الفتاوى الإماراتية-01
الشيخ محمد ناصر الالباني
الفتاوى الإماراتية
أسلوب السؤال والجواب في التعليم
الشيخ : فإن أساليب العلم وطلب العلم كثيرة متعددة وأن منها ما جاء ذكره صراحة في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا وهو طريقة السؤال والجواب الله عز وجل يقول في صريح كتابه (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ويقول ((فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً )) ونبينا صلوت الله وسلامه عليه قد قال في قصة معروفة في السنن ( ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال ) قال ذلك عليه الصلاة والسلام حينما أصيب أحد الصحابة في سرية غزاها مع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصيب بجراحات كثيرة في بدنه ثم في الليل احتلم ولما أصبح سأل من حوله هل يجدون له رخصة في ألا يغتسل لما به من جروح فأجابوه بأنه لا بد لك من الاغتسال فاغتسل فكان فيه حفه وهلاكه فلما بلغ خبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غضب غضبا شديدا وقال ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال ) شفاء العي أي الجهل ما هو شفاؤه ودواؤه السؤال وكثيرا ما يكون طلب العلم بطريقة السؤال والإجابة عليها أنفع لكثير من طلاب العلم من إلقاء المحاضرات أو الدروس الفقهية لأن هذه الدروس قد يكون فيها شيء مما لا يهم المستمعين لها بخلاف الأسئلة فإنما يواجهها كل إنسان بما يهمه من حياته ومن شؤون عبادته وعلى هذا كان مما جرينا عليه منذ عشرات السنين أن نفسح المجال لإخواننا طلاب العلم أن يوجهوا أسئلتهم حتى نتوجه للإجابة عليها بما يسر الله لنا إذا كان عندنا علم فيها وإلا فكما تعلمون نصف العلم لا أدري وعلى هذا فليتفضل الأخ الموكل بإلقاء الأسئلة.
يسأل السائل فيقول إذا تعارض وقت صلاة الجماعة مع وقت الامتحان أو منتصفه فما الجواب جزاكم الله خيرا؟
السائل : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه أما بعد، يسأل السائل فيقول إذا تعارض وقت صلاة الجماعة مع وقت الامتحان أو منتصفه فما الجواب جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : الجواب أن أصل المنهج ليس على الشرع وما بني على فاسد فهو فاسد هذا الذي دخل مثل هذه المدرسة التي وضعت المناهج لم يراع فيها أحكام الشريعة فبدهي جدا أن تكون العاقبة أيضا بالتالي مخالفة للشريعة ولذلك فهناك حكمة أو مثل عامي شامي يقول " الذي يريد ألا يضع منامات مكربة فلا ينام بين القبور " فالذي يريد أن يتمسك بالشريعة لا ينتمي إلى تعليم أو منهج يخالف الشريعة وحينئذ إن فعل وانتمى فلا يرد مثل هذا السؤال لأنه لا يستطيع من جهة أن يضيع تلك الجهود وتلك السنوات التي قضاها في ... ليقدم في هذه الساعة من الامتحان أو الاختبار نتيجة ذلك التحصيل فإن فعل فقد وقع في المخالفة المكشوفة للشريعة ولذلك على المرء أن يبتدئ الطلب للعلم على المنهج العلمي الصحيح لأنه ما بني على صالح فهو صالح وما بني على فاسد فهو فاسد نعم.
الشيخ : الجواب أن أصل المنهج ليس على الشرع وما بني على فاسد فهو فاسد هذا الذي دخل مثل هذه المدرسة التي وضعت المناهج لم يراع فيها أحكام الشريعة فبدهي جدا أن تكون العاقبة أيضا بالتالي مخالفة للشريعة ولذلك فهناك حكمة أو مثل عامي شامي يقول " الذي يريد ألا يضع منامات مكربة فلا ينام بين القبور " فالذي يريد أن يتمسك بالشريعة لا ينتمي إلى تعليم أو منهج يخالف الشريعة وحينئذ إن فعل وانتمى فلا يرد مثل هذا السؤال لأنه لا يستطيع من جهة أن يضيع تلك الجهود وتلك السنوات التي قضاها في ... ليقدم في هذه الساعة من الامتحان أو الاختبار نتيجة ذلك التحصيل فإن فعل فقد وقع في المخالفة المكشوفة للشريعة ولذلك على المرء أن يبتدئ الطلب للعلم على المنهج العلمي الصحيح لأنه ما بني على صالح فهو صالح وما بني على فاسد فهو فاسد نعم.
2 - يسأل السائل فيقول إذا تعارض وقت صلاة الجماعة مع وقت الامتحان أو منتصفه فما الجواب جزاكم الله خيرا؟ أستمع حفظ
يقول السائل ما حكم الإسلام في الضرائب؟
السائل : يقول السائل ما حكم الإسلام في الضرائب؟
الشيخ : الضرائب هي التي تسمى بلغة الشرع بالمكوس والمكوس من المتفق بين علماء المسلمين أنها لا تجوز إلا في حالة واحدة يتحدث عنها بحجة بينة الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم " الاعتصام " حيث يتكلم فيه بكلام علمي دقيق قلّما نجده في كتاب آخر سواه يفرق فيه بين البدعة التي أكّد في بحثه في هذا الكتاب أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) أن هذا القول الكريم هو على إطلاقه وعمومه وشموله وأنه ليس في الإسلام ما يسميه بعض المتأخرين بالبدعة الحسنة لأن هذه البدعة الحسنة أولا لا دليل عليها في الكتاب ولا في السنة وثانيا هي مخالفة لعموم الأحاديث التي تطلق ذم البدعة إطلاقا شاملا كلما تعرض النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لذكرها فإنه يطلق الذم عليها ولا يقيدها بقيد ما كمثل الحديث السابق ومثل الحديث الآخر الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أكد الإمام الشاطبي في كتابه المشار إليه آنفا أن هذه الأحاديث على عمومها وشمولها فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ولكنه من إحسانه في هذا البحث العظيم تعرض لما يسمى أو يعرف عند بعض العلماء بالمصالح المرسلة هذه المصالح المرسلة التي تلتبس على بعض المتأخرين من الذين ذهبوا إلى القول بأن في الدين بدعة حسنة تختلط عليهم المصالح المرسلة بالبدعة الحسنة وشتان ما بينهما المصلحة المرسلة التي يتبناها بعض العلماء ومنهم إمامنا هذا الشاطبي رحمه الله المصلحة المرسلة هي التي توجبها ظروف وضعية أو زمنية تؤدي إلى تحقيق مصلحة شرعية فهذه ليس لها علاقة بالبدعة التي يستحسنها بعض الناس لأن البدعة التي يسمونها بالبدعة الحسنة إنما يقصدون بها زيادة التقرب إلى الله تبارك وتعالى وهذا أو هذه الزيادة لا مجال فيها في دائرة الإسلام الواسعة التي جاء فيها أو مما جاء فيها قول ربنا تبارك وتعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ولذلك لقد أجاد إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله حينما قال كلمته الذهبية المشهورة قال " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة -وحاشاه- اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) -قال مالك- فما لم يكن يومئذ دينا -أي يتقرب به إلى الله- فلا يكون اليوم دينا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " إذا كان هو شأن البدعة التي يسمونها بالبدعة الحسنة وهو شأنها أنهم يريدون التقرب إلى الله تبارك وتعالى بها زيادة على ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئا يباعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه ) إذا لا مجال لاتخاذ محدثة سبيلا للتقرب إلى الله تبارك وتعالى ما دام الله أتم النعمة علينا بإكماله لدينه، أما المصلحة المرسلة فشأنها يختلف كل الاختلاف عن البدعة الحسنة المزعومة المصلحة المرسلة يراد بها تحقيقها مصلحة يقتضيها المكان أو الزمان يقرها الإسلام في هذا المجال يؤكد الإمام الشاطبي شرعية وضع ضرائب تختلف عن الضرائب التي اتخذت اليوم قوانين مطردة في كثير إن لم نقل في كل البلاد الإسلامية تقليدا للكفار الذين حرموا من منهج الله من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فكان من الضرورة بالنسبة لهؤلاء المحرومين من هدي الكتاب والسنة أن يضعوا لهم مناهج خاصة وقوانين يعالجون فيها مشاكلهم أما المسلمون فقد أغناهم الله تبارك وتعالى بما أنزل عليهم من كتاب وبما بين لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك فلا يجوز للمسلمين أن يستبدلوا القوانين بالشريعة فيحق فيهم قول الله تبارك وتعالى (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) لا يجوز أبدا أن تتخذ الضرائب قوانين ثابتة كأنها شريعة منزلة من السماء أبد الدهر وإنما الضريبة التي يجوز أن تفرضها الدولة المسلمة في حدود ظروف معينة تحيط بتلك الدولة مثلا وأظن أن هذا المثال هو الذي جاء به الإمام الشاطبي إذا هوجمت مثلا بلدة من البلاد الإسلامية ولم يكن هناك في خزينة الدولة من المال ما يقوم بواجب تهيئة الجيوش لدفع ذلك الهجوم من أعداء المسلمين في مثل هذه الظروف تفرض الدولة ضرائب معينة وعلى أشخاص معينين عندهم من القدرة أن يدفعوا ما فرض عليهم ولكن لا تصبح هذه الضريبة ضريبة لازمة وشريعة مستقرة كما ذكرنا آنفا فإذا زال السبب العارض وهو هجوم الكافر فإذا دفع عن بلاد الإسلام اسقطت الضرائب عن المسلمين لأن ما أوجب تلك الضريبة السبب الذي أوجب تلك الضريبة قد زال والحكم كما يقول الفقهاء يدور مع العلة وجودا وعدما فالعلة أو السبب الذي أوجب تلك الضريبة قد زال فإذا تزول بزوالها هذه الضريبة باختصار إذا جواب ذاك السؤال ليس هناك ضرائب تتخذ قوانين في الإسلام وإنما يمكن للدولة المسلمة أن تفرض ضرائب معينة لظروف خاصة فإذا زالت زالت.
