سلسلة الهدى والنور-796
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
محاضرة للشيخ الألباني في العلم النافع والعمل الصالح .
السائل : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين ما كان لمثلي أن يتحدث في مجلس شيخه العالم العلامة محدث العصر وقامع البدعة ومحي السنة وارث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي عبد الرحمان محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله ورعاه ولكن الله تبارك وتعالى قدّر أن أكون مستضيفا لهذا الحفل الكريم فالله المستعان كما تعلمون يا إخوتي أن الله تبارك وتعالى قد تعهد بحفظ هذا الدين والله تبارك وتعالى يبعث في هذه الأمة من يحفظ لها دينها أمثال شيخنا أبي عبد الرحمان حفظه الله ورعاه والله إنه مساء سعيد وإنها ساعة مباركة قبول شيخنا أبي عبد الرحمن هذه الدعوة وهذا اللّقاء مع أبنائه وهو الآن سيحدثنا بما فتح الله عليه وعندما ينتهي إن شاء الله سيكون مجال السؤال مفتوح بشرط أن يكون السؤال مكتوبا على ورقة ولن يجاب عن أيّ سؤال شفوي راجيا من الإخوة التقيد بهذا الأمر وجزاكم الله كل خير باسم والدي أبو رياض وإخوتي في الحي نرحب بشيخنا فليتفضل مشكورا .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه وتستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بين يدي الكلمة التي سألقيها على مسامعكم سائلا المولى سبحانه وتعالى أن ينفعني وإياكم بها لابد لي من الاعتذار والاعتذار السلفي كجواب تلك المقدمة التي أطر فيها أبا عبد الرحمن هذا الذي سيتكلم بين أيديكم ما فتح الله عليه فأعتذر بتلك الكلمة السلفية التي أرى أنه من واجب الدعاة السلفيين أن يحيوها في جملة ما يحيون من الآثار السلفية فضلا عن السنة المحمدية أعني بتلك الكلمة " اللهم لا يؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفرلي ما لا يعلمون " أمّا الكلمة التي أرى أنه لابد من تقديمها بين يدي تلك الأسئلة التي قد ترد علي هذه الكلمة وإن كانت مكررة أكثر من مرة لكني أعتقد أن ذذلك التكرار مهما متكرر التكرار نفسه مهما تكرر فهو قليل جدا جدا بالنسبة لما أصاب العالم الإسلامي من الانحراف عن الخطة التي لابد للمسلمين أن يسلكوها لكي يعود إليهم عزهم ومجدهم الغابر ودون ذلك لن يصلوا إلى رغبتهم هذه كل مسلم مهما كان فهمه للإسلام صوابا أو خطأ أو خليطا من صواب وخطأ كل مسلم يعلم أن المسلمين اليوم من حيث عددهم يبلغون مبلغا أو عدد خياليا ومع ذلك فكما ترون مشتركين جميعا في الأسف الشديد فهم اليوم كالغنم الذي لا راعي له بل هم كما وصفهم نبيهم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المعروف وإنما أذكر منه موضع الشاهد قال ( أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) لماذا المسلمون اليوم هم كما أخبرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم هم غثاء كغثاء السيل الأمر في فهمي وعلمي الذي قدر لي يعود إلى أمرين إثنين أحدهما يتعلق بالعلم والآخر يتعلق بالعمل فقد إنحرف المسلمون عن كل من الأمرين المذكورين عن العلم النافع وعن العمل الصالح فينبغس أن نعلم علما يقينيا حقيقة العلم النافع وحقيقة العمل الصالح لأن هذه المعرفة هي التي ستجعل المسلمين خلاف ذلك الوصف المذكور في حديث الرسول عليه السلام آنفا وهذه المعرفة ستجعلهم يتمثلون بالحديث الآخر الصحيح الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) أنتم تعلمون أن هذا المثل آسفا مرة أخرى أبعد ما يكون عن واقع المسلمين اليوم فإنكم ترون الذل قد ران على بعض بلاد المسلمين والبلاد الأخرى لا تحرك منهم ساكنا ولا تجد أي وجع في عضو من تلك أعضائها التي تمثل الجسد المسلم فإذا معرفة العلم النافع والعمل الصالح هو العلاج لهذا المرض الوبيل الذي أصاب المسلمين من هذا الذل والفرقة فما هو العلم النافع وما هو العمل الصالح تكلمت كثيرا عن العلم النافع وقد يلتقي مع بعض ما نتكلمه كل الجماعات الإسلامية ولكنهم قد لا يلتقون إما فهما وإما عملا معنا في بعض صفات العلم النافع من المتفق عليه بين كافة المسلمين أن العلم إنما هو وبالطبع وهذا من باب تحصيل الحاصل إنما نعني الآن بالعلم العلم الشرعي فمن المعلوم لدى كافة المسلمين أن العلم النافع مصدره كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم حول هذين المصدرين لابد من الكلام البيّن الواضح في كل منهما من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث كيفية فهم هذين المصدرين الكتاب والسنة .