سلسلة الهدى والنور-730
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
كلام الشيخ حول تفسير سورة العصر .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتّقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمّد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد :
فقد قال الله عز و جل (( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )) هذه السّورة المباركة القليلة في ألفاظها الكثيرة في معانيها و مغازيها ، لقد جمعت أسسا و قواعد جذرية ينبغي على كل مسلم أن يفقهها أولا ثم أن يطبقها على نفسه في حياته كلها مهما تطورت و تغيرت أول ذلك أن الله عز و جل أعطى حكما عاما لجنس الإنسان و البشر فقال فيهم إنهم لفي خسر ثم استثنى من هذه القاعدة الكلية أن البشر كلهم خاسرون إلا الذين آمنوا ، و الكلام في هذه الفقرة الأولى من الإستثناء طويل و طويل جدا لأنه يقوم عليه الأركان المعروفة من الإيمان آمنت بالله بالله و ملائكته و كتبه و رسله و بالقدر خيره و شره و بالبعث ثم يدخل في هذا الإيمان كل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم سواء كان هذا الأمر الثابت عنه في آية قرآنية أو في حديث نبوي متواتر أو في حديث صحيح آحاد لا فرق بين هذا و هذا ، يجب على المسلم أن يؤمن بكل ما ثبت عن الله و رسوله هذا مجمل الإيمان و يدخل فيه ما تعلمون من الخلاف القديم بين أهل السّنّة و بين الفرق الضالة من المرجئة و المعتزلة و الأشاعرة و غيرهم و إن كانوا يختلفون في نسبة انحرافهم و نسبة ضلالهم عن الإيمان العام الذي جاء به الرسول عليه الصلاة و السلام .
و من الاختلاف الواقع في الإيمان بين بعض الفرق المذكورة آنفا و بين أهل السنة هو هل الإيمان يدخل فيه العمل الصالح أم لا يدخل ؟ مذاهب و لسنا الآن في صدد الكلام التفصيلي على الخلاف حول هذا الإيمان و إنما فقط ألفت النظر إلى أن المرجئة و منهم مع الأسف الحنفية اليوم يقولون أن الإيمان لا يزيد و لا ينقص و أن الإيمان لا يدخل فيه العمل الصالح ، لا يدخل فيه العمل الصالح فهكذا يقول المرجئة قديما و الحنفية حديثا و لا ينبغي أن يفهم أحدهم أنهم ينكرون فرضية العمل الصالح ، لا. ربنا عز و جل يأمر المسلمين أن يعدلوا في إصدارهم أحكامهم على الناس و بخاصة إذا كانوا من المسلمين ، فالإيمان عند أهل السّنّة تعريفه إقرار باللّسان و تصديق بالجنان و عمل بالأركان ، أما عند المرجئة و الحنفية اليوم فالإيمان هو إقرار باللسان و تصديق بالجنان فقط أي لا يدخلون الأعمال الصالحة في مسمى الإيمان قلت آنفا لكن لا ينبغي أن يفهم أحد أنهم لا يأمرون بالأعمال الصالحة التي أمر الله بها ، حاشاهم من ذلك لكنهم لا يجعلون من تمام الإيمان العمل الصالح و هذا من الأخطاء التي ترتبت من وراء قديما سبب مثل هذا الخطأ عدم توافر السّنّة مجموعة عند بعض الأئمة السابقين ، هذه السّنّة التي تبيّن للناس ما أنزل الله عز و جل على قلب محمد عليه الصلاة و السلام ، لذلك نجد في القرآن الكريم رب العالمين كلما ذكر الإيمان قرن به العمل الصالح فقال هنا (( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات )) ما اقتصر ربنا عز و جل على قوله الذين آمنوا و إنما عطف على ذلك قوله (( و عملوا الصالحات )) لذلك فلا يتم و لا يكمل الإيمان المؤمن إلا بشيئين اثنين : الأول : العلم أن يعلم الإنسان ما هو الإيمان و ما هو العمل الصالح فإن كثيرا من الناس يتقربون إلى الله تبارك و تعالى بأعمال يظنونها صالحة و هي في الواقع لا تقربهم إلى الله زلفى بل قد تبعدهم عن الجنة مسافات بعيدة جدّا ، لذلك فلابد لمعرفة الإيمان و العمل الصالح من العلم بالكتاب و السّنّة و لا ضرورة بنا أن نذكر أنه ليس كل مسلم مكلفا أن يكون عالما بالكتاب و السنّة لكنه مكلف إما أن يكون عالما و إما أن يكون متعلما و لو بطريقة السؤال كما قال رب العالمين (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أما يعيش الإنسان هكذا في هذه الحياة كأنه خلق عبثا لا يدري شيئا عن الإيمان فضلا عن العمل الصالح فهو يعبد الله على جهل فهذا إيمانه لا يكون كاملا حتما بل قد يكون إيمانه على خطر بسبب جهله به كما جاء في الكتاب و السنة فإذن العلم هو الذي يتقدم الإيمان و العمل الصالح لذلك قال تعالى مخاطبا النبي صلى الله عليه و آله و سلم في ظاهر العبارة لكن الحقيقة أن المقصود أمته عليه الصلاة و السلام حينما قال تعالى في الآية السابقة (( فاعلم أنه لا إله إلا الله و استغفر لذبنك )) الخطاب إليه لفظا لكن المقصود به أمّته معنا و مثل هذه الآية آيات كثيرة في القرآن الكريم يعرفها أهل العلم من ذلك قوله تبارك و تعالى (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) لا يخشى على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو المعصوم على الأقل من أن يقع في الكبائر أفلا يكون معصوما من أن يقع في الشرك الأكبر ؟ لا شك أنه معصوم من ذلك ، إذن حينما خاطب الله عزّ و جل نبيه صلى الله عليه و سلم بهذه الآية الثانية (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) إنما يعني أمّته عليه الصلاة و السلام فكيف يشرك المؤمن ؟ بسبب الجهل بالعلم هو السبب ، لذلك قال تعالى محذرا المؤمنين من أن يدخلوا في الأكثرية التي صرحت بها الآية القائلة (( و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين )) ، (( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون )) فهل في المسلمين اليوم المؤمنين بالله و رسوله من يصدق عليه هذه الآية (( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون )) ؟ الجواب نعم مع الأسف الشديد ، الجواب كثير من المسلمين من الذين يصلون و يصومون و يحجون إنهم مشركون إما شركا أكبر أو على الأقل شركا أصغر ، في الأمس القريب سألني سائل هاتفيا قال لي أنا و الحمد لله اعتمرت و لما زرت الرسول عليه السلام أصابتين خشية ، أصابتني رهبة قلت له و حينما صليت في المسجد الحرام و طفت حول الكعبة هل شعرت بشيء من ذلك ؟ فتلجلج في الجواب ثم صحح الموقف لفظا و أنا دار بأنه أصابته الخشية بين يدي الرسول عليه السلام أكثر مما حينما يقف بين يدي الله يصلي و بخاصة في المسجد الحرام لذلك فمن الإيمان بالله حقا أن لا تخشى إلا الله عز و جل ولا تطمع إلا في ما عند الله عز و جل و لا ترهب إلا الله عز و جل فهذا .
السائل : السلام عليكم
الشيخ : و عليكم السلام ، فهذا من الإيمان الذي يدخل في قوله تعالى (( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا )) و الآن هدفي هو الدندنة حول و عملوا الصالحات ، فالعمل بالصالحات يتطلب العلم كما قلنا أولا ثم يتطلب صفتين أخريين مذكورتين في تمام السّورة المباركة (( و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )) التواصي بالحق هو أن ترى أخا لك يعمل عملا باطلا فيصعب عليك أن تنصحه مراعيا لخاطره هذا ليس من الإيمان الذي هو من صفات الناجين من الخسران بل من صفات المؤمنين التواصي بالحق و لذلك كان من وصايا الرسول عليه السلام السبع لأبي ذر رضي الله تعالى عنه أنه قال ( لا تأخذك في الله لومة لائم ) ، فهذا التواصي بالحق يكاد يكون مفقودا اليوم بين المسلمين إلا عباد الله منهم المخلصين ، هذا التواصي بالحق من تمام العمل الصالح ، إذا رأيت مسلما يسيء صلاته إذا رأيت مسلما يسيء عبادته ، يسيء خلقه ، يسيء معاملته للناس فعليك أن تنصحه و أن توصيه باتّباع الحق و أن لا يعيش مع الباطل . هذا أمر أخل به جماهير الناس .
فقد قال الله عز و جل (( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )) هذه السّورة المباركة القليلة في ألفاظها الكثيرة في معانيها و مغازيها ، لقد جمعت أسسا و قواعد جذرية ينبغي على كل مسلم أن يفقهها أولا ثم أن يطبقها على نفسه في حياته كلها مهما تطورت و تغيرت أول ذلك أن الله عز و جل أعطى حكما عاما لجنس الإنسان و البشر فقال فيهم إنهم لفي خسر ثم استثنى من هذه القاعدة الكلية أن البشر كلهم خاسرون إلا الذين آمنوا ، و الكلام في هذه الفقرة الأولى من الإستثناء طويل و طويل جدا لأنه يقوم عليه الأركان المعروفة من الإيمان آمنت بالله بالله و ملائكته و كتبه و رسله و بالقدر خيره و شره و بالبعث ثم يدخل في هذا الإيمان كل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم سواء كان هذا الأمر الثابت عنه في آية قرآنية أو في حديث نبوي متواتر أو في حديث صحيح آحاد لا فرق بين هذا و هذا ، يجب على المسلم أن يؤمن بكل ما ثبت عن الله و رسوله هذا مجمل الإيمان و يدخل فيه ما تعلمون من الخلاف القديم بين أهل السّنّة و بين الفرق الضالة من المرجئة و المعتزلة و الأشاعرة و غيرهم و إن كانوا يختلفون في نسبة انحرافهم و نسبة ضلالهم عن الإيمان العام الذي جاء به الرسول عليه الصلاة و السلام .
