشريعة أمورا هي فريضة وأخرى هي دون الفريضة فما شرع ذلك عبثا وإنما لفائدة عظيمة جدا ويجب أن نعرف هذه الفائدة في مثل هذه المناسبة وهي كما جاء في الحديث الصحيح ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن تمت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فقد خاب وخسر ) في حديث آخر وهو الشاهد ( وإن نقصت قال الله تبارك وتعالى انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته ) إذن هذا التطوع لا يصح أن يقال إنه من توافه الأمور ومن القشور لأن هذا التطوع في شرع الله عز وجل وفي فضل الله عز وجل على عباده سيقوم مقام الفرائض التي إما أن يكون ضيعها أصلا وإما أن يكون قد نقص فيها فعلا فالرسول عليه السلام يخبرنا بأن الله عزّ وجل من فضله على عباده يوم القيامة يقول للملائكة انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته إذن لا يجوز هذا التفريق لأن كلا مما هو بتعبيرهم لب أو قشر هو أمر مرغوب فيه مشروع فلا يجوز الاستهانة بالقشر لأنه لا يجوز الاستهانة باللب ومتى استهنا بالقشر وصلت الاستهانة كما علمتهم من الحديث إلى اللب فأريد مما سبق أن هذه المسألة لو كان في الإسلام لب وقشر لو كان في الإسلام أمور تافهة فهذه الكلمة التي صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم وشرحناها لكم آنفا هي من لب اللب إذن من لب اللب إذا صح هذا التعبير وأقوله متحفظا لماذا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان عبثا بين يدي كل خطبة يذكر الصحابة ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ولهذا تأكيدا لهذا الذي أقوله .
بيان أن كل بدعة ضلالة وليس في الدين بدعة حسنة . (معنى قوله تعالى:" اليوم أكملت لكم ينكم ")
الشيخ : لقد جاء في صحيح البخاري ( أن حبرا من أحبار اليهود جاء إلى عمر أمير المؤمنين في خلافته فقال يا أمير المؤمنين آية في كتاب الله لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا قال عمر ما هي قال (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) قال أنا أعلم الناس بنزولها لقد نزلت ورسول الله في عرفات ويوم جمعة ) فإذن نزلت الآية في يوم عيدين عيد الجمعة وعيد عرفة إذن هذه الآية عرف الحبر اليهودي قيمتها وقد يمكن أن يكون كان حبرا من اليهود ثم هداه الله وقد يمكن أن يكون قد ظل في ضلاله ما بهمنا لكن على كل حال انتبه لهذا الفضل الإلهي على المسلمين حين امتن عليهم بهذه الآية الكريمة (( اليوم أكملت لكم دينكم )) الخ إذن هذا الإكمال وهذا الإتمام فضل عظيم جدا من الله تبارك وتعالى فهل نحن معشر المسلمين عرفنا هذه الحقيقة أقولها آسفا جماهير المسلمين من الدعاة فمن دونهم لم ينتبهوا لعظمة هذه النعمة الإلهية على عباده المؤمنين بينما ذاك الحبر اليهودي قد انتبه وقال لو علينا نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا فقال عمر نزلت في يوم عيد يوم جمعة ويوم عرفة بناء على عظمة هذه الآية ماذا قال أحد الأئمة الأربعة وهو إمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله قال انتبهوا ولا تظنوا أن المسألة من توافه الأمور أو من القشور كما يقولون قال رحمه الله ورضي عنه : " من ابتدع في الإسلام بدعة " مش بدعة كبيرة " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمد صلى الله عليه وآله سلم خان الرسالة " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة بيقلك شو فيها فقد إيش زعم أن محمد صلى الله عليه وسلم خان الرسالة اقرؤوا قوال الله تبارك وتعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) " فما لم يكن يومئذ دينا " كلام يكتب بماء الذهب كما كان يقولون من قبل " فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا " " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " إذن أختم الكلمة هذه تبعا لتلك وقوفا عند هذه الجملة المالكية المدنية مالك يقول " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " والآن تجد في المجتمع الإسلامي طوائف وجماعات وفرق وأحزاب ووإلخ وكلها تنشد العزة للإسلام وعود للحاكم بالإسلام ولكنهم إلا من شاء الله وقليل ما هم يصدق عليهم قول الشاعر العربي القديم " أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " لماذا لأن مالك رحمه الله سمعتم أنه قال " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " سؤال مختصر جدا وجواب مختصر بماذا صلح أولها بالإيمان والعمل الصالح الإيمان والعمل الصالح كلاهما لا يمكن الوصول إليهما إلا بالعلم النافع وما هو العلم النافع العلم النافع جمعه إمام من أئمة المسلمين في أبيات من الشعر حينما قال العلم أنا أنهي الكلام بهذه الأبيات قال :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ***بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه "
وبهذا القدر كفاية ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما سمعنا وأن يلهمنا العمل بما تعلمنا وهو على كل شيء قدير الآن نفتح باب الأسئلة وأفضل أفضل ولا آمر أن تكون الأسئلة حول ما سمعتم لأن هذا المسموع لايزال طازجا قبل أن يدخله الزيادة والنقص وإن لم يكن هناك سؤال حول هذا الموضوع فليكن ما يشاء السائل .
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ***بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه "
وبهذا القدر كفاية ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما سمعنا وأن يلهمنا العمل بما تعلمنا وهو على كل شيء قدير الآن نفتح باب الأسئلة وأفضل أفضل ولا آمر أن تكون الأسئلة حول ما سمعتم لأن هذا المسموع لايزال طازجا قبل أن يدخله الزيادة والنقص وإن لم يكن هناك سؤال حول هذا الموضوع فليكن ما يشاء السائل .