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه وتستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بين يدي الكلمة التي سألقيها على مسامعكم سائلا المولى سبحانه وتعالى أن ينفعني وإياكم بها لابد لي من الاعتذار والاعتذار السلفي كجواب تلك المقدمة التي أطر فيها أبا عبد الرحمن هذا الذي سيتكلم بين أيديكم ما فتح الله عليه فأعتذر بتلك الكلمة السلفية التي أرى أنه من واجب الدعاة السلفيين أن يحيوها في جملة ما يحيون من الآثار السلفية فضلا عن السنة المحمدية أعني بتلك الكلمة " اللهم لا يؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفرلي ما لا يعلمون " أمّا الكلمة التي أرى أنه لابد من تقديمها بين يدي تلك الأسئلة التي قد ترد علي هذه الكلمة وإن كانت مكررة أكثر من مرة لكني أعتقد أن ذذلك التكرار مهما متكرر التكرار نفسه مهما تكرر فهو قليل جدا جدا بالنسبة لما أصاب العالم الإسلامي من الانحراف عن الخطة التي لابد للمسلمين أن يسلكوها لكي يعود إليهم عزهم ومجدهم الغابر ودون ذلك لن يصلوا إلى رغبتهم هذه كل مسلم مهما كان فهمه للإسلام صوابا أو خطأ أو خليطا من صواب وخطأ كل مسلم يعلم أن المسلمين اليوم من حيث عددهم يبلغون مبلغا أو عدد خياليا ومع ذلك فكما ترون مشتركين جميعا في الأسف الشديد فهم اليوم كالغنم الذي لا راعي له بل هم كما وصفهم نبيهم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المعروف وإنما أذكر منه موضع الشاهد قال ( أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) لماذا المسلمون اليوم هم كما أخبرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم هم غثاء كغثاء السيل الأمر في فهمي وعلمي الذي قدر لي يعود إلى أمرين إثنين أحدهما يتعلق بالعلم والآخر يتعلق بالعمل فقد إنحرف المسلمون عن كل من الأمرين المذكورين عن العلم النافع وعن العمل الصالح فينبغس أن نعلم علما يقينيا حقيقة العلم النافع وحقيقة العمل الصالح لأن هذه المعرفة هي التي ستجعل المسلمين خلاف ذلك الوصف المذكور في حديث الرسول عليه السلام آنفا وهذه المعرفة ستجعلهم يتمثلون بالحديث الآخر الصحيح الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) أنتم تعلمون أن هذا المثل آسفا مرة أخرى أبعد ما يكون عن واقع المسلمين اليوم فإنكم ترون الذل قد ران على بعض بلاد المسلمين والبلاد الأخرى لا تحرك منهم ساكنا ولا تجد أي وجع في عضو من تلك أعضائها التي تمثل الجسد المسلم فإذا معرفة العلم النافع والعمل الصالح هو العلاج لهذا المرض الوبيل الذي أصاب المسلمين من هذا الذل والفرقة فما هو العلم النافع وما هو العمل الصالح تكلمت كثيرا عن العلم النافع وقد يلتقي مع بعض ما نتكلمه كل الجماعات الإسلامية ولكنهم قد لا يلتقون إما فهما وإما عملا معنا في بعض صفات العلم النافع من المتفق عليه بين كافة المسلمين أن العلم إنما هو وبالطبع وهذا من باب تحصيل الحاصل إنما نعني الآن بالعلم العلم الشرعي فمن المعلوم لدى كافة المسلمين أن العلم النافع مصدره كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم حول هذين المصدرين لابد من الكلام البيّن الواضح في كل منهما من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث كيفية فهم هذين المصدرين الكتاب والسنة .
السنة تفسر القرآن ، ووجوب تصفية الاسلام عقيدة وفقهاً وسنة .
الشيخ : من المتفق عليه أيضا أن السنة تفسر القرآن وأن القرآن لا سبيل إلى فهمه كما أراد الله تبارك وتعالى حين أنزله على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم لا يمكن تحقيق هذا الفهم إلا بالرجوع إلى السنة هاتان ركيزتان متفق عليهما بين كافة المسلمين الذين لايزالون معنا في دائرة الإسلام وإن كانوا يختلفون اقترابا وابتعادا عنها سيظهر الاقتراب والابتعاد فيما يأتي من البيان السّنة تفسر القرآن لكن معلوم أيضا وبخاصة عند أهل العلم أن السّنة قد دخلها مالم يكن فيها يوم خاطب الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله (( وأنزلنا إليك الذكرى لتبين للناس ما نزل إليهم )) هذا البيان الذي هو سّنة الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبق كما كان إلى وفاته عليه الصلاة والسلام وإنما دخل في هذه السّنة مالم يكن منها يومئذ وقد يكون - أرجوا الانتباه - وقد يكون ذهب بهض هذه السنة التي كانت في عهد النبي صلى الله عليه وآله سلم ذهبت عن بعض علماء المسلمين فضلا عن عامتهم من أجل هذا وهذا أعني من أجل أنه دخل في السنة مالم يكن منها ومن أجل أنه قد ذهب بعضها عن بعض العلماء من أجل هذا وهذا لا يمكن فهم القرآن الكريم فهما صحيحا إلا بالعناية التامة المتوفرة على جمع السنة أولا ثم على تمحيص صحيحها من ضعيفها ثانيا هذا الواجب وهو جمع السنة وتميير صحيحها من ضعيفها هذا مع الأسف الشديد لم يأخذ حقه طيلت هذه القرون الكثيرة التي مرت على المسلمين لم تأخذ السنة حقها سواء من حيث الجمع أولا ثم من حيث التمحيص ثانيا أدندن حول نقطة ذكرتها آنفا لأنني أشعر أنني نادرا ما تعرضت لبيانها العادة أن نتعرض لبيان أنه دخل في السنة ما ليس منها أما أن نتعرض لبان أنه قد ضاعت بعض السنة على بعض العلماء فيجب نحن أن نتحرى هذه السّنة الضائعة على بعض العلماء فنضمها إلى المجموعة التي اخترنا منها ما صح من سنة النبي