تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فهذا أصل عظيم على المسلم أن يعرفه ; فإنه أصل الإسلام الذي يتميز به أصل الإيمان من أهل الكفر وهو الإيمان بالوحدانية والرسالة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . وقد وقع كثير من الناس في الإخلال بحقيقة هذين الأصلين أو أحدهما مع ظنه أنه في غاية التحقيق والتوحيد والعلم والمعرفة . فإقرار المشرك بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه : لا ينجيه من عذاب الله إن لم يقترن به إقراره بأنه لا إله إلا الله فلا يستحق العبادة أحد إلا هو ; وأن محمدا رسول الله فيجب تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر فلا بد من الكلام في هذين الأصلين :
الْأَصْلُ الْأَوَّلُ : تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ عَنْ الْمُشْرِكِينَ كَمَا تَقَدَّمَ بِأَنَّهُمْ أَثْبَتُوا وَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ يَدْعُونَهُمْ وَيَتَّخِذُونَهُمْ شُفَعَاءَ بِدُونِ إذْنِ اللَّهِ قَالَ تَعَالَى : (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) فَأَخْبَرَ أَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا هَؤُلَاءِ شُفَعَاءَ مُشْرِكُونَ وَقَالَ تَعَالَى عَنْ مُؤْمِنِ يس : (( وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ إنِّي إذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ )) فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ شُفَعَائِهِمْ أَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ فِيهِمْ شُرَكَاءُ ، وَقَالَ تَعَالَى : (( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) وَقَالَ تَعَالَى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )) ". حفظ
الطالب : " فَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَعْرِفَهُ ، فَإِنَّهُ أَصْلُ الْإِسْلَامِ الَّذِي يَتَمَيَّزُ بِهِ أَصْلُ الْإِيمَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَهُوَ الْإِيمَانُ بالوحدانية وَالرِّسَالَةِ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ . وَقَدْ وَقَعَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فِي الْإِخْلَالِ بِحَقِيقَةِ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ أَوْ أَحَدِهِمَا مَعَ ظَنِّهِ أَنَّهُ فِي غَايَةِ التَّحْقِيقِ وَالتَّوْحِيدِ وَالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ .".
الشيخ : " مَعَ ظَنِّهِ أَنَّهُ " الضمير يعود على نفس الضال هذا ، يظن أنه في غَايَةِ التَّحْقِيقِ وَالتَّوْحِيدِ وَكمال الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ ، ومع ذلك فهو جاهل ، كما مر قريبا في تعريف التوحيد عند هؤلاء المتكلمين الذين يزعمون أنهم هم أهل التوحيد ، وقد عرفتم ما يدخل في مسمى التوحيد عندهم من الضلالات والكفر .
الطالب : " فَإِقْرَارُ المرء بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ وَخَالِقُهُ : لَا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ " .
الطالب : " فَإِقْرَارُ الْمُشْرِكِ ".
الشيخ : الْمُشْرِكِ عندك .؟
الطالب : " فَإِقْرَارُ المرء بِأَنَّ اللَّهَ " .
الشيخ : يعني عندك المرء بدل المشرك ، هذا صحيح : " فَإِقْرَارُ المرء ".
الطالب : " فَإِقْرَارُ المرء بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ وَخَالِقُهُ لَا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ إنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بِهِ إقْرَارُهُ بِأَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، فَلَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ أَحَدٌ إلَّا هُوَ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَيَجِبُ تَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ وَطَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ فَلَا بُدَّ مِنْ الْكَلَامِ فِي هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ : " .
الشيخ : طيب على رأي المتكلمين إذا أقر الإنسان بأن الله ربه وخالقه ومليكه ، وأنه متصف بالصفات التي لا شبيه له فيها على زعمهم ، ويفسرون أيضا لا شبيه بحسب ما يرون ، وأنه واحد لا قسيم له في ذاته ، على رأيهم يكون موحدا ناجيا من عذاب الله ، وهذا ليس بصحيح ، المشركون يقرون بأكثر مما أقر به هؤلاء ، يقرون بالله وبخلقه وبعموم مشيئته وقدرته ، وهؤلاء لم يكونوا موحدين بل قاتلهم الرسول عليه الصلاة والسلام .
