تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " من غير إلحاد لا في أسمائه ولا في آياته ". حفظ
الشيخ : طيب يقول : " وينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد لا في أسمائه ولا في آياته " إلحاد ، كلمة إلحاد مصدر الفعل ألحد ، ومعنى ألحد ولحد أي مال ، ومنه اللحد ، لحد القبر لأنه مائل عن وسطه ، أو ما تعرفون لحد القبر .؟ مائل إلى جانب منه ، فالإلحاد معناه الميل.
ويقول المؤلف إن الإلحاد يكون في أمرين : في الأسماء وفي الآيات ، أرجو الانتباه . الإلحاد في الأسماء الميل بها عما يجب ، هذا هو الإلحاد في الأسماء ، وقسموه إلى أقسام ، ولكن لا حاجة بنا إلى ذكر الأقسام لأن هذا شيء قد درستموه من قبل ، ولكننا نعطي الآن القاعدة العامة ، ومن أراد أن يقف على هذا فليراجع بدائع الفوائد لابن القيم في أنواع الإلحاد في الأسماء فإنه بسط القول فيه ، وذكر أنه أربعة أنواع ، ولكن كما قلت لكم الكتاب طويل ، ونخشى أن تأتينا مباحث أهم من هذا الموضوع ، على كل حال الإلحاد الميل بأسماء الله عن .؟ الميل عما يجب .
طيب والذي يجب في أسماء الله تعالى إثبات الاسم ، وإثبات الصفة التي دل عليها ، وإثبات الأثر ، وأن لا يسمي الله بغير ما سمى به نفسه ، كل هذا يجب في أسماء الله عز وجل ، نعم الإلحاد في آيات الله أولا نقسم الآيات ، لأن الآيات جمع آية ، وهي لغة العلامة ، وشرعاً كل ما يدل على ذات الله وصفاته فهو آية .
الأخ قل لي الآية لغة .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، على ذات الله وأسمائه وصفاته ، طيب استرح ، الآيات إذا هذا تعريفها ، أما هي فنوعان آيات شرعية وآيات كونية ، فالآيات الشرعية ما جاءت به الرسل ، والآيات الكونية هي المخلوقات ، كل المخلوقات آيات كونية تدل على وجود الخالق وعلمه وحكمته إلى آخره (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنزلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ )) وش بعده .؟ (( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )) [الطلاق: 12] . يعني إذا رأيتم هذه السموات والأرضين وتنزل الأمر بينهن علمتم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما .
(( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ )) [فصلت: 37]. فالحاصل أن الآيات تنقسم إلى قسمين : آيات شرعية وآيات كونية ، فالآيات الشرعية ما جاءت بها الرسل ، والآيات الكونية هذه المخلوقات، نعم طيب الإلحاد في الآيات الشرعية أخ ، ما هي الآيات الشرعية .؟
أرجو أن تنتبهوا قبل أن نبدأ ، يعني المدرس في الفصل بمنزلة الحاكم في البلد ، وهذا خبر لا أقصده عليكم ، والحاكم في البلد يجوز أن يعزر من لم يقم بالواجب بما يراه رادعا ، هذه قضيتين ، المدرس في الفصل كالحاكم في البلد ، الحاكم في البلد يجوز أن يعزر من أهمل الواجب ... بما يقوّمه ، التعزير يختلف ، تعزير الصبيان يجب ... تمام التعزير الذي ينبغي في أمثالكم .؟ نعم كيف .؟
الطالب : ... .
الشيخ : عدم إيش السؤال ، الأخ الآن أقمته بلحظة ما تكلمت بالكلام ولم يجب ، ومع ذلك ... معنى ذلك أنه حاضر بالجسم ولم يحضر بالقلب، ونحن نفيدكم يا جماعة أن العلم إذا ما أشغل الإنسان فكره وعقله وبدنه فيه ما يحصل منه شيء ، وأنتم الآن في المرحلة الجامعية ما أنتم في المرحلة الثانوية ولا المتوسطة ولا الابتدائية ، المرحلة الجامعية مهمة ، وأنا ما أريد منكم إذا تخرجتم بكرة من هذا القسم التوحيد الواحد منكم ما يعرف يجاوب ، استرح يا أخي وراجع ، خليك مع المذاكرة .