صلى الله عليه وآله سلم وإن مما لا شك فيه أن هذا الواجب المزدوج أي من حيث الجمع أولا ثم من حيث تصفية الصحيح من الضعيف ثانيا لا شك ولا ريب أن مثل هذا العمل لا يمكن أن يقوم به فرد أو أفراد أو عشرات أومئات ومتفرقين في العالم الإسلامي الأمر أعظم بكثير جدا جدا مما يتصوره البعض أنه أمر ميسور الجمع ثمالتمحيص الصحيح من الضعيف ولكن لما كان من القواعد الإسلامية المتفق عليها بين الأمة قوله تبارك وتعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فلا ينبغي لمن كان عنده قدرة على الجمع أو التمحيص بل وعلى الجمع بين الأمرين كليهما لابد أن يقوم به من هذا الباب (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ولا شك ولا ريب أن العالم المسلم كل ما كان أكثر جمعا للسنة وأعرف بتمييز صحيحها من ضعيفها كلما كان متمكنا من تفسير القرآن تفسيرا صحيحا وبالتالي كلما كان أفقه بالإسلام من أولئك الأخرين الذين لم يؤتوا حظا من الجمع للسنة ومن التمييز للصحيح من الضعيف منها إذا فالعلم النافع هو المستقى من كتاب الله والمفسر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا التمحيص الذي ندندن حوله ذلك مما نراه أشبه ما يمكن أن نقول عنه إنّ هذه الحقيقة العلمية ضائعة اليوم من أفكار كيثر من العلماء فضلا عن طلاب العلم الذين ابتلوا بالإفتاء أو بالتأليف والتصنيف لذلك ننصح كل من كان معنا على هذا الخط المستقيم الكتاب والسّنة أنه يجب تفسير القرآن بالسّنة والسّنة الصحيحة مع الحرص الشديد على جمع أكبر كمية ممكنة من السّنة الصحيحة ليتمكن من تفسير القرآن تفسيرا صحيحا في أوسع دائرة يتمكن منها هذا هو العلم النافع العلم النافع معلوم جملة أنه ما كان مستقى من الكتاب والسنة لكن مع الأسف ليس معلوما أن السنة يجب تحريها عملا فكرا معلوم عند العلماء الذين يدرسون علم مصطلح الحديث مثلا وعلم الجرح والتعديل هذا أمر معروف نظريا لكنه مع الأسف غير مطبق عمليا لذلك يجب علينا نحن معشر طلاب العلم أن يدندنوا دائما وأبدا حول هذا الذي نكني عنه بالتصفية فقد عرفنا الآن التصفية التي نحن نتكلم عنها في كثير من الجلسات أو المحاضرات تصفية الإسلام مما دخل فيه مما لم يكن يوم قال الله عز وجل (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) هذا بطبيعة الحال كلام مجمل من حيث الأصل من حيث معرفة االعلم النافع ماهو أما التصفية هذه دائرة عملها واسع جدا جدا لأنه يتطلب فقها صحيحا مستقا من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وهذا لا يتمكن منه إلا أفراد قليلون جدا ممن أتوا حظا من العلم النافع ولا أكرر فقد عرفتم ماهو العلم النافع فمن كان على أمر وعلى علم بهذا العلم النافع هو الذي يستطيع أن يقوم بتصفية الإسلام مما دخل فيه لأن هذه التصفية تعني تصفية العقائد والأفكار مما توارثها الخلف عن بعض ممن تقدمهم تصفية الأفكار والعقائد مما ليس لها صلة بالإسلام بالكتاب والسنة هذه التصفية تعني تصفية كتب الفقه من الآراء والاجتهادات التي وإن كانت قد صدرت من بعض العلماء والأئمة وكانوا مأجورين على تلك الآراء ففيها الشيء الكثير مما يخالف الكتاب والسنة فهم وإن كانوا مأجورين ولكن لابد لأهل العلم من تمييز آرائهم التي خالفة الكتاب والسنة ولو بإجتهاداتهم من تلك الآراء المطابقة للكتاب والسنة حتى يتبنى المسلمون إسلاما مصفى وهنا لابد لي من وقفة لعلها تكون قصيرة إن شاء الله حينما قال الله تبارك وتعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ندري يقينا أنّ الله عزّ وجل حينما شرع لعباده هذا الإسلام على ما قام ببيانه نبينا عليه الصلاة والسلام إنما كلفهم في حدود طاقتهم فإذا وسّع هذا الإسلام بأراء اجتهادية أو ببدع إضافية ألحقت بسبب انحراف في قاعدة ليست هذه القاعدة إسلامية كقول بعضهم مثلا أن البدعة تنقسم إلى خمسة أقسام فباسم هذا التقسيم أدخلوا في الإسلام ما ليس منه وبذلك الاجتهاد الذي لابد منه من أهل العلم والاجتهاد قد وقعت منهم آراء خالفت الكتاب والسنة قليلا أو كثيرا ليس هذا البحث الآن فمن مجموع تلك البدع التي أضيفت باسم وجود بدع حسنة وسيئة وباسم تلك الآراء الاجتهادية المخالفة للسنة إتسعت دائرة الإسلام فصار هذا الإسلام بصورة واسعة لا يستطيع أعبد الناس أن ينهض به لأن الذي كلف به في عهد النبي عليه السلام هو الذي يستطاع فما ألحق بهذا الإسلام فيما بعد بطريقة من الطريقتين المشار إليهما آنفا فهنا سيقع من المسلم كل ما أخذ شيء من هذه الزيادات نقص مما هو زيد عليه أي من الإسلام الصحيح لذلك يظهر أهمية خطيرة جدا جدا من ضرورة تصفية الإسلام مما ليس فيه قلت آنفا تصفية العقائد والأفكار ثم ثنيت بتصفية الفقه من تلك الآراء أو البدعة ثم تصفية الأحاديث وما أدراكم وهذا سبق الإشارة إليه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ولاسيما وأنه قد فتح على المسلمين باب واسع جدا برأي لا أقول بقاعدة .
