عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركبٍ وعمر يحلف بأبيه فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) متفقٌ عليه. حفظ
الشيخ : وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وعمر يحلف بأبيه فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بأبائكم فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت ) أدركهم في ركب وهذا يعني أنهم في سفر، وتعيين هذا السفر أو الركب أو كيف تقابلوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام كل هذا من الأمور التي ليست بذات أهمية، المقصود فهم القضية وما يترتب عليها من أحكام، يقول وعمر يحلف بأبيه لأنهم كانوا يعتادون هذا في الجاهلية ومشوا عليه وهذا هو الأصل، هذا هو الأصل أن الإنسان يبقى على ما كان عليه حتى يرد الدليل بالوجوب أو التحريم أو ما أشبه ذلك، وكذلك يقول ناداهم أي كلمهم بصوت مرتفع، لأن النداء للبعيد يكون بصوت مرتفع ( ألا إن الله ينهاكم ) أكّد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الجملة بمؤكدين، المؤكد الأول: ألا لأنها أداة استفتاح يقصد بها تنبيه المخاطب على ما يرد عليه، والمؤكد الثاني: إنَّ ( ألا إنَّ الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ) والنهي هو طلب الكف على وجه الاستعلاء، والصيغة التي أوحاها الله تعالى إلى رسوله في هذا لا نعلمها، لكن نعلم المعنى وهو أن الله تعالى ينهانا أن نحلف بآبائنا، والآباء جمع أب يشمل الآباء والجد، لأن الجد يسمى أبًا كما في القرآن الكريم، وقوله: ( فمن كان حالفًا فليحلف بالله ) يعني: من أراد أن يحلف فليحلف بالله فقوله ( من كان حالفا ) ليس شيئا ماضيا بل المراد من أراد أن يحلف فليحلف بالله أو ليصمت، واللام في قوله: ( فليحلف ) قد يقال إنها لام الأمر، وقد يقال إنها لام الإباحة، فباعتبار أنه لا يحلف بغيره تكون لام أمر، وباعتبار أنه يباح له أن يحلف بالله تكون لام إباحة، ( أو ليصمت ) ليسكت