هل حديث تعذيب الرجل الكافر في القبر وضرب الملائكة له يطبق على المسلم العاصي؟
الشيخ : ذلك مما لا نعرفه ومن المحتمل أن يشارك المنافق أو الكافر بالمسلمين الكافر بالتعذيب بنوع من العذاب وهذا مما جاء التصريح به في مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ) فهذا يدل على أن المسلم يعذب في القبر ولكن ما نوعية هذا العذاب؟ هذا مما لا نعلمه وكذلك يؤيد معنى هذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي أخرجه الشيخان في " صحيحيهما " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه مر بقبرين فقال عليه السلام ( أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه -وفي رواية- لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يسعى بالنميمة ) ثم أمر عليه الصلاة والسلام بأن يؤتى له بغصن النخيل فشقه شقين ووضع أحدهما على قبر والآخر على الآخر فسألوه عن ذلك عليه السلام فقال ( لعل الله أن يخفف عنهما ما داما رطبين ) فهذا أيضا فيه تصريح بأن المسلم يعذب في قبره بسبب معصية كان اقترفها في حياته وذكر هنا في الحديث معصيتين لأحدهما إهماله التنزه وعدم الاحتياط في أن يصاب برشاش البول والآخر أنه كان يسعى بالنميمة وقوله عليه السلام حينما وضع على كل قبر شقا من ذلك الغصن ( لعل الله أن يخفف عنهما ما داما رطبين ) إشعار بأنهما كانا مسلمين ويؤكد ذلك ما جاء في " صحيح مسلم " من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل عن الوضع المذكور وعن السبب الحامل له على ذلك قال ( لعل الله عز وجل أن يخفف عنهما لشفاعتي ) أي بدعائي ومعنى هذا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا لهما أن يخفف الله عنهما من العذاب الذي أصابهما ما دام الغصنان رطبان.
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم عدد من الجنات مثل جنة الفردوس جنة عدن جنة المأوى وهل سدرة المنتهى أعلى مرتبة سماوات رب العالمين وما هي الجنة لتي يدعو بها المسلم لأن الله يحب المسلم اللحوح في الدعاء؟
الشيخ : قد جاء الجواب عن هذا السؤال أو عن بعض ما في هذا السؤال في قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنها أعلى درجات الجنان ) أما عن سدرة المنتهى فالظاهر من قصة الإسراء والمعراج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها آخر شيء من الجنة أقول هذا الظاهر لأنني لا أستحضر نصا صريحا في الموضوع إنما بالنسبة للجنة التي يسألها فهي جنة الفردوس فإنها بصريح الحديث ( أعلى الجنان ).
السائل : شيخنا والله أعلم يعني حسب فهمي لكلام الأخ أن الله عدد جنة الفردوس جنة عدن جنة المأوى جنة واحدة ولا؟
الشيخ : هذا أيضا جاء صريحا في " البخاري " ( إنها جنان كثيرة ) إي نعم هذه جنان عديدة ولذلك قال في الحديث السابق ( فإذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنها أعلى الجنان ).
2 - ذكر الله تعالى في القرآن الكريم عدد من الجنات مثل جنة الفردوس جنة عدن جنة المأوى وهل سدرة المنتهى أعلى مرتبة سماوات رب العالمين وما هي الجنة لتي يدعو بها المسلم لأن الله يحب المسلم اللحوح في الدعاء؟ أستمع حفظ
وهل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه عز وجل وهل الإسراء والمعراج كان في المنام أو في اليقظة؟
الشيخ : أما الإسراء والمعراج فقد كان يقظة به عليه الصلاة والسلام هذا لا شك ولا إشكال فيه وإن كان هناك بعضص الأقوال المرجوحة تقول إنه كان منام أو كان بين النوم واليقظة ولكن الصحيح الذي لا نشك فيه أبدا أن ذلك كان يقظة.