إستدراك على من يقول بالعمل بالحديث الضعيف في الفضائل .
الشيخ : برأي قاله بعض العلماء كان نتيجة هذا الرأي الإبقاء والمحافظة على الأحاديث الضعيفة ليت كانت المحافظة وهي معروفة ضعفها بل إبقائها على ما هي عليه دون أن يعرف جماهير المسلمين ضعفها تلك القاعدة حملت العالم الإسلامي كله على إبقاء الأحاديث الضعيفة كما هي باسم الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال هذا كنتيحة عملية وأنا بفضل الله عز وجل مع بعض إخواننا من أعرف الناس بهذه الحقيقة أي إن العالم االإسلامي اليوم يعيش في خضم بحر واسع جدا من الأحاديث الضعيفة يعملون بها وقد أيدوهم بتلك القاعدة الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال أنا أضرب لكم مثلا لأني وقفت عليه قريبا جدا ومن عالم من كبار علماء الحديث ولكنه يبدو لي أنه قال ذلك قبل أن يحرر القول في هذه القاعدة المذكورة يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال مر بي في بعض الرسائل حديث اسمعوا وتعجبوا من ناحيتين اثنتين الناحية الأولى كيف أن هذا الحديث ألفت فيه رسالتان ثم العالم الذي أشرت إليه آنفا سلّك هذا الحديث باسم أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ماهو الحديث الضعيف ( لا تسبوا البرغوث فإنه أيقظ نبيا للصلاة ) وفي رواية ( لصلاة الصبح أو الفجر ) ألفت رسالتان في هذا الحديث إحداهما مؤلفه معروف مع الأسف جماع قماش غير فتاش وقماش جماع لا يفتش لا يحقق وإنما همه رواى فلان عن فلان روى فلان عن فلان ليس لنا كلام معه لكن الكلام الآن مع العالم الآخر الذي يلقب بحق أنه كان أمير المؤمنين في الحديث في زمانه ولاتزال هذه الإمارة حقا له ثابة إلى ما شاء الله لأنني في اعتقادي وفي بحثي ما علمت له مثيلا ماذا قال بعد بحث علمي صحيح قال ما معنى كلامه وخلاصة القول أن هذا الحديث حديث البرغوث متماسك لكن يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال - سبحان الله - هناك أحاديث صحيحة ومبثوثة في كتب العلم تغنينا عن مثل هذا الحديث الضعيف مادام أنه ثبت بالنقد العلمي الصحيح أنه لا يصح فلماذا نقول لكنه يُعمل به في فضائل الأعمال أين الفضيلة هنا أنا أقول لم الفضيلة أن المسلم يجب أن يهذب لفظه وأن لا يسب خلقا من خلق الله وبخاصة إذا كان هذا الخلق غير مكلف حيوان غير مكلف وقد جاءت أحاديث كثيرة وصحيحة تنهى المسلم عن اللعن بصورة عامة وأحاديث أخرى تنهى عن لعن أشياء بأعيانها فكلكم يعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الدّيك فإنه يقظوا للصلاة ) هذه حقيقة معروفة إذا نهى عن سبّ الديك ونهى عن لعن الدوابّ ونحو ذلك ثم جاء بعبارات عامّة لإبعاد المسلم عن أن يقع في شيء من اللّعن حيث قال عليه السلام في بعض الأحاديث ( من لعن شيئا ارتدت اللعنة عليه إلا أن يكون الملعون مستحقا للعنة ) إذا في هذا ما يغنينا عن حديث البرغوث وبخاصة كما قلت لكم آنفا إنه ليس مكلفا هو حويل ولا شك أن الله عز وجل كما قال بحق في القرآن الكريم (( فما ترى في خلق الرحمان من تفاوت )) فما خلق شيء عبثا إنما هو لحكمة بالغة فإذا ما ينبغي أن نحافظ على هذه الأحاديث الضعيفة ونسلكها باسم أنه يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال إذا من جملة ما تشمل قاعدة التصفية تصفية السنة من الأحاديث الضعيفة فضلا عن الأحاديث الموضوعة إلى اليوم يا إخواننا لا تجدون كتابا جامعا للأحاديث الضعيفة والموضوعة لهذا المثال الذي أقدمه إليكم يكفيكم أن تقتنعوا بأن السنة لم تخدم بعد خذوا أي كتاب من الكتب التي تعالج الأحاديث الضعيفة الموضوعة فقد يصل إلى أكبر عدد إلى ألفين يعني من الأحاديث الضعيفة وليس إلا وأنا شخصيا وهذا من فضل ربي عليّ أنني إلى اليوم قد توفر عندي نحو سبعة ألاف من الأحاديث الضعيفة والموضوعة فتصوروا لو أن علماء المسلمين تتابعوا بواجب قيام تصفية السنة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة لوجدتم العالم الإسلامي اليوم لا يعمل بأحاديث ضعيفة وموضوعة لماذا لأنّ السنة قد قدمت إليهم مصفاة عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة إذا التصفية تشمل هذه الأحاديث التي نسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم خطأ أو زورا وأيضا التصفية تشمل تصفية كتب الرقائق والسلوك من كثير من الانحرفات باسم الزهد وباسم الأخلاق العالية السامية هذه النقطة وحدها فيما علمت لم يقم بها عالم يُصّفي هذه الناحية فقط هذا من العلم النافع أن تصّفى السنة من كل هذه الجوانب التي تشملها السنة الصحيحة وتغنينا عن الكثير منها .