الشيخ : الضرائب هي التي تسمى بلغة الشرع بالمكوس والمكوس من المتفق بين علماء المسلمين أنها لا تجوز إلا في حالة واحدة يتحدث عنها بحجة بينة الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم " الاعتصام " حيث يتكلم فيه بكلام علمي دقيق قلّما نجده في كتاب آخر سواه يفرق فيه بين البدعة التي أكّد في بحثه في هذا الكتاب أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) أن هذا القول الكريم هو على إطلاقه وعمومه وشموله وأنه ليس في الإسلام ما يسميه بعض المتأخرين بالبدعة الحسنة لأن هذه البدعة الحسنة أولا لا دليل عليها في الكتاب ولا في السنة وثانيا هي مخالفة لعموم الأحاديث التي تطلق ذم البدعة إطلاقا شاملا كلما تعرض النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لذكرها فإنه يطلق الذم عليها ولا يقيدها بقيد ما كمثل الحديث السابق ومثل الحديث الآخر الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أكد الإمام الشاطبي في كتابه المشار إليه آنفا أن هذه الأحاديث على عمومها وشمولها فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ولكنه من إحسانه في هذا البحث العظيم تعرض لما يسمى أو يعرف عند بعض العلماء بالمصالح المرسلة هذه المصالح المرسلة التي تلتبس على بعض المتأخرين من الذين ذهبوا إلى القول بأن في الدين بدعة حسنة تختلط عليهم المصالح المرسلة بالبدعة الحسنة وشتان ما بينهما المصلحة المرسلة التي يتبناها بعض العلماء ومنهم إمامنا هذا الشاطبي رحمه الله المصلحة المرسلة هي التي توجبها ظروف وضعية أو زمنية تؤدي إلى تحقيق مصلحة شرعية فهذه ليس لها علاقة بالبدعة التي يستحسنها بعض الناس لأن البدعة التي يسمونها بالبدعة الحسنة إنما يقصدون بها زيادة التقرب إلى الله تبارك وتعالى وهذا أو هذه الزيادة لا مجال فيها في دائرة الإسلام الواسعة التي جاء فيها أو مما جاء فيها قول ربنا تبارك وتعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ولذلك لقد أجاد إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله حينما قال كلمته الذهبية المشهورة قال " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة -وحاشاه- اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) -قال مالك- فما لم يكن يومئذ دينا -أي يتقرب به إلى الله- فلا يكون اليوم دينا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " إذا كان هو شأن البدعة التي يسمونها بالبدعة الحسنة وهو شأنها أنهم يريدون التقرب إلى الله تبارك وتعالى بها زيادة على ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئا يباعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه ) إذا لا مجال لاتخاذ محدثة سبيلا للتقرب إلى الله تبارك وتعالى ما دام الله أتم النعمة علينا بإكماله لدينه، أما المصلحة المرسلة فشأنها يختلف كل الاختلاف عن البدعة الحسنة المزعومة المصلحة المرسلة يراد بها تحقيقها مصلحة يقتضيها المكان أو الزمان يقرها الإسلام في هذا المجال يؤكد الإمام الشاطبي شرعية وضع ضرائب تختلف عن الضرائب التي اتخذت اليوم قوانين مطردة في كثير إن لم نقل في كل البلاد الإسلامية تقليدا للكفار الذين حرموا من منهج الله من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فكان من الضرورة بالنسبة لهؤلاء المحرومين من هدي الكتاب والسنة أن يضعوا لهم مناهج خاصة وقوانين يعالجون فيها مشاكلهم أما المسلمون فقد أغناهم الله تبارك وتعالى بما أنزل عليهم من كتاب وبما بين لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك فلا يجوز للمسلمين أن يستبدلوا القوانين بالشريعة فيحق فيهم قول الله تبارك وتعالى (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) لا يجوز أبدا أن تتخذ الضرائب قوانين ثابتة كأنها شريعة منزلة من السماء أبد الدهر وإنما الضريبة التي يجوز أن تفرضها الدولة المسلمة في حدود ظروف معينة تحيط بتلك الدولة مثلا وأظن أن هذا المثال هو الذي جاء به الإمام الشاطبي إذا هوجمت مثلا بلدة من البلاد الإسلامية ولم يكن هناك في خزينة الدولة من المال ما يقوم بواجب تهيئة الجيوش لدفع ذلك الهجوم من أعداء المسلمين في مثل هذه الظروف تفرض الدولة ضرائب معينة وعلى أشخاص معينين عندهم من القدرة أن يدفعوا ما فرض عليهم ولكن لا تصبح هذه الضريبة ضريبة لازمة وشريعة مستقرة كما ذكرنا آنفا فإذا زال السبب العارض وهو هجوم الكافر فإذا دفع عن بلاد الإسلام اسقطت الضرائب عن المسلمين لأن ما أوجب تلك الضريبة السبب الذي أوجب تلك الضريبة قد زال والحكم كما يقول الفقهاء يدور مع العلة وجودا وعدما فالعلة أو السبب الذي أوجب تلك الضريبة قد زال فإذا تزول بزوالها هذه الضريبة باختصار إذا جواب ذاك السؤال ليس هناك ضرائب تتخذ قوانين في الإسلام وإنما يمكن للدولة المسلمة أن تفرض ضرائب معينة لظروف خاصة فإذا زالت زالت.
ما حكم الشارع بالنسبة لرجل مسلم يكفل أو يشارك في الرخص التجارية التي تصدرعن بلديات الدولة لرجل مسلم أو غير مسلم من غير أهل هذا البلد من غير التزام المكفول أو المشارك بالحلال أو الحرام من ناحية معاملاته التجارية بحجة أنني أنا الكفيل فقط ولا اختصاص لي بمعاملاته التجارية؟
السائل : يقول السائل في سؤال طويل، ما حكم الشرع بالنسبة لرجل مسلم يكفل أو يشارك في الرخص التجارية التي تصدر عن بلديات الدولة لرجل مسلم أو غير مسلم من غير أهل هذا البلد من غير التزام المكفول أو المشارك بالحلال أو الحرام من ناحية معاملاته التجارية بحجة أنني أنا الكفيل فقط ولا اختصاص لي بمعاملاته التجارية؟
الشيخ : الذي نراه والله أعلم أن هذه الكفالة إذا كانت مجرد كفالة شكلية لا يقترن بها مساعدة عملية للمكفول فهذا من باب أكل أموال الناس بالباطل المنهي عنه في القرآن الكريم نعم.
الشيخ : الذي نراه والله أعلم أن هذه الكفالة إذا كانت مجرد كفالة شكلية لا يقترن بها مساعدة عملية للمكفول فهذا من باب أكل أموال الناس بالباطل المنهي عنه في القرآن الكريم نعم.
4 - ما حكم الشارع بالنسبة لرجل مسلم يكفل أو يشارك في الرخص التجارية التي تصدرعن بلديات الدولة لرجل مسلم أو غير مسلم من غير أهل هذا البلد من غير التزام المكفول أو المشارك بالحلال أو الحرام من ناحية معاملاته التجارية بحجة أنني أنا الكفيل فقط ولا اختصاص لي بمعاملاته التجارية؟ أستمع حفظ
إذا كانت المرأة حامل هل يجوز أن يقوم على توليدها رجل ؟
السائل : يسأل السائل فيقول إذا كانت المرأة حامل هل يجوز أن يقوم على توليدها رجل؟
الشيخ : الحقيقة أن هذه المسألة من المسائل التي ابتلي بها السملمون اليوم، لقد كانت المرأة الحامل تضع في عقر دارها ومن ... مساعدة بعض قريباتها أو بعض ما يسمى ... أو القابلة في بعض البلاد فتغيرت الأوضاع وهذا كله بسبب تأثر المسلمين بالتقاليد الأجنبية الغربية مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال ( فمن الناس ) وفي رواية للترمذي وغيره فيها تأكيد هذا التقليد الأعمى لهؤلاء الكفار في أسوأ أن يتصوره المسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام في حديث الترمذي ( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك ) صدق رسول الله فإننا نرى التقليد من المسلمين للكفار يشمل أسوأ التقاليد والعادات من ذلك أنهم أصبح عادة لازمة أن كل امرأة يجب أن تضع في المستشفى سواء اضطرت إلى ذلك أو لم تضطر أصبح تقليدا أمرا رتيبا حتى البيوت الفقيرة تحاول أن تضيق من نفقاتها الضرورية لتتمكن من توليد المرأة الحامل في المستشفى هذا تقليد من المسلمين للكفار.