و من الاختلاف الواقع في الإيمان بين بعض الفرق المذكورة آنفا و بين أهل السنة هو هل الإيمان يدخل فيه العمل الصالح أم لا يدخل ؟ مذاهب و لسنا الآن في صدد الكلام التفصيلي على الخلاف حول هذا الإيمان و إنما فقط ألفت النظر إلى أن المرجئة و منهم مع الأسف الحنفية اليوم يقولون أن الإيمان لا يزيد و لا ينقص و أن الإيمان لا يدخل فيه العمل الصالح ، لا يدخل فيه العمل الصالح فهكذا يقول المرجئة قديما و الحنفية حديثا و لا ينبغي أن يفهم أحدهم أنهم ينكرون فرضية العمل الصالح ، لا. ربنا عز و جل يأمر المسلمين أن يعدلوا في إصدارهم أحكامهم على الناس و بخاصة إذا كانوا من المسلمين ، فالإيمان عند أهل السّنّة تعريفه إقرار باللّسان و تصديق بالجنان و عمل بالأركان ، أما عند المرجئة و الحنفية اليوم فالإيمان هو إقرار باللسان و تصديق بالجنان فقط أي لا يدخلون الأعمال الصالحة في مسمى الإيمان قلت آنفا لكن لا ينبغي أن يفهم أحد أنهم لا يأمرون بالأعمال الصالحة التي أمر الله بها ، حاشاهم من ذلك لكنهم لا يجعلون من تمام الإيمان العمل الصالح و هذا من الأخطاء التي ترتبت من وراء قديما سبب مثل هذا الخطأ عدم توافر السّنّة مجموعة عند بعض الأئمة السابقين ، هذه السّنّة التي تبيّن للناس ما أنزل الله عز و جل على قلب محمد عليه الصلاة و السلام ، لذلك نجد في القرآن الكريم رب العالمين كلما ذكر الإيمان قرن به العمل الصالح فقال هنا (( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات )) ما اقتصر ربنا عز و جل على قوله الذين آمنوا و إنما عطف على ذلك قوله (( و عملوا الصالحات )) لذلك فلا يتم و لا يكمل الإيمان المؤمن إلا بشيئين اثنين : الأول : العلم أن يعلم الإنسان ما هو الإيمان و ما هو العمل الصالح فإن كثيرا من الناس يتقربون إلى الله تبارك و تعالى بأعمال يظنونها صالحة و هي في الواقع لا تقربهم إلى الله زلفى بل قد تبعدهم عن الجنة مسافات بعيدة جدّا ، لذلك فلابد لمعرفة الإيمان و العمل الصالح من العلم بالكتاب و السّنّة و لا ضرورة بنا أن نذكر أنه ليس كل مسلم مكلفا أن يكون عالما بالكتاب و السنّة لكنه مكلف إما أن يكون عالما و إما أن يكون متعلما و لو بطريقة السؤال كما قال رب العالمين (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أما يعيش الإنسان هكذا في هذه الحياة كأنه خلق عبثا لا يدري شيئا عن الإيمان فضلا عن العمل الصالح فهو يعبد الله على جهل فهذا إيمانه لا يكون كاملا حتما بل قد يكون إيمانه على خطر بسبب جهله به كما جاء في الكتاب و السنة فإذن العلم هو الذي يتقدم الإيمان و العمل الصالح لذلك قال تعالى مخاطبا النبي صلى الله عليه و آله و سلم في ظاهر العبارة لكن الحقيقة أن المقصود أمته عليه الصلاة و السلام حينما قال تعالى في الآية السابقة (( فاعلم أنه لا إله إلا الله و استغفر لذبنك )) الخطاب إليه لفظا لكن المقصود به أمّته معنا و مثل هذه الآية آيات كثيرة في القرآن الكريم يعرفها أهل العلم من ذلك قوله تبارك و تعالى (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) لا يخشى على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو المعصوم على الأقل من أن يقع في الكبائر أفلا يكون معصوما من أن يقع في الشرك الأكبر ؟ لا شك أنه معصوم من ذلك ، إذن حينما خاطب الله عزّ و جل نبيه صلى الله عليه و سلم بهذه الآية الثانية (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) إنما يعني أمّته عليه الصلاة و السلام فكيف يشرك المؤمن ؟ بسبب الجهل بالعلم هو السبب ، لذلك قال تعالى محذرا المؤمنين من أن يدخلوا في الأكثرية التي صرحت بها الآية القائلة (( و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين )) ، (( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون )) فهل في المسلمين اليوم المؤمنين بالله و رسوله من يصدق عليه هذه الآية (( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون )) ؟ الجواب نعم مع الأسف الشديد ، الجواب كثير من المسلمين من الذين يصلون و يصومون و يحجون إنهم مشركون إما شركا أكبر أو على الأقل شركا أصغر ، في الأمس القريب سألني سائل هاتفيا قال لي أنا و الحمد لله اعتمرت و لما زرت الرسول عليه السلام أصابتين خشية ، أصابتني رهبة قلت له و حينما صليت في المسجد الحرام و طفت حول الكعبة هل شعرت بشيء من ذلك ؟ فتلجلج في الجواب ثم صحح الموقف لفظا و أنا دار بأنه أصابته الخشية بين يدي الرسول عليه السلام أكثر مما حينما يقف بين يدي الله يصلي و بخاصة في المسجد الحرام لذلك فمن الإيمان بالله حقا أن لا تخشى إلا الله عز و جل ولا تطمع إلا في ما عند الله عز و جل و لا ترهب إلا الله عز و جل فهذا .
السائل : السلام عليكم
الشيخ : و عليكم السلام ، فهذا من الإيمان الذي يدخل في قوله تعالى (( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا )) و الآن هدفي هو الدندنة حول و عملوا الصالحات ، فالعمل بالصالحات يتطلب العلم كما قلنا أولا ثم يتطلب صفتين أخريين مذكورتين في تمام السّورة المباركة (( و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )) التواصي بالحق هو أن ترى أخا لك يعمل عملا باطلا فيصعب عليك أن تنصحه مراعيا لخاطره هذا ليس من الإيمان الذي هو من صفات الناجين من الخسران بل من صفات المؤمنين التواصي بالحق و لذلك كان من وصايا الرسول عليه السلام السبع لأبي ذر رضي الله تعالى عنه أنه قال ( لا تأخذك في الله لومة لائم ) ، فهذا التواصي بالحق يكاد يكون مفقودا اليوم بين المسلمين إلا عباد الله منهم المخلصين ، هذا التواصي بالحق من تمام العمل الصالح ، إذا رأيت مسلما يسيء صلاته إذا رأيت مسلما يسيء عبادته ، يسيء خلقه ، يسيء معاملته للناس فعليك أن تنصحه و أن توصيه باتّباع الحق و أن لا يعيش مع الباطل . هذا أمر أخل به جماهير الناس .
نصيحته للأخوة المستقيمين في الجزائر وليبيا .
الشيخ : و الشيء الذي أردت الوصول إليه في التعليق على هذه الصورة هو ما جاء في سؤال أحد إخواننا عما يصيب إخواننا من الإضطهاد و الضغط و ربما التعذيب و ربما القتل كما يقع و كما صار ذائعا شائعا مع الأسف ما يصيب إخواننا المسلمين في الجزائر ثم في ليبيا من الحكّام الفجرة الظلمة من محاربتهم دونما يحاربون به الملحدين ، فطلب السائل المشار إليه آنفا وصية أوجهها إلى أولئك الإخوان المقيمين في تلك البلاد فوصيتي قبل أن يعلن الكفر قرنه و عدائه الشديد للمسلمين في تلك البلاد حينما كان يبلغنا أنهم لا يستطيعون الجهر بالدعوة دعوة الحق قلنا لهم عليكم أن تهاجروا إلى بلاد إسلامية تتمكنون فيها من القيام بشعائر دينكم أما و قد اشتد الضغط و اشتد الكرب فتأكدت الهجرة اقتداء بالمهاجرين الأولين الذين هاجروا من مكة إلى الحبشة أولا ، ثم من مكة إلى المدينة النبوية ثانيا . لا يفهمن أحد من قوله عليه الصلاة و السلام ( لا هجرة بعد الفتح و إنما هو جهاد و نية و إذا استنفرتم فانفروا ) لا يفهمنّ أحد أن الهجرة قد انقطعت ينبغي أن تعلموا و هذا من العلم الواجب تعلمه كما أشرت آنفا أن العلم قبل الإيمان ، يجب أن تعلموا أن الهجرة هجرتان : هجرة رُفِعت و هجرة بقيت و هي مستمرة إلى يوم القيامة . الهجرة التي رفعت هي التي عناها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في هذا الحديث الأخير ( لا هجرة بعد الفتح و إنما هو جهاد و نية و إذا استنفرتم فانفروا ) لا هجرة إلى المدينة هذا معنى الحديث بعد الفتح ، كانت الهجرة من مكة إلى المدينة قبل فتح مكة واجبة على المسلمين المقيمين هناك تحت ضغط الكفار ، و مع أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال هذا الحديث ( لا هجرة بعد الفتح ) أؤكد لا هجرة إلى المدينة بعد الفتح مع أنه قال هذا فقد أبقى حكما كان مرتبطا مع الهجرة إلى المدينة أبقى هذا الحكم إلى آخر وفاته عليه الصلاة و السلام و هو أنه لا يجوز للمهاجر من مكة إلى المدينة إذا حج أو اعتمر أن يتخلف هناك في مكة أكثر من ثلاثة أيام ، محافظة على جهاده في هجرته من مكة إلى المدينة فلا ينبغي أن يحن إلى وطنه الأصيل و يقضي حجه و يقضي عمرته و يبقى في مكة ثلاثة أيام ثم يعود أدراجه إلى المدينة . هذه الهجرة هي التي رفعت أما الهجرة الثانية فهي مستمرة إلى يوم القيامة كما جاء في بعض الآثار و هي من العقيدة المتوارثة خلفا عن سلف أن الهجرة ماضية كالجهاد إلى يوم القيامة فالهجرة لا تنقطع من بلد يعذب فيه المؤمنون و يضغط عليهم و يمنعون من إعلان شعائر دينهم لا يجوز لهم البقاء في ذلك المكان بل عليهم الهجرة و بخاصة المسلمين الذين هداهم الله عز و جل وهم في بلاد الكفر كالألمان مثلا و البلجيك و الهولندي و أمثالهم هؤلاء إذا هدى الله بعضهم فلا يجوز لهم البقاء في بلاد الكفر و إنما عليهم الهجرة إلى بلاد الإسلام لماذا ؟ ليتعلموا دينهم لأنهم إذا بقوا هناك فسوف يظلون لا يفهمون من الإسلام إلا شيئا قليلا جدا جدا و إذا كان هذا حكم الكفار الذين أسلموا في بلادهم بلاد الكفر عليهم أن يهاجروا فمن باب أولى أنهم يجب على المسلمين الذين هاجروا من بلاد الإسلام و أستغفر الله من قولي هاجروا و الصواب أن أقول المسلمين الذين سافروا من بلادهم الإسلامية إلى بلاد الكفر على هؤلاء من الواجب الآكد أن يعودوا أدراجهم إلى بلدهم المسلم ، لأن من أسلم من الكفار عليهم أن يهاجروا إلى بلاد الإسلام فكيف لا يهاجر إلى بلاد الإسلام المسلمون الذين سافروا من بلادهم إلى بلاد الكفر و الضلال و لذلك من الانحرافات القائمة اليوم سفر كثير من المسلمين من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر نقول هذا كحكم شرعي أما قد يكون هناك أفراد مضطرون للسفر من بلد الإسلام إلى بلد الكفر فهذا نحن لا ندندن حوله لأن الضرورات تبيح المحضورات و لأن الضرورات تقدر بقدرها و هي لها أحكام خاصة و إنما القاعدة أنه لا يجوز للمسلم أن يدع بلاد الإسلام إلى بلد الكفر إلا لضرورة قاهرة ، فإذا كان هناك بلد أصيب المسلمون فيه من حكامهم فهؤلاء عليهم أمران اثنان : الأمر الأول ما أشرت إليه آنفا أن يهاجروا من ذلك البلد الذين يظلمون فيه من قبل حكامهم إلى بلد إسلامية أخرى و لا يزال و الحمد لله بعض هذه البلاد لا تزال فيها بقية من خير و هي خير بكثير من تلك البلاد التي يكلف المسلمون فيها بأن يكفروا بالله و رسوله و لو كفرا عمليا . إما إذا قيل بأنهم لا يستطيعون الهجرة فأنا أقول هنا ربنا عز و جل يقول (( فاتقوا الله ما استطعتم )) و الحديث الصحيح يقول ( ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم و ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) فإذا لم يستطع المسلم الضعيف المضطهد لم يستطع أن يهاجر من بلده حينئذ نقول عليك أن تتدرع بالصبر لأن من تمام الصورة السابقة الذكر (( و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )) فإما الهجرة ...