الكلام على الإخلاص والمتابعة وأنهما شرطا العمل الصالح.
الشيخ : أما العمل الصالح قلنا العلم النافع والعمل الصالح فهذه مشكلة كبيرة وكبيرة جدا لأن كثير من المسلمين الصالحين عملا أي في ظاهر أعمالهم يفسدون أعمالهم بما وقر في قلوبهم من أنهم لا يبتغون بأعمالهم ثواب الآخرة قال تعالى (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) معنى هذا أي عمل لابد أن يشترط فيه شرطان اثنان الشرط الأول أن يكون على السنة وهذا انتهينا من البحث ولو بشيء من الإيجاز والشرط الثاني أن يكون خالصا لوجه الله تبارك وتعالى وهذا بحث طويل وطويل جدا وأرى أنني أخذت شيئا من الوقت طويلا فأقتصر الآن على مثل واحد مما ابتلي به العالم الإسلامي وهذا المثل الواحد يشمل أنه انحرف أصحابه فيه عن العمل الصالح بشرطيه أي أن يكون على وجه السنة وأن يكون خالصا لوجه الله تبارك وتعالى ماهو هذا المثال ؟
الكلام على تشييد المساجد.
الشيخ : تجدون الآن في كثير من البلاد ومنها بلدنا هذا قد انتشرت فيه المساجد والحمد لله كثرة نباهي بها كثير من البلاد الأخرى وليس كمباهات البانين لها لكن هذه الكثرة من هذه المساجد التي تبنى هل توفر فيها شرطا العمل الصالح أن يكون على السنة وأن يكون خالصا لوجه الله تبارك وتعالى أقول آسفا أكثر هذه المساجد لم يتوفر فيها لا الشرط الأول ولا الشرط الآخر أما الشرط الأول فأن يكون بناءه على السنة هذه السنة التي جمعها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حينما قال للبناء الذي كُلّف ببناء الزيادة التي أضافها عمر إلى المسجد النبوي قال له " أَكِّنَ الناس من الحر والقر ولا تحمّر ولا تصفّر " فهو أشار إلى أمر إيجابي وإلى أمر آخر سلبي أما الأمر الإيجابي الذي من أجله بنيت المساجد فذلك قوله " أكن الناس من الحر والقر" فبناء المساجد لا يقصد بها إلا تحقيق الراحة النفسية للذين يدخلون هذه المساجد يصلون فيها لله تبارك وتعالى تحفظهم هذه المساجد من الحر والقرّ هذا هو المقصود من بناء المساجد ليس المقصود زخرفتها هذه الزخرفة التي أشار إليها عمر الفاروق بكلمته السابقة " ولا تحمر ولا تصفر " من أين أخذ عمر هذا هناك أحاديث تعرفونها من مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( ما أمرت بتشييد المساجد ) التشييد هنا فسر بمعنيين اثنين المعنى الأول هو االمبالغة في رفع بنيانها كالقصور هذا إضاعة للمال ولا يحقق المقصود مما صرح به عمر " أكن النّاس من الحرّ والقرّ " وهذا الحديث لما رواه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه عن رسول الله قال ( ما أمرت بتشييد المساجد ) قال إما اقتباسا منه واجتهادا صحيحا منه وإما تلقيا منه عن الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا النص أو بقريب من هذا النص حيث قال بعد أن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أمرت بتشييد المساجد ) قال " لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى " وهذه نبوءة قد تحققت من زمن بعيد وبعيد جدا لكن مع الأسف الشديد في هذا الزمن الذي تفنن فيه الكفار بزخرفة دنياهم وقلدهم كثير من المسلمين فقد تفننوا تفننا لا حدود له في زخرفة المساجد كما أنتم تشاهدون ولستم بحاجة إلى ضرب الأمثلة ولكن ما بالكم أن المسجد النبوي الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حديث بن عباس هذا ( ما أمرت بتشييد المساجد ) هو الآن يشيد كيف تقليدا لليهود والنصارى كما قال ابن عباس " لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى " .
لقد جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث علئشة رضي الله تعالى عنها أن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله تعالى عنهما وهم من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون لما رجعتا من الحبشة ذكرتا كنيسة رأتاها في الحبشة وذكرتا - هنا الشاهد - من حسن وتصاوير فيها فقال عليه الصلاة والسلام تأملوا يا إخواننا كيف أنه هذه الأخبار اليوم تطبق من المسلمين تقليدا منهم للكافرين كما لو كان الرسول عليه السلام أمر بذلك بل لو أمرهم بذلك ما فعلوا ولا إستجابوا فذكرتا من حسن وتصاوير فيها فقال عليه الصلاة والسلام ( أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنو على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ) الآن المسلمون أما الزخرف فهذا يعني كما يقال حدث ولا حرج ولكن هناك بعض المساجد يبنيها المنفقون عليها وقد أوصوا أن يدفنوا فيها هذا كما لو كان الرسول أمر بذلك بل إنه كما سمعتم في حديث عائشة المذكور آنفا وفي أحاديث أخرى حذر أشد التحذير من بناء المساجد على القبور ومن ذلك حديث عائشة الآخر ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) وهناك أكثر من عشرة أحاديث كلها تدندن حول لعن المتخذين للمساجد على القبور وحديث منها على الأقل يتعلق بهذه الأمة حيث قال عليه الصلاة والسلام ( لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق وعلى الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ) على هؤلاء تقوم الساعة لذلك فبناء المساجد اليوم مع كثرتها التي تببشر بخير من جانب ولكن من حيث كيفيتها لا تبشر بخير إطلاقا لأنه لم يتوفر فيها الشرطان اللذان لابد من أن يتحقق في العمل الصّالح الأول أن يكون على السنة فهذه المساجد ليست على السنة ثم هل قصد بانوها وجه الله عز وجل في هذا البنيان هذا نحن نقول الله أعلم بما في صدورهم لكن إذا جاز لنا أن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر نقول إن هؤلاء الذين يبنون هذه المساجد وينفقون عليه الألوف إن لم نقل الملايين يبدو والله أعلم أقول متحفظا لأني أعني ما أقول يبدو والله أعلم أنهم كانوا غير مخلصين لماذا أتحفظ لأني أضع احتمالا وهذا الاحتمال وارد وأقول هذا إنصافا لهؤلاء الذين يبنون وماتوا ولهؤلاء الذين لايزالون أحياءا ما بنوا أقول ممكن أن يكونوا مخلصين لكن ورطهم بعض علماء السوء الذين لم يفهموا السنة والذين يأتون بقياسات أشبه بقياس إبليس حينما قال لربه وقد أمره ليسجد قال (( أأسجد لمن خلقت طينا )) هم يقولون نحن نزخرف اليوم بيوتنا فبيوت الله تبارك وتعالى أولى أن تزخرف يمكن أن يكون في هؤلاء الذين ينفقون هذه الأموال الطائلة في بناء هذه المساجد على خلاف السنة أن يكونوا قد غرر بهم وتوهموا فعلا أن هذا من الأعمال التي تقربهم إلى الله زلفى وسواء كان هذا أو ذاك فالحقيقة أن أحلاهما مر سواء كانوا غير مخلصين أو كانوا مخلصين ولكن كان عملهم ليس على السنة إذا هذه الأموال الطائلة ذهبت هباءا منثورا وختاما أقول مذكرا لكل مسلم يريد أن يتقرب إلى الله تبارك وتعالى عليه قبل أن يأتي عملا يريد أن يتقرب به إلى الله أن يعرف أولا هل هو على السنة وثانيا أن يخلص فيه لله عز وجل لا يريد من وراء ذلك جزاءا ولا شكورا وإلا صدق عليهم قول ربنا تبارك وتعالى (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )) هذا ما تيسر لي إلقائه بهذه المناسبة وخلاصة ذلك والبحث طويل وطويل جدا ولابد أن هناك أشرطة تعتبر من المتمم لمثل هذا الكلام ذلك أن موضوع التصفية والتربية كما قال بعض إخواننا يتطلب تأليف رسالة بل أنا أقول كتابا يوضح هذا الموضوع وعسى أن يوفق للقيام به بعض من يسر الله له العلم النافع إن شاء الله تبارك وتعالى وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
لقد جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث علئشة رضي الله تعالى عنها أن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله تعالى عنهما وهم من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون لما رجعتا من الحبشة ذكرتا كنيسة رأتاها في الحبشة وذكرتا - هنا الشاهد - من حسن وتصاوير فيها فقال عليه الصلاة والسلام تأملوا يا إخواننا كيف أنه هذه الأخبار اليوم تطبق من المسلمين تقليدا منهم للكافرين كما لو كان الرسول عليه السلام أمر بذلك بل لو أمرهم بذلك ما فعلوا ولا إستجابوا فذكرتا من حسن وتصاوير فيها فقال عليه الصلاة والسلام ( أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنو على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ) الآن المسلمون أما الزخرف فهذا يعني كما يقال حدث ولا حرج ولكن هناك بعض المساجد يبنيها المنفقون عليها وقد أوصوا أن يدفنوا فيها هذا كما لو كان الرسول أمر بذلك بل إنه كما سمعتم في حديث عائشة المذكور آنفا وفي أحاديث أخرى حذر أشد التحذير من بناء المساجد على القبور ومن ذلك حديث عائشة الآخر ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) وهناك أكثر من عشرة أحاديث كلها تدندن حول لعن المتخذين للمساجد على القبور وحديث منها على الأقل يتعلق بهذه الأمة حيث قال عليه الصلاة والسلام ( لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق وعلى الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ) على هؤلاء تقوم الساعة لذلك فبناء المساجد اليوم مع كثرتها التي تببشر بخير