وفي رواية لأبي داود والنسائي عن أبي هريرة مرفوعاً ( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون ). حفظ
الشيخ : قال وفي رواية أبي داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو حديث آخر مرفوعًا ( لا تحلف ) إذا قيل مرفوعًا أي معزوًا إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن السند إذا كان غايته أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو مرفوع، وإذا كان غايته أن يصل إلى صحابي فهو موقوف، وإذا كان غايته أن يصل إلى التابعي فمن بعده فهو مقطوع، وهو غير المنقطع، المنقطع من مباحث الإسناد، والمقطوع من مباحث المتن، يقول: ( لا تحلفوا بآبائكم ) وهذا في الحكم كقوله: ( إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ) ( ولا بأمهاتكم ) حتى بالأم نعم نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلف بها مع أنها محل الرأفة والرحمة وحسن الصحبة ( ولا بالأنداد ) الأنداد جمع ند وهي الأوثان التي تعبد من دون الله، مثل: اللات والعزى ومناة وهبل وما أشبهها، وهذه جملة معترضة يقول ولا ما في نعم، إذن الأنداد جمع ند وهو ما عبد مع الله عز وجل مع الأوثان ونحوها، يقول لا تحلفوا بها فلا تحلف بقبر فلان ولا باللات والعزى ومناة وما أشبهها ( ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون ) لما نهى عن الحلف بما ذكر بقي الحلف بالله عز وجل فنهى أن نحلف به سبحانه وتعالى إلا ونحن صادقون، لأن الحلف تأكيد الشيء بذكر معظم كأن الحالف يقول بعظمة هذا الشيء عندي وفي قلبي أؤكد هذا الشيء يعني المحلوف عليه، ولهذا كان الحلف من أكبر ما يدل على تعظيم المحلوف به.