الذي نقوله بعض هذه التوطئة وهذه المقدمة أن أصل إدخال المرأة في المستشفى للتوليد لا يجوز القول بجوازه هكذا مطلقا ولكن لا بد من التحديد والتضييق فيقال إذا كانت القابلة أو الطبيبة المشرفة على هذه المرأة الحامل إذا رأت بعلمها أن هذه المرأة سوف تكون ولادتها غير طبيعية وأنها قد تتطلب إجراء عملية جراحية عليها في هذه الحالة تنقل إلى المستشفى أما إذا كانت الولادة طبيعية فلا يجوز أن تخرج أو أن تخرج من دارها وأن تدخل المستشفى فقط لتوليدها توليدا طبيعيا هذه واحدة الأخرى إذا اضطرت المرأة أن تدخل المستشفى في هذه الحدود الضيقة التي ذكرناها فيجب ألا يتولى توليدها الرجل الطبيب الرجل وإنما عليها أن يولدها طبيبة من النساء فإن لم توجد فحينذلك لا بأس بل قد نقول يحب إذا كانت ولادتها في خطر أن يولدها الطبيب ما دام أن الطبيبة غير موجودة وهذا الجواب الأخير التفصيلي يؤخذ من قاعدتين اثنتين من علم أصول الفقه الذي من لا دراية له به لم يحسن الجواب عن المسائل العارضة لا سيما إذا كانت جديدة لم يسبق أن عالجها العلماء السابقون القاعدة الأولى " الضرورات تبيح المحظورات " القاعدة الأخرى وهي مقيدة للأولى " الضرورة تقدر بقدرها " لذلك قلنا إذا كانت المرأة بإمكانها أن تضع ولدها في دارها فلا يجوز لها أن تذهب إلى المستشفى فإن اضطرت فيتولى توليدها الطبيبة وليس الطبيب فإن لم توجد تولى توليدها الرجل الطبيب لأننا قلنا الضرورات تقدر بقدرها ذلك قولنا الضرورات تقدر بقدرها يوجب علينا أن نقول المرأة هي التي تولدها لكن إذا لم توجد المرأة قلنا حينئذ الضرورات تبيح المحظورات هذا التوليد من الرجل للمرأة حينما لا توجد الطبيبة ليس بشر من أن يتعرض المسلم إلى أن يأكل ما حرم الله من الميتة والدم ولحم الخنزير فإن الله عز وجل قد قال في خاتمة الآية فقال (( إلا من اضطررتم إليه )) فيحل لكم أن تأكلوا من هذه المحرمات لكن قوله تعالى (( إلا ما اضطررتم إليه )) من هذه الآية من السياق والسباق أخذ العلماء القاعدتين السابقتين ذكرا الضرورات تبيح المحظورات لكن ليس ذلك على الإطلاق وإنما الضرورة تقدر بقدرها لأنه قال (( إلا ما اضطررتم إليه )) فرجل مثلا في الصحراء يتعرض للموت جوعا فيجد هناك ميتة أو يجد لحم خنزير أو نحو ذلك فلا يجلس ويأكل من هذه الميتة كما لو كان يأكل لحما طازجا حلالا حتى يشبع نهمته من الجوع وإنما بقدر ما يسد به رمقه وينقذ به نفسه من الهلاك هذه الآية هي مصدر القاعدتين السابقتين الضرورات تبيح المحظورات والضرورة تقدر بقدرها هذا جواب ذاك السؤال.
الشيخ : الحقيقة أن هذه المسألة من المسائل التي ابتلي بها السملمون اليوم، لقد كانت المرأة الحامل تضع في عقر دارها ومن ... مساعدة بعض قريباتها أو بعض ما يسمى ... أو القابلة في بعض البلاد فتغيرت الأوضاع وهذا كله بسبب تأثر المسلمين بالتقاليد الأجنبية الغربية مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال ( فمن الناس ) وفي رواية للترمذي وغيره فيها تأكيد هذا التقليد الأعمى لهؤلاء الكفار في أسوأ أن يتصوره المسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام في حديث الترمذي ( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك ) صدق رسول الله فإننا نرى التقليد من المسلمين للكفار يشمل أسوأ التقاليد والعادات من ذلك أنهم أصبح عادة لازمة أن كل امرأة يجب أن تضع في المستشفى سواء اضطرت إلى ذلك أو لم تضطر أصبح تقليدا أمرا رتيبا حتى البيوت الفقيرة تحاول أن تضيق من نفقاتها الضرورية لتتمكن من توليد المرأة الحامل في المستشفى هذا تقليد من المسلمين للكفار.
الذي نقوله بعض هذه التوطئة وهذه المقدمة أن أصل إدخال المرأة في المستشفى للتوليد لا يجوز القول بجوازه هكذا مطلقا ولكن لا بد من التحديد والتضييق فيقال إذا كانت القابلة أو الطبيبة المشرفة على هذه المرأة الحامل إذا رأت بعلمها أن هذه المرأة سوف تكون ولادتها غير طبيعية وأنها قد تتطلب إجراء عملية جراحية عليها في هذه الحالة تنقل إلى المستشفى أما إذا كانت الولادة طبيعية فلا يجوز أن تخرج أو أن تخرج من دارها وأن تدخل المستشفى فقط لتوليدها توليدا طبيعيا هذه واحدة الأخرى إذا اضطرت المرأة أن تدخل المستشفى في هذه الحدود الضيقة التي ذكرناها فيجب ألا يتولى توليدها الرجل الطبيب الرجل وإنما عليها أن يولدها طبيبة من النساء فإن لم توجد فحينذلك لا بأس بل قد نقول يحب إذا كانت ولادتها في خطر أن يولدها الطبيب ما دام أن الطبيبة غير موجودة وهذا الجواب الأخير التفصيلي يؤخذ من قاعدتين اثنتين من علم أصول الفقه الذي من لا دراية له به لم يحسن الجواب عن المسائل العارضة لا سيما إذا كانت جديدة لم يسبق أن عالجها العلماء السابقون القاعدة الأولى " الضرورات تبيح المحظورات " القاعدة الأخرى وهي مقيدة للأولى " الضرورة تقدر بقدرها " لذلك قلنا إذا كانت المرأة بإمكانها أن تضع ولدها في دارها فلا يجوز لها أن تذهب إلى المستشفى فإن اضطرت فيتولى توليدها الطبيبة وليس الطبيب فإن لم توجد تولى توليدها الرجل الطبيب لأننا قلنا الضرورات تقدر بقدرها ذلك قولنا الضرورات تقدر بقدرها يوجب علينا أن نقول المرأة هي التي تولدها لكن إذا لم توجد المرأة قلنا حينئذ الضرورات تبيح المحظورات هذا التوليد من الرجل للمرأة حينما لا توجد الطبيبة ليس بشر من أن يتعرض المسلم إلى أن يأكل ما حرم الله من الميتة والدم ولحم الخنزير فإن الله عز وجل قد قال في خاتمة الآية فقال (( إلا من اضطررتم إليه )) فيحل لكم أن تأكلوا من هذه المحرمات لكن قوله تعالى (( إلا ما اضطررتم إليه )) من هذه الآية من السياق والسباق أخذ العلماء القاعدتين السابقتين ذكرا الضرورات تبيح المحظورات لكن ليس ذلك على الإطلاق وإنما الضرورة تقدر بقدرها لأنه قال (( إلا ما اضطررتم إليه )) فرجل مثلا في الصحراء يتعرض للموت جوعا فيجد هناك ميتة أو يجد لحم خنزير أو نحو ذلك فلا يجلس ويأكل من هذه الميتة كما لو كان يأكل لحما طازجا حلالا حتى يشبع نهمته من الجوع وإنما بقدر ما يسد به رمقه وينقذ به نفسه من الهلاك هذه الآية هي مصدر القاعدتين السابقتين الضرورات تبيح المحظورات والضرورة تقدر بقدرها هذا جواب ذاك السؤال.
بالنسبة للمرأة لا يمكنها الدخول إلى المستشفى إلا في حال الضرورة الدليل على ذلك؟
السائل : بالنسبة للمرأة لا يمكنها الدخول إلى المستشفى إلا في حال الضرورة ما الدليل على ذلك؟
الشيخ : إيش الدليل؟ ما هو قلنا نحن آنفا.
السائل : أن المرأة تخش المستشفى عشان تولد على يد دكتورة طبيبة مسلمة ما تولدش في البيت تروح المستشفى عشان تولد بس.