وصل بنا الكلام إلى قوله تبارك و تعالى (( و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )) قلنا إنه يجب على الضعفاء من المؤمنين الذين يضطهدهم الحاكم الفاسق أو الكافر فلا يدعه يتمتّع بشعائر دينه قلنا بشيء من البيان و التفصيل أنه يجب عليه أن يهاجر من ذلك البلد إلى بلد إسلامي يتمكن فيه من القيام بواجباته الدينية . أما ماذا يفعل من لم يستطع الهجرة فأنا أقول إن كلمة لا يستطيع أو من يقول لا أستطيع أن أفعل كذا في كثير من الأحيان توضع في غير محلها فهو مثلا قد لا يستطيع أن يسافر بالطائرة فيقول لا أستطيع أن أسافر أي بالطائرة لكننا نقول يمكن أنه يستطيع أن يسافر بالسيارة ، ثم إنه قد يقول أنه لا يستطيع أن يسافر بالسيارة و هكذا نتنزل معه في دفع كل الاحتمالات التي يتكّئ عليها في تبرير قوله إني لا أستطيع أن أهاجر من هذا البلد المظلوم فيها نقول آخر شيء ألا يستطيع أن يركب موتور رجل ؟! أن يركب رجليه و أن يقطع المسافات الطويلة أنا أقول قد و قد أي قد يستطيع حينئذ لا يجوز لمن كان شابا قويا أن يعتل بأنه لا يستطيع أن يسافر بالطائرة ، بالسيارة ، بالداّبة و هو يستطيع مثلا أن يسافر على رجليه لأنه شاب قوي فإذا انسدّت كل هذه الوسائل و كل هذه الطرق أمام ذاك المسلم المضطهد حينئذ ماذا نقول له ؟ اصبر ما فيه هناك علاج إلا أن يأمر نفسه بالصبر و أن يتذكر ما جاء حول ذلك من النصوص في الكتاب و السنة من ذلك مثلا قوله تبارك و تعالى (( و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين الذي إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون )) إذن كما يقال " آخر الدواء الكي " إذا انسدت طرق الهجرة حقيقة و ليس مجازا كما صوّرنا أو بينا آنفا ، إذا انسدت الطرق أمام ذاك المسلم المضطهد فليس له إلا كما قلنا من قبل أن يتدرع بالصبر و أن يتذكر أجر الصابر على بلاء الله عز و جل و قضائه و من ذلك قوله عليه الصلاة و السلام ( عجب أمر المؤمن كله ، إن أصابته سراء حمد الله و شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) ، ضراء يعني ما يضره ، ( فأمر المؤمن كله خير و ليس ذلك إلا للمؤمن ) و من ذلك أيضا قوله عليه الصلاة و السلام ( يود أهل العافية يوم القيامة أن تكون لحومهم قرضت بالمقاريض ) بالمقص ، يود أهل العافية الصّحّة و العافية يوم القيامة أن تكون لحومهم قرضت بالمقاريض لماذا ؟ لعظم ثواب الله عز و جل للصابرين !. إذن نحن ننصح هؤلاء الإخوة بأن يعملوا ما يستطيعونه للفرار بدينهم فإن كانوا صادقين وأنهم لم يستطيعوا أن يفروا بدينهم فما عليهم غير أن يصبروا ، أن يصبروا لقضاء ربهم . منذ بضع ليالي ، في كل ليلة تقريبا يأتيني سؤال من بعض المسلمين المضطهدين في الجزائر ، سؤال كأنه مسطر لأن البلاء واحد ، يقول السائل لابد أنك سمعت ما حلّ بالمسلمين في الجزائر إلى آخره ؟ نقول نعم قال الآن الشرطة إذا لقوا مسلما ملتحيا في الطريق و لابس القميص يأخذونه و يسحبون منه الأوراق الثبوتية أو الجواز أو ما شابه ذلك ثم يأمرونه إلى أن يعود إلى داره و يحلق لحيته و ينزع قميصه إذا أراد أن يأخذ الأوراق و إلا سيلاحقونه و يحلقون لحيته رغم أنفه ، سؤال يتكرر في كل ليلة شو رأيك يقولون ؟ أقول لهم ما هو رأيي ؟! معروف الحكم الشرعي ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) هؤلاء يظلمون المسلمين أكثر من ظلم الكافرين لهم ، هؤلاء المسلمون المضطهدون الذين يهاجرون من بعض هذه البلاد التي ابتلي المسلمون فيها بحكامهم يجدون من الحرية الدينية في بلاد الكفر ما لا يجدونه في تلك البلاد . فأقول ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فإن كنت تستطيع الصبر على ابتعادك عن أوراقك فعليك أن تصبر كما أنت ، ما تستطيع أن تصبر فاصبر حتى هم يحلقون لحيتك موش أنت تحلقها و تتطاوع معهم بعملك أنت . أنت لا تعمل المعصية لكن إذا عُمِلت المعصية رغم أنفك فأنت غير مؤاخذ ، غير مكلف و إذا كان المسلمون أصيبوا بمثل هذه المصائب فهي بالنسبة لما أصيب بعض المسلمين القدامى قبل الإسلام و في أول الإسلام هي أقل مما يصاب به بعض الأفراد من المسلمين . في العهد المكي شكى بعض المسلمين ما يلقونه من اضطهاد و عذاب من المشركين و كأن النبي صلى الله عليه و سلم شعر بالملل و تسرب اليأس و الضعف إلى قلوبهم . فقرأ عليهم الآية السابقة ( آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون * و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين )) قال عليه السلام كشرح لهذه الآية ( كان الرجل ممن قبلكم يأخذه المشركون فيضعون المنشار على رأسه و ينشرونه ليرتد عن دينه فما يرتد عن دينه حتى يقع على الأرض فلقتين ) فهو عليه السلام يقول لأصحابه الذين شكوا إليه ما يلقونه من الضغط ، هذا الذي أصابكم شيء لا يذكر و لا يقرن مع ما أصاب المسلمين الأولين الذين كانوا ينشرون بالمناشير و لهذا إذا وصل الأمر إلى نوع من التعذيب فما على المعذّبين إلا أن يصبروا و كلكم يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان حينما يمر بآل ياسر ، ياسر و زوجته يعذبهم المشركون ماذا يقول لهم ؟ ( صبرا آل ياسر فإن الملتقى معكم في الجنة ) هذا هو العلاج لمن كان حقا لا يستطيع أن يهاجر من ذلك البلد الذي يضطهد الحكام فيه المسلمين ، ليس لهم إلا الصبر هذا آخر ما عندي من الجواب على هذا السؤال . تفضل .
وصل بنا الكلام إلى قوله تبارك و تعالى (( و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )) قلنا إنه يجب على الضعفاء من المؤمنين الذين يضطهدهم الحاكم الفاسق أو الكافر فلا يدعه يتمتّع بشعائر دينه قلنا بشيء من البيان و التفصيل أنه يجب عليه أن يهاجر من ذلك البلد إلى بلد إسلامي يتمكن فيه من القيام بواجباته الدينية . أما ماذا يفعل من لم يستطع الهجرة فأنا أقول إن كلمة لا يستطيع أو من يقول لا أستطيع أن أفعل كذا في كثير من الأحيان توضع في غير محلها فهو مثلا قد لا يستطيع أن يسافر بالطائرة فيقول لا أستطيع أن أسافر أي بالطائرة لكننا نقول يمكن أنه يستطيع أن يسافر بالسيارة ، ثم إنه قد يقول أنه لا يستطيع أن يسافر بالسيارة و هكذا نتنزل معه في دفع كل الاحتمالات التي يتكّئ عليها في تبرير قوله إني لا أستطيع أن أهاجر من هذا البلد المظلوم فيها نقول آخر شيء ألا يستطيع أن يركب موتور رجل ؟! أن يركب رجليه و أن يقطع المسافات الطويلة أنا أقول قد و قد أي قد يستطيع حينئذ لا يجوز لمن كان شابا قويا أن يعتل بأنه لا يستطيع أن يسافر بالطائرة ، بالسيارة ، بالداّبة و هو يستطيع مثلا أن يسافر على رجليه لأنه شاب قوي فإذا انسدّت كل هذه الوسائل و كل هذه الطرق أمام ذاك المسلم المضطهد حينئذ ماذا نقول له ؟ اصبر ما فيه هناك علاج إلا أن يأمر نفسه بالصبر و أن يتذكر ما جاء حول ذلك من النصوص في الكتاب و السنة من ذلك مثلا قوله تبارك و تعالى (( و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين الذي إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون )) إذن كما يقال " آخر الدواء الكي " إذا انسدت طرق الهجرة حقيقة و ليس مجازا كما صوّرنا أو بينا آنفا ، إذا انسدت الطرق أمام ذاك المسلم المضطهد فليس له إلا كما قلنا من قبل أن يتدرع بالصبر و أن يتذكر أجر الصابر على بلاء الله عز و جل و قضائه و من ذلك قوله عليه الصلاة و السلام ( عجب أمر المؤمن كله ، إن أصابته سراء حمد الله و شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) ، ضراء يعني ما يضره ، ( فأمر المؤمن كله خير و ليس ذلك إلا للمؤمن ) و من ذلك أيضا قوله عليه الصلاة و السلام ( يود أهل العافية يوم القيامة أن تكون لحومهم قرضت بالمقاريض ) بالمقص ، يود أهل العافية الصّحّة و العافية يوم القيامة أن تكون لحومهم قرضت بالمقاريض لماذا ؟ لعظم ثواب الله عز و جل للصابرين !. إذن نحن ننصح هؤلاء الإخوة بأن يعملوا ما يستطيعونه للفرار بدينهم فإن كانوا صادقين وأنهم لم يستطيعوا أن يفروا بدينهم فما عليهم غير أن يصبروا ، أن يصبروا لقضاء ربهم . منذ بضع ليالي ، في كل ليلة تقريبا يأتيني سؤال من بعض المسلمين المضطهدين في الجزائر ، سؤال كأنه مسطر لأن البلاء واحد ، يقول السائل لابد أنك سمعت ما حلّ بالمسلمين في الجزائر إلى آخره ؟ نقول نعم قال الآن الشرطة إذا لقوا مسلما ملتحيا في الطريق و لابس القميص يأخذونه و يسحبون منه الأوراق الثبوتية أو الجواز أو ما شابه ذلك ثم يأمرونه إلى أن يعود إلى داره و يحلق لحيته و ينزع قميصه إذا أراد أن يأخذ الأوراق و إلا سيلاحقونه و يحلقون لحيته رغم أنفه ، سؤال يتكرر في كل ليلة شو رأيك يقولون ؟ أقول لهم ما هو رأيي ؟! معروف الحكم الشرعي ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) هؤلاء يظلمون المسلمين أكثر من ظلم الكافرين لهم ، هؤلاء المسلمون المضطهدون الذين يهاجرون من بعض هذه البلاد التي ابتلي المسلمون فيها بحكامهم يجدون من الحرية الدينية في بلاد الكفر ما لا يجدونه في تلك البلاد . فأقول ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فإن كنت تستطيع الصبر على ابتعادك عن أوراقك فعليك أن تصبر كما أنت ، ما تستطيع أن تصبر فاصبر حتى هم يحلقون لحيتك موش أنت تحلقها و تتطاوع معهم بعملك أنت . أنت لا تعمل المعصية لكن إذا عُمِلت المعصية رغم أنفك فأنت غير مؤاخذ ، غير مكلف و إذا كان المسلمون أصيبوا بمثل هذه المصائب فهي بالنسبة لما أصيب بعض المسلمين القدامى قبل الإسلام و في أول الإسلام هي أقل مما يصاب به بعض الأفراد من المسلمين . في العهد المكي شكى بعض المسلمين ما يلقونه من اضطهاد و عذاب من المشركين و كأن النبي صلى الله عليه و سلم شعر بالملل و تسرب اليأس و الضعف إلى قلوبهم . فقرأ عليهم الآية السابقة ( آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون * و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين )) قال عليه السلام كشرح لهذه الآية ( كان الرجل ممن قبلكم يأخذه المشركون فيضعون المنشار على رأسه و ينشرونه ليرتد عن دينه فما يرتد عن دينه حتى يقع على الأرض فلقتين ) فهو عليه السلام يقول لأصحابه الذين شكوا إليه ما يلقونه من الضغط ، هذا الذي أصابكم شيء لا يذكر و لا يقرن مع ما أصاب المسلمين الأولين الذين كانوا ينشرون بالمناشير و لهذا إذا وصل الأمر إلى نوع من التعذيب فما على المعذّبين إلا أن يصبروا و كلكم يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان حينما يمر بآل ياسر ، ياسر و زوجته يعذبهم المشركون ماذا يقول لهم ؟ ( صبرا آل ياسر فإن الملتقى معكم في الجنة ) هذا هو العلاج لمن كان حقا لا يستطيع أن يهاجر من ذلك البلد الذي يضطهد الحكام فيه المسلمين ، ليس لهم إلا الصبر هذا آخر ما عندي من الجواب على هذا السؤال . تفضل .