من جانب ولكن من حيث كيفيتها لا تبشر بخير إطلاقا لأنه لم يتوفر فيها الشرطان اللذان لابد من أن يتحقق في العمل الصّالح الأول أن يكون على السنة فهذه المساجد ليست على السنة ثم هل قصد بانوها وجه الله عز وجل في هذا البنيان هذا نحن نقول الله أعلم بما في صدورهم لكن إذا جاز لنا أن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر نقول إن هؤلاء الذين يبنون هذه المساجد وينفقون عليه الألوف إن لم نقل الملايين يبدو والله أعلم أقول متحفظا لأني أعني ما أقول يبدو والله أعلم أنهم كانوا غير مخلصين لماذا أتحفظ لأني أضع احتمالا وهذا الاحتمال وارد وأقول هذا إنصافا لهؤلاء الذين يبنون وماتوا ولهؤلاء الذين لايزالون أحياءا ما بنوا أقول ممكن أن يكونوا مخلصين لكن ورطهم بعض علماء السوء الذين لم يفهموا السنة والذين يأتون بقياسات أشبه بقياس إبليس حينما قال لربه وقد أمره ليسجد قال (( أأسجد لمن خلقت طينا )) هم يقولون نحن نزخرف اليوم بيوتنا فبيوت الله تبارك وتعالى أولى أن تزخرف يمكن أن يكون في هؤلاء الذين ينفقون هذه الأموال الطائلة في بناء هذه المساجد على خلاف السنة أن يكونوا قد غرر بهم وتوهموا فعلا أن هذا من الأعمال التي تقربهم إلى الله زلفى وسواء كان هذا أو ذاك فالحقيقة أن أحلاهما مر سواء كانوا غير مخلصين أو كانوا مخلصين ولكن كان عملهم ليس على السنة إذا هذه الأموال الطائلة ذهبت هباءا منثورا وختاما أقول مذكرا لكل مسلم يريد أن يتقرب إلى الله تبارك وتعالى عليه قبل أن يأتي عملا يريد أن يتقرب به إلى الله أن يعرف أولا هل هو على السنة وثانيا أن يخلص فيه لله عز وجل لا يريد من وراء ذلك جزاءا ولا شكورا وإلا صدق عليهم قول ربنا تبارك وتعالى (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )) هذا ما تيسر لي إلقائه بهذه المناسبة وخلاصة ذلك والبحث طويل وطويل جدا ولابد أن هناك أشرطة تعتبر من المتمم لمثل هذا الكلام ذلك أن موضوع التصفية والتربية كما قال بعض إخواننا يتطلب تأليف رسالة بل أنا أقول كتابا يوضح هذا الموضوع وعسى أن يوفق للقيام به بعض من يسر الله له العلم النافع إن شاء الله تبارك وتعالى وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
كيف نوفق بين قولكم أن كثيراً من الأحاديث ضاعت على العلماء وبين حفظ الله لهذه السنة .؟
إبراهيم شقرة : شيخنا ورد في كلامك قولكم كثير من الأحاديث ضاعت على العلماء أو على كثير من أهل العلم فلعل هذه الكلمة يفهم منها بعض إخواننا أن بعض الأحاديث أو كثيرا من الأحاديث أنها ضاعت في ذاتها وأنه لم يتيسر لغير الذين ضاعت عليهم أن يجمعوها أو يلتقطوها لذلك بارك الله فيكم أرجوا لعله أن لا يقع مثل هذا الفهم في أّهان بعض الإخوان لو وضحتم هذه الجملة يوضيحا ينفي سوء الفهم في هذه المسألة بالذات ؟
الشيخ : أنا أعتقد أن كلامي كان واضحا ولا شبهة فيه ولكن لا بأس من إعادة الكلام ولو بشيء من التوضيح كما رغبت .
إبراهيم شقرة : بارك الله فيك .
السائل : أنا لي كلمة كررتها في أكثر من مجلس إنّ الله عز وجل الذي قال في الكتاب الكريم (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) نقول إن هذه الآية تعني أن الله عز وجل تعهد أيضا بحفظ السنة فقد ذكرت لكم آنفا أن الله عز وجل خاطب نبيه بقوله (( وأنزلنا إلى الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) وقلت أن هذا البيان المذكور في القرآن هي السنة فإذا كان الله عز وجل تعهد للأمة بحفظ القرآن المكلف نبيه بالبيان فذلك يستلزم المحافظة أيضا على البيان، فأنا أقول تماما كما أن القرآن محفوظ ولكن لا نتصور أن هذا القرآن محفوظ عند كل فرد من أفراد المسلمين وإنما هو أولا محفوظ في المصحف الكريم وثانيا محفوظ في صدور كثير من قراء المسلمين من هذه الحيثية أقول إن السنة محفوظة في صدور الأمة وليس في صدر كل فرد من أفراد الأمة السنة محفوظة في الأمة لكن السنة مبعثرة في صدور الأمة على ما ذكرنا آنفا من أنه فيها الصحيح وفيها االضعيف فألمحت إلى ناحيتين إثنتين أن هذه السّنة التي أصرح بأنها محفوظة في صدور مجموع الأمة وليس في فرد أو أفراد منها نرجوا أن يقوم المسلمون أو خواص المسلمين وعلماء المسلمين بجمع هذه السنة ختى تكون مرجع لكل طالب علم ومع هذا الجمع يقترن به التصفية التي أشرنا إليها وهي تمييز الصحيح من الضعيف فنحن كل ما نريده من الكلام السابق أن شيء من السنة ضاعت على الأمة كلها وإنما بلاشك ضاعت على بعض من أفراد هذه الأمة حتى من علمائها وهذا أمر واضح جدا عند كثير من علماء المحقيقين ومن أشهر هو وأقعدهم بهذا العلم هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته أسباب إختلاف الأئمة ما اسمها ... رفع الملام عن الأئمة الأعلام هناك يذكر شيخ الإسلام بن تيمية من أسباب الخلاف ذكر ناحيتين اثنتين مما يتعلق بموضوعي هذا النتحية الأولى أن الحديث يبلغ إماما فيفتي به والإمام الآخر لا يبلغه فيجتهد رأيه فيخالف الحديث الصحيح لماذا لا نكاية وحشاه في الحديث الصحيح وإنما لأنه لم يبلغه هذه الناحية الأولى والناحية الأخرى أن الحديث قد أتاه ووصل إليه ولكن وصل إليه بطريق لا تقوم الحجة عنده فهو لا يثق في ناقل ذلك الحديث فلا يعمل به فيجتهد بينما يكون هذا الحديث نفسه قد وصل إلى عالم آخر من طريق صحيح فأفتى به فأصاب بينما أخطأ الأول هذا الذي نحن ندندن حوله في كلامنا السابق وأرجوا أن يكون قد توضح المقصود منه في كلامي هذا اللاحق إن شاء الله تعالى .