2 - بيان أن كل بدعة ضلالة وليس في الدين بدعة حسنة . (معنى قوله تعالى:" اليوم أكملت لكم ينكم ") أستمع حفظ
إذا لم نقل بالبدعة الحسنة فما جوابكم عن قول عمر بن الخطاب ( نعم البدعة هذه ) وما الفرق بين البدعة اللغوية والبدعة الشرعية .؟
السائل : هل الذين يقولون أن هناك بدعة حسنة في الإسلام يقول إذا ما قلنا بأن هناك بدعة حسنة في الإسلام سوف نقول أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال نعم البدعة هي فإنه قد ابتدع في الدين فكيف نرد عليهم جزاكم الله خير
الشيخ : الرد معلوم ونسأل الله أن يعلمنا أولا يجب أن نلفت النظر هل عمر بن الخطاب هو يوحى إليه ويبلغنا الشرع أم هو رسول الله الجواب بالإجماع هو رسول الله إن الأمر كذلك فهل نبدأ بتلقي الدين منه هذا الموضوع من عمر ولا من نبي عمر الجواب أيضا بداهة من نبي عمر وها نحن قد فعلنا فتكلمنا بهذه المسألة انطلاقا من قوله تعالى في الآية السابقة (( فمن كان يرجو )) الخ ثم بخطبة الحاجة ثم ثم ثم الخ فماذا يكون موقف هذا الإنسان الذي قال ما قلت عنه إذا لم نقل بالبدعة الحسنة نكون ماذا خالفنا عمر فإذا قلنا بالبدعة الحسنة خالفنا الرسول وخالفنا القرآن وخالفنا أقوال أولئك الصحابة أقول هذا كجواب رقم واحد وهو من باب لفت النظر انو مش من هو يا أخي نبدأ بأخذ العلم نبدأ كما أنهينا الكلام آنفا العلم قال الله قال الرسول قال الصحابة ونحن آنفا قلنا قال الله قال رسول الله قال الصحابة فمن لم يقتنع بكل هذه الأدلة هذا لن يقتنع بدليل يأتي من طريق صحابي هو عمر أو غير عمر هذا الجواب رقم واحد الأصل أن نعود إلى الكتاب والسنة وأقوال الصحابة لكي نكون على سبيل المؤمنين كما ذكرنا آنفا لكن الجواب الثاني هو يعني دقيق وعلمي وإنما لجأت إلى الجواب الأول لأن مفهوم عند كل مسلم أن عمر كان مشركا كان من ألد أعداء الإسلام ثم هداه الله بمن بنبيه عليه الصلاة والسلام فنحن نهتدي به وليس بعمر لكن حاشا عمر أن يقول قولا على خلاف ما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الناس ببعدهم عن العلم كما يسيؤون فهم أحاديث الرسول ويقولون أن الرسول قال كذا فمن باب أولى أنهم يسيؤون فهم قول عمر والآن ما دام جاء هذا السؤال فلابد من توضيح الجواب عليه نحن قلنا آنفا أنه لا يجوز لمسلم أن يأتي ببدعة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ترى هل ما سماه عمر بدعة يصدق عليه ما قلناه نحن آنفا الجواب لا ذلك حينما قال عمر بن الخطاب نعمة البدعة هذه في ماذا قالها قالها في صلاة القيام صلاة التراويح تسمى اليوم بصلاة التراويح وهي قديما تعرف بصلاة القيام برمضان كما قال عليه الصلاة والسلام ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) الآن نسأل هذا السائل هل قيام رمضان بدعة بالمعنى الذي ذكرناه آنفا ما الرسول عليه السلام جاء بها ولا تقرب إلى الله بها ولا فعله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هيهات هيهات إن هذه العبادة قيام رمضان يكفيكم في فضلها الحديث السابق ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) يضاف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قام رمضان ثلاث ليال ولابد هنا من وقفة قصيرة قيام رمضان لا يختلف عن قيام سائر ليالي السنة فكما يشرع قيام ليالي رمضان كذلك يشرع قيام ليالي كل الشهور من شعبان من رجب من جمادي ثاني جمادي أول ... الخ بفارق واحد الفارق الواحد أن قيام رمضان يمتاز على القيام في سائر ليالي السنة بأنه يشرع التجمع فيها كما هو الشأن في الفرائض أما القيام في سائر الأشهر لا يشرع فيها التداعي والتجمع لصلاة القيام جماعة هذا هو الفارق فإذن صلاة القيام فعلها الرسول عليه السلام في كل أيام أو في كل ليالي السنة وكذلك فعل في رمضان كان يصلي في بيته كما كان يصلي في كل أشهر السنة ولكن لتشريع لإرادة الله عز وجل أن يشرع لعباده هذا التكتل في قيام الليل في رمضان فقط ألهم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يخرج ويصلي في المسجد خلافا لعادته في أول رمضان وفي كل ليالي غير رمضان فلما رآه الصحابة في أول ليلة اقتدوا خلفه انتشر الخبر ثاني يوم أن الرسول صلى بالأمس الليل جماعة في المسجد فكثر الناس في الليلة الثانية وفي الليلة الثالثة غص المسجد بالمصلين إذن هذه ثلاث ليالي سن فيها النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين صلاة الجماعة في قيام رمضان فهل هذه بدعة حاشا ثم اجتمع الناس في الليلة الرابعة وانتظروا وانتظروا ما خرج الرسول عليه السلام بعض من لم يتخلق بعد بأخلاق الإسلام لأنه لم يصحب الرسول عليه السلام تلك الصحبة المديدة الطويلة المباركة ضاقوا ذرعا من بانتظار الرسول عليه السلام ليخرج عليهم فأخذوا من الحصباء وأخذوا يرمون بها باب حجرته عليه الصلاة والسلام لاشك أن هذا إخلال بالأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم عذرهم أنهم بعد ما عرفوا الآداب الإسلامية كما ينبغي فخرج عليه الصلاة والسلام مغضبا وقال ( أما إنه لم يخف علي مكانكم هذا وإني عمدا فعلت فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) ولم يعد الرسول عليه السلام خرج بعد ذلك ليصلي بالناس جماعة ثم لم يدرك عليه الصلاة والسلام بحياته المباركة رمضان التالي فقد جاءه الأجل في ربيع الأول وبويع أبو بكر الصديق كما تعلمون وعاش في خلافته سنتين ونصف تقريبا والناس يصلون في المسجد زرافات ووحدانا وهكذا شطر من خلافة عمر وكما تعلمون من حرص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على سياسة الأمة والبحث والتفتيش على مصالحها خرج يتحسس ليلة فرآهم يصلون هكذا زرافات ووحدانا فقال لو جمعناهم على إمام واحد ثم بدا له ذلك فأمر أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أن يؤم الناس الرجال وأمر رجلا آخر أن يؤم النساء ثم خرج أيضا كعادته يتتبع الأخبار فرآهم يصلون جماعة واحدة وراء إمام واحد فسر بذلك وقال تلك الكلمة التي أساء بعض الناس فهمها وضربوا بها تلك الأساطين وتلك الأدلة القاطعة في ذم كل بدعة في الدين قال نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل لفهم هذه الجملة الأخيرة ثم نعود إلى الجملة الأولى لابد من وقفة يسيرة قال نعمة البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل ماذا يقصد يشير رضي الله عنه أن قيام الليل له وقتان وقت الجواز ووقت الأفضلية وقت الجواز بعد صلاة العشاء الأفضلية آخر الليل آخر الليل بكونوا الناس نايمين ولذلك قال والتي ينامون عنها أفضل بعد هذا التوضيح ماذا يعني عمر بن الخطاب نعمت البدعة هذه أنا أقول الآن إما أن يعني ما يظن هؤلاء وأنا أقولها صراحة جهلة أولا جهلة بالأدلة التي قدمناها وثانيا جهلة باللغة العربية لأن كلمة بدعة تنقسم إلى قسمين بدعة شرعية وبدعة لغوية فالبدعة الشريعة بالتقسيم السابق إن كانت في الدين فكلها ضلالة كما سمعتم وإن كانت في الدنيا فهي تقاس بالأدلة العامة إن كانت مباحة داخلة في أدلة الإباحة فهي مباحة في التحريم فهي محرمة إلخ مثلا السنمايات هذه لاشك هذه لغة بدعة لكنها محرمة لما فيها من المفاسد الخ لكن مثلا الخبز الذي نأكله اليوم والأوائل التي يصنعون بها هذا الخبز المرقق وقديما ضربوا مثلا للبدعة المباحة المنخل لأن المنخل هذا الدقيق الذي يخرج الطحين السميد ونحوه هذا ما كانوا يعرفوه حتى السيدة عائشة لما سئلت كيف كنتم تنخلون في الشعير قالت بالنفخ وهذه طريقة بدائية موجودة في بعض القرى الفلاحين الخ فهذه يعني بدعة لغة هي كلها بدعة ولكن ليس كل ما يطلق عليه لفظة البدعة لغة تكون محرمة أو تكون ضلالة أو تكون مباحة لابد من استعمال الموازين الشرعية فإذا كانت البدعة عبادة في الدين فهي ضلالة وهذا كان موضوعنا السابق وإذا كان ليس في الدين فيقاس بالأحكام الشرعية كما ضربنا مثلا آنفا مباحا مباحا محرمة لما فيها من مخالفة الشريعة فالآن هنا ما يمكن لإنسان يفقه من العربية شيئا خاصة بعد أن عرفنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام سن للناس صلاة القيام بعامة في رمضان وغير رمضان فلا يقال أن صلاة القيام في الليل بدعة ثم سن لهم صورة خاصة التجمع الصلاة جماعة في رمضان نحن لا نقول أنها بدعة فعمر الذي عاش مع الرسول عليه الصلاة والسلام يتصور أن يسمي هذه العبادة بالبدعة حاشا لله أنا أقول كلمة لكن لست الآن بحاجة إليها خشية الاستطراد كثيرا وكثيرا الشاهد إذن إذا كان عمر يستحيل أن يسمي عبادة شرعها الله على لسان نبيه وطبقها هو بفعله أن يسميها بدعة إذن ما معنى قوله نعمت البدعة هذه هنا بقا الجواب علمنا أن الرسول ترك هذه الجماعة وعلمنا أن أبا بكر الصديق في كل خلافته ما كانوا يصلون هذه الجماعة فإذن هذا أمر كان أمراً متروكاً فلما أحيا عمر هذه السنة صارت أمراً حادثاً بالنسبة لما قبل ذلك فسماه بدعة لأن البدعة باللغة هو الشيء الحادث ولذلك فمن أسماء الله عز وجل مضافاً إليه بديع السماوات أي أوجدها بعد أن لم تكن فهكذا البدعة في اللغة هو الأمر الحادث ولكن ليس كل أمر حادث ضروري أن يكون بدعة ضلالة بل وليس كل أمر حادث ضروري أن يكون بدعة محرمة وإنما كما قلنا تطبق عليه الأحكام الشرعية ما كان بدعة في العبادة فقد أتم الله لنا النعمة كما سمعتم وما كان بدعة في غير العبادة في الدنيا حينئذ تقاس بحكم من أحكام الشريعة المعروفة وهي الخمسة فإذن هذا الذي قال ما نقلت عنه هو أولا لم يفهم معنى البدعة في اللغة وثانيا لم يقدر عمر بن الخطاب في علمه وفي صحبته لنبيه حق قدره ولذلك تصور أن عمر ابتدع في الإسلام بدعة ضلالة ولذلك ما بجوز بزعمه أن نقول كل بدعة ضلالة حاشا لله ما ابتدع عمر شيئا إطلاقا وإنما أحيا سنة وهنا يأتي الحديث السابق الذي ذكرته لكم مع الحديث الأول ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) عفوا " ما رآه المسلمون " هذا الحديث الأول " ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن " وشرحنا لكم أنه ليس حديثا مرفوعا للرسول وبينا لكم معناه لا صلة له بموضوع بدعة حسنة .
الشيخ : الرد معلوم ونسأل الله أن يعلمنا أولا يجب أن نلفت النظر هل عمر بن الخطاب هو يوحى إليه ويبلغنا الشرع أم هو رسول الله الجواب بالإجماع هو رسول الله إن الأمر كذلك فهل نبدأ بتلقي الدين منه هذا الموضوع من عمر ولا من نبي عمر الجواب أيضا بداهة من نبي عمر وها نحن قد فعلنا فتكلمنا بهذه المسألة انطلاقا من قوله تعالى في الآية السابقة (( فمن كان يرجو )) الخ ثم بخطبة الحاجة ثم ثم ثم الخ فماذا يكون موقف هذا الإنسان الذي قال ما قلت عنه إذا لم نقل بالبدعة الحسنة نكون ماذا خالفنا عمر فإذا قلنا بالبدعة الحسنة خالفنا الرسول وخالفنا القرآن وخالفنا أقوال أولئك الصحابة أقول هذا كجواب رقم واحد وهو من باب لفت النظر انو مش من هو يا أخي نبدأ بأخذ العلم نبدأ كما أنهينا الكلام آنفا العلم قال الله قال الرسول قال الصحابة ونحن آنفا قلنا قال الله قال رسول الله قال الصحابة فمن لم يقتنع بكل هذه الأدلة هذا لن يقتنع بدليل يأتي من طريق صحابي هو عمر أو غير عمر هذا الجواب رقم واحد الأصل أن نعود إلى الكتاب والسنة وأقوال الصحابة لكي نكون على سبيل المؤمنين كما ذكرنا آنفا لكن الجواب الثاني هو يعني دقيق وعلمي وإنما لجأت إلى الجواب الأول لأن مفهوم عند كل مسلم أن عمر كان مشركا كان من ألد أعداء الإسلام ثم هداه الله بمن بنبيه عليه الصلاة والسلام فنحن نهتدي به وليس بعمر لكن حاشا عمر أن يقول قولا على خلاف ما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الناس ببعدهم عن العلم كما يسيؤون فهم أحاديث الرسول ويقولون أن الرسول قال كذا فمن باب أولى أنهم يسيؤون فهم قول عمر والآن ما دام جاء هذا السؤال فلابد من توضيح الجواب عليه نحن قلنا آنفا أنه لا يجوز لمسلم أن يأتي ببدعة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ترى هل ما سماه عمر بدعة يصدق عليه ما قلناه نحن آنفا الجواب لا ذلك حينما قال عمر بن الخطاب نعمة البدعة هذه في ماذا قالها قالها في صلاة القيام صلاة التراويح تسمى اليوم بصلاة التراويح وهي قديما تعرف بصلاة القيام برمضان كما قال عليه الصلاة والسلام ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) الآن نسأل هذا السائل هل قيام رمضان بدعة بالمعنى الذي ذكرناه آنفا ما الرسول عليه السلام جاء بها ولا تقرب إلى الله بها ولا فعله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هيهات هيهات إن هذه العبادة قيام رمضان يكفيكم في فضلها الحديث السابق ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) يضاف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قام رمضان ثلاث ليال ولابد هنا من وقفة قصيرة قيام رمضان لا يختلف عن قيام سائر ليالي السنة فكما يشرع قيام ليالي رمضان كذلك يشرع قيام ليالي كل الشهور من شعبان من رجب من جمادي ثاني جمادي أول ... الخ بفارق واحد الفارق الواحد أن قيام رمضان يمتاز على القيام في سائر ليالي السنة بأنه يشرع التجمع فيها كما هو الشأن في الفرائض أما القيام في سائر الأشهر لا يشرع فيها التداعي والتجمع لصلاة القيام جماعة هذا هو الفارق فإذن صلاة القيام فعلها الرسول عليه السلام في كل أيام أو في كل ليالي السنة وكذلك فعل في رمضان كان يصلي في بيته كما كان يصلي في كل أشهر السنة ولكن لتشريع لإرادة الله عز وجل أن يشرع لعباده هذا التكتل في قيام الليل في رمضان فقط ألهم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يخرج ويصلي في المسجد خلافا لعادته في أول رمضان وفي كل ليالي غير رمضان فلما رآه الصحابة في أول ليلة اقتدوا خلفه انتشر الخبر ثاني يوم أن الرسول صلى بالأمس الليل جماعة في المسجد فكثر الناس في الليلة الثانية وفي الليلة الثالثة غص المسجد بالمصلين إذن هذه ثلاث ليالي سن فيها النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين صلاة الجماعة في قيام رمضان فهل هذه بدعة حاشا ثم اجتمع الناس في الليلة الرابعة وانتظروا وانتظروا ما خرج الرسول عليه السلام بعض من لم يتخلق بعد بأخلاق الإسلام لأنه لم يصحب الرسول عليه السلام تلك الصحبة المديدة الطويلة المباركة ضاقوا ذرعا من بانتظار الرسول عليه السلام ليخرج عليهم فأخذوا من الحصباء وأخذوا يرمون بها باب حجرته عليه الصلاة والسلام لاشك أن هذا إخلال بالأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم عذرهم أنهم بعد ما عرفوا الآداب الإسلامية كما ينبغي فخرج عليه الصلاة والسلام مغضبا وقال ( أما إنه لم يخف علي مكانكم هذا وإني عمدا فعلت فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) ولم يعد الرسول عليه السلام خرج بعد ذلك ليصلي بالناس جماعة ثم لم يدرك عليه الصلاة والسلام بحياته المباركة رمضان التالي فقد جاءه الأجل في ربيع الأول وبويع أبو بكر الصديق كما تعلمون وعاش في خلافته سنتين ونصف تقريبا والناس يصلون في المسجد زرافات ووحدانا وهكذا شطر من خلافة عمر وكما تعلمون من حرص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على سياسة الأمة والبحث والتفتيش على مصالحها خرج يتحسس ليلة فرآهم يصلون هكذا زرافات ووحدانا فقال لو جمعناهم على إمام واحد ثم بدا له ذلك فأمر أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أن يؤم الناس الرجال وأمر رجلا آخر أن يؤم النساء ثم خرج أيضا كعادته يتتبع الأخبار فرآهم يصلون جماعة واحدة وراء إمام واحد فسر بذلك وقال تلك الكلمة التي أساء بعض الناس فهمها وضربوا بها تلك الأساطين وتلك الأدلة القاطعة في ذم كل بدعة في الدين قال نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل لفهم هذه الجملة الأخيرة ثم نعود إلى الجملة الأولى لابد من وقفة يسيرة قال نعمة البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل ماذا يقصد يشير رضي الله عنه أن قيام الليل له وقتان وقت الجواز ووقت الأفضلية وقت الجواز بعد صلاة العشاء الأفضلية آخر الليل آخر الليل بكونوا الناس نايمين ولذلك قال والتي ينامون عنها أفضل بعد هذا التوضيح ماذا يعني عمر بن الخطاب نعمت البدعة هذه أنا أقول الآن إما أن يعني ما يظن هؤلاء وأنا أقولها صراحة جهلة أولا جهلة بالأدلة التي قدمناها وثانيا جهلة باللغة العربية لأن كلمة بدعة تنقسم إلى قسمين بدعة شرعية وبدعة لغوية فالبدعة الشريعة بالتقسيم السابق إن كانت في الدين فكلها ضلالة كما سمعتم وإن كانت في الدنيا فهي تقاس بالأدلة العامة إن كانت مباحة داخلة في أدلة الإباحة فهي مباحة في التحريم فهي محرمة إلخ مثلا السنمايات هذه لاشك هذه لغة بدعة لكنها محرمة لما فيها من المفاسد الخ لكن مثلا الخبز الذي نأكله اليوم والأوائل التي يصنعون بها هذا الخبز المرقق وقديما ضربوا مثلا للبدعة المباحة المنخل لأن المنخل هذا الدقيق الذي يخرج الطحين السميد ونحوه هذا ما كانوا يعرفوه حتى السيدة عائشة لما سئلت كيف كنتم تنخلون في الشعير قالت بالنفخ وهذه طريقة بدائية موجودة في بعض القرى الفلاحين الخ فهذه يعني بدعة لغة هي كلها بدعة ولكن ليس كل ما يطلق عليه لفظة البدعة لغة تكون محرمة أو تكون ضلالة أو تكون مباحة لابد من استعمال الموازين الشرعية فإذا كانت البدعة عبادة في الدين فهي ضلالة وهذا كان موضوعنا السابق وإذا كان ليس في الدين فيقاس بالأحكام الشرعية كما ضربنا مثلا آنفا مباحا مباحا محرمة لما فيها من مخالفة الشريعة فالآن هنا ما يمكن لإنسان يفقه من العربية شيئا خاصة بعد أن عرفنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام سن للناس صلاة القيام بعامة في رمضان وغير رمضان فلا يقال أن صلاة القيام في الليل بدعة ثم سن لهم صورة خاصة التجمع الصلاة جماعة في رمضان نحن لا نقول أنها بدعة فعمر الذي عاش مع الرسول عليه الصلاة والسلام يتصور أن يسمي هذه العبادة بالبدعة حاشا لله أنا أقول كلمة لكن لست الآن بحاجة إليها خشية الاستطراد كثيرا وكثيرا الشاهد إذن إذا كان عمر يستحيل أن يسمي عبادة شرعها الله على لسان نبيه وطبقها هو بفعله أن يسميها بدعة إذن ما معنى قوله نعمت البدعة هذه هنا بقا الجواب علمنا أن الرسول ترك هذه الجماعة وعلمنا أن أبا بكر الصديق في كل خلافته ما كانوا يصلون هذه الجماعة فإذن هذا أمر كان أمراً متروكاً فلما أحيا عمر هذه السنة صارت أمراً حادثاً بالنسبة لما قبل ذلك فسماه بدعة لأن البدعة باللغة هو الشيء الحادث ولذلك فمن أسماء الله عز وجل مضافاً إليه بديع السماوات أي أوجدها بعد أن لم تكن فهكذا البدعة في اللغة هو الأمر الحادث ولكن ليس كل أمر حادث ضروري أن يكون بدعة ضلالة بل وليس كل أمر حادث ضروري أن يكون بدعة محرمة وإنما كما قلنا تطبق عليه الأحكام الشرعية ما كان بدعة في العبادة فقد أتم الله لنا النعمة كما سمعتم وما كان بدعة في غير العبادة في الدنيا حينئذ تقاس بحكم من أحكام الشريعة المعروفة وهي الخمسة فإذن هذا الذي قال ما نقلت عنه هو أولا لم يفهم معنى البدعة في اللغة وثانيا لم يقدر عمر بن الخطاب في علمه وفي صحبته لنبيه حق قدره ولذلك تصور أن عمر ابتدع في الإسلام بدعة ضلالة ولذلك ما بجوز بزعمه أن نقول كل بدعة ضلالة حاشا لله ما ابتدع عمر شيئا إطلاقا وإنما أحيا سنة وهنا يأتي الحديث السابق الذي ذكرته لكم مع الحديث الأول ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) عفوا " ما رآه المسلمون " هذا الحديث الأول " ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن " وشرحنا لكم أنه ليس حديثا مرفوعا للرسول وبينا لكم معناه لا صلة له بموضوع بدعة حسنة .