بماذا نهتم شيخنا بعد تعلم العقيدة والدعوة إليها في دعوة الناس وما هو المنهج المقترح في ذلك .؟
السائل : الله يجزيكم الخير شيخنا ، لقد أعدتم تأصيل العقيدة في هذا البلد و لكن الدعوة أو منهاج الدعوة بين الناس قد يحتاج في بعض الأحيان إلى شيء غير العقيدة ، فمثلا على سبيل المثال عندما نكلّم شخصا على الصلاة قد لا يستمع لنا و لا يلقي لنا بالا مع العلم بأن الصحابة رضوان الله عليهم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم مثلا مصعب بن عمير ، ذهب إلى المدينة فأسلم كل أهل المدينة على يديه و أبو ذر الغفاري مكث مع الرسول صلى الله عليه و سلم شهرا واحدا ثم ذهب إلى غفار فأسلم كثير من قومه على يديه و هو لم يتعلم شيئا من أمور الدين . نحن المتعلمون أو من نعد أنفسنا متعلمين نتكلم مع الناس و لا يلقون لنا بالا و لا يضعون أذنا صاغية لنا ، ماذا نفعل أو على أي منهاج نسير بعد العقيدة حتى نستطيع أن نخرج الناس مما هم فيه ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
الشيخ : الإسلام ليس عقيدة فقط ، الإسلام عقيدة و أحكام ، عبادات و أحكام و سلوك و أخلاق فقلنا نحن آنفا و نقول دائما أن العلم يبدأ و يسبق العمل بل و يسبق العقيدة لذلك قال الله عز و جل في الآية التي سبق أن ذكرناها (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) نحن الآن ابتلينا بكثير من الفلسفة فنقول نريد منهاجا ، المنهاج موجود في القرآن و في السنّة (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة )) و أنت الآن تقول ندعو الناس إلى الصلاة فلا يستجيبون هذا سؤال ليس نابعا من العلم الذي يجب أن نتعلمه لماذا ؟ لأننا لسنا مكلفين أن نهدي قلوب الناس إلى الحق الذي ندعو الناس إليه و إنما نحن مكلفون بالدعوة فقط فقولك ندعوهم إلى الصلاة و لا يستجيبون طيّب و ما العمل ؟ هل نضطرهم ؟ قال تعالى (( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )) ...
فضلا عن العامة ، جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( عرضت علي الأمم فرأيت سوادا في الأفق فأعجبني كثرته فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء موسى و قومه ثم نظرت هكذا فرأيت سوادا أعظم قلت من هؤلاء ؟ قال هؤلاء أمّتك يا محمد قال - وهنا الشاهد - ثم عرض عليّ النبي و معه الرهط و الرهطان و النبي و معه الرجل و الرجلان و النبي و ليس معه أحد ) ما معنى هذا الحديث ؟ معناه أن الأنبياء التي دعوتهم كلهم حق مع ذلك نسبة الأتباع تختلف كثرة و قلة مع هؤلاء الأنبياء الذين دعوتهم دعوة حق لا خلاف بينهم فإذن ما هو وجه الغرابة أنك تقول ندعو التاركين للصلاة إلى الصلاة فلا يستجيبون معنى ذلك أن الأرض غير مستعدّة لتقبل هذا الخير ، هذا المطر من الخير . لكن لا يفوتني أنه جاء في أثناء كلامك أن الصحابي ليس معه شيء من العلم ، فأظن هذه زلة لسان لأنه ما يخرج ليدعو إلا و قد ملأ الله قلبه علما و إيمانا لكن لعلك أردت أن تقول ما عنده كثير من العلم مثل حكايتنا نحن يعني فعلى كل حال المنهج مذكور في الكتاب و السّنّة فما علينا نحن إلا أن نسلك سبيل المؤمنين علما و عملا و إخلاصا (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين )) كنت أردت أن أقول أن سبب عدم تأثير دعوة بعض الدعاة في المدعويين يعود إلى أمرين اثنين أو على الأقل إلى أحدهما : أما الأمران فهما قلة العلم و قلة الإخلاص في العمل أيضا . أردت أن أقول هذا ثم تذكرت حديث ( الرهط و الرهطين و الرجل و الرجلين و النبي و ليس معه أحد ... ) ما استطعنا أن نقول في النبي أنه كان يدعو بغير علم و أنه كان يدعو بغير إخلاص إذن سنقول الآن غير ما أردت أن أقوله قبل أن ألقي على مسامعكم هذا الحديث ، أي داعية يدعو قوما إلى الحق سواء كانوا مشركين كفارا يدعوهم إلى الإسلام و هم لا يستجيبون له أو كانوا مسلمين و لكن مع الإسلام هم منحرفون عن كثير أو قليل من الإسلام هذا الداعي أو ذاك حينما يدعو هؤلاء أو أولئك إما أن يكون في دعوته محقا و مخلصا و مع ذلك لم يجد أثر دعوته فالعلة حينئذ في المدعوين و إما أن تكون العلة منه و كما يقال " دود الخز منه وفيه " و لا يمنعني شيء من أن أقول إن كثيرا من الدعاة قد يتوفر فيهم الأمران العلم و الإخلاص و مع ذلك لا يجدون الأثر و قد لا يتوفر فيهم العلم و الإخلاص أو على الأقل أحدهما فلا يجدون الأثر ، إذن إذا شعر أحدنا بأن دعوته لا تصل إلى قلوب المدعوين فليتهم نفسه هذا خير له من أن يتّهم غيره . و الآن معكم خمس دقائق لنمشي إن شاء الله .
الشيخ : الإسلام ليس عقيدة فقط ، الإسلام عقيدة و أحكام ، عبادات و أحكام و سلوك و أخلاق فقلنا نحن آنفا و نقول دائما أن العلم يبدأ و يسبق العمل بل و يسبق العقيدة لذلك قال الله عز و جل في الآية التي سبق أن ذكرناها (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) نحن الآن ابتلينا بكثير من الفلسفة فنقول نريد منهاجا ، المنهاج موجود في القرآن و في السنّة (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة )) و أنت الآن تقول ندعو الناس إلى الصلاة فلا يستجيبون هذا سؤال ليس نابعا من العلم الذي يجب أن نتعلمه لماذا ؟ لأننا لسنا مكلفين أن نهدي قلوب الناس إلى الحق الذي ندعو الناس إليه و إنما نحن مكلفون بالدعوة فقط فقولك ندعوهم إلى الصلاة و لا يستجيبون طيّب و ما العمل ؟ هل نضطرهم ؟ قال تعالى (( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )) ...
فضلا عن العامة ، جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( عرضت علي الأمم فرأيت سوادا في الأفق فأعجبني كثرته فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء موسى و قومه ثم نظرت هكذا فرأيت سوادا أعظم قلت من هؤلاء ؟ قال هؤلاء أمّتك يا محمد قال - وهنا الشاهد - ثم عرض عليّ النبي و معه الرهط و الرهطان و النبي و معه الرجل و الرجلان و النبي و ليس معه أحد ) ما معنى هذا الحديث ؟ معناه أن الأنبياء التي دعوتهم كلهم حق مع ذلك نسبة الأتباع تختلف كثرة و قلة مع هؤلاء الأنبياء الذين دعوتهم دعوة حق لا خلاف بينهم فإذن ما هو وجه الغرابة أنك تقول ندعو التاركين للصلاة إلى الصلاة فلا يستجيبون معنى ذلك أن الأرض غير مستعدّة لتقبل هذا الخير ، هذا المطر من الخير . لكن لا يفوتني أنه جاء في أثناء كلامك أن الصحابي ليس معه شيء من العلم ، فأظن هذه زلة لسان لأنه ما يخرج ليدعو إلا و قد ملأ الله قلبه علما و إيمانا لكن لعلك أردت أن تقول ما عنده كثير من العلم مثل حكايتنا نحن يعني فعلى كل حال المنهج مذكور في الكتاب و السّنّة فما علينا نحن إلا أن نسلك سبيل المؤمنين علما و عملا و إخلاصا (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين )) كنت أردت أن أقول أن سبب عدم تأثير دعوة بعض الدعاة في المدعويين يعود إلى أمرين اثنين أو على الأقل إلى أحدهما : أما الأمران فهما قلة العلم و قلة الإخلاص في العمل أيضا . أردت أن أقول هذا ثم تذكرت حديث ( الرهط و الرهطين و الرجل و الرجلين و النبي و ليس معه أحد ... ) ما استطعنا أن نقول في النبي أنه كان يدعو بغير علم و أنه كان يدعو بغير إخلاص إذن سنقول الآن غير ما أردت أن أقوله قبل أن ألقي على مسامعكم هذا الحديث ، أي داعية يدعو قوما إلى الحق سواء كانوا مشركين كفارا يدعوهم إلى الإسلام و هم لا يستجيبون له أو كانوا مسلمين و لكن مع الإسلام هم منحرفون عن كثير أو قليل من الإسلام هذا الداعي أو ذاك حينما يدعو هؤلاء أو أولئك إما أن يكون في دعوته محقا و مخلصا و مع ذلك لم يجد أثر دعوته فالعلة حينئذ في المدعوين و إما أن تكون العلة منه و كما يقال " دود الخز منه وفيه " و لا يمنعني شيء من أن أقول إن كثيرا من الدعاة قد يتوفر فيهم الأمران العلم و الإخلاص و مع ذلك لا يجدون الأثر و قد لا يتوفر فيهم العلم و الإخلاص أو على الأقل أحدهما فلا يجدون الأثر ، إذن إذا شعر أحدنا بأن دعوته لا تصل إلى قلوب المدعوين فليتهم نفسه هذا خير له من أن يتّهم غيره . و الآن معكم خمس دقائق لنمشي إن شاء الله .
3 - بماذا نهتم شيخنا بعد تعلم العقيدة والدعوة إليها في دعوة الناس وما هو المنهج المقترح في ذلك .؟ أستمع حفظ
كيف التوفيق بين فتيا الشيخ بالهجرة من فلسطين وبين حديث( لتقاتلن اليهود وأنتم في أكناف بيت المقدس).؟
السائل : شيخنا قبل الخمس دقائق ، أنا جاي على سؤال مهم و فيه شيء من الخطورة ؟
الشيخ : خير إن شاء الله .
السائل : خير إن شاء الله ، لقد تكلمت في بداية الجلسة عن قضية الهجرة و هذا الموضوع حقيقة خطير جدا .
الشيخ : خير إن شاء الله .
السائل : إن شاء الله تعالى ، لقد استمعت للشريط رقم خمسائة وسبعة وعشرين في حديث دار بين طالب علم و بينك عن قضية أهل فلسطين .
الشيخ : نعم .
السائل : و سأل عن حكم الهجرة من فلسطين ... و لقد طرح سؤالا عن قضية هجرة أهل فلسطين من فلسطين إلى دار الهجرة و سمعت الشريط لمدة ثلاثة أيام حتى هذه اللحظة و أنا أكرر الشريط حتى أفهم ما يقول شيخنا الأستاذ ناصر .
الشيخ : بارك الله فيك .
السائل : بارك الله فيه ، حتى لا نظلم الشيخ .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
السائل : فيما قد ينسب إليه أو فيما قد نسب إليه من بعض أدعياء العلم !
الشيخ : نعم .
السائل : و أبو أحمد يعلم .
الشيخ : نعم .
السائل : الذي أريد أن أقوله أن دار الهجرة يجب على كل المسلمين أن يتعاونوا على إقامتها و على إنشائها حتى نهاجر من دار الكفر و من دار الحرب إلى دار الهجرة و نحن نتفق مع الشيخ في هذه المسألة ... .
الشيخ : معليش لكن أنت الآن تقول دار الهجرة غير موجودة ؟
السائل : أقول الآن دار الهجرة غير موجودة .
الشيخ : عجيب .
السائل : و قد تكلمت إلى ذلك الرجل و قلت له مما يؤسف له أن السعودية كانت قبل عشر سنوات لا تعلق صورا و الآن تجد فيها الصور و كذا كأني قد فهمت من حديثك أن السعودية هي دار هجرة و تصلح بأن تكون دار هجرة !
الشيخ : و ما فهمت أن الدّار التي أنت فيها دار هجرة ؟
السائل : لم أفهم هذا ، أنا أريد أن أصل إلى ما هي صفة دار الهجرة و نحن نعلم ن سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام أنه قبل أن يهاجر إلى المدينة أو قبل أن يوحى إليه بالهجرة إلى المدينة بحث عن دار الهجرة بداية بعث بعض الصحابة إلى الحبشة .
الشيخ : نعم .
السائل : و رجع الصحابة من الحبشة و طبعا سألهم عن أوضاع الحبشة و لم يستصلح الرسول عليه الصلاة و السلام أرض الحبشة بأن تكون دارا للهجرة ، ثم بعث بعثا إلى حضرموت و سأل الوفود التي كانت تقدم عليه عليه الصلاة و السلام عن حضرموت في اليمن فوجد أن اليمن لا تصلح دار هجرة أيضا
الشيخ : عفوا هذا ليس سؤالا بارك الله فيك أنا قلت خمس دقائق ، أنت راح تأخذ الخمس دقائق على حسابك !