الشيخ : أنا أعتقد أن كلامي كان واضحا ولا شبهة فيه ولكن لا بأس من إعادة الكلام ولو بشيء من التوضيح كما رغبت .
إبراهيم شقرة : بارك الله فيك .
السائل : أنا لي كلمة كررتها في أكثر من مجلس إنّ الله عز وجل الذي قال في الكتاب الكريم (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) نقول إن هذه الآية تعني أن الله عز وجل تعهد أيضا بحفظ السنة فقد ذكرت لكم آنفا أن الله عز وجل خاطب نبيه بقوله (( وأنزلنا إلى الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) وقلت أن هذا البيان المذكور في القرآن هي السنة فإذا كان الله عز وجل تعهد للأمة بحفظ القرآن المكلف نبيه بالبيان فذلك يستلزم المحافظة أيضا على البيان، فأنا أقول تماما كما أن القرآن محفوظ ولكن لا نتصور أن هذا القرآن محفوظ عند كل فرد من أفراد المسلمين وإنما هو أولا محفوظ في المصحف الكريم وثانيا محفوظ في صدور كثير من قراء المسلمين من هذه الحيثية أقول إن السنة محفوظة في صدور الأمة وليس في صدر كل فرد من أفراد الأمة السنة محفوظة في الأمة لكن السنة مبعثرة في صدور الأمة على ما ذكرنا آنفا من أنه فيها الصحيح وفيها االضعيف فألمحت إلى ناحيتين إثنتين أن هذه السّنة التي أصرح بأنها محفوظة في صدور مجموع الأمة وليس في فرد أو أفراد منها نرجوا أن يقوم المسلمون أو خواص المسلمين وعلماء المسلمين بجمع هذه السنة ختى تكون مرجع لكل طالب علم ومع هذا الجمع يقترن به التصفية التي أشرنا إليها وهي تمييز الصحيح من الضعيف فنحن كل ما نريده من الكلام السابق أن شيء من السنة ضاعت على الأمة كلها وإنما بلاشك ضاعت على بعض من أفراد هذه الأمة حتى من علمائها وهذا أمر واضح جدا عند كثير من علماء المحقيقين ومن أشهر هو وأقعدهم بهذا العلم هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته أسباب إختلاف الأئمة ما اسمها ... رفع الملام عن الأئمة الأعلام هناك يذكر شيخ الإسلام بن تيمية من أسباب الخلاف ذكر ناحيتين اثنتين مما يتعلق بموضوعي هذا النتحية الأولى أن الحديث يبلغ إماما فيفتي به والإمام الآخر لا يبلغه فيجتهد رأيه فيخالف الحديث الصحيح لماذا لا نكاية وحشاه في الحديث الصحيح وإنما لأنه لم يبلغه هذه الناحية الأولى والناحية الأخرى أن الحديث قد أتاه ووصل إليه ولكن وصل إليه بطريق لا تقوم الحجة عنده فهو لا يثق في ناقل ذلك الحديث فلا يعمل به فيجتهد بينما يكون هذا الحديث نفسه قد وصل إلى عالم آخر من طريق صحيح فأفتى به فأصاب بينما أخطأ الأول هذا الذي نحن ندندن حوله في كلامنا السابق وأرجوا أن يكون قد توضح المقصود منه في كلامي هذا اللاحق إن شاء الله تعالى .
ما نصيحتكم لمن أنشغل بالتصفية وأهمل التربية .?
علي حسن : من باب قول عيسى عليه السلام ( يرى أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه ) ، نقول إن دعاة السنة وأهلها وعلى رأسهم شيخنا حفظه الله قد قطعوا شوطا مباركا في مسألة التصفية سواء منها المتعلق بالحديث أم بالعقيدة أم غير ذلك ولكن بالنسبة للتربية ماهي نصيحتكم وتوجيهاتكم لأبنائكم الذين قد أهمل عدد قد يكون غير قليل منهم التربية انشغالا بالتصفية وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : نحن نقول دائما لا يجوز الفصل بين التصفية والتربية كما لا يجوز الفصل بين العلم والعمل وإلا كان العلم حجة على صاحبه إذا كان غير مقرون بالعمل فإذا كان هناك ناس سواء كانوا منا أو من غيرنا ممن تشمله .
الشيخ : نحن نقول دائما لا يجوز الفصل بين التصفية والتربية كما لا يجوز الفصل بين العلم والعمل وإلا كان العلم حجة على صاحبه إذا كان غير مقرون بالعمل فإذا كان هناك ناس سواء كانوا منا أو من غيرنا ممن تشمله .
اضيفت في - 2004-08-16