تفسير الآية : (( الذين استجابوا لله والرسول من بعد مآ أصابهم القرح ... )) . حفظ
قال الله تعالى: (( الذين استجابوا لله والرسول )) هذا مبتدأ درس الليلة أو الفوائد ؟
الطالب: هذا درس الليلة،
الشيخ : (( الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم )) الذين: يحتمل أن تكون بدل مما سبق أو نعتا، ويحتمل أن تكون مبتدأ، فعلى الثاني يكون خبرها جملة: (( للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم )) .
يقول: (( الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح )) استجابوا: بمعنى أجابوا وانقادوا لله والرسول حينما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزوة مرة أخرى بعد أحد، لما قيل له إن المشركين أرادوا الكرة على المسلمين، لما عملوا بالجراح الذي أصاب المسلمين والوهن والضعف، وقفوا في حمراء الأسد وقالوا: لماذا لا نرجع ونقضي على محمد وأصحابه ؟ الآن هم في أقرب ما يكون للقضاء عليهم، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يستعدوا للقتال فاستجابوا لله والرسول مع ما أصابهم من الجراح والتعب النفسي والتعب البدني، لأنه استشهد منهم سبعون من ثلاثمائة وثلاثين، جمع كبير، لا، قصدي من سبعمائة وستين تقريبا لأنهم كانوا حوالي ثلاثة آلاف، الذين خرجوا إلى أحد ورجعوا منهم ثلث العسكر، من ألفين. السبعون من الألفين لاشك أنهم عدد كبير، فهم أصيبوا بالقرح البدني والنفسي، والنبي صلى الله عليه وسلم أيضا جرح وكسرت رباعيته، وحصل ما حصل من الأمور التي لا نشعر بها الآن ونحن نصورها بأفكارنا، لكن لو كنا نشاهدها عين اليقين لكان الأمر فضيعا جدا، هؤلاء الذين أصابهم القرح وفي قراءة: (( القُرح )) هؤلاء الذين استجابوا لله والرسول قال: (( للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم )) الذين أحسنوا منهم بالإتباع، واتقوا بترك المخالفة: (( لهم أجر عظيم )) يعني كثير واسع، أجر عظيم كثير واسع.