السائل : ... في بداية جلستك .
الشيخ : معليش بارك الله فيك أنا ألفت نظرك أنه لما تكلمنا عن الهجرة إلى أين قلنا يهاجروا الليبيين و أمثالهم ؟ إلى دار لا هجرة ؟ هكذا فهمت ؟
السائل : إلى ديار المسلمين .
الشيخ : طيب ، فإذن كيف تقول إنه ليس هناك دار هجرة .
السائل : أنا أريد أن أصل إلى ما هي صفات دار الهجرة ؟
الشيخ : يا أخي اسأل بدل ما تعمل محاضرة اسأل ... .
السائل : أنا ما أعمل محاضرة ... .
الشيخ : لا ، اسمح لي يا أخي بارك الله فيك ، واحد لما يسأل سؤالا يختصر مو يتعرض للتفاصيل ، الحبشة و ما الحبشة مو هكذا يكون السؤال أنت بالأول تقول ليس هناك دار هجرة ، طيب من قال لك أنه يجب أن يكون هناك دار هجرة مثل دار الرسول عليه السلام ؟ هل هناك نبي بعد رسول الله ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذن لماذا تدير الكلام على وجود دار الهجرة و أنت تؤمن معي كما قلت آنفا أن هناك دار إسلام فهذا يكفي لنقيم الحجة على الكفار الذين يسلمون في بلاد كفرهم أن يهاجروا إلى بلد إسلامي كذلك نقيم الحجة على المضطهدين من المسلمين في البلاد الإسلامية قديما أن يهاجروا إلى بلاد الإسلام التي لا اضطهاد فيها فلماذا أدرت الموضع إلى أنه لا يوجد هناك دار هجرة و من الذي يقول من علماء المسلمين خلفا فضلا عن سلف أنه يجب أن يكون هناك دار هجرة ؟ لا هذا خطأ في طرح السؤال فأنا أريد أن أفهم ما هي حصيلة قرائتك في ثلاثة أيام كما قلت لتلك الأشرطة أنا ما ذكرت أنه يجب أن يكون هناك دار هجرة و لا يمكن لمسلم أن يقول أنه يجب أن يكون هناك دار هجرة لأن هذه الهجرة لن تتكرر و لذلك جاء في الحديث ( لا هجرة بعد الفتح ) أي ما فيه مدينة نبوية أخرى إلى أن تقوم الساعة لكن الحقيقة كما قال الشاعر و لو في غير هذه المناسبة " فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرم فلاح " فنحن نريد أن نوجد بلدا إسلاميا أقرب ما يكون إلى تحقيق الإسلام نحن لا نطمع أن نجد خليفة يشبه عهد الخلفاء الراشدين بل يشبه الخليفة الخامس و هو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم أجمعين لكن نريد حاكما يحكم بما أنزل الله يجعل هدفه الحكم بما أنزل الله أما أنه أخطأ ، أما أنه انحرف قليلا أو كثيرا ( ما لم تروا كفرا بواحا ) فهناك بلاد إسلامية كثيرة و الحمد لله لا نزال و الحمد لله سيبقى الأمر كذلك لا نرى كفرا بواحا و إنما وجد هذا في بعض تلك البلاد فنأمر الشباب المسلم المضطهد أن يفر بدينه و أن يهاجر بدينه من البلد الذي أعلن الكفر رأسه إلى بلد لا يزال و الحمد لله فيه خير كثير و أنا قلت هذا الكلام آنفا فإذن بارك الله فيك أعطنا ما هي المشكلة التي عرضت لك بالنسبة للشريط ؟ بلاش كلمة دار هجرة ... .
السائل : أسحبها .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
السائل : لأنني أنا لست جدليا ، أنا أريد أن أتعلم .
الشيخ : ذلك هو الظّن بك .
السائل : إن شاء الله ، بارك الله فيك .
الشيخ : تفضل .
السائل : الله يبارك فيك ، قضية فلسطين قضية خاصة و لها بعض الخصوصيات يمكن أستدل بالحديث الوارد في كتاب التاج الجامع للأصول الذي يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة و السلام ( ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم و هي القدس و يبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضهم تقذرهم نفس الله و تحشرهم النار مع القردة و الخنازير ) هذا الحديث رواه أبو داود بسند صالح لا أعلم مدى صحة هذا الحديث ؟
الشيخ : معليش .
السائل : هذه نقطة ، النقطة الآن عندما نجد أو ننظر إلى أهل فلسطين ، الصراع مع اليهود و أنت أعلم بارك الله فيك باليهود و نجاستهم و حقدهم على الإسلام و المسلمين ؟
الشيخ : هذا من الكلام الذي لا نريده يا أخي لأنه معروف هذا كله ، نشوف إيش المشكلة .
السائل : المشكلة عندما قلت للرجل أنه يجب الخروج إلى دار الإسلام بلاش دار الهجرة إلى دار الإسلام .
الشيخ : لا تقل الخروج .
السائل : الهجرة .
الشيخ : أيوه .
السائل : الهجرة من أرض فلسطين من أرض الحرب .
الشيخ : نعم .
السائل : كيف نوفق بين هذا الكلام و حديث الرسول عليه الصلاة و السلام ( لتقاتلن اليهود و أنتم في أكناف بيت المقدس ) الحديث الذي تعرفه ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : فعلمنا بارك الله فيك .
الشيخ : ... غيرك ألقى هذه الشبهة ... أفضل من المسجد الحرام ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب ، بيت المقدس أفضل من مكة ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب ، أي الهجرتين أخطر آلهجرة التي هاجر رسول الله من مكة أم هذه الهجرة التي نحن نقترحها ؟
السائل : هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام .
الشيخ : فإذن هذه من باب أولى فلماذا أنت تستعظم و قدّمت المقدّمة بنيتها على ذلك الحديث أنه مهاجر إبراهيم عليه السلام ، أولا مهاجر إبراهيم عليه السلام ليس بيت المقدس بل هي بلاد الشام كلها ، أليس كذلك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، فإذا كان الرسول عليه السلام سنّ للمسلمين أن يهاجروا من بلد يضطهدون فيه بهجرته من المسجد الحرام ، أولا كما ذكرت أن يهاجروا من الحبشة و هي بلاد كفر فسبحان الله إذا الرسول سنّ هذه السّنّة أن يهاجر أصحابه المضطهدون من مكّة إلى بلاد الكفر إلى الحبشة النجاشي هذا ، لماذا تستغرب أنت مسلما يؤمن بالله و رسوله و يحرص على اتباع الرسول عليه السلام في حدود استطاعته أن ينصح إخوانه المسلمين كفاكم إلقاء النفوس للتهلكة ، إراقة لدماء المسلمين عبثا ، في الأمثال العامية في بعض البلاد العربية " عين ما تقاوم مخرز " الدول الإسلامية التي عندها القوة و السلاح و الطيارات و الدبابات متفرجة و الشعب الفلسطيني هو الذي يقابل الدبابات و الطيارات و و إلى آخره ، هؤلاء أنت تظن سيخرجون اليهود و على قولة ذلك الدّجال الذي فطس الذي كان يعلن أنه سيرمي اليهود في البحر أنت تظن أن الفلسطينيين إخواننا هؤلاء المضطهدين من اليهود شر الاضطهاد هؤلاء سيتمكّنون من رمي اليهود في البحر ؟
السائل : طبعا لا .
الشيخ : إذن هذا بارك الله فيك هؤلاء أوجب عليهم الهجرة من غيرهم لأنهم يقتلون كل يوم بالعشرات مقابل يهودي كل شهر واحد يقتلون ، فهذه الهجرة التي أنت استغربتها العكس هو الصواب تماما فلذلك أنا أقول لك اعكس تصب ، إذا كان الرسول أولا أذن للضعفاء المضطهدين في مكة أن يهاجروا إلى الحبشة دار النصارى يومئذ نحن نقول اليوم لا تهاجروا إلى دار النصارى و إنما هاجروا إلى دار الإسلام . هذا أولا ، ثانيا رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة وقف على جبل إيش ؟ قبيس و إلا إيش ؟
السائل : أبي قبيس .
الشيخ : أبي قبيس أيوه فالتفت إلى مكة و قال ( أما إنك من أحب بلاد الله إلى الله و من أحب بلاد الله إليّ و لولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت ) إذن هذا رسول الله قلبه متعلق بالمسجد المسجد الحرام الذي جعله إيش مأوى للنّاس .
السائل : (( مثابة للناس و أمنا )) .
الشيخ : (( مثابة للناس و أمنا )) أي نعم ، فيضطر للهجرة للخلاص أولا بنفسه ثم بإخوانه الذين لحقوا به فإذا كان هو من أفضل بلاد الله هاجر فلماذا لا يهاجر من ثالث بلاد الله و هو بيت المقدس ؟ المسلمون مضطهدون و لا سيما أنهم في كل يوم يعذبون ثم أنت تجد ما يسمّى بإيش تبع عرفات شو اسم التنظيم ؟
السائل : منظمة التحرير .
الشيخ : منظّمة التحرير ، منظّمة التحرير بالمئات و بالألوف و عندهم ربما مال و سلاح و إلى آخره عم يتفرجوا .
السائل : المنظمة معروف أنها غثاء .
الشيخ : هذا هو ، طيب ... .
السائل : لكن قضية ( جهاد و نية ) أليس الآن مطلوب من كل المسلمين أن يجاهدوا حتى في فلسطين في داخل فلسطين ... .
الشيخ : هذا السؤال أيضا جانبي تماما ، من الذي يجاهد يا أخي أنت ما تعرف وضعك هنا ما تعرف أن اليهود الآن يعني ممنوع قانون أن يقاتلوا من قبل المسلمين ؟
السائل : نعم ، معروف .
الشيخ : فإذن لماذا تتجاهل الواقع ؟
السائل : لا أريد أن أتجاهل ، طيب هناك .
الشيخ : أنت تقول ألا يجب و لكن جهاد و نية ، الآن يجب أن نقف كلمة هل يكون الجهاد بحماس إنسان و لا هو دولة و لا هو حاكم و لا هو ضابط وإنما هو شاب متحمّس هذا هو الجهاد في سبيل الله ؟ إذن يا أخي قال تعالى (( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوّكم )) هذا الخطاب قبل كل شيء لمن ؟ هذا البحث نحن طرقناه في عدة أشرطة (( أعدوا )) خطاب للمؤمنين أين هم المؤمنون ؟ الذين يأكلون الربا ، الذين يتدابرون ، الذين يتخاصمون ، الذين يتحزّبون كل حزب بما لديهم فرحون ، نحن يجب أن ننظر إلى الموضوع جذريا من أين نبدأ ؟ نبدأ بالجهاد ؟ من الذي يجاهد ؟ ما فيه من يجاهد يا أخي ... .
السائل : (( الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا )) .
الشيخ : أين هم ؟
السائل : أول شيء إيمان ثم هجرة ... .
الشيخ : هذا هو فنبدأ بالإيمان فلنبدأ بالإيمان بارك الله فيك ، لا تفكر بالخاتمة (( و جاهدوا )) الجهاد يبدأ بالأخير حينما تتهيّأ النفوس للجهاد في سبيل الله يقول الرسول عليه السلام ( المجاهد من جاهد هواه لله ) فهل المسلمون اليوم يجاهدون هواهم لله مع انتشار الفسق و الفجور و التبرج و أكل الربا إلى آخره ؟ لذلك نحن لنا كلمات لابد من تحقيق كلمتين تصفية و تربية المسلمون اليوم لا يفهمون إسلامهم فهما صحيحا بدء من الله ، الله لا يعرفونه كما عرفنا بنفسه في كتابه و في حديث نبيه ، لا يعرفون نبيهم أي بأحكامه و سنّته و و إلى آخره لذلك فنحن بعيدين جدّا جدا عن الجهاد جهاد الكفار و قبل أن يفوتني أنت تظن أن اليهود سيخرجهم أهل فلسطين و نحن نرى من أهل فلسطين كل يوم جماعة يذبحون ذبح النعاج و القوى الحكومية تتفرج ليس هؤلاء و إنما حينما يعود المسلمون إلى دينهم و يربّون أنفسهم تربية صحيحة تربية إيمانية ، تربية مادية سلاحية لأنني أقول كما قال تعالى (( و أعدوا )) خطاب لمن ؟
السائل : للمؤمنين .
