حديث ابن عباس في * صحيح البخاري * ( كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير ) ما معناه وهل هذا يبيح الجهر بالأذكار والدعاء في الصلوات الخمس جزاكم الله خيرا؟ حفظ
السائل : يسأل سائل فيقول حديث ابن عباس في صحيح البخاري " كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير " ما معناه وهل هذا يبيح الجهر بالأذكار والدعاء في الصلوات الخمس جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : الذي نراه في هذا الحديث الصحيح هو ما ذكره الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه " الأم " أن هذا الجهر كان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عقب الصلوات من باب تعليمه لأصحابه الأذكار المشروعة عقب الصلاة ويذكر الإمام أو العلامة العيني في كتابه " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " أن في الحديث نفسه إشارة واضحة إلى أن الجهر بالتكبير دبر الصلاة لم يستمر أمره لأنه قال " كنا نعرف في عهد الرسول عليه السلام ذلك " ففيه إشارة إلى أن ما عرفه لم يستمر العمل عليه وهذا هو الذي يتناسب مع المبادئ العامة الواردة في الكتاب والسنة والتي تحض على خفض الصوت وعدم رفعه في الأذكار كلها ومن أوضحها مناسبة بالنسبة لهذا الحديث هو حديث أبي سعيد الخدري الذي رواه الإمام مالك في " الموطأ " وأبو داود في " السنن " وغيرهما بالسند الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع أصواتا في المسجد فكشف الستارة فقال ( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ) هذا لما يترتب من رفع الصوت من التشويش على كثير من الحاضرين في المسجد لا سيما وذلك مما يتنافى مع الحديث الذي أخرجه الشيخان في " صحيحيهما " من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال " كنا قافلين في سفر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكنا إذا علونا شرفا رفعنا أصواتنا بالتكبير وإذا هبطنا واديا رفعنا أصواتنا بالتسبيح " فقال عليه الصلاة والسلام ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب إنما تدعون سميعا بصيرا إنما تدعون من أقرب لأحدكم من عنق راحلته ) الشاهد في هذا قوله عليه السلام ( اربعوا على أنفسكم ) اشفقوا عليها لأن الذي تنادونه وتذكرونه هو سميع بصير فليس هناك من حكمة في إتعابكم لأنفسكم برفعكم لأصواتكم في ذكر ربكم هذا وهم في الصحراء فما بالكم في المسجد الذي يفترض وهذا الواقع كما نشاهد دائما وأبدا أن يكون هناك بعض المسبوقين بركعة أو أكثر فحينما يرفع الناس أصواتهم بالذكر لا شك أن هؤلاء المسبوقين في صلاتهم يصيبهم شيء من الأذى ومن التشويش ولهذا صرح الرسول عليه السلام في حديث أبي سعيد السابق ذكره ( لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ) زاد الإمام البغوي وغيره ( فتؤذوا المؤمنين ) أي بالجهر بالذكر تؤذوا المؤمنين وليس ذلك إلا بالتشويش على التالين والذاكرين والمسبوقين من المصلين نعم.