وهناك أشياء كثيرة وكثيرة جدا تدل على هذا الذي نجزم به من ذلك أن هذه القصة العجيبة الغريبة لو كانت مناما ولم تكن يقظة لم تكن فيها معجزة حملت بعض ضعفاء المؤمنين أن يرتابوا في دينهم وحملت المشركين على الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فكل هذا وهذا يؤكد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أصبح وأخبر الناس بما رأى من آيات ربه الكبرى إنما حدثهم بأن ذلك كان يقظة ومن هنا كان الإعجاز وكانت كرامة من جهة وكان فتنة لضعفاء الإيمان والمشركين في آن واحد من جهة أخرى.
أما الشق الثاني من السؤال وهو هل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربه فالمسألة خلافية منذ السلف الأول والراجح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم ير ربه بعينه وإنما رآه ببصيرته وقلبه ومما يؤكد هذا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد سئل صراحة هل رأيت ربك قال ( نور أنى أراه ) فهذا نفي لأن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد رأى ربه وأكد نفيه لذلك بقوله إن هناك نورا يمنع الإنسان من أن يرى ربه وهذا أيضا جاء في حديث آخر أن ( حجابه النور ) ولولا هذا الحجاب ( لأحرقت سبحات وجهه تبارك وتعالى كل شيء نظر فيه ) أو كما قال عليه السلام وكل من الحديث الأول وهذا الآخر مخرج في " صحيح الإمام مسلم " فالراجح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم ير ربه وهو ظاهر قوله تبارك وتعالى (( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً )) وبهذه الآية استدلت السيدة عائشة على رد من يقول بأن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى ربه بعينيه فقد جاء في " الصحيحين " من رواية مسروق رحمه الله أنه جاء إلى السيدة عائشة رضي الله عنها فقال لها ( يا أم المؤمنين هل رأى محمد ربه ، قالت : لقد قف شعري مما قلت ، قال : يا أم المؤمنين ارحميني ولا تعجلي علي أليس يقول الله تبارك وتعالى في كتابه (( ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى )) ، قالت رضي الله عنها : أنا أعلم الناس بذلك لقد سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : رأيت جبريل في صورته التي خلق فيها مرتين وله ستمائة جناح ) ، (( ولقد رآه نزلة أخرى )) قال : رأيت جبريل في صورته التي خلق فيها مرتين وله ستمائة جناح وقد سد الأفق بعظمته ) فإذا الضمير في الآية التي سأل مسروق عائشة عنها إنما يعود إلى جبريل وليس إلى الله تبارك وتعالى ولذلك فقد تابعت السيدة عائشة رضي الله عنها كلامها تأكيدا لجوابها وإفادة للسائل وغيره ببعض ما في جعبتها من علم تلقته من زوجها ونبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : ( ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية من حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ثم قالت محتجة على ما قالت : (( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً )) وقالت : (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )) ثم قالت : ومن حدثكن أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم الغيب فقد أعظم على الله الفرية ثم تلت قوله تعالى (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيبب إلا الله )) ثم قالت : ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم كتم شيئا أمر بتبليغه فقد أعظم على الله الفرية ثم تلت قوله تبارك وتعالى (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) ).
السائل : بالنسبة لحديث الإسراء والمعراج تفضلتم وقلتم أنه رأى ربه بقلبه، إيش معنى رأى ربه بقلبه؟
الشيخ : ببصيرته يعني وليس بعينه من الجارحة هذه رؤية قلبية يعني ممكن تقول علمية لا يمكن تمثيلها.
3 - وهل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه عز وجل وهل الإسراء والمعراج كان في المنام أو في اليقظة؟ أستمع حفظ
حديث عائشة " ومن زعم أن محمدا كتم شيئا امر بتبليغه فبمفهوم المخالفة إذا لم يؤمر بتبليغه يجوز للرسول أن يكتم؟
الشيخ : أولا مفهوم المخالفة لا يحتج به دائما وأبدا وثانيا ممكن أن يقال ما ليس له علاقة بالشريعة ما حدّث به ممكن أن يقال هذا لأن قوله في الآية السابقة (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )).