الشيخ : ذهابها الأصل يجب أن نتذكر القاعدة القرآنية (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) فالأصل أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من دارها إلا لحاجة كما جاء في " صحيح البخاري " حينما نزلت هذه الآية (( وقرن في بيتوكن )) قال عليه السلام ( قد أذن الله لكن أن تخرجن لحاجتكن ) إذا تذكرنا هذا الأصل وهذه القاعدة بالنسبة للمرأة فنحن نقول ليس هناك حاجة بالمرأة الحامل ووضعها طبيعي كما ذكرنا ليس هناك أن تدخل المستشفى هذا أولا وثانيا إن المرأة التي تدخل المستشفى تتعرض للانكشاف لكثير من الرجال فضلا عن النساء فهذا التعرض لا يجوز للمرأة أن تلجأ إليه إلا في الحدود السابقة الذكر فهذا هو دليل ما قلناه.
السائل : النساء هنا في هذا البلد ما لها أن تولد في البيوت.
الشيخ : بارك الله فيك أنا أجبت عن هذا الموضوع قلت إذا كانت تلد في دارها ولادة طبيعية وليست بحاجة إلى أن تخرج إلى المستشفى فأنت تأتي بمثال لا يخرج عن بحثي السابق أنت تقول لا يوجد في هذه البلاد قابلة أو ... فحينئذ الجواب سبق لا يوجد معنى ذلك وجدت الحاجة التي تبيح للمرأة أن تدخل المستشفى لكن أيضا حين تدخل المستشفى يجب ملاحظة القيود السابقة التي سبق ذكرها أنت لا تزال معي في بحثي السابق كل ما في الأمر أنك تفرق بين بلد وآخر ولذلك نحن لا نستطيع أن نقول يجوز أو لا يجوز هكذا إطلاقا وإنما نأتي بالتفصيل ليأخذ كل مسلم الحكم منه في أي بلد كان وفي أي وضع كان.
سائل آخر : جزاك الله خيرا.
الشيخ : إيش الدليل؟ ما هو قلنا نحن آنفا.
السائل : أن المرأة تخش المستشفى عشان تولد على يد دكتورة طبيبة مسلمة ما تولدش في البيت تروح المستشفى عشان تولد بس.
الشيخ : ذهابها الأصل يجب أن نتذكر القاعدة القرآنية (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) فالأصل أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من دارها إلا لحاجة كما جاء في " صحيح البخاري " حينما نزلت هذه الآية (( وقرن في بيتوكن )) قال عليه السلام ( قد أذن الله لكن أن تخرجن لحاجتكن ) إذا تذكرنا هذا الأصل وهذه القاعدة بالنسبة للمرأة فنحن نقول ليس هناك حاجة بالمرأة الحامل ووضعها طبيعي كما ذكرنا ليس هناك أن تدخل المستشفى هذا أولا وثانيا إن المرأة التي تدخل المستشفى تتعرض للانكشاف لكثير من الرجال فضلا عن النساء فهذا التعرض لا يجوز للمرأة أن تلجأ إليه إلا في الحدود السابقة الذكر فهذا هو دليل ما قلناه.
السائل : النساء هنا في هذا البلد ما لها أن تولد في البيوت.
الشيخ : بارك الله فيك أنا أجبت عن هذا الموضوع قلت إذا كانت تلد في دارها ولادة طبيعية وليست بحاجة إلى أن تخرج إلى المستشفى فأنت تأتي بمثال لا يخرج عن بحثي السابق أنت تقول لا يوجد في هذه البلاد قابلة أو ... فحينئذ الجواب سبق لا يوجد معنى ذلك وجدت الحاجة التي تبيح للمرأة أن تدخل المستشفى لكن أيضا حين تدخل المستشفى يجب ملاحظة القيود السابقة التي سبق ذكرها أنت لا تزال معي في بحثي السابق كل ما في الأمر أنك تفرق بين بلد وآخر ولذلك نحن لا نستطيع أن نقول يجوز أو لا يجوز هكذا إطلاقا وإنما نأتي بالتفصيل ليأخذ كل مسلم الحكم منه في أي بلد كان وفي أي وضع كان.
سائل آخر : جزاك الله خيرا.
ما حكم العزل خشية أن تتعب المرأة من الحمل؟
السائل : يسأل السائل فيقول ما حكم العزل لرجل عزل نفسه حتى لا يكون ذلك عبء عليه ولكن هو يستطيع الإسراف على أهل بيته وأولاده ولكن زوجته تخاف من الحمل نظرا لمرضها أثناء الحمل يؤثر عليها أفيدونا؟
الشيخ : أصلا السؤال الأول لماذا يعزل؟ أول السؤال.
السائل : ما حكم العزل لرجل عزل نفسه.
الشيخ : شو معنى عزل نفسه ماذا يعني؟
السائل : يعني باختياره والله أعلم.
الشيخ : يعني لماذا عزل؟
سائل آخر : خوف مرض الزوجة ولا.
الشيخ : لا بالنسبة للمرأة جاء البيان بأنها تخشى على نفسها المرض.
سائل آخر : هو والله أعلم يريد أن يفسر أنا ما أعزل لأني ما أستطيع أن أصرف على الأولاد ... أستطيع أن أصرف ولكن أعزل من أجل مرض المرأة.
الشيخ : طيب على كل حال لكل سؤال جواب أظن انتهى هذا السؤال.
السائل : إي نعم.
الشيخ : قبل الجواب عن هذا السؤال لا بد من مقدمة وجيزة تتعلق بحكم العزل في الإسلام، العزل في الإسلام أقل ما يقال فيه إنه مكروه وأعني ليس التحريم وإنما الكراهة والكراهة تجامع في تعبير العلماء الجواز فقد يكون الأمر جائزا وهو مكروه لكن إذا كان حراما فلا يكون جائزا الجوازم مع التحريم لا يجتمعان أما الجواز مع الكراهة يجتمعان أخذنا جواز العزل من حديث جابر رضي الله عنه الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما قال " كنا نعزل والقرآن ينزل " هذا الحديث في الوقت الذي يعطينا حكم جواز العزل يعطينا قاعدة هامة جدا قل ما يتنبه لها من الناس هذه القاعدة هي أنه إذا وقع أمر في عهد النبوة والرسالة ولم يأت نهي عنه فهو دليل الجواز ذلك لأنه لو كان منهيا عنه لنزل الحكم بالنهي عنه في القرآن أو في بيان الرسول عليه الصلاة والسلام الذي مما خوطب به في القرآن (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فإذا قول جابر " كنا نعزل والقرآن ينزل " فيه إشارة أننا ما دمنا نفعل ذلك ولم ينزل في القرآن حكم بذلك فمعناه أنه يجوز لهذا كان هذا الحديث دليلا على جواز العزل لأن الله من فوق سبع سماوات قد أقر عمل هؤلاء الصحابة ولم ينههم عن ذلك لكننا قلنا بالإضافة إلى الجواز بأنه مكروه من أين يأتي هذا الحكم الإضافي على الجواز؟ هذا يأتي من ملاحظتنا لحديث رائع جدا قل ما يتعرض له بذكر بعض الذين يسألون عن هذه المسألة ذاك الحديث هو قوله عليه الصلاة والسلام ( تزوجوا الودود الولود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) ( تزوجوا الودود الولود ) لم؟ قال عليه السلام ( فإني مباه ) وفي لفظ ( فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ) فالذي يعزل عن زوجته لا شك أنه في ذلك لا يحقق رغبة نبيه هذه الذي يعزل عن زوجته لا يحقق رغبة نبيه صلى الله غعليه وسلم وهي المباهاة والمفاخرة بأمته على سائر الأمم يوم القيامة وفي هذا الحديث تنبيه هام جدا لخطورة ما شاع وذاع وملأ الأسماع في هذا العصر مما يسمونه بتحديد النسل أو تنظيم النسل هذا ينافي الشرع الإسلامي منافاة لهذا التوجيه النبوي الكريم هو يريد منا أن نكثر من نسلنا لنحقق بذلك رغبة من رغبات نبينا صلوات الله وسلامه عليه كما جاء في الحديث السابق وعلى الكعس من ذلك حينما ننظم زعمنا أو نحدد زعمنا لا يستحضر أحدنا أبدا هذه الرغبة النبوية الكريمة لا سيما إذا ما جعل التحديد أو التنظيم نظاما عاما يفرض من دولة ما على شعب مسلم ما هناك الطامة الكبرى لأن المسألة تهون حينما يرتكب هذه المخالفة لرغبة النبي صلى اله عليه وسلم من فرد تهون هذه المشكلة أما إذا صارت مشكلة تبنتها الدولة تبناها الشعب فهناك تحقيق لرغبة لأعدائنا الذين يحيطون بنا من كل مكان الذين لا يستطيعون وهذا من فضل الله ورحمته بنا أن يقضوا القضاء المبرم على الأمة المسلمة لما بارك الله في عددهم ولذلك فهم يخططون كما ترون في كثير من تصرفاتهم تخطيطا بعيد المدى جدا جدا وهم مع الأسف الشديد قد أوتوا صبرا وقد أوتوا جلدا بحيث أنهم يخططون إلى ما بعد خمسين سنة هذا الشعب المسلم يبلغ مثلا مائة مليون فليكن بعد خمسين سنة خمسين مليون وعلى ذلك فهم ينظرون إلى بعيد وبعيد جدا تحقيقا للمثل العربي القديم " من لم ينظر في العواقب ما الدهر له بصاحب " فنحن حينما نتبنى التنظيم والتحديد المستوردين من بلاد الكفر والضلال الذين لا يؤمنون بما عندنا من أن المسلم إذا عني بتربية أولاده كان له أجرهم وكان له مكاسبهم الأخروية تسجل له أيضا وهو في قبره كما قال عليه الصلاة والسلام ( إذا مات الإنسان ) وفي رواية ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) انظروا كيف ينبغي تختلف النتائج باختلاف العقائد فالكفار لا يوجد عندهم إيمان بالآخرة كما جاء في القرآن الكريم (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) فهم لا يؤمنون بالآخرة ولا يؤمنون إذا عنوا بتربية الولد أو البنت فلهم أجرهم من بعد وفاتهم وموتهم أما المسلم فيختلف عنهم اختلافا جذريا فهو إذا رزق ولدا تعلمون أنه يترتب عليه أن يقوم بعبادات لا يحلم بها الكفار فضلا عن أن يؤمنوا بها فهو ساعة ولادة وليده يؤمر أمر ندب أن يؤذن في أذنه أن يسمعه تكبير الله أكبر وهو في أول سقوطه وخروجه إلى هذه الحياة الدنيا ثم لا أطيل في ذلك يترتب تسميته في اليوم السابع وقص شعره والتصدق بوزنه فضة أو ذهبا ثم الذبح عنه المسمى بالعقيقة وهكذا كل هذه فضائل ودرجات تكتب لهذا الوالد بسبب ولده هذا شيء لا يؤمن به الكفار من هذا القبيل أيضا وهو أمر هام يقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ما من مسلمين ) أي زوجين ( يموت لهما ثلاثة من الولد إلا لن تمسه النار إلا تحلة القسم ) فأنبؤوني بعلم هل عند الكفار مثل هذا الفضل الذي بشرنا به نبينا صلى الله عليه وآله وسلم؟ لا لذلك هم يقتصرون على أن يربوا ولدا أو ولدين وثالثهم كلبهم هذه تربيتهم وهذا شأنهم من تمتعهم في حياتهم الدنيا لا يبتغون من وراء ذلك ثواب الآخرة وأن يدخر لهم مثل هذا الأجر ( لن تمسه النار إلا تحلة القسم ) ولذلك هذه الفضائل كلها إنما تتوفر بتحقيق الرغبة النبوية الكريمة وهي ( تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) بعد هذا التفصيل ولعلي ما أطلت به عليكم أقول جوابا عن السؤال السابق إذا كان هناك ضرورة بالنسبة للمرأة ولا أتصور الضرورة بالنسبة للرجل أبدا إلا على تحقيق الرغبة الجاهلية الأولى التي قال الله عز وجل في القرآن فيها (( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق )) الرجل لا يوجد له عذر أبدا يف أن يحاول هو من عنده يفرض ذلك على زوجه تحديد النسل أو تنظيمه وإنما هذا يمكن أن يتصور فقط بالنسبة للزوجة وذلك بإشارة من طبيب مسلم حاذق يقول مثلا للزوج بأن زوجتك هذه إذا استمرت في الحمل فحياتها في خطر حينذاك لا أقول تحدد النسل التحديد شر من التنظيم لأن التنظيم من معانيه أنه سيتابع الولادة أما التحديد فكما قلنا ثالثهم كلبهم انتهى الأمر عندهم إلى هؤلاء هذا منهج كافر لا يؤمنون بالقضاء والقدر فإذا نظم الإنسان أو حدد نسله كأنه آمن بأن هذا الولد الأول وهذا الثاني سيعيشان ما عاش أبواهما لا يفترضان أبدا أن الله عز وجل قد يقبض الولد الأول والثاني ويبقيان كأنهما أبتران لم يرزقا نسلا ثم يحاولان أن يتداركا ما فاتهما وهيهات هيهات وكما قيل " في الصيف ضيعت اللبن " إذا إنما يجوز تحديد النسل للزوجة للضرورة التي يقدرها الطبيب الحاذق المسلم هذا نهاية الجواب.
الشيخ : أصلا السؤال الأول لماذا يعزل؟ أول السؤال.
السائل : ما حكم العزل لرجل عزل نفسه.
الشيخ : شو معنى عزل نفسه ماذا يعني؟
السائل : يعني باختياره والله أعلم.
الشيخ : يعني لماذا عزل؟
سائل آخر : خوف مرض الزوجة ولا.
الشيخ : لا بالنسبة للمرأة جاء البيان بأنها تخشى على نفسها المرض.
سائل آخر : هو والله أعلم يريد أن يفسر أنا ما أعزل لأني ما أستطيع أن أصرف على الأولاد ... أستطيع أن أصرف ولكن أعزل من أجل مرض المرأة.
الشيخ : طيب على كل حال لكل سؤال جواب أظن انتهى هذا السؤال.
السائل : إي نعم.
الشيخ : قبل الجواب عن هذا السؤال لا بد من مقدمة وجيزة تتعلق بحكم العزل في الإسلام، العزل في الإسلام أقل ما يقال فيه إنه مكروه وأعني ليس التحريم وإنما الكراهة والكراهة تجامع في تعبير العلماء الجواز فقد يكون الأمر جائزا وهو مكروه لكن إذا كان حراما فلا يكون جائزا الجوازم مع التحريم لا يجتمعان أما الجواز مع الكراهة يجتمعان أخذنا جواز العزل من حديث جابر رضي الله عنه الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما قال " كنا نعزل والقرآن ينزل " هذا الحديث في الوقت الذي يعطينا حكم جواز العزل يعطينا قاعدة هامة جدا قل ما يتنبه لها من الناس هذه القاعدة هي أنه إذا وقع أمر في عهد النبوة والرسالة ولم يأت نهي عنه فهو دليل الجواز ذلك لأنه لو كان منهيا عنه لنزل الحكم بالنهي عنه في القرآن أو في بيان الرسول عليه الصلاة والسلام الذي مما خوطب به في القرآن (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فإذا قول جابر " كنا نعزل والقرآن ينزل " فيه إشارة أننا ما دمنا نفعل ذلك ولم ينزل في القرآن حكم بذلك فمعناه أنه يجوز لهذا كان هذا الحديث دليلا على جواز العزل لأن الله من فوق سبع سماوات قد أقر عمل هؤلاء الصحابة ولم ينههم عن ذلك لكننا قلنا بالإضافة إلى الجواز بأنه مكروه من أين يأتي هذا الحكم الإضافي على الجواز؟ هذا يأتي من ملاحظتنا لحديث رائع جدا قل ما يتعرض له بذكر بعض الذين يسألون عن هذه المسألة ذاك الحديث هو قوله عليه الصلاة والسلام ( تزوجوا الودود الولود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) ( تزوجوا الودود الولود ) لم؟ قال عليه السلام ( فإني مباه ) وفي لفظ ( فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ) فالذي يعزل عن زوجته لا شك أنه في ذلك لا يحقق رغبة نبيه هذه الذي يعزل عن زوجته لا يحقق رغبة نبيه صلى الله غعليه وسلم وهي المباهاة والمفاخرة بأمته على سائر الأمم يوم القيامة وفي هذا الحديث تنبيه هام جدا لخطورة ما شاع وذاع وملأ الأسماع في هذا العصر مما يسمونه بتحديد النسل أو تنظيم النسل هذا ينافي الشرع الإسلامي منافاة لهذا التوجيه النبوي الكريم هو يريد منا أن نكثر من نسلنا لنحقق بذلك رغبة من رغبات نبينا صلوات الله وسلامه عليه كما جاء في الحديث السابق وعلى الكعس من ذلك حينما ننظم زعمنا أو نحدد زعمنا لا يستحضر أحدنا أبدا هذه الرغبة النبوية الكريمة لا سيما إذا ما جعل التحديد أو التنظيم نظاما عاما يفرض من دولة ما على شعب مسلم ما هناك الطامة الكبرى لأن المسألة تهون حينما يرتكب هذه المخالفة لرغبة النبي صلى اله عليه وسلم من فرد تهون هذه المشكلة أما إذا صارت مشكلة تبنتها الدولة تبناها الشعب فهناك تحقيق لرغبة لأعدائنا الذين يحيطون بنا من كل مكان الذين لا يستطيعون وهذا من فضل الله ورحمته بنا أن يقضوا القضاء المبرم على الأمة المسلمة لما بارك الله في عددهم ولذلك فهم يخططون كما ترون في كثير من تصرفاتهم تخطيطا بعيد المدى جدا جدا وهم مع الأسف الشديد قد أوتوا صبرا وقد أوتوا جلدا بحيث أنهم يخططون إلى ما بعد خمسين سنة هذا الشعب المسلم يبلغ مثلا مائة مليون فليكن بعد خمسين سنة خمسين مليون وعلى ذلك فهم ينظرون إلى بعيد وبعيد جدا تحقيقا للمثل العربي القديم " من لم ينظر في العواقب ما الدهر له بصاحب " فنحن حينما نتبنى التنظيم والتحديد المستوردين من بلاد الكفر والضلال الذين لا يؤمنون بما عندنا من أن المسلم إذا عني بتربية أولاده كان له أجرهم وكان له مكاسبهم الأخروية تسجل له أيضا وهو في قبره كما قال عليه الصلاة والسلام ( إذا مات الإنسان ) وفي رواية ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) انظروا كيف ينبغي تختلف النتائج باختلاف العقائد فالكفار لا يوجد عندهم إيمان بالآخرة كما جاء في القرآن الكريم (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) فهم لا يؤمنون بالآخرة ولا يؤمنون إذا عنوا بتربية الولد أو البنت فلهم أجرهم من بعد وفاتهم وموتهم أما المسلم فيختلف عنهم اختلافا جذريا فهو إذا رزق ولدا تعلمون أنه يترتب عليه أن يقوم بعبادات لا يحلم بها الكفار فضلا عن أن يؤمنوا بها فهو ساعة ولادة وليده يؤمر أمر ندب أن يؤذن في أذنه أن يسمعه تكبير الله أكبر وهو في أول سقوطه وخروجه إلى هذه الحياة الدنيا ثم لا أطيل في ذلك يترتب تسميته في اليوم السابع وقص شعره والتصدق بوزنه فضة أو ذهبا ثم الذبح عنه المسمى بالعقيقة وهكذا كل هذه فضائل ودرجات تكتب لهذا الوالد بسبب ولده هذا شيء لا يؤمن به الكفار من هذا القبيل أيضا وهو أمر هام يقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ما من مسلمين ) أي زوجين ( يموت لهما ثلاثة من الولد إلا لن تمسه النار إلا تحلة القسم ) فأنبؤوني بعلم هل عند الكفار مثل هذا الفضل الذي بشرنا به نبينا صلى الله عليه وآله وسلم؟ لا لذلك هم يقتصرون على أن يربوا ولدا أو ولدين وثالثهم كلبهم هذه تربيتهم وهذا شأنهم من تمتعهم في حياتهم الدنيا لا يبتغون من وراء ذلك ثواب الآخرة وأن يدخر لهم مثل هذا الأجر ( لن تمسه النار إلا تحلة القسم ) ولذلك هذه الفضائل كلها إنما تتوفر بتحقيق الرغبة النبوية الكريمة وهي ( تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) بعد هذا التفصيل ولعلي ما أطلت به عليكم أقول جوابا عن السؤال السابق إذا كان هناك ضرورة بالنسبة للمرأة ولا أتصور الضرورة بالنسبة للرجل أبدا إلا على تحقيق الرغبة الجاهلية الأولى التي قال الله عز وجل في القرآن فيها (( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق )) الرجل لا يوجد له عذر أبدا يف أن يحاول هو من عنده يفرض ذلك على زوجه تحديد النسل أو تنظيمه وإنما هذا يمكن أن يتصور فقط بالنسبة للزوجة وذلك بإشارة من طبيب مسلم حاذق يقول مثلا للزوج بأن زوجتك هذه إذا استمرت في الحمل فحياتها في خطر حينذاك لا أقول تحدد النسل التحديد شر من التنظيم لأن التنظيم من معانيه أنه سيتابع الولادة أما التحديد فكما قلنا ثالثهم كلبهم انتهى الأمر عندهم إلى هؤلاء هذا منهج كافر لا يؤمنون بالقضاء والقدر فإذا نظم الإنسان أو حدد نسله كأنه آمن بأن هذا الولد الأول وهذا الثاني سيعيشان ما عاش أبواهما لا يفترضان أبدا أن الله عز وجل قد يقبض الولد الأول والثاني ويبقيان كأنهما أبتران لم يرزقا نسلا ثم يحاولان أن يتداركا ما فاتهما وهيهات هيهات وكما قيل " في الصيف ضيعت اللبن " إذا إنما يجوز تحديد النسل للزوجة للضرورة التي يقدرها الطبيب الحاذق المسلم هذا نهاية الجواب.
سؤال عن معنى حديث ( لن تمسه النار إلا تحلة القسم ).
السائل : ذكرتم حديث ( لا تمسّه النار ... )
الشيخ : يسأل سائل هنا عن معنى قوله عليه السلام في الحديث السابق ( لن تمسه النار إلا تحلة القسم ) هذا الحديث يشير إلى قوله تبارك وتعالى في الآية الكريمة (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )) إلا واردها (( وإن منكم )) قسم من الله (( وإن منكم إلا واردها )) اختلف العلماء قديما وحديثا في معنى الورود المقصود في هذا الحديث على ثلاثة أقوال الورود بطرف النار كما يقال أورد الإبل الحوض والمعنى الثاني المرور على الصراط من فوق النار والمعنى الثالث وهو لا ينافي المعنى الثاني الدخول في النار لأن المرور في الصراط هو دخول في النار فقوله تعالى (( وإن منكم إلا واردها )) أي داخلها لا فرق بين مؤمن وكافر كلهم جميعا من الإنس والجن لا بد لهم من هذا الدخول لكن بعد ان يتحقق هذا القسم الإلهي من الدخول هناك بعد ذلك سرعان ما يتميز الصالح من الطالح الصالح ... بدخول الجنة الطالح ... بدخول النار ويفسر هذا الكلام حديث أذكره لما فيه من بيان وتفصيل لكن لا بد لي من أن أقرن بذلك أن هذا الحديث لم يصح من حيث إسناده لأنه على شهرته ينبغي أن نذكره تنبيها على ضعفه لكن معناه مقبول في حدود ما جاء من الأدلة ذلك الحديث يرويه بعض التابعين من المجهولين وهو العلة عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه لقيه في طريقه قال كنا في مجلس ذكرت فيه هذه الآية (( وإن منكم إلا واردها )) قال فاختلفنا وذكر الأقوال الثلاثة فما كان من جابر كما تقول الرواية على ضعفها إلا أن وضع أصبعيه في أذنيه وقال " صمّتا صمّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( لا يبقى بر ولا فاجر إلا ويدخلها ثم تكون بردا وسلاما على المؤمنين كما كانت على إبراهيم ) " إذا هذا الدخول المذكور في هذه الآية والمفسر أيضا في حديث اخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يدخل النار أحد من أهل البدر وأصحاب الشجرة ) قالت " كيف هذا يا رسول الله واله عز وجل يقول (( وإن منكم إلا واردها )) " هنا ملاحظة ومهمة من حيث أنها تساعد طالب العلم على فهم النصوص الشرعية نجد هنا السيدة حفصة رضي الله عنها كأنها تريد أن تقول إن الذي تقوله يا رسول الله خلاف ما أفهم من الآية فكيف التوفيق بين هذه الآية حسب فهمي أي حفصة وبين ما تقول يا رسول الله فقال لها بكل هدوء ولطف كما هو شأنه عليه السلام وديدنه قال اقرئي ما بعدها (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) ما هي الفائدة؟ الفائدة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع قولا وما أنكره كان ذلك دليلا على صحته في نفسه ولكن يمكن أن يدخل فيه تخصيصا وتقييدا ما يخظر على بال المتكلم تلك الكلمة والتي أقره الرسول عليه السلام ولكنه يدخل فيها تقييدا أو تخصيصا هذه فائدة مهمة جدا قد يغفل عنها بعض أهل العلم ولا بأس من أن أضرب لكم مثلا وقع في عدم الانتباه لهذه النكتة الفقهية الدقيقة الإمام أبو محمد ابن حزم صاحب كتاب " المحلى " الكتاب العظيم وكتاب " الإحكام في أصول الأحكام " وغيرها من الكتب لقد كتب رسالة في إباحة الملاهي عامة من الآلات الموسيقية والأغاني وما شابه ذلك وكان مما استدل به على ما ذهب إليه في تلك الرسالة الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت " دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي يوم عيد وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث وتضربان عليه بدف لما دخل أبو بكر قال أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -استفهام استنكاري طبعا- ( دعهما لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) " الشاهد أن الإمام ابن حزم احتج بهذا الحديث على جواز الضرب بالدف والغناء به لأن الرسول عليه السلام أقر الجاريتين على ذلك ولكن فاته ما أردت التنبيه عليه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقر أبا بكر الصديق على قوله السابق الذكر " أمزمار الشيطان في بيت رسول الله " لقد سمى أبو بكر الضرب على الدف والغناء به سماه ماذا؟ مزمار الشيطان ما أنكر الرسول عليه السلام ذلك عليه بل أقره كما أقر حفصة على قولها في الآية هكذا وكذلك كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدخل على استدلال حفصة قيدا كانت غافلة عنه كذلك تماما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع صاحبه في الغار أبي بكر الصديق أيضا لفت نظره كأنه يقول له إن الأمر كما تقول أنت يا أبا بكر لكن هنا استثناء قد فات ( دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) فإذا نحن جمعنا بين إقرار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر على قوله ( أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) وبين قوله ( دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) خرجنا بنتيجة أن مزامير الشيطان لا تجوز ويكفي في النهي عنها النسبة إلى الشيطان لكن هذا الحكم مستثنى منه الضرب بالدف في يوم العيد وممن؟ ومن الجاريتين فجمعنا بين إقرار الرسول لأبي بكر وبين قوله له وخرجنا بنتيجة معاكسة تماما للنتيجة التي ذهب إليها أبو محمد ابن حزم رحمه الله حيث أخذ قول الرسول عليه السلام ولم يتنبه لإقرار الرسول لقول أبي بكر " أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " في عندك شيء؟
سائل آخر : كيف يقر الرسول صلى الله عليه وسلم مزمار الشيطان في بيته؟