3 - إذا لم نقل بالبدعة الحسنة فما جوابكم عن قول عمر بن الخطاب ( نعم البدعة هذه ) وما الفرق بين البدعة اللغوية والبدعة الشرعية .؟ أستمع حفظ
شرح حديث: " من سن في الإسلام سنة حسنة "
الشيخ : الحديث الثاني هنا وهو ينطبق على عمر وهو قوله عليه الصلاة السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء ) فعمر الآن أحيا سنة حسنة ومن هنا نقول الاستدلال بهذا الحديث لضرب تلك الأساطين من الأدلة القاطعة في ذم كل بدعة في الدين هذا جهل كجهل ذاك الذي نسب إلى عمر أنه ابتدع القيام في صلاة التراويح جماعة لماذا لأسباب كثيرة وكثيرة جدا ولا أريد أيضا أن أطيل ولكن يكفينا الآن الإجمال قال عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) نقف هنا وفي الشطر الثاني في حديث ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة ) نقول الآن ما هو السبيل ما هو الطريق لمعرفة السنة الحسنة من السنة السيئة هذا سؤال كما يقولون يطرح نفسه الآن الجواب لابد أن يكون على وجه من وجهين اثنين لا ثالث لهما إما أن يكون العقل هو المرجع في التحسين والتقبيح وهذا مذهب المعتزلة كما هو معروف عند أهل السنة أي هم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين وهذا ضلال وأهل السنة يقول الحسن ما حسنه الله والقبيح ما قبحه الله فإذن من سن في الإسلام سنة حسنة ومن سن في الإسلام سنة سيئة نعرفه بالشرع والنتيجة ما حسنه الشرع فهو حسن وما قبحه الشرع فهو قبيح فإذن الاستدلال بهذا الحديث على ابتداع على إبداع بدعة في الإسلام ما أنزل الله بها من سلطان تحميل للحديث ما لا يتحمل ويدلكم على ذلك ولعلي أنهي الكلام والحديث كما يقال ذو شجون يدلكم على ذلك دلالة قاطعة إذا ذكرناكم بمناسبة ورود الحديث ما سبب ورود حديث من سن في الإسلام سنة حسنة جاء في صحيح مسلم متن هذا الحديث بالمناسبة التالية وهو أعني الحديث من رواية جرير بن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه قال ( كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله سلم فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمعر وجهه أي تغيرت ملامح وجهه حزنا وأسفا على ما رأى من مظاهر الفقر على هؤلاء العرب من مضر فوقف الرسول عليه السلام في الصحابة خطيبا يحضهم على الصدقة وقال في جملة ما قال قوله تعالى ( (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )) ثم قال عليه السلام ( تصدق رجل بدرهمه بديناره بصاع بره بصاع شعيره ) تصدق أي ليتصدق هذا من جمال اللغة العربية يجعل الفعل المضارع مكان الأمر تحقيقا لهذا الأمر كأنه صار أمرا واقعا تصدق رجل بدرهمه آه فما كان من الجماعة الحاضرين إلا أن قام رجل من بينهم وانطلق إلى داره ليعود وقد حمل في طرف ثوبه ما تيسر له من الصدقة فوضعها أمام الرسول عليه الصلاة والسلام وإذا الحبل جرار كما يقال الناس كل واحد بقا بقوم لبيته ويأتي بما يتيسر له من الصدقة قال جرير رضي الله عنه فاجتمع أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكوام كالجبال من الطعام والصدقة فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهلل وجهه كأنه مذهبة بالأول لما رآى فقرهم تمعر وجهه حزنا لما رآى استجابة الصحابة لأمره إياهم بالصدقة ومساعدة هؤلاء الفقراء والمساكين تنور وجهه كأنه مذهبة إيش معنى هذا الكلام المذهبة هي الفضة المطلية بالذهب يبقى لها نور يتلألأ هكذا كانت البشرة أو البشارة في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فرحا لاستجابة أصحاب الرسول عليه السلام لأمره إياهم بالصدقة فقال صلى الله عليه وآله وسلم هنا ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ..الخ الحديث الآن نحن نسأل أين البدعة في هذه الحادثة حتى نقول من سن في الإسلام أي من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة كما يزعمون هذا إبطال لهذا الحديث لغة ومناسبة الصحابة ما فعلوا بدعة الصحابي الأول ما فعل بدعة وإنما هو ائتمر بأمر النبي بل بأمر رب النبي (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )) الله أمرهم بهذه الآية فاستجاب أول من استجاب الرجل الأول ثم اتبعه الآخرون فكتب للرجل الأول أجره وأجر من اتبعه فكيف يجوز يا مسلمين يا مسلمون يا عرب ما آن لكم أن تنسوا لغتكم ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) بتفسروها من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة وليس هناك بدعة في هذه الحادثة وإنما هي الصدقة إذن معنى الحديث كما نحن نريد أن نطبقه الآن على عمر عمر أحيا سنة القيام في رمضان جماعة فكتب له أجر هذا الإحياء وفعل كل المسلمين الذين يتبعونه إلى أن تقوم الساعة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لهذا الحديث ولأمثاله كقوله عليه السلام ( من دعا إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء ) لهذا يقول العلماء أكثر الأنبياء أجرا هو نبينا صلوات الله وسلامه عليه لأنه هو السبب بفضل الله عزّ وجل أن يهتدي به الملايين البلايين من البشر الذين جاؤوا من بعده عليه الصلاة والسلام إلى أن تقوم الساعة وليس على وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله إذن السنة تعرف بالشرع فما شهد الشرع أنه سنة فهي سنة ثم ننظر شهد أنها سنة حسنة فهي حسنة شهد أنها سنة سيئة فهي سيئة فلا علاقة لهذا الحديث بمعارضة قوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) أنا الآن انتهيت من الجواب عن هذا السؤال فنسمع ما بعده وعجلوا بالخير تفضل .