4 - حديث عائشة " ومن زعم أن محمدا كتم شيئا امر بتبليغه فبمفهوم المخالفة إذا لم يؤمر بتبليغه يجوز للرسول أن يكتم؟ أستمع حفظ
من هم أولو الأرحام الذين يطالبوننا بحقوقهم يوم القيامة وهل إكرام أبناء الأعمام والأخوال ذكورا وإناثا من حقوق الوالدين على أبنائهما؟
الشيخ : الذي ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه " فتح الباري شرح صحيح البخاري " أن أولو الأرحام هم القرابة من جهة الوالد ولكن هذا لا يعني أن القرابة الأخرى ليس لها حق المواصلة لأنه قد ثبت في " صحيح مسلم " وربما في " صحيح البخاري " أيضا ( أن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه ) فمن باب أولى أن يصل القرابة ولو كانت من غير طريق الوالد التي هي صلة رحم التي جاء الحض عليها في أحاديث كثيرة فهذا يشمل ما علا وما سفل.
السائل : من هم يعني تحديدا؟
الشيخ : هم قرابة الوالد سواء علا أو سفل.
السائل : ...
الشيخ : ما علا وسفل يعني الأصول والفروع سواء كان من تحت أو من فوق.
السائل : شيخ سؤاله من شقين من هم أولو الأرحام الذين يطالبوننا بحقوقهم يوم القيامة؟
الشيخ : أقارب الوالد.
السائل : بس أقارب الوالد، والوالدة؟
الشيخ : أنا الذي أجبت آنفا فيه شيء لهم مطالبة مباشرة وهم أقارب الوالد ما علا وما سفل أما الأقارب الأخرى فلهم صلة من نوعية المرتبة الثانية دون الأولى ذكرت آنفا في الحديث الصحيح ( إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه ) الذين كان يحبهم ويواددهم فمن باب أولى إذا كان هناك قرابة من غير الوالد أن يوصلوا ولكن ليس بنسبة صلة أقارب الوالد.
السائل : أقارب الوالد أقوى في الصلة من أقارب الوالدة؟
الشيخ : إي نعم.
سائل آخر : في حديث ( الخالة والدة ).
الشيخ : ( الخالة والدة ) ليس له علاقة بالموضوع الذي نحن فيه أنت تسألون من هم الأقارب من هم الأرحام فأنا ذكرت لكم ما ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه السابق الذكر.
سائل آخر : بنت العم وبنت الخال تعتبر من الأرحام؟
الشيخ : بنت العم نعم لكن على التفسير السابق بنت الخال ... .
5 - من هم أولو الأرحام الذين يطالبوننا بحقوقهم يوم القيامة وهل إكرام أبناء الأعمام والأخوال ذكورا وإناثا من حقوق الوالدين على أبنائهما؟ أستمع حفظ
هل المعادن الثمينة غير الذهب والفضة يجب إخراج الزكاة عنها أو أن زكاة الحلي تقتصر فقط على الذهب والفضة؟
الشيخ : نعم الحكم يقتصر على النقدين أما ما سواهما من المعادن فلا يجب على النساء إلا على التفصيل أو الخلاف المعروف بين العلماء في وجوب زكاة عروض التجارة أما كمعادن فليس فيها زكاة لعدم ورود النص بذلك كل شيء يقتنيه الإنسان ليتاجر به وليس للقنية خاصة بشخصه أو بداره هذا الذي أشرت إليه أن المسألة فيها خلاف وحينما يقال هل على عروض التجارة زكاة؟ فالمقصود بالزكاة هنا هي الزكاة المقننة التي أولا يشترط فيها النصاب أن يبلغ النصاب وأن يحول عليه الحول هذا النوع من الزكاة هو الذي اختلف فيه العلماء منذ القديم في عروض التجارة فمنهم من يقول بالوجوب ومنهم من لا يقول بالوجوب وأعود لأبين فأقول أي وجوب تقييم العروض هذه من التجارة في كل سنة ... بقيمتها الآنية فإذا بلغت النصاب أخرج منها كما يخرج من النقدين بالمائة اثنين ونصف هذا النوع من الزكاة لم يرد في السنة فضلا عن الكتاب ما يؤكد وجوبه ولكن هناك زكاة مطلقة يجب على كل من يجد في ماله في عروضه التجارية سعة أن يخرج شيئا ليس على التعيين ولا يشترط فيه أن يحول الحول إعمالا لكثير من النصوص العامة التي جاءت ذكرها في الكتاب وفي السنة كمثل قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم )) فهذه الأنواع من عروض التجارة هي بلا شك مما رزق الله عز وجل عباده فعليهم شكرا لهذا الرزق أن يخرجوا ما تطيب به نفوسهم أما التفصيل السابق تقويم هذه العروض وإخراج بالمائة اثنين ونصف هذا مما لم يرد في السنة الصحيحة اقول في السنة الصحيحة لأن هناك بعض الروايات في " سنن أبي داود " وغيره ما يدل لو صح على وجوب الزكاة في عروض التجارة. نعم.