الشيخ : للمؤمنين ( ما استطعتم من قوة )) هل نحن نستطيع اليوم أن نعد القوة و إن كنا مؤمنين ؟
السائل : لا .
الشيخ : إذن ؟ فلنحاول أن نقوم بما نستطيع من القيام و هو أن نكون مؤمنين أي أن نؤمن بما جاء في الكتاب و السّنّة و أن نعمل بما جاء في الكتاب و السّنّة في حدود طاقتنا أنا أقول في كثير من مثل هذه المناسبة كثير من الشباب الآن المتحمّس حاطط دأبه و جهاده مع حكّامه المسلمين هؤلاء الذين يسمّون جماعة التكفير مثلا ، بدّهم يحاربوا حكّام المسلمين يا حبيبي حارب نفسك أنت قبل كل شيء ، أنت نسيان نفسك و تحارب غيرك ... .
السائل : حزب التحرير .
الشيخ : حزب التحرير و جماعة التكفير و الهجرة في مصر و إلى آخره فقصدي أن أقول هؤلاء نسوا أنفسهم فانشغلوا بإيش ؟ بحكامهم ، بينما العكس هو الصواب رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما بدأ بدأ بماذا ؟ بدأ بدعوة الناس إلى شهادة ألا إله إلا الله فهؤلاء الذين اليوم يريدون أن يجاهدوا الحكام ما بدؤوا من النقطة التي بدأ بها الرسول عليه الصلاة و السلام لذلك ما فيه فائدة من البحث و الجدال و التحزّب و التكتل إذا لم يكن كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذلك بالنسبة إلينا بعد ما أتينا بعد الرسول بخمسة عشر قرنا لابد من التصفية و التربية ، الآن لو طرحت سؤالا تقليديا عندنا تلقّيناه من نبينا صلى الله عليه و سلم حينما سأل الجارية أين الله ؟ طيب اسأل المسلمين اليوم يقولون لك الله في كل مكان ، يعني الله في الكهاريز ، الله في البارات في الخمارات !
السائل : حاشا حاشا .
الشيخ : أنا و أنت نقول حاشاه و الحمد لله أن الله هدانا لكن الذين ستجاهد معهم و تقاتل معهم سيقاتلوك لأنك تقول الكلمة هذه لو كنتم تعلمون فلذلك بارك الله فيك الهجرة واجبة على كل من يستطيع و هذا لابد منه هذا حكم شرعي أما لا يستطيع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ... .
السائل : ... و نختصر إن شاء الله ، يقول لك الرجل معناه نترك أرض فلسطين لليهود يعيثوا و يمرحوا فيها كما يحلو لهم
الشيخ : لا ، نترك أنفسنا كالنعاج لليهود أحسن ، هذا أحسن ؟ يا أخي بارك الله فيك من القواعد الإسلامية إذا وقع مسلم بين شرين اختار أقلهما .
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : هذا أولا ، و ثانيا كلمة الحق لا تتصور يتبناها كل مسلم و لو كان الأمر كذلك ما وجدت هذا التأخر ... و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .
سائل آخر : ما الواجب على أهل فلسطين في هذا الزمان فعله و ما حكم ... .
الشيخ : ما الواجب على من ؟
سائل آخر : على أهل فلسطين في هذا الزمان و ما حكم الدّار التي هم فيها ؟
الشيخ : هم بين أمرين من كان منهم يستطيع أن يهاجر إلى بلد إسلامي ينجو بدينه و بنفسه فهذا هو واجبه أما من كان لا يستطيع فيصبر كما صبر الضعفاء في أول العهد الإسلامي في مكة هذا هو الواجب على كل من كان هناك .
سائل آخر : حكم الدار التي هم فيها ؟
الشيخ : حكم إيش ؟
سائل آخر : حكم الدار التي هم فيها .
الشيخ : دار محكومة بالكفر ، فلو كان هناك مسلمين يجب أن يقاتلوهم حتى تعود البلاد إلى أهلها المسلمين .
سائل آخر : و إذا كانت البلاد التي من حولهم لا تحكم بما أنزل الله فهجرتهم تكون من دار كفر إلى دار كفر و إلا من دار كفر إلى دار الإسلام .
الشيخ : لا ، ليسوا سواء هذه ديار إسلامية و لو كان فيها حكم كما تعلمون جميعا في كثير من الجوانب مخالفة للإسلام لكن هناك الحكم حكم كافر لو قرنان فحكم يهودي أما هنا فالأمر ليس كذلك فلا يجوز قياس هذه البلاد على تلك و هذا كما يقول ابن حزم رحمه الله " لو كان القياس صحيحا لكان هذا القياس هو عين الباطل " أن تقاس البلاد الإسلامية التي تُحكم بحكم إسلامي و لو كان فيه ما فيه فليس كالحكم الذي يحكم بالتوراة أو بالإنجيل أو بأي قانون يخالف كل الشرائع السّماوية ، و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .
أبو ليلى : تفضل شيخنا .
الشيخ : هو لا يعني أن يخرجوا غير مهاجرين و إنما أن يخرجوا أولا مهاجرين و ثانيا لا ليخلدوا إلى الأرض و إنما ليعملوا جهدهم كل واحد في استطاعته ، في حدود إمكانياته ليعودوا إلى بلدهم أعزاء منصورين على الأعداء فهو لا يقول ... لقمة سائغة لليهود و شو رأيكم أنتم الآن الحكومة الفلسطينية أين هي ؟ هي فلسطين و إلا خارج فلسطين ؟
سائل آخر : خارج فلسطين
الشيخ : خارج فلسطين ، ليش ما تقيموا القيامة على هؤلاء الذين أقاموا الحكومة لم لا يقيمونها في نفس فلسطين و إلا ما يستطيعوا ، طيب الشيخ يعلم أن هؤلاء المضطهدين من المسلمين ما يستطيعون ... ما تقاوم اخرج و لذلك حرصا على دماء المسلمين و على أعراضهم يأمر بتطبيق آيات و أحاديث (( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها )) النكتة هذه ينبغي أن تلاحظ أنه نحن حينما نقول بالهجرة لا يعني ليركنوا إلى الأرض و إنما ليفكر كل واحد منهم و ليعمل ما يستطيع كي يعود إلى بلده سواء من قريب أو من بعيد هذا بيد الله عز و جل عزيزا مكرما فإما يعني جاءت مناسبة نتكلم في هذا الموضوع إن شاء الله .
أبو ليلى : حتى أنا شيخنا قلت لبعض الناس سبحان الله في بعض نقاشات ... .
الشيخ : خير إن شاء الله .
السائل : خير إن شاء الله ، لقد تكلمت في بداية الجلسة عن قضية الهجرة و هذا الموضوع حقيقة خطير جدا .
الشيخ : خير إن شاء الله .
السائل : إن شاء الله تعالى ، لقد استمعت للشريط رقم خمسائة وسبعة وعشرين في حديث دار بين طالب علم و بينك عن قضية أهل فلسطين .
الشيخ : نعم .
السائل : و سأل عن حكم الهجرة من فلسطين ... و لقد طرح سؤالا عن قضية هجرة أهل فلسطين من فلسطين إلى دار الهجرة و سمعت الشريط لمدة ثلاثة أيام حتى هذه اللحظة و أنا أكرر الشريط حتى أفهم ما يقول شيخنا الأستاذ ناصر .
الشيخ : بارك الله فيك .
السائل : بارك الله فيه ، حتى لا نظلم الشيخ .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
السائل : فيما قد ينسب إليه أو فيما قد نسب إليه من بعض أدعياء العلم !
الشيخ : نعم .
السائل : و أبو أحمد يعلم .
الشيخ : نعم .
السائل : الذي أريد أن أقوله أن دار الهجرة يجب على كل المسلمين أن يتعاونوا على إقامتها و على إنشائها حتى نهاجر من دار الكفر و من دار الحرب إلى دار الهجرة و نحن نتفق مع الشيخ في هذه المسألة ... .
الشيخ : معليش لكن أنت الآن تقول دار الهجرة غير موجودة ؟
السائل : أقول الآن دار الهجرة غير موجودة .
الشيخ : عجيب .
السائل : و قد تكلمت إلى ذلك الرجل و قلت له مما يؤسف له أن السعودية كانت قبل عشر سنوات لا تعلق صورا و الآن تجد فيها الصور و كذا كأني قد فهمت من حديثك أن السعودية هي دار هجرة و تصلح بأن تكون دار هجرة !
الشيخ : و ما فهمت أن الدّار التي أنت فيها دار هجرة ؟
السائل : لم أفهم هذا ، أنا أريد أن أصل إلى ما هي صفة دار الهجرة و نحن نعلم ن سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام أنه قبل أن يهاجر إلى المدينة أو قبل أن يوحى إليه بالهجرة إلى المدينة بحث عن دار الهجرة بداية بعث بعض الصحابة إلى الحبشة .
الشيخ : نعم .
السائل : و رجع الصحابة من الحبشة و طبعا سألهم عن أوضاع الحبشة و لم يستصلح الرسول عليه الصلاة و السلام أرض الحبشة بأن تكون دارا للهجرة ، ثم بعث بعثا إلى حضرموت و سأل الوفود التي كانت تقدم عليه عليه الصلاة و السلام عن حضرموت في اليمن فوجد أن اليمن لا تصلح دار هجرة أيضا
الشيخ : عفوا هذا ليس سؤالا بارك الله فيك أنا قلت خمس دقائق ، أنت راح تأخذ الخمس دقائق على حسابك !
السائل : ... في بداية جلستك .
الشيخ : معليش بارك الله فيك أنا ألفت نظرك أنه لما تكلمنا عن الهجرة إلى أين قلنا يهاجروا الليبيين و أمثالهم ؟ إلى دار لا هجرة ؟ هكذا فهمت ؟
السائل : إلى ديار المسلمين .
الشيخ : طيب ، فإذن كيف تقول إنه ليس هناك دار هجرة .
السائل : أنا أريد أن أصل إلى ما هي صفات دار الهجرة ؟
الشيخ : يا أخي اسأل بدل ما تعمل محاضرة اسأل ... .
السائل : أنا ما أعمل محاضرة ... .
الشيخ : لا ، اسمح لي يا أخي بارك الله فيك ، واحد لما يسأل سؤالا يختصر مو يتعرض للتفاصيل ، الحبشة و ما الحبشة مو هكذا يكون السؤال أنت بالأول تقول ليس هناك دار هجرة ، طيب من قال لك أنه يجب أن يكون هناك دار هجرة مثل دار الرسول عليه السلام ؟ هل هناك نبي بعد رسول الله ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذن لماذا تدير الكلام على وجود دار الهجرة و أنت تؤمن معي كما قلت آنفا أن هناك دار إسلام فهذا يكفي لنقيم الحجة على الكفار الذين يسلمون في بلاد كفرهم أن يهاجروا إلى بلد إسلامي كذلك نقيم الحجة على المضطهدين من المسلمين في البلاد الإسلامية قديما أن يهاجروا إلى بلاد الإسلام التي لا اضطهاد فيها فلماذا أدرت الموضع إلى أنه لا يوجد هناك دار هجرة و من الذي يقول من علماء المسلمين خلفا فضلا عن سلف أنه يجب أن يكون هناك دار هجرة ؟ لا هذا خطأ في طرح السؤال فأنا أريد أن أفهم ما هي حصيلة قرائتك في ثلاثة أيام كما قلت لتلك الأشرطة أنا ما ذكرت أنه يجب أن يكون هناك دار هجرة و لا يمكن لمسلم أن يقول أنه يجب أن يكون هناك دار هجرة لأن هذه الهجرة لن تتكرر و لذلك جاء في الحديث ( لا هجرة بعد الفتح ) أي ما فيه مدينة نبوية أخرى إلى أن تقوم الساعة لكن الحقيقة كما قال الشاعر و لو في غير هذه المناسبة " فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرم فلاح " فنحن نريد أن نوجد بلدا إسلاميا أقرب ما يكون إلى تحقيق الإسلام نحن لا نطمع أن نجد خليفة يشبه عهد الخلفاء الراشدين بل يشبه الخليفة الخامس و هو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم أجمعين لكن نريد حاكما يحكم بما أنزل الله يجعل هدفه الحكم بما أنزل الله أما أنه أخطأ ، أما أنه انحرف قليلا أو كثيرا ( ما لم تروا كفرا بواحا ) فهناك بلاد إسلامية كثيرة و الحمد لله لا نزال و الحمد لله سيبقى الأمر كذلك لا نرى كفرا بواحا و إنما وجد هذا في بعض تلك البلاد فنأمر الشباب المسلم المضطهد أن يفر بدينه و أن يهاجر بدينه من البلد الذي أعلن الكفر رأسه إلى بلد لا يزال و الحمد لله فيه خير كثير و أنا قلت هذا الكلام آنفا فإذن بارك الله فيك أعطنا ما هي المشكلة التي عرضت لك بالنسبة للشريط ؟ بلاش كلمة دار هجرة ... .