نرجو من فضيلتكم بيان القياس المعتبر شرعاً .؟ ومتى يلجأ إليه .؟ (الكلام على مسألة الكلام في الصلاة هل يبطله)
السائل : شكرا لفضيلة الشيخ .
الشيخ : عفوا .
السائل : الحقيقة كنا نود أن تطف حول مسألة القياس عندما ذكرته كمصدر من مصادر الشريعة إذ أنني أرى كثيرا من المسلمين يجعلون من القياس قياسا عقليا دون الاستناد إلى أدلة شرعية أو إلى علة شرعية حين عمل القياس فأرجو من فضيلتكم الطواف حول هذه المسألة حتى يفهمها المسلمون وشكرا
الشيخ : نعم وإن كان هذا السؤال علمي ودقيق ولا يناسب الجمهور ولكن لابد لي من كلمة نحن ألمحنا في جوابنا السابق ما أدري كنت أنت قبل الصلاة هنا
السائل : كنت نعم
الشيخ : ألمحنا إلى أن القياس لا يجوز إدخاله في العبادات لأن القياس إنما شرع لحل أمور أو للإجابة عن حوادث لا يمكننا أن نجد لها نصا من كتاب الله أو من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحينئذ لابد لنا من الرجوع إلى القياس لكن الحقيقة أن هذا القياس تفرق فيه علماء المسلمين فضلا عن غيرهم إلى مذاهب كثيرة فمنهم من أنكر القياس جملة وتفصيلا وهؤلاء هم الذين يعرفون عند العلماء بأهل الظاهر وعلى رأسهم داود الأصبهاني وهذا ليس له آثار مطبوعة معروفة اليوم ويليه الإمام أبو محمد بن حزم وهذا هو حامل راية محاربة القياس تأصيلا وتفريعا وبخاصة في كتابه المعروف بالمحلى وعلى الطرف المقابل للظاهريين هؤلاء الأحناف حيث أنهم توسعوا في استعمال القياس توسعا غير مرضي عنه شرعا إطلاقا وليس فقط في توسيع دائرة التكاليف بل وفي مخالفة النصوص فمن المسائل التي كنا قرأناها إبان دراستنا لفقه آبائنا وأجدادنا الألبانيين حيث لا يعرفون الإسلام إلا أنه المذهب الحنفي قرأنا في مبطلات الصلاة أو مفسدات الصلاة الكلام عمدا أو سهوا قلنا عمدا هذا أمر متفق عليه بين علماء المسلمين المصلي يتكلم مع المصلي بجانبه أو بآخر لا يصلي فهذا كلام كما جاء في الحديث الصحيح ( لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) وهذا له مناسبة لكن كيف الكلام في الصلاة سهوا يبطلها لما رجعنا إلى الشروح وإلى الحواشي وإذا بهم يقولون الصلاة يبطلها الكلام عمدا أو سهوا قياسا على العمد قياسا على العمد هذا قياس النقيض على النقيض هذا لا ينبغي أن يقع في مثله مسلم لكن هذا قد وقع وكما قال القائل القديم : " قد كان ما قد خفت أن يكون إنا إلى الله راجعون " توسط بعض الأئمة في هذه المسألة وخير كلمة يمكنني أن أذكرها في هذه المناسبة وأجعلها عمدة القائسين المعتدلين هي كلمة الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال : " القياس ضرورة فلا يصار إلى القياس إلا إلى الضرورة "
الشيخ : عفوا .
السائل : الحقيقة كنا نود أن تطف حول مسألة القياس عندما ذكرته كمصدر من مصادر الشريعة إذ أنني أرى كثيرا من المسلمين يجعلون من القياس قياسا عقليا دون الاستناد إلى أدلة شرعية أو إلى علة شرعية حين عمل القياس فأرجو من فضيلتكم الطواف حول هذه المسألة حتى يفهمها المسلمون وشكرا
الشيخ : نعم وإن كان هذا السؤال علمي ودقيق ولا يناسب الجمهور ولكن لابد لي من كلمة نحن ألمحنا في جوابنا السابق ما أدري كنت أنت قبل الصلاة هنا
السائل : كنت نعم
الشيخ : ألمحنا إلى أن القياس لا يجوز إدخاله في العبادات لأن القياس إنما شرع لحل أمور أو للإجابة عن حوادث لا يمكننا أن نجد لها نصا من كتاب الله أو من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحينئذ لابد لنا من الرجوع إلى القياس لكن الحقيقة أن هذا القياس تفرق فيه علماء المسلمين فضلا عن غيرهم إلى مذاهب كثيرة فمنهم من أنكر القياس جملة وتفصيلا وهؤلاء هم الذين يعرفون عند العلماء بأهل الظاهر وعلى رأسهم داود الأصبهاني وهذا ليس له آثار مطبوعة معروفة اليوم ويليه الإمام أبو محمد بن حزم وهذا هو حامل راية محاربة القياس تأصيلا وتفريعا وبخاصة في كتابه المعروف بالمحلى وعلى الطرف المقابل للظاهريين هؤلاء الأحناف حيث أنهم توسعوا في استعمال القياس توسعا غير مرضي عنه شرعا إطلاقا وليس فقط في توسيع دائرة التكاليف بل وفي مخالفة النصوص فمن المسائل التي كنا