السائل :نفس السؤال لو صحت هذه الروايات في "سنن أبي داود " لكن المقدار إذا وجبت الزكاة من أين نأتي بالدليل على المقدار؟
الشيخ : هو لو صح هذا فيه أمر بالتقويم فيه الإشعار التقويم لماذا؟ ليعرف هل بلغ النصاب أم لا؟ ثم يأتي بعد ذلك ما يرونه من شرطية مرور الحول.
السائل : بس المقدار ... فيه دليل على ذلك؟
الشيخ : لا، دليل صريح ما فيه ولكن يستنتجون ذلك من التقويم الذي جاء ذكره في الرواية.
6 - هل المعادن الثمينة غير الذهب والفضة يجب إخراج الزكاة عنها أو أن زكاة الحلي تقتصر فقط على الذهب والفضة؟ أستمع حفظ
إذا كان الحلي من الذهب ولكن خالطها نسبة كبيرة من معدن آخر غير الذهب والفضة فكيف نتصرف؟
الشيخ : في مثل هذه المسألة يقال العبرة بالغالب فإذا كان الغالب على حلي المذكورة إنما هو أحد النقدين فنخرج الزكاة حسب المقرر في الشرع، وأما إذا كان الغالب خلاف ذلك فليس عليه زكاة إلا الزكاة المطلقة التي أشرنا إليها آنفا.
السائل : وإذا كان المعدن قاضي على الذهب والفضة؟
الشيخ : المعدن الذي ليس عليه زكاة كان غالبا وكان أكثرمن الفضة أو الذهب فحينئذ ليس عليها زكاة النظامية هي التي نتحدث عنها وإنما إذا كانت لها قيمة تذكر فيأتي ... العام.
السائل : لكن بالنسبة للوزن إذا كان الذهب أو الفضة هو الغالب عندما يزن كيف نستطيع أن ... .
الشيخ : ما فيه ... إلا الأغلبية.
السائل : الغالب.
الشيخ : نعم.
7 - إذا كان الحلي من الذهب ولكن خالطها نسبة كبيرة من معدن آخر غير الذهب والفضة فكيف نتصرف؟ أستمع حفظ
كيف نوفق بين السواد الذي يعرف من المؤمن من طلوع روحه والريح الطيبة لها وما إلى ذلك وأن يوسع له في قبره ثم إنه يعذب ببعض ذنوبه في القبرأو لايكون ذلك السواد إلا للمؤمن المغفور له ذنوبه ؟
الشيخ : لا يوجد في الأحاديث الجمع بين النقيضين المذكروين في السؤال أنه من جهة تخرج روحه مقرونة بالريح الطيبة وملفوفة بالحرير الناعم كما هو مذكور في بعض الأحاديث الصحيحة ثم هو مع ذلك يعذب لا يوجد مثل هذا الجمع بين النقيضين في الأحاديث الذي يعذب كمثل ما سبق في الحديثين السابقين ( استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ) هذا لم يأت في مثله أن روحه تلف في حرير فظاهر أن الجمع بين النقيضين غير يعني واقع وهذا بلا شك كما لا يخفى