الطالب : " الْأَصْلُ الْأَوَّلُ تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ عَنْ الْمُشْرِكِينَ كَمَا تَقَدَّمَ بِأَنَّهُمْ أَثْبَتُوا وَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ يَدْعُونَهُمْ وَيَتَّخِذُونَهُمْ شُفَعَاءَ بِدُونِ إذْنِ اللَّهِ قَالَ تَعَالَى : (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) وَقَالَ تَعَالَى عَنْ مُؤْمِنِ يس " .
الشيخ : " فَأَخْبَرَ أَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا هَؤُلَاءِ شُفَعَاءَ مُشْرِكُونَ " عنك هذه .؟
الطالب : ما عندنا .
الشيخ : طيب ما تضر في الحقيقة ، لكن عندنا في النسخة هذه صحيحة .
الطالب : " وَقَالَ تَعَالَى عَنْ مُؤْمِنِ يس " .
الشيخ : أنا عندي : عَنْ مُؤْمِنِ سن ، هذه غلط ، لو كان خلاه ياسين حسب النطق لا بأس ، لكن كونه يكتبه بالحروف ثم يحط نون خطأ .
الطالب : " (( وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ إنِّي إذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ))" .
الشيخ : عندنا تكميل الآية ولا بأس ما يخالف : " (( لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ )) ".
الطالب : " وَقَالَ تَعَالَى : (( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ... )) ".
الشيخ : اصبر : " فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ شُفَعَائِهِمْ أَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ فِيهِمْ شُرَكَاءُ " هذه ما هي عندك .؟
الطالب : لا .
الشيخ : طيب ما يخالف .
الطالب : " وَقَالَ تَعَالَى : (( ... قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ ... )) . " .
الشيخ : عندنا آية : " وَقَالَ تَعَالَى : (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي ... )) ". ممكن عندك تقديم وتأخير .؟
الطالب : ما عندنا .
الشيخ : طيب الذي عندنا صواب : " وَقَالَ تَعَالَى : (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) ".
الطالب : " وَقَالَ تَعَالَى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )) ".
الشيخ : المهم الآن ، عندنا كل الآيات هذه فيها أن الشفاعة لا يمكن أن تقع إلا بشرطين :
أحدهما : أن يأذن الله .
الثاني : أن يرضى الله .
يرضى عن من .؟ يرضى الشفاعة ، عن الشفاع والمشفوع له :
(( إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) فلا بد من هذين الشرطين في الشفاعة المذكورة في الآية : (( إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) فهؤلاء المشركون الذين زعموا أن أصنامهم شفعاء ، نقول لهم : إن أصنامكم لا تنفعكم ، لأن الله تعالى لم يرض بذلك ولم يأذن ولن يأذن أيضاً بهذه الأصنام التي تعبد أن تشفع .
بل قال تعالى : (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم )) ومن كان حصبا لجهنم هل يمكن أن يشفع .؟ إذا كان هو لا ينجي نفسه فكيف ينجي غيره .؟!
إذاً هذه الأصنام التي اتخذوها وأرادوا أن تكون وسيلة إلى ربهم لا تنفعهم ، أيضاً من اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم شفيعاً بينه وبين الله وصار يدعو رسول الله عليه الصلاة والسلام أو اتخذ علي بن أبي طالب شفيعاً عند الله فإن ذلك لا ينفعه . لأنه لا تتحقق فيه الشروط ، وهي : إذن الله ورضاه سبحانه وتعالى ، لأننا نعلم أن الله لن يرضى أن أحدا يشفع بدون إذنه ، ولن يأذن لمشرك أن تكون له الشفاعة من أي أحد كان !، حتى ولا من الأنبياء لا يشفعون له .
وفي الآية الأخيرة قوله تعالى : (( قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيها من شرك وما له منه من ظهير عنده )) قطع الله سبحانه وتعالى جميع الأسباب التي يتعلق بها هؤلاء :
- (( لا يملكون مثقال ذرة )) استقلالا .
- (( وما لهم فيهما من شرك )) شركة يعني : ولا مشاركة مع الله في ملكه .