الشيخ : هذا أجبتك على هذا بارك الله فيك نحن نقول الأصل في آلات الطرب أنها من مزامير الشيطان لكن استثنى الشارع الحكيم من أن يكون مزمارا للشيطان في هذا الوقت المعين فالأصل أنه مزمار الشيطان في غير يوم العيد أما في يوم العيد فليس مزمارا للشيطان فلا منافاة هنا والحمد لله هذا أيضا لعله من المفيد أن نذكر أيضا بمثال آخر وهو مهم جدا من حيث الحياة الفكرية التي يحياها اليوم العالم الإسلامي جله الذين يعتقدون بأن الموتى يسمعون ويحتجون على ذلك بحيل كثيرة ولسنا الآن نحن في هذا الصدد إلا فيما يتعلق بلفت النظر إلى أن الرسول عليه السلام إذا أقر على شيء فهو حق ... الاستفادة بذلك، هنا أذكر غزوة بدر وحينما أهلك الله عز وجل صناديد قريش وألقوا في قليب بدر ثم جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وضعت الحرب أوزارها فوقف على القليب ونادى أولئك الكفار الموتى القتلى بأسمائهم يا فلان بن فلان ( قد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ) قال عمر هنا الشاهد قال " يا رسول الله إنك لتنادي أجسادا لا أرواح فيها " ماذا نفهم من قول عمر هنا نفهم ما فهمنا من كلمة أبي بكر هناك ومن كلمة حفصة هناك نفهم أن عمر بن الخطاب يرى أن الموتى لا يسمعون ولذلك هو يستغرب ويتعجب من مناداة الرسول عليه السلام لهؤلاء الموتى يا فلان يا فلان إلى آخره بأسمائهم ( إني وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ) هذه المناداة تنافي كما أنا أفهم وهو حق إن شاء الله ما كان تلقاه عمر بن الخطاب تعليما من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الموتى لا يسمعون يكفي في ذلك القرآن الكريم (( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء )) كذلك قوله عز وجل (( وما أنت بمسمع من في القبور )) طبعا الآيتان فيهما كلام من حيث التفسير لكن خلاصة الكلام لا يتنافى أبدا مع هذه الحقيقة الشرعية وهي أن الموتى لا يسمعون هذه الحقيقة هي التي كان عمر بن الخطاب تلقاها من قبل وتعلمها من رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك صار عنده إشكال كيف هو لقننا هذا العلم ثم هو يناديهم فماذا كان موقف الرسول عليه السلام كان موقفه منه كما كان موقفه من أبي بكر وحفصة أقرهم جميعا على ما قالوا لكن أدخل قيدا ما يعرفونه لأنهم لا يوحى إليهم كما يوحى إليه فلقد أقر الرسول عليه السلام عمر بن الخطاب على كلمته هذه ومعنى هذا كأنه يقول له صدقت الموتى لا يسمعون لكن هؤلاء يسمعونني ولذلك قال له في الجواب بلسان عربي مبين ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) أي هؤلاء يسمعونني فأنت يا عمر الذي تلقيته مني حق وصواب لكن اعلم أن هنا معجزة وكرامة خاصة لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم حيث أسمعهم صوته ومن شأنهم أنه لا يسمعون لم؟ لأنهم موتى ويؤكد هذا لمعنى أن الإمام أحمد رحمه الله روى هذه القصة بإسناده الصحيح في " المسند " أن عمر قال " والموتى لا يسمعون " أيضا جاء الجواب كما سمعتم ما قال له أنت مخطئ الموتى يسمعون لو كان هو مخطئا لكنه أقره على هذه العبارة الصحيحة ولكن أدخل في هذا قيدا وهو أن الموتى لا يسمعون إلا هؤلاء ولذلك جاء في " صحيح البخاري " في هذه القصة من طريق قتادة عن أنس بن مالك هذه القصة التي رويناها باستثناء رواية الإمام أحمد مروية في الصحيحين ومن طريق قتادة قال قتادة " أحياهم الله له فأسمعهم صوته تبكيتا وتحقيرا ونكاية بهم " إذا هذا الانتباه لإقرار الرسول عليه السلام لكلام الصحابي هذا معنى أن كلام الصحابي حق لكن ينظر هل أدخل عليه الرسول شيئا من التخصيص والتقييد فيضاف إليه فنخرج بنتيجة سليمة مائة بالمائة فالموتى لا يسمعون إلا هؤلاء سمعوا وآلات الطرب لا تجوز بخاصة الدف إلا في يوم العيد والناس كلهم لا بد أن يدخلوا النار كما فهمت حفصة من الآية ولكن يفترقون من صالح يمر مرورا ترانزيت كما يقولون اليوم إلى الجنة أما الكفار فيلبثون فيها أحقابا نعم.
سائل آخر : آلات الطرب جائزة في يوم العيد هل يجوز تعليمها؟
الشيخ : تعليمها تعني اتخاذها مهنة؟
سائل آخر : اتخاذها مهنة ...
الشيخ : لأنه بارك الله فيك الذي يريد أن يعلم يكون اتخذ ذلك مهنة فكالمعلم يعلم الناس أي علم، فالجواب لا والمسألة أبسط ولا أريد أن أقول أحقر من أن تحتاج إلى التعلم لأنها مسألة فطرية الناس يرقصون ويدففون وو إلى آخره دون أن يحتاجوا إلى تعليم فالمسألة أبسط من ذلك من المستثنيات الواردة في السنة الصحيحة من مزامير الشيطان الضرب بالدف في العرس لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ( اضربوا عليه بالدف ) وكانوا كذلك يفعلون لك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد شرحت هذه المسألة بشيء من التفصيل في كتيبي " آداب الزفاف في السنة المطهرة " فمن شاء التوسع في ذلك رجع إليه إن شاء الله.
الشيخ : يسأل سائل هنا عن معنى قوله عليه السلام في الحديث السابق ( لن تمسه النار إلا تحلة القسم ) هذا الحديث يشير إلى قوله تبارك وتعالى في الآية الكريمة (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )) إلا واردها (( وإن منكم )) قسم من الله (( وإن منكم إلا واردها )) اختلف العلماء قديما وحديثا في معنى الورود المقصود في هذا الحديث على ثلاثة أقوال الورود بطرف النار كما يقال أورد الإبل الحوض والمعنى الثاني المرور على الصراط من فوق النار والمعنى الثالث وهو لا ينافي المعنى الثاني الدخول في النار لأن المرور في الصراط هو دخول في النار فقوله تعالى (( وإن منكم إلا واردها )) أي داخلها لا فرق بين مؤمن وكافر كلهم جميعا من الإنس والجن لا بد لهم من هذا الدخول لكن بعد ان يتحقق هذا القسم الإلهي من الدخول هناك بعد ذلك سرعان ما يتميز الصالح من الطالح الصالح ... بدخول الجنة الطالح ... بدخول النار ويفسر هذا الكلام حديث أذكره لما فيه من بيان وتفصيل لكن لا بد لي من أن أقرن بذلك أن هذا الحديث لم يصح من حيث إسناده لأنه على شهرته ينبغي أن نذكره تنبيها على ضعفه لكن معناه مقبول في حدود ما جاء من الأدلة ذلك الحديث يرويه بعض التابعين من المجهولين وهو العلة عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه لقيه في طريقه قال كنا في مجلس ذكرت فيه هذه الآية (( وإن منكم إلا واردها )) قال فاختلفنا وذكر الأقوال الثلاثة فما كان من جابر كما تقول الرواية على ضعفها إلا أن وضع أصبعيه في أذنيه وقال " صمّتا صمّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( لا يبقى بر ولا فاجر إلا ويدخلها ثم تكون بردا وسلاما على المؤمنين كما كانت على إبراهيم ) " إذا هذا الدخول المذكور في هذه الآية والمفسر أيضا في حديث اخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يدخل النار أحد من أهل البدر وأصحاب الشجرة ) قالت " كيف هذا يا رسول الله واله عز وجل يقول (( وإن منكم إلا واردها )) " هنا ملاحظة ومهمة من حيث أنها تساعد طالب العلم على فهم النصوص الشرعية نجد هنا السيدة حفصة رضي الله عنها كأنها تريد أن تقول إن الذي تقوله يا رسول الله خلاف ما أفهم من الآية فكيف التوفيق بين هذه الآية حسب فهمي أي حفصة وبين ما تقول يا رسول الله فقال لها بكل هدوء ولطف كما هو شأنه عليه السلام وديدنه قال اقرئي ما بعدها (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) ما هي الفائدة؟ الفائدة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع قولا وما أنكره كان ذلك دليلا على صحته في نفسه ولكن يمكن أن يدخل فيه تخصيصا وتقييدا ما يخظر على بال المتكلم تلك الكلمة والتي أقره الرسول عليه السلام ولكنه يدخل فيها تقييدا أو تخصيصا هذه فائدة مهمة جدا قد يغفل عنها بعض أهل العلم ولا بأس من أن أضرب لكم مثلا وقع في عدم الانتباه لهذه النكتة الفقهية الدقيقة الإمام أبو محمد ابن حزم صاحب كتاب " المحلى " الكتاب العظيم وكتاب " الإحكام في أصول الأحكام " وغيرها من الكتب لقد كتب رسالة في إباحة الملاهي عامة من الآلات الموسيقية والأغاني وما شابه ذلك وكان مما استدل به على ما ذهب إليه في تلك الرسالة الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت " دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي يوم عيد وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث وتضربان عليه بدف لما دخل أبو بكر قال أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -استفهام استنكاري طبعا- ( دعهما لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) " الشاهد أن الإمام ابن حزم احتج بهذا الحديث على جواز الضرب بالدف والغناء به لأن الرسول عليه السلام أقر الجاريتين على ذلك ولكن فاته ما أردت التنبيه عليه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقر أبا بكر الصديق على قوله السابق الذكر " أمزمار الشيطان في بيت رسول الله " لقد سمى أبو بكر الضرب على الدف والغناء به سماه ماذا؟ مزمار الشيطان ما أنكر الرسول عليه السلام ذلك عليه بل أقره كما أقر حفصة على قولها في الآية هكذا وكذلك كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدخل على استدلال حفصة قيدا كانت غافلة عنه كذلك تماما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع صاحبه في الغار أبي بكر الصديق أيضا لفت نظره كأنه يقول له إن الأمر كما تقول أنت يا أبا بكر لكن هنا استثناء قد فات ( دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) فإذا نحن جمعنا بين إقرار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر على قوله ( أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) وبين قوله ( دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) خرجنا بنتيجة أن مزامير الشيطان لا تجوز ويكفي في النهي عنها النسبة إلى الشيطان لكن هذا الحكم مستثنى منه الضرب بالدف في يوم العيد وممن؟ ومن الجاريتين فجمعنا بين إقرار الرسول لأبي بكر وبين قوله له وخرجنا بنتيجة معاكسة تماما للنتيجة التي ذهب إليها أبو محمد ابن حزم رحمه الله حيث أخذ قول الرسول عليه السلام ولم يتنبه لإقرار الرسول لقول أبي بكر " أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " في عندك شيء؟
سائل آخر : كيف يقر الرسول صلى الله عليه وسلم مزمار الشيطان في بيته؟
الشيخ : هذا أجبتك على هذا بارك الله فيك نحن نقول الأصل في آلات الطرب أنها من مزامير الشيطان لكن استثنى الشارع الحكيم من أن يكون مزمارا للشيطان في هذا الوقت المعين فالأصل أنه مزمار الشيطان في غير يوم العيد أما في يوم العيد فليس مزمارا للشيطان فلا منافاة هنا والحمد لله هذا أيضا لعله من المفيد أن نذكر أيضا بمثال آخر وهو مهم جدا من حيث الحياة الفكرية التي يحياها اليوم العالم الإسلامي جله الذين يعتقدون بأن الموتى يسمعون ويحتجون على ذلك بحيل كثيرة ولسنا الآن نحن في هذا الصدد إلا فيما يتعلق بلفت النظر إلى أن الرسول عليه السلام إذا أقر على شيء فهو حق ... الاستفادة بذلك، هنا أذكر غزوة بدر وحينما أهلك الله عز وجل صناديد قريش وألقوا في قليب بدر ثم جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وضعت الحرب أوزارها فوقف على القليب ونادى أولئك الكفار الموتى القتلى بأسمائهم يا فلان بن فلان ( قد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ) قال عمر هنا الشاهد قال " يا رسول الله إنك لتنادي أجسادا لا أرواح فيها " ماذا نفهم من قول عمر هنا نفهم ما فهمنا من كلمة أبي بكر هناك ومن كلمة حفصة هناك نفهم أن عمر بن الخطاب يرى أن الموتى لا يسمعون ولذلك هو يستغرب ويتعجب من مناداة الرسول عليه السلام لهؤلاء الموتى يا فلان يا فلان إلى آخره بأسمائهم ( إني وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ) هذه المناداة تنافي كما أنا أفهم وهو حق إن شاء الله ما كان تلقاه عمر بن الخطاب تعليما من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الموتى لا يسمعون يكفي في ذلك القرآن الكريم (( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء )) كذلك قوله عز وجل (( وما أنت بمسمع من في القبور )) طبعا الآيتان فيهما كلام من حيث التفسير لكن خلاصة الكلام لا يتنافى أبدا مع هذه الحقيقة الشرعية وهي أن الموتى لا يسمعون هذه الحقيقة هي التي كان عمر بن الخطاب تلقاها من قبل وتعلمها من رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك صار عنده إشكال كيف هو لقننا هذا العلم ثم هو يناديهم فماذا كان موقف الرسول عليه السلام كان موقفه منه كما كان موقفه من أبي بكر وحفصة أقرهم جميعا على ما قالوا لكن أدخل قيدا ما يعرفونه لأنهم لا يوحى إليهم كما يوحى إليه فلقد أقر الرسول عليه السلام عمر بن الخطاب على كلمته هذه ومعنى هذا كأنه يقول له صدقت الموتى لا يسمعون لكن هؤلاء يسمعونني ولذلك قال له في الجواب بلسان عربي مبين ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) أي هؤلاء يسمعونني فأنت يا عمر الذي تلقيته مني حق وصواب لكن اعلم أن هنا معجزة وكرامة خاصة لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم حيث أسمعهم صوته ومن شأنهم أنه لا يسمعون لم؟ لأنهم موتى ويؤكد هذا لمعنى أن الإمام أحمد رحمه الله روى هذه القصة بإسناده الصحيح في " المسند " أن عمر قال " والموتى لا يسمعون " أيضا جاء الجواب كما سمعتم ما قال له أنت مخطئ الموتى يسمعون لو كان هو مخطئا لكنه أقره على هذه العبارة الصحيحة ولكن أدخل في هذا قيدا وهو أن الموتى لا يسمعون إلا هؤلاء ولذلك جاء في " صحيح البخاري " في هذه القصة من طريق قتادة عن أنس بن مالك هذه القصة التي رويناها باستثناء رواية الإمام أحمد مروية في الصحيحين ومن طريق قتادة قال قتادة " أحياهم الله له فأسمعهم صوته تبكيتا وتحقيرا ونكاية بهم " إذا هذا الانتباه لإقرار الرسول عليه السلام لكلام الصحابي هذا معنى أن كلام الصحابي حق لكن ينظر هل أدخل عليه الرسول شيئا من التخصيص والتقييد فيضاف إليه فنخرج بنتيجة سليمة مائة بالمائة فالموتى لا يسمعون إلا هؤلاء سمعوا وآلات الطرب لا تجوز بخاصة الدف إلا في يوم العيد والناس كلهم لا بد أن يدخلوا النار كما فهمت حفصة من الآية ولكن يفترقون من صالح يمر مرورا ترانزيت كما يقولون اليوم إلى الجنة أما الكفار فيلبثون فيها أحقابا نعم.
سائل آخر : آلات الطرب جائزة في يوم العيد هل يجوز تعليمها؟
الشيخ : تعليمها تعني اتخاذها مهنة؟
سائل آخر : اتخاذها مهنة ...
الشيخ : لأنه بارك الله فيك الذي يريد أن يعلم يكون اتخذ ذلك مهنة فكالمعلم يعلم الناس أي علم، فالجواب لا والمسألة أبسط ولا أريد أن أقول أحقر من أن تحتاج إلى التعلم لأنها مسألة فطرية الناس يرقصون ويدففون وو إلى آخره دون أن يحتاجوا إلى تعليم فالمسألة أبسط من ذلك من المستثنيات الواردة في السنة الصحيحة من مزامير الشيطان الضرب بالدف في العرس لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ( اضربوا عليه بالدف ) وكانوا كذلك يفعلون لك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد شرحت هذه المسألة بشيء من التفصيل في كتيبي " آداب الزفاف في السنة المطهرة " فمن شاء التوسع في ذلك رجع إليه إن شاء الله.
ما رأي فضيلتكم في الأناشيد والضرب عليها بالدّفوف؟
السائل : أحد الإخوة يسأل بالنسبة فيه أناشيد يضربون فيها الدفوف فما رأي فضيلتكم؟
الشيخ : هذه الأناشيد تسمى اليوم بغير اسمها أناشيد دينية لا يوجد في الإسلام أناشيد دينية لا يوجد في الإسلام شعر بلا شك ويقول الرسول عليه السلام في بعضه ( إن من الشعر لحكمة ).
الشيخ : هذه الأناشيد تسمى اليوم بغير اسمها أناشيد دينية لا يوجد في الإسلام أناشيد دينية لا يوجد في الإسلام شعر بلا شك ويقول الرسول عليه السلام في بعضه ( إن من الشعر لحكمة ).
اضيفت في - 2015-07-05