قرأناها إبان دراستنا لفقه آبائنا وأجدادنا الألبانيين حيث لا يعرفون الإسلام إلا أنه المذهب الحنفي قرأنا في مبطلات الصلاة أو مفسدات الصلاة الكلام عمدا أو سهوا قلنا عمدا هذا أمر متفق عليه بين علماء المسلمين المصلي يتكلم مع المصلي بجانبه أو بآخر لا يصلي فهذا كلام كما جاء في الحديث الصحيح ( لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) وهذا له مناسبة لكن كيف الكلام في الصلاة سهوا يبطلها لما رجعنا إلى الشروح وإلى الحواشي وإذا بهم يقولون الصلاة يبطلها الكلام عمدا أو سهوا قياسا على العمد قياسا على العمد هذا قياس النقيض على النقيض هذا لا ينبغي أن يقع في مثله مسلم لكن هذا قد وقع وكما قال القائل القديم : " قد كان ما قد خفت أن يكون إنا إلى الله راجعون " توسط بعض الأئمة في هذه المسألة وخير كلمة يمكنني أن أذكرها في هذه المناسبة وأجعلها عمدة القائسين المعتدلين هي كلمة الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال : " القياس ضرورة فلا يصار إلى القياس إلا إلى الضرورة "
5 - نرجو من فضيلتكم بيان القياس المعتبر شرعاً .؟ ومتى يلجأ إليه .؟ (الكلام على مسألة الكلام في الصلاة هل يبطله) أستمع حفظ
ذكر مناقشة وقعت بين الألباني ومفتي سوريا
الشيخ : وأنا أذكر الآن نقاشا كان جرى بيني وبين أحد المذهبيين في جلسة ربما كانت تجمع ضِعف هذا الجمع المبارك مع مفتي مزة هناك في سوريا هو يظل مذهبيا ويأبى علينا أن يتجاوب معنا في الرجوع إلى أدلة الكتاب والسنة لحل مشاكل الأمة التي هي دائما في تجدد مستمر فكان من حديثي معه يا شيخ من أين نأخذ الجواب عن بعض المسائل التي تقع ولا تزال تقع ولم تكن قد وقعت من قبل إلا بالاجتهاد قال مثل ماذا قلت له مثلا ماذا تقول في الصلاة في الطائرة هل تجوز أم لا قال بكل جرأة نعم قلت له ما هو الدليل وهو مفتي مفتي البلد الذي أنا أتباحث معه فيها قال قياسا على الصلاة في السفينة قلت ما هو الجامع بين المقيس والمقاس عليه قال الصلاة في السفينة متصلة بالأرض بواسطة الماء والصلاة في الطائرة متصلة أيضا بالأرض بالهواء قلت حسن ولكنك أنت الآن ما شعرت بأنك اجتهدت قال كيف قلت القياس آخر الأدلة الأربعة قلنا آنفا القرآن السنة الإجماع القياس فالذي يحسن أن يقيس معناه اجتهد فأنت تنكر الاجتهاد ثم تقع فيما تنكر على أنك قد أصبت في اجتهادك وأخطأت قال كيف قلت لا أرى أن أخطأت بالنسبة للأدلة التي أنت ذكرت منها الصلاة في السفينة وهذا حديث صحيح لكنك خالفت مذهبك قال كيف قلت جاء في شرح الرافعي للوجيز لو أن رجلا شوفوا القياس بقا لو أن رجلا صلى في أرجوحة ليست معلقة بالسقف ولا مدعمة من الأرض فصلاته باطلة وهذه هي الطائرة خاصة التي تسمى اليوم بالهلوكوبتر تقف هكذا لا هي معلقة بالسقف ولا هي مدعمة من الأرض فعلى مذهبك وجمودك على المذهب لازم تقول أن الصلاة في الطائرة باطلة قال أنا ما وقفت على هذا النص قلت له من علم حجة على من لم يعلم وقد دللتك على المصدر فالشاهد بارك الله فيك فيما نحن بحاجه إليه من العبادات لسنا بحاجة إلى القياس إطلاقا ولكن كما قال الإمام الشافعي القياس ضرورة فنلجأ إلى القياس لرفع هذه الضرورة وإلا نحن في غنى عنه هاتوا غيره شو عندكم ولا نمشي .
المبتدع الذي يؤم الناس فنصح فلم يرتدع ويرعوِ فهل الصلاة خلفه جائزة وهل يفرق في هذا بين المبتدع الذي بدعته مكفرة والذي بدعته غير مكفرة.؟
السائل : أولا جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به
الشيخ : وإياك يا أخي .
السائل : وأود أن أسأل ما أمر الإمام المبتدع الذي يؤم الناس وهو دائما مهما نقوم بالنصح له لا يسمع بل يبغضنا ويحقد علينا فهل يجوز الصلاة خلفه أم لا أم تختلف البدعة من حيث كونها أيا كانت يعني .
الشيخ : يعني من حيث كونها مكفرة أو غير مكفرة ؟
السائل : أو مكفرة أو غير مكفرة جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : أولا ما أدري بالنسبة أنت كسائل كنت في الجلسة السابقة حينما تكلمنا عن الشيعة وأنه لا يجوز مبادرة المسلم إلى تكفير الشيعة أو غيرهم بالكوم .
السائل : تمام تمام .
الشيخ : تذكر .
السائل : نعم .