- (( وما له )) أي لله (( منهم )) مما يدعون من دون الله (( من ظهير )) من معين ، أيضا نفى أن تكون هذه الأصنام معينة لله ، يعني وليس لها حتى ولا إعانة في ما يخلق الله عز وجل ، فبقي الشفاعة هل تشفع أو لا .؟ (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) وهؤلاء لن يؤذن لهم ، فنفى الله عزّ وجل جميع علق المشركين الذين تعلقوا بهذه الأصنام ، بأن هذه الأصنام ليس لها حق في ملكوت السموات والأرض لا استقلالاً ولا مشاركة ولا مساعدة ولا شفاعة .
الطلب : الإذن لمن يكون .؟
الشيخ : للشافع ، والرضا للجميع للشافع والمشفوع له ، لأنه ما يمكن يأذن للشافع إلا بعد رضاه ، ولا يأذن له أن يشفع لأحد إلا لمن ارتضى مثل ما قال الله تعالى .
الطالب : ... .
الشيخ : إذا ظن أو اعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم يستجيب دعاءه فإنه كفر ، شرك ، الرسول صلى الله عليه وسلم ما يملك لنفسه شيئا : (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله )) ... .
الطالب : ... .
الشيخ : هو لا يشاء إلا بالشرطين ، لأنه اعلمنا أنه سبحانه وتعالى لا تحصل الشفاعة إلا بهذين الشرطين ، إذا فلو شاءها مع تخلف أحد منهما لكان خبره .؟
أخبر أنه لا يمكن الشفاعة إلا بشرطين ، لو أنه شاءها مع تخلف واحد منهما صار خبره .؟ صار كذبا ، ولا يمكن أن يكون خبر الله كاذبا ، فمشيئة الله للشفاعة ما تكون إلا إذا وجد الشرطان .
الطالب : " قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ : كَانَ قَوْمٌ يَدْعُونَ الْعُزَيْرَ وَالْمَسِيحَ وَالْمَلَائِكَةَ فَأَنْزَلَ اللّهُ هَذِهِ الْآيَةَ يُبَيِّنُ فِيهَا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ يَتَقَرَّبُونَ إلَى اللَّهِ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ " .
الشيخ : (( أولئك الذين يدعون )) أين خبر أولئك .؟ (( يبتغون إلى ربهم الوسيلة )) يعني هم أنفسهم يبغون إلى ربهم الوسيلة ، فكيف تتخذونهم أنتم وسائل ووسائط ويرجون رحمته ويخافون عذابه، إذا كان هم يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ويطلبون الوسيلة ، فكيف أنتم تتخذونهم وسائط .؟! هذا المعنى .
الطالب : يقصد هذه الآية : (( قل ادعوا الذين زعمتم )) . الملائكة والأنبياء .؟
الشيخ : لا ، آخر الآية : (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة )) .
الطالب : ... .
الشيخ : كشفه بدون أن يتحول إلى غيره ، تحويل يحوله من زيد إلى عمرو ، والكشف ... نهائيا ، دعا النبي صلى الله عليه وسلم أن ينقل حمى المدينة إلى الجحفة ، هذا واش يصير .؟ هذا تحويل ، وإذا قلت : اللهم اشفني ، هذا كشف .
الشيخ : " مَعَ ظَنِّهِ أَنَّهُ " الضمير يعود على نفس الضال هذا ، يظن أنه في غَايَةِ التَّحْقِيقِ وَالتَّوْحِيدِ وَكمال الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ ، ومع ذلك فهو جاهل ، كما مر قريبا في تعريف التوحيد عند هؤلاء المتكلمين الذين يزعمون أنهم هم أهل التوحيد ، وقد عرفتم ما يدخل في مسمى التوحيد عندهم من الضلالات والكفر .
الطالب : " فَإِقْرَارُ المرء بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ وَخَالِقُهُ : لَا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ " .
الطالب : " فَإِقْرَارُ الْمُشْرِكِ ".
الشيخ : الْمُشْرِكِ عندك .؟
الطالب : " فَإِقْرَارُ المرء بِأَنَّ اللَّهَ " .
الشيخ : يعني عندك المرء بدل المشرك ، هذا صحيح : " فَإِقْرَارُ المرء ".