السائل : أسحبها .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
السائل : لأنني أنا لست جدليا ، أنا أريد أن أتعلم .
الشيخ : ذلك هو الظّن بك .
السائل : إن شاء الله ، بارك الله فيك .
الشيخ : تفضل .
السائل : الله يبارك فيك ، قضية فلسطين قضية خاصة و لها بعض الخصوصيات يمكن أستدل بالحديث الوارد في كتاب التاج الجامع للأصول الذي يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة و السلام ( ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم و هي القدس و يبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضهم تقذرهم نفس الله و تحشرهم النار مع القردة و الخنازير ) هذا الحديث رواه أبو داود بسند صالح لا أعلم مدى صحة هذا الحديث ؟
الشيخ : معليش .
السائل : هذه نقطة ، النقطة الآن عندما نجد أو ننظر إلى أهل فلسطين ، الصراع مع اليهود و أنت أعلم بارك الله فيك باليهود و نجاستهم و حقدهم على الإسلام و المسلمين ؟
الشيخ : هذا من الكلام الذي لا نريده يا أخي لأنه معروف هذا كله ، نشوف إيش المشكلة .
السائل : المشكلة عندما قلت للرجل أنه يجب الخروج إلى دار الإسلام بلاش دار الهجرة إلى دار الإسلام .
الشيخ : لا تقل الخروج .
السائل : الهجرة .
الشيخ : أيوه .
السائل : الهجرة من أرض فلسطين من أرض الحرب .
الشيخ : نعم .
السائل : كيف نوفق بين هذا الكلام و حديث الرسول عليه الصلاة و السلام ( لتقاتلن اليهود و أنتم في أكناف بيت المقدس ) الحديث الذي تعرفه ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : فعلمنا بارك الله فيك .
الشيخ : ... غيرك ألقى هذه الشبهة ... أفضل من المسجد الحرام ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب ، بيت المقدس أفضل من مكة ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب ، أي الهجرتين أخطر آلهجرة التي هاجر رسول الله من مكة أم هذه الهجرة التي نحن نقترحها ؟
السائل : هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام .
الشيخ : فإذن هذه من باب أولى فلماذا أنت تستعظم و قدّمت المقدّمة بنيتها على ذلك الحديث أنه مهاجر إبراهيم عليه السلام ، أولا مهاجر إبراهيم عليه السلام ليس بيت المقدس بل هي بلاد الشام كلها ، أليس كذلك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، فإذا كان الرسول عليه السلام سنّ للمسلمين أن يهاجروا من بلد يضطهدون فيه بهجرته من المسجد الحرام ، أولا كما ذكرت أن يهاجروا من الحبشة و هي بلاد كفر فسبحان الله إذا الرسول سنّ هذه السّنّة أن يهاجر أصحابه المضطهدون من مكّة إلى بلاد الكفر إلى الحبشة النجاشي هذا ، لماذا تستغرب أنت مسلما يؤمن بالله و رسوله و يحرص على اتباع الرسول عليه السلام في حدود استطاعته أن ينصح إخوانه المسلمين كفاكم إلقاء النفوس للتهلكة ، إراقة لدماء المسلمين عبثا ، في الأمثال العامية في بعض البلاد العربية " عين ما تقاوم مخرز " الدول الإسلامية التي عندها القوة و السلاح و الطيارات و الدبابات متفرجة و الشعب الفلسطيني هو الذي يقابل الدبابات و الطيارات و و إلى آخره ، هؤلاء أنت تظن سيخرجون اليهود و على قولة ذلك الدّجال الذي فطس الذي كان يعلن أنه سيرمي اليهود في البحر أنت تظن أن الفلسطينيين إخواننا هؤلاء المضطهدين من اليهود شر الاضطهاد هؤلاء سيتمكّنون من رمي اليهود في البحر ؟
السائل : طبعا لا .
الشيخ : إذن هذا بارك الله فيك هؤلاء أوجب عليهم الهجرة من غيرهم لأنهم يقتلون كل يوم بالعشرات مقابل يهودي كل شهر واحد يقتلون ، فهذه الهجرة التي أنت استغربتها العكس هو الصواب تماما فلذلك أنا أقول لك اعكس تصب ، إذا كان الرسول أولا أذن للضعفاء المضطهدين في مكة أن يهاجروا إلى الحبشة دار النصارى يومئذ نحن نقول اليوم لا تهاجروا إلى دار النصارى و إنما هاجروا إلى دار الإسلام . هذا أولا ، ثانيا رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة وقف على جبل إيش ؟ قبيس و إلا إيش ؟
السائل : أبي قبيس .
الشيخ : أبي قبيس أيوه فالتفت إلى مكة و قال ( أما إنك من أحب بلاد الله إلى الله و من أحب بلاد الله إليّ و لولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت ) إذن هذا رسول الله قلبه متعلق بالمسجد المسجد الحرام الذي جعله إيش مأوى للنّاس .
السائل : (( مثابة للناس و أمنا )) .
الشيخ : (( مثابة للناس و أمنا )) أي نعم ، فيضطر للهجرة للخلاص أولا بنفسه ثم بإخوانه الذين لحقوا به فإذا كان هو من أفضل بلاد الله هاجر فلماذا لا يهاجر من ثالث بلاد الله و هو بيت المقدس ؟ المسلمون مضطهدون و لا سيما أنهم في كل يوم يعذبون ثم أنت تجد ما يسمّى بإيش تبع عرفات شو اسم التنظيم ؟
السائل : منظمة التحرير .
الشيخ : منظّمة التحرير ، منظّمة التحرير بالمئات و بالألوف و عندهم ربما مال و سلاح و إلى آخره عم يتفرجوا .
السائل : المنظمة معروف أنها غثاء .
الشيخ : هذا هو ، طيب ... .
السائل : لكن قضية ( جهاد و نية ) أليس الآن مطلوب من كل المسلمين أن يجاهدوا حتى في فلسطين في داخل فلسطين ... .
الشيخ : هذا السؤال أيضا جانبي تماما ، من الذي يجاهد يا أخي أنت ما تعرف وضعك هنا ما تعرف أن اليهود الآن يعني ممنوع قانون أن يقاتلوا من قبل المسلمين ؟
السائل : نعم ، معروف .
الشيخ : فإذن لماذا تتجاهل الواقع ؟
السائل : لا أريد أن أتجاهل ، طيب هناك .
الشيخ : أنت تقول ألا يجب و لكن جهاد و نية ، الآن يجب أن نقف كلمة هل يكون الجهاد بحماس إنسان و لا هو دولة و لا هو حاكم و لا هو ضابط وإنما هو شاب متحمّس هذا هو الجهاد في سبيل الله ؟ إذن يا أخي قال تعالى (( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوّكم )) هذا الخطاب قبل كل شيء لمن ؟ هذا البحث نحن طرقناه في عدة أشرطة (( أعدوا )) خطاب للمؤمنين أين هم المؤمنون ؟ الذين يأكلون الربا ، الذين يتدابرون ، الذين يتخاصمون ، الذين يتحزّبون كل حزب بما لديهم فرحون ، نحن يجب أن ننظر إلى الموضوع جذريا من أين نبدأ ؟ نبدأ بالجهاد ؟ من الذي يجاهد ؟ ما فيه من يجاهد يا أخي ... .
السائل : (( الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا )) .
الشيخ : أين هم ؟
السائل : أول شيء إيمان ثم هجرة ... .
الشيخ : هذا هو فنبدأ بالإيمان فلنبدأ بالإيمان بارك الله فيك ، لا تفكر بالخاتمة (( و جاهدوا )) الجهاد يبدأ بالأخير حينما تتهيّأ النفوس للجهاد في سبيل الله يقول الرسول عليه السلام ( المجاهد من جاهد هواه لله ) فهل المسلمون اليوم يجاهدون هواهم لله مع انتشار الفسق و الفجور و التبرج و أكل الربا إلى آخره ؟ لذلك نحن لنا كلمات لابد من تحقيق كلمتين تصفية و تربية المسلمون اليوم لا يفهمون إسلامهم فهما صحيحا بدء من الله ، الله لا يعرفونه كما عرفنا بنفسه في كتابه و في حديث نبيه ، لا يعرفون نبيهم أي بأحكامه و سنّته و و إلى آخره لذلك فنحن بعيدين جدّا جدا عن الجهاد جهاد الكفار و قبل أن يفوتني أنت تظن أن اليهود سيخرجهم أهل فلسطين و نحن نرى من أهل فلسطين كل يوم جماعة يذبحون ذبح النعاج و القوى الحكومية تتفرج ليس هؤلاء و إنما حينما يعود المسلمون إلى دينهم و يربّون أنفسهم تربية صحيحة تربية إيمانية ، تربية مادية سلاحية لأنني أقول كما قال تعالى (( و أعدوا )) خطاب لمن ؟
السائل : للمؤمنين .
الشيخ : للمؤمنين ( ما استطعتم من قوة )) هل نحن نستطيع اليوم أن نعد القوة و إن كنا مؤمنين ؟
السائل : لا .
الشيخ : إذن ؟ فلنحاول أن نقوم بما نستطيع من القيام و هو أن نكون مؤمنين أي أن نؤمن بما جاء في الكتاب و السّنّة و أن نعمل بما جاء في الكتاب و السّنّة في حدود طاقتنا أنا أقول في كثير من مثل هذه المناسبة كثير من الشباب الآن المتحمّس حاطط دأبه و جهاده مع حكّامه المسلمين هؤلاء الذين يسمّون جماعة التكفير مثلا ، بدّهم يحاربوا حكّام المسلمين يا حبيبي حارب نفسك أنت قبل كل شيء ، أنت نسيان نفسك و تحارب غيرك ... .
السائل : حزب التحرير .
الشيخ : حزب التحرير و جماعة التكفير و الهجرة في مصر و إلى آخره فقصدي أن أقول هؤلاء نسوا أنفسهم فانشغلوا بإيش ؟ بحكامهم ، بينما العكس هو الصواب رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما بدأ بدأ بماذا ؟ بدأ بدعوة الناس إلى شهادة ألا إله إلا الله فهؤلاء الذين اليوم يريدون أن يجاهدوا الحكام ما بدؤوا من النقطة التي بدأ بها الرسول عليه الصلاة و السلام لذلك ما فيه فائدة من البحث و الجدال و التحزّب و التكتل إذا لم يكن كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذلك بالنسبة إلينا بعد ما أتينا بعد الرسول بخمسة عشر قرنا لابد من التصفية و التربية ، الآن لو طرحت سؤالا تقليديا عندنا تلقّيناه من نبينا صلى الله عليه و سلم حينما سأل الجارية أين الله ؟ طيب اسأل المسلمين اليوم يقولون لك الله في كل مكان ، يعني الله في الكهاريز ، الله في البارات في الخمارات !
السائل : حاشا حاشا .
الشيخ : أنا و أنت نقول حاشاه و الحمد لله أن الله هدانا لكن الذين ستجاهد معهم و تقاتل معهم سيقاتلوك لأنك تقول الكلمة هذه لو كنتم تعلمون فلذلك بارك الله فيك الهجرة واجبة على كل من يستطيع و هذا لابد منه هذا حكم شرعي أما لا يستطيع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ... .