الشيخ : آه فمن باب أولى لا يجوز أن نكفر من على الأقل محسوب أنه منا وفينا من أهل السنة والجماعة إلا إذا رأينا منه كفرا صريحا بواحا وبخاصة يا أخي نحن نعيش كما أظن يعني يتجلى لك من الجلسة السابقة وهذه الجلسة ونرجوا أن نتمكن من جلسة أو جلسات أخرى والأمر بيد الله عز وجل تفهم جيدا أن الناس كما قال رب العالمين (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) ولذلك لا يجوز للمسلم أن يبادر إلى تكفير فرد من أفراد المسلمين ما دام أنه يصلي وأنت الآن أن توجه السؤال عن إمام يصلي بالناس إذن قد جاء في الحديث الصحيح ولذلك نحن نحض الشباب المسلم على دراسة السنة وكل من لا يدرسون السنة يكونون في ضلال لكن النسبة تختلف تماما جاء في السنة الصحيحة ( نهيت عن قتل المصلين ) ترى هل نستطيع أن نفهم وأن نتفقه في هذا النص نهيت عن قتل المصلين أليس من القياس الأولوي أن نقول نهيت عن تكفير المسلمين هذا قياس أولوي هذا كقوله تعالى (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما )) إلى آخر الآية فهل يجوز ضرب الولد لأبيه بكف من باب أولى لا يجوز ما دام أف حرام فالضرب بكف أشد إيذاءا من أف هذا اسمه قياس أولا وهذا لا ينكره أحد حتى ابن حزم يقع أحيانا في القول في مثل هذا القياس مع أنه ينكره جملة وتفصيلا الشاهد فإذا صح وقد صح قوله عليه الصلاة والسلام ( نهيت عن قتل المصلين ) إذن من باب أولى نهيت عن تكفير المسلمين ولكن حينما نرى لا سمح الله من مصلي سواء كان إماما أو ليس إماما كفرا صريحا وهذا الحقيقة يحتاج إلى بحث خاص حينئذ لعل الصواب أن أقول بل وحينئذ لا يجوز تكفيره حتى لو رأينا منه كفرا بواحا وإنما بعد إقامة الحجة عليه بعد إقامة الحجة عليه ثم لم ينزجر ولم يرتدع حينئذ لا تصلي خلفه ولا يجوز أن تعامله على اعتباره مسلما أما عامة المصلين الآن من الأئمة أو من المقتدين فهم على الأصل مسلمون ولا يجوز تكفيرهم أما الصلاة فمهما كانت صلاته لا تعجبك سواء أنت أصبت أم أخطأت فصلاتك خلفه صحيحة أي لنفترض هو المخطئ في صلاته هو المخطئ في بدعته وأنت المصيب في حكمك عليه بأنه مبتدع ولكن ما كفرته والحمد لله مع هذا صلاتك خلفه صحيحة هذا الجواب لا تأخذه من كتب المذاهب أبدا لو أنك درست مذهبا من المذاهب المتبعة اليوم كالحنفي والشافعي لانفرط عقد جماعة المسلمين ولأصاب المسلمين اليوم كما أصابهم قبل قرون هذه مآسي وقعت في التاريخ الإسلامي القديم لقد جاء أن أحد المتعصبة ولا أريد أن أسمي المذهب مر بمسجد يصلي فيه مسلمون على خلاف مذهبه هو فقال أما آن لهذه الكنيسة أن تغلق أبوابها مسجد يصلي فيه المسلمون على مذهب من المذاهب الأربعة مو الشيعة ولا خوارج ولا زيدية ولا ولا الخ من المذاهب الأربعة فقال هذا المتعصب في حق هذا المسجد أما آن لهذه الكنيسة أن تغلق أبوابها وكذلك قال أحدهم وهو قاض يحكم بالشرع في زعمه .
الشيخ : وإياك يا أخي .
السائل : وأود أن أسأل ما أمر الإمام المبتدع الذي يؤم الناس وهو دائما مهما نقوم بالنصح له لا يسمع بل يبغضنا ويحقد علينا فهل يجوز الصلاة خلفه أم لا أم تختلف البدعة من حيث كونها أيا كانت يعني .
الشيخ : يعني من حيث كونها مكفرة أو غير مكفرة ؟
السائل : أو مكفرة أو غير مكفرة جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : أولا ما أدري بالنسبة أنت كسائل كنت في الجلسة السابقة حينما تكلمنا عن الشيعة وأنه لا يجوز مبادرة المسلم إلى تكفير الشيعة أو غيرهم بالكوم .
السائل : تمام تمام .
الشيخ : تذكر .
السائل : نعم .
الشيخ : آه فمن باب أولى لا يجوز أن نكفر من على الأقل محسوب أنه منا وفينا من أهل السنة والجماعة إلا إذا رأينا منه كفرا صريحا بواحا وبخاصة يا أخي نحن نعيش كما أظن يعني يتجلى لك من الجلسة السابقة وهذه الجلسة ونرجوا أن نتمكن من جلسة أو جلسات أخرى والأمر بيد الله عز وجل تفهم جيدا أن الناس كما قال رب العالمين (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) ولذلك لا يجوز للمسلم أن يبادر إلى تكفير فرد من أفراد المسلمين ما دام أنه يصلي وأنت الآن أن توجه السؤال عن إمام يصلي بالناس إذن قد جاء في الحديث الصحيح ولذلك نحن نحض الشباب المسلم على دراسة السنة وكل من لا يدرسون السنة يكونون في ضلال لكن النسبة تختلف تماما جاء في السنة الصحيحة ( نهيت عن قتل المصلين ) ترى هل نستطيع أن نفهم وأن نتفقه في هذا النص نهيت عن قتل المصلين أليس من القياس الأولوي أن نقول نهيت عن تكفير المسلمين هذا قياس أولوي هذا كقوله تعالى (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما )) إلى آخر الآية فهل يجوز ضرب الولد لأبيه بكف من باب أولى لا يجوز ما دام أف حرام فالضرب بكف أشد إيذاءا من أف هذا اسمه قياس أولا وهذا لا ينكره أحد حتى ابن حزم يقع أحيانا في القول في مثل هذا القياس مع أنه ينكره جملة وتفصيلا الشاهد فإذا صح وقد صح قوله عليه الصلاة والسلام ( نهيت عن قتل المصلين ) إذن من باب أولى نهيت عن تكفير المسلمين ولكن حينما نرى لا سمح الله من مصلي سواء كان إماما أو ليس إماما كفرا صريحا وهذا الحقيقة يحتاج إلى بحث خاص حينئذ لعل الصواب أن أقول بل وحينئذ لا يجوز تكفيره حتى لو رأينا منه كفرا بواحا وإنما بعد إقامة الحجة عليه بعد إقامة الحجة عليه ثم لم ينزجر ولم يرتدع حينئذ لا تصلي خلفه ولا يجوز أن تعامله على اعتباره مسلما أما عامة المصلين الآن من الأئمة أو من المقتدين فهم على الأصل مسلمون ولا يجوز تكفيرهم أما الصلاة فمهما كانت صلاته لا تعجبك سواء أنت أصبت أم أخطأت فصلاتك خلفه صحيحة أي لنفترض هو المخطئ في صلاته هو المخطئ في بدعته وأنت المصيب في حكمك عليه بأنه مبتدع ولكن ما كفرته والحمد لله مع هذا صلاتك خلفه صحيحة هذا الجواب لا تأخذه من كتب المذاهب أبدا لو أنك درست مذهبا من المذاهب المتبعة اليوم كالحنفي والشافعي لانفرط عقد جماعة المسلمين ولأصاب المسلمين اليوم كما أصابهم قبل قرون هذه مآسي وقعت في التاريخ الإسلامي القديم لقد جاء أن أحد المتعصبة ولا أريد أن أسمي المذهب مر بمسجد يصلي فيه مسلمون على خلاف مذهبه هو فقال أما آن لهذه الكنيسة أن تغلق أبوابها مسجد يصلي فيه المسلمون على مذهب من المذاهب الأربعة مو الشيعة ولا خوارج ولا زيدية ولا ولا الخ من المذاهب الأربعة فقال هذا المتعصب في حق هذا المسجد أما آن لهذه الكنيسة أن تغلق أبوابها وكذلك قال أحدهم وهو قاض يحكم بالشرع في زعمه .
اضيفت في - 2004-08-16