الطالب : " فَإِقْرَارُ المرء بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ وَخَالِقُهُ لَا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ إنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بِهِ إقْرَارُهُ بِأَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، فَلَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ أَحَدٌ إلَّا هُوَ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَيَجِبُ تَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ وَطَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ فَلَا بُدَّ مِنْ الْكَلَامِ فِي هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ : " .
الشيخ : طيب على رأي المتكلمين إذا أقر الإنسان بأن الله ربه وخالقه ومليكه ، وأنه متصف بالصفات التي لا شبيه له فيها على زعمهم ، ويفسرون أيضا لا شبيه بحسب ما يرون ، وأنه واحد لا قسيم له في ذاته ، على رأيهم يكون موحدا ناجيا من عذاب الله ، وهذا ليس بصحيح ، المشركون يقرون بأكثر مما أقر به هؤلاء ، يقرون بالله وبخلقه وبعموم مشيئته وقدرته ، وهؤلاء لم يكونوا موحدين بل قاتلهم الرسول عليه الصلاة والسلام .
الطالب : " الْأَصْلُ الْأَوَّلُ تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ عَنْ الْمُشْرِكِينَ كَمَا تَقَدَّمَ بِأَنَّهُمْ أَثْبَتُوا وَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ يَدْعُونَهُمْ وَيَتَّخِذُونَهُمْ شُفَعَاءَ بِدُونِ إذْنِ اللَّهِ قَالَ تَعَالَى : (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) وَقَالَ تَعَالَى عَنْ مُؤْمِنِ يس " .
الشيخ : " فَأَخْبَرَ أَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا هَؤُلَاءِ شُفَعَاءَ مُشْرِكُونَ " عنك هذه .؟
الطالب : ما عندنا .
الشيخ : طيب ما تضر في الحقيقة ، لكن عندنا في النسخة هذه صحيحة .
الطالب : " وَقَالَ تَعَالَى عَنْ مُؤْمِنِ يس " .
الشيخ : أنا عندي : عَنْ مُؤْمِنِ سن ، هذه غلط ، لو كان خلاه ياسين حسب النطق لا بأس ، لكن كونه يكتبه بالحروف ثم يحط نون خطأ .
الطالب : " (( وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ إنِّي إذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ))" .
الشيخ : عندنا تكميل الآية ولا بأس ما يخالف : " (( لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ )) ".
الطالب : " وَقَالَ تَعَالَى : (( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ... )) ".
الشيخ : اصبر : " فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ شُفَعَائِهِمْ أَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ فِيهِمْ شُرَكَاءُ " هذه ما هي عندك .؟
الطالب : لا .
الشيخ : طيب ما يخالف .
الطالب : " وَقَالَ تَعَالَى : (( ... قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ ... )) . " .
الشيخ : عندنا آية : " وَقَالَ تَعَالَى : (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي ... )) ". ممكن عندك تقديم وتأخير .؟
الطالب : ما عندنا .
الشيخ : طيب الذي عندنا صواب : " وَقَالَ تَعَالَى : (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) ".
الطالب : " وَقَالَ تَعَالَى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )) ".
الشيخ : المهم الآن ، عندنا كل الآيات هذه فيها أن الشفاعة لا يمكن أن تقع إلا بشرطين :
أحدهما : أن يأذن الله .
الثاني : أن يرضى الله .
يرضى عن من .؟ يرضى الشفاعة ، عن الشفاع والمشفوع له :
(( إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) فلا بد من هذين الشرطين في الشفاعة المذكورة في الآية : (( إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) فهؤلاء المشركون الذين زعموا أن أصنامهم شفعاء ، نقول لهم : إن أصنامكم لا تنفعكم ، لأن الله تعالى لم يرض بذلك ولم يأذن ولن يأذن أيضاً بهذه الأصنام التي تعبد أن تشفع .
بل قال تعالى : (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم )) ومن كان حصبا لجهنم هل يمكن أن يشفع .؟ إذا كان هو لا ينجي نفسه فكيف ينجي غيره .؟!