السائل : ... و نختصر إن شاء الله ، يقول لك الرجل معناه نترك أرض فلسطين لليهود يعيثوا و يمرحوا فيها كما يحلو لهم
الشيخ : لا ، نترك أنفسنا كالنعاج لليهود أحسن ، هذا أحسن ؟ يا أخي بارك الله فيك من القواعد الإسلامية إذا وقع مسلم بين شرين اختار أقلهما .
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : هذا أولا ، و ثانيا كلمة الحق لا تتصور يتبناها كل مسلم و لو كان الأمر كذلك ما وجدت هذا التأخر ... و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .
سائل آخر : ما الواجب على أهل فلسطين في هذا الزمان فعله و ما حكم ... .
الشيخ : ما الواجب على من ؟
سائل آخر : على أهل فلسطين في هذا الزمان و ما حكم الدّار التي هم فيها ؟
الشيخ : هم بين أمرين من كان منهم يستطيع أن يهاجر إلى بلد إسلامي ينجو بدينه و بنفسه فهذا هو واجبه أما من كان لا يستطيع فيصبر كما صبر الضعفاء في أول العهد الإسلامي في مكة هذا هو الواجب على كل من كان هناك .
سائل آخر : حكم الدار التي هم فيها ؟
الشيخ : حكم إيش ؟
سائل آخر : حكم الدار التي هم فيها .
الشيخ : دار محكومة بالكفر ، فلو كان هناك مسلمين يجب أن يقاتلوهم حتى تعود البلاد إلى أهلها المسلمين .
سائل آخر : و إذا كانت البلاد التي من حولهم لا تحكم بما أنزل الله فهجرتهم تكون من دار كفر إلى دار كفر و إلا من دار كفر إلى دار الإسلام .
الشيخ : لا ، ليسوا سواء هذه ديار إسلامية و لو كان فيها حكم كما تعلمون جميعا في كثير من الجوانب مخالفة للإسلام لكن هناك الحكم حكم كافر لو قرنان فحكم يهودي أما هنا فالأمر ليس كذلك فلا يجوز قياس هذه البلاد على تلك و هذا كما يقول ابن حزم رحمه الله " لو كان القياس صحيحا لكان هذا القياس هو عين الباطل " أن تقاس البلاد الإسلامية التي تُحكم بحكم إسلامي و لو كان فيه ما فيه فليس كالحكم الذي يحكم بالتوراة أو بالإنجيل أو بأي قانون يخالف كل الشرائع السّماوية ، و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .
أبو ليلى : تفضل شيخنا .
الشيخ : هو لا يعني أن يخرجوا غير مهاجرين و إنما أن يخرجوا أولا مهاجرين و ثانيا لا ليخلدوا إلى الأرض و إنما ليعملوا جهدهم كل واحد في استطاعته ، في حدود إمكانياته ليعودوا إلى بلدهم أعزاء منصورين على الأعداء فهو لا يقول ... لقمة سائغة لليهود و شو رأيكم أنتم الآن الحكومة الفلسطينية أين هي ؟ هي فلسطين و إلا خارج فلسطين ؟
سائل آخر : خارج فلسطين
الشيخ : خارج فلسطين ، ليش ما تقيموا القيامة على هؤلاء الذين أقاموا الحكومة لم لا يقيمونها في نفس فلسطين و إلا ما يستطيعوا ، طيب الشيخ يعلم أن هؤلاء المضطهدين من المسلمين ما يستطيعون ... ما تقاوم اخرج و لذلك حرصا على دماء المسلمين و على أعراضهم يأمر بتطبيق آيات و أحاديث (( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها )) النكتة هذه ينبغي أن تلاحظ أنه نحن حينما نقول بالهجرة لا يعني ليركنوا إلى الأرض و إنما ليفكر كل واحد منهم و ليعمل ما يستطيع كي يعود إلى بلده سواء من قريب أو من بعيد هذا بيد الله عز و جل عزيزا مكرما فإما يعني جاءت مناسبة نتكلم في هذا الموضوع إن شاء الله .
أبو ليلى : حتى أنا شيخنا قلت لبعض الناس سبحان الله في بعض نقاشات ... .
4 - كيف التوفيق بين فتيا الشيخ بالهجرة من فلسطين وبين حديث( لتقاتلن اليهود وأنتم في أكناف بيت المقدس).؟ أستمع حفظ
من فضلك شيخنا نريد أن نسمع منك الفتوى في الهجرة من فلسطين .؟
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : و عليكم السلام .
السائل : ... من الزرقاء .
الشيخ : أهلين .
السائل : حياكم الله ، و الله نحن في مجلس الآن و جالسين معي حوالي سبع من الشباب نتناقش في بعض القضايا فضيلة الشيخ ... على لسانك ما أدري قضية الفتوى الأخيرة ؟
الشيخ : نعم .
السائل : في قضية الهجرة من فلسطين .
الشيخ : نعم .
السائل : حبينا نسمع منك من التليفون ... .
الشيخ : اسمع الشريط اسمعه أحسن يعني معقول أعيد لك المحاضرة الآن ؟
السائل : أنا لا أريد المحاضرة ... هل هي صحيحة ؟
الشيخ : اسمع الشريط .
السائل : نعم .
الشيخ : و خلاصة الشريط أن الرسول هاجر من مكة حينما ظلم هو و أصحابه و أتباعه إلى المدينة و مكة أفضل من بيت المقدس بكثير .
السائل : هذا بإجماع المسلمين .
الشيخ : آه ، فهجرتهم إلى بلاد يتمكّنون فيها من القيام بشعائر دينهم و الخلاص و النجاة بأنفسهم من ظلم اليهود و بغيهم و قتلهم الأبرياء بغير حق و اليهود معروف عنهم بنص القرآن أنهم كانوا يقتلون الأنبياء فضلا عن غيرهم بغير حق ، هذا خلاصة الكلمة .
السائل : طيب جزاك الله خيرا ، عفوا شيخ الآن تعلم أنت أن تقريبا المسلمون مضطهدون في كل مكان أين يهاجرون إذا سئلنا هذا السؤال ؟
الشيخ : سامحك الله ، هذا كله جرى النقاش فيه هل أنت تظن أن الأردن مثل اليهود ؟
السائل : أنا لا أظن ... .
الشيخ : طيب إيش معنى هذا السؤال الله يهديك ... .
السائل : مثلا لا تستطيع الأردن أن تستقبل ... .
الشيخ : أي بلد آخر ، أي بلد آخر يمكن المسلم أن يهاجر إليه فهذا واجبه أما أنا لست ملك الدنيا حتى أقول لك هذا البلد أو ذاك . أنا رجل علم أقول ما أدين الله به ، كما يسألني واحد أنا رجل غني و أودع مالي في البنك يجوز ؟ أقول له لا . يقول لي ماذا أفعل ؟ ما هو البديل ؟ أقول له هذه ليست شغلتي أنا أعرف أقول لك ( لعن الله آكل الربا و موكله و كاتبه و شاهديه ) أما شو البديل هذه ليست شغلتي ... .
السائل : عفوا شيخ الآن يعني يحصل تشويش على هذه الفتوى كثير .
الشيخ : يا أخي الله يهديك اقرأ الشريط و بس و لا تجادل ما فيه عندنا استعداد نعيد المحاضرة لكل إنسان بيستشكل حكم شرعي (( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها )) فأنتم تأخذون القضايا بعقولكم و ليس بنصوص كتاب ربكم و أحاديث نبيكم (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم و لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما )) الذي يجد مشكلة في هذه الفتوى فهم رجل من رجلين إما جاهل فينبغي أن يتعلم و إما مغرض صاحب هوى فهو يجب أن يتقي الله عزّ و جل أنا ما آتي بشيء من بيتي إنما هو آيات و أحاديث صريحة (( و لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا )) المهاجرون الذين هاجروا من مكة إلى المدينة فهم الذين فتحوا باب أو سنّوا سنّة الهجرة و لذلك فمن أراد أن يستنّ فأولئك هم القوم الذين لا يشقى من استنّ بسنتهم و السلام عليكم .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : و إياك .
الشيخ : و عليكم السلام .
السائل : ... من الزرقاء .
الشيخ : أهلين .
السائل : حياكم الله ، و الله نحن في مجلس الآن و جالسين معي حوالي سبع من الشباب نتناقش في بعض القضايا فضيلة الشيخ ... على لسانك ما أدري قضية الفتوى الأخيرة ؟
الشيخ : نعم .
السائل : في قضية الهجرة من فلسطين .
الشيخ : نعم .
السائل : حبينا نسمع منك من التليفون ... .
الشيخ : اسمع الشريط اسمعه أحسن يعني معقول أعيد لك المحاضرة الآن ؟
السائل : أنا لا أريد المحاضرة ... هل هي صحيحة ؟
الشيخ : اسمع الشريط .
السائل : نعم .
الشيخ : و خلاصة الشريط أن الرسول هاجر من مكة حينما ظلم هو و أصحابه و أتباعه إلى المدينة و مكة أفضل من بيت المقدس بكثير .
السائل : هذا بإجماع المسلمين .
الشيخ : آه ، فهجرتهم إلى بلاد يتمكّنون فيها من القيام بشعائر دينهم و الخلاص و النجاة بأنفسهم من ظلم اليهود و بغيهم و قتلهم الأبرياء بغير حق و اليهود معروف عنهم بنص القرآن أنهم كانوا يقتلون الأنبياء فضلا عن غيرهم بغير حق ، هذا خلاصة الكلمة .
السائل : طيب جزاك الله خيرا ، عفوا شيخ الآن تعلم أنت أن تقريبا المسلمون مضطهدون في كل مكان أين يهاجرون إذا سئلنا هذا السؤال ؟
الشيخ : سامحك الله ، هذا كله جرى النقاش فيه هل أنت تظن أن الأردن مثل اليهود ؟
السائل : أنا لا أظن ... .
الشيخ : طيب إيش معنى هذا السؤال الله يهديك ... .
السائل : مثلا لا تستطيع الأردن أن تستقبل ... .
الشيخ : أي بلد آخر ، أي بلد آخر يمكن المسلم أن يهاجر إليه فهذا واجبه أما أنا لست ملك الدنيا حتى أقول لك هذا البلد أو ذاك . أنا رجل علم أقول ما أدين الله به ، كما يسألني واحد أنا رجل غني و أودع مالي في البنك يجوز ؟ أقول له لا . يقول لي ماذا أفعل ؟ ما هو البديل ؟ أقول له هذه ليست شغلتي أنا أعرف أقول لك ( لعن الله آكل الربا و موكله و كاتبه و شاهديه ) أما شو البديل هذه ليست شغلتي ... .
السائل : عفوا شيخ الآن يعني يحصل تشويش على هذه الفتوى كثير .
الشيخ : يا أخي الله يهديك اقرأ الشريط و بس و لا تجادل ما فيه عندنا استعداد نعيد المحاضرة لكل إنسان بيستشكل حكم شرعي (( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها )) فأنتم تأخذون القضايا بعقولكم و ليس بنصوص كتاب ربكم و أحاديث نبيكم (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم و لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما )) الذي يجد مشكلة في هذه الفتوى فهم رجل من رجلين إما جاهل فينبغي أن يتعلم و إما مغرض صاحب هوى فهو يجب أن يتقي الله عزّ و جل أنا ما آتي بشيء من بيتي إنما هو آيات و أحاديث صريحة (( و لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا )) المهاجرون الذين هاجروا من مكة إلى المدينة فهم الذين فتحوا باب أو سنّوا سنّة الهجرة و لذلك فمن أراد أن يستنّ فأولئك هم القوم الذين لا يشقى من استنّ بسنتهم و السلام عليكم .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : و إياك .
قراءة الشيخ لما تيسر من القرآن .
قراءة الشيخ لما تيسر من القرآن .
" من سورة آل عمران (( من الآية 102 إلى الآية 107 )) ".
" من سورة غافر (( من الآية 38 إلى الآية 44 )) ".
" من سورة الفرقان (( من الآية 61 إلى الآية 77 )) ".
" من سورة آل عمران (( من الآية 102 إلى الآية 107 )) ".
" من سورة غافر (( من الآية 38 إلى الآية 44 )) ".
" من سورة الفرقان (( من الآية 61 إلى الآية 77 )) ".
اضيفت في - 2004-08-16