الكلام على علو الله واستوائه على عرشه بائن من خلقه، ومعنى قول السلف إن الله سبحانه وتعالى بائن من خلقه حفظ
الشيخ : القطعة هذه في بيان صفة العلو الذاتي والاستواء على العرش فنقول إن الله تعالى فوق عرشِه مستو عليه وفوق جميع المخلوقات بائن من خلقِه وفسر البينونة ليس فيه شيء من خلقه ولا شيء من خلقه في ذاته فسر البينونة في قوله : " ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته " وليس البينونة عدم المماسة مثلا هذا لا نعلمه يعني فلو قال قائل إن الله استوى على العرش هل هو مماس للعرش أو غير مماس ؟ نقول الله أعلم، إذن ما معنى البينونة التي جاءت في كلام السلف؟ معناه نفي الحلول فليس شيء حالا من المخلوقات في ذاته وليس شيء من ذاته حالا في المخلوقات لأنه فوق كل شيء، وبهذا نعرف أن الله تعالى إذا نزل إلى السماء الدنيا لا تكون السموات الأخرى فوقه لو كانت فوقه لكان حالّاً في المخلوقات وهذا مستحيل فإنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته أبداً بل هو فوق كل شيء، قد تعجز عن تصور هذا الأمر ولكنه لا غرابة فنحن عاجزون عن تصور كل صفات الله عز وجل وليس لنا شرعاً أن نتصورها يعني نحن عاجزون قدراً عن تصورها ولا يحق لنا شرعا أن نتصورها لأن تصورها معناه محاولة إثبات التكيف وهذا أمر ممتنع فمهما قدرت في نفسك من شيء فالله تعالى أعظم وأجل ولهذا ليس لنا الحق بأن نتفكر في ذات الله عز وجل وصفاته لأن ذلك أمر مستحيل الوصول إليه مستحيل فعلى هذا نقول : إن لله تعالى لا يحل في شيء من مخلوقاته ولا يحل فيه شيء من مخلوقاته وهذا هو معنى البينونة التي عبر عنها السلف في قولهم : " بائن من خلقه " طيب العلو العلو أيضاً ثابت لله عز وجل لأنه العلي العظيم الأعلى (( سبح اسم ربك الأعلى )) (( إليه يصعد الكلم الطيب )) (( تعرج الملائكة والروح إليه )) (( بل رفعه الله إليه )) عرج بالرسول عليه الصلاة والسلام إلى الله وكل هذا يدل على علوه سبحانه وتعالى كل هذه المعاني لا تكون إلا للعلو هكذا أثبت الموحد أثبت الموحد أن القرآن كلام الله حقيقة وأن الله تعالى فوق عرشه بائن من خلقه ، ننظر ماذا كان موقف المعطل ؟ نعم .