إذاً هذه الأصنام التي اتخذوها وأرادوا أن تكون وسيلة إلى ربهم لا تنفعهم ، أيضاً من اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم شفيعاً بينه وبين الله وصار يدعو رسول الله عليه الصلاة والسلام أو اتخذ علي بن أبي طالب شفيعاً عند الله فإن ذلك لا ينفعه . لأنه لا تتحقق فيه الشروط ، وهي : إذن الله ورضاه سبحانه وتعالى ، لأننا نعلم أن الله لن يرضى أن أحدا يشفع بدون إذنه ، ولن يأذن لمشرك أن تكون له الشفاعة من أي أحد كان !، حتى ولا من الأنبياء لا يشفعون له .
وفي الآية الأخيرة قوله تعالى : (( قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيها من شرك وما له منه من ظهير عنده )) قطع الله سبحانه وتعالى جميع الأسباب التي يتعلق بها هؤلاء :
- (( لا يملكون مثقال ذرة )) استقلالا .
- (( وما لهم فيهما من شرك )) شركة يعني : ولا مشاركة مع الله في ملكه .
- (( وما له )) أي لله (( منهم )) مما يدعون من دون الله (( من ظهير )) من معين ، أيضا نفى أن تكون هذه الأصنام معينة لله ، يعني وليس لها حتى ولا إعانة في ما يخلق الله عز وجل ، فبقي الشفاعة هل تشفع أو لا .؟ (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) وهؤلاء لن يؤذن لهم ، فنفى الله عزّ وجل جميع علق المشركين الذين تعلقوا بهذه الأصنام ، بأن هذه الأصنام ليس لها حق في ملكوت السموات والأرض لا استقلالاً ولا مشاركة ولا مساعدة ولا شفاعة .
الطلب : الإذن لمن يكون .؟
الشيخ : للشافع ، والرضا للجميع للشافع والمشفوع له ، لأنه ما يمكن يأذن للشافع إلا بعد رضاه ، ولا يأذن له أن يشفع لأحد إلا لمن ارتضى مثل ما قال الله تعالى .
الطالب : ... .
الشيخ : إذا ظن أو اعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم يستجيب دعاءه فإنه كفر ، شرك ، الرسول صلى الله عليه وسلم ما يملك لنفسه شيئا : (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله )) ... .
الطالب : ... .
الشيخ : هو لا يشاء إلا بالشرطين ، لأنه اعلمنا أنه سبحانه وتعالى لا تحصل الشفاعة إلا بهذين الشرطين ، إذا فلو شاءها مع تخلف أحد منهما لكان خبره .؟
أخبر أنه لا يمكن الشفاعة إلا بشرطين ، لو أنه شاءها مع تخلف واحد منهما صار خبره .؟ صار كذبا ، ولا يمكن أن يكون خبر الله كاذبا ، فمشيئة الله للشفاعة ما تكون إلا إذا وجد الشرطان .
الطالب : " قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ : كَانَ قَوْمٌ يَدْعُونَ الْعُزَيْرَ وَالْمَسِيحَ وَالْمَلَائِكَةَ فَأَنْزَلَ اللّهُ هَذِهِ الْآيَةَ يُبَيِّنُ فِيهَا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ يَتَقَرَّبُونَ إلَى اللَّهِ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ " .
الشيخ : (( أولئك الذين يدعون )) أين خبر أولئك .؟ (( يبتغون إلى ربهم الوسيلة )) يعني هم أنفسهم يبغون إلى ربهم الوسيلة ، فكيف تتخذونهم أنتم وسائل ووسائط ويرجون رحمته ويخافون عذابه، إذا كان هم يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ويطلبون الوسيلة ، فكيف أنتم تتخذونهم وسائط .؟! هذا المعنى .
الطالب : يقصد هذه الآية : (( قل ادعوا الذين زعمتم )) . الملائكة والأنبياء .؟
الشيخ : لا ، آخر الآية : (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة )) .
الطالب : ... .
الشيخ : كشفه بدون أن يتحول إلى غيره ، تحويل يحوله من زيد إلى عمرو ، والكشف ... نهائيا ، دعا النبي صلى الله عليه وسلم أن ينقل حمى المدينة إلى الجحفة ، هذا واش يصير .؟ هذا تحويل ، وإذا قلت : اللهم اشفني ، هذا كشف .