طيب نقول الآيات شرعية وكونية ، الشرعية ما جاءت به الرسل والكونية هي .؟ مخلوقات الله ، مخلوقات الله كلها تدل على الله ، وش معنى تدل عليه .؟ معناه أنها تعجز البشر ، هذا معنى دلالتها على الله ، ما يقدروا أن يأتوا بمثلها ، لأنهم لو قدروا أن يأتوا بمثلها ما كان آية ، لأن الآية العلامة الفارقة ، أو لا .؟ والعلامة الفارقة تختص بمن هي علامة عليه .؟ أليس كذلك .؟
الطالب : بلى .
الشيخ : إذا ما معنى آيات الله .؟ أنها تعجز البشر كل المخلوقات الآن تعجز البشر : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ )) الله يقول لنا استمعوا له : (( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا )) وش بعده .؟ (( وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) هذا في الآيات الكونية، ما يستطيعون أن يخلقوا أدنى شيء (( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) [الحج: 73]،
في الآيات الشرعية : (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ )) [الإسراء: 88] مفهوم .؟
إذا تبيّن لك وجه الآية أنها علامة فارقة بين من يخلق ومن لا يخلق ، واضح إذا الآيات الكونية هي المخلوقات لأنها علامة على الخالق ، ولا حاجة إلى التفصيل لأن الذين يقرؤون التشريح في الأجسام الحية يمكن عندهم من العلم بهذا أكثر عندنا ، وكذلك الذين يقرؤون في الفلك وفي الأرض وغيرها يمكن يعرفون من هذه الآيات أكثر مما نعرف .
في الآيات الشرعية ما أحد يستطيع أن يأتي بمثل آيات الله الشرعية ، كلامه من جهة النظم ومن جهة الأسلوب ، ومن جهة التأثير ، ومن جهة التشريع والتنظيم للخلق الذي تقوم به المصالح ما أحد يستطيع أن يأتي بمثله أبداً ، فعلى هذا نقول الآيات الكونية والشرعية فهمناها زين أو لا .؟ كيف الإلحاد فيها ؟؟
الإلحاد في الآيات الشرعية هو أولا يكون إما بالتكذيب ، مثل ما فعل المشركون حيث كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإما بالتحريف ، يؤمن بها لكن يحرفها ، لأن التحريف ميل ، فهو إلحاد كما فعل قوم موسى ، وكما فعل المبتدعة من هذه الأمة من الجهمية وغيرهم ، وإما بالمخالفة والعصيان ، وعلى هذا فكل عاص ملحد ، خلافا لما نفهم في لغتنا الآن أو في عرفنا أن الملحد هو الكافر المطلق، لكن حقيقة الأمر أن الإلحاد حتى يكون بالمعاصي (( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) [ الحج : 25 ] .
إذاً الإلحاد في الآيات الشرعية يكون بأمور ثلاثة ، وهي :
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ، ثانيا ، وثالثا المخالفة . المخالفة إما بترك المأمور أو بفعل المحظور .
وعلى هذا فالفاسق ملحدون لأنهم مائلون عن ما يجب عليهم في هذه الآيات الشرعية ، أفهمتم الآن أو لا .؟ الإلحاد في الآيات الشرعية يكون بواحد من أمور ثلاثة : إما تكذيبها أو مخالفتها أو تحريفها ، هذا هو الإلحاد في الآيات الشرعية .
الإلحاد في الآيات الكونية يكون بأمور أيضا :
أولا : إنكار أن الله هو الخالق مثل ما يوجد من بعض الملاحدة يقولون إن الطبيعة هي التي تتفاعل وتكون هذه الأشياء ، وليس لها خالق .
2. أو بإضافتها إلى غير الله . فهمتم أو لا .؟ بإنكار خلق الله لها أو إضافتها إلى غيره ، بإنكار خالق لها مطلقا أو إضافتها إلى غير الله .
3. أو اعتقاد أن لله تعالى فيها شريكاً أو معيناً ، هذا هو الإلحاد في الآيات الكونية ، يكون أيضا بكم وجه .؟
الطالب : ثلاثة .؟
الشيخ : بإنكار أن الله هو الذي خلقها وأوجدها ، باعتقاد أن لله تعالى فيها شريكاً أو معيناً . بثلاثة أشياء أيضا الإلحاد في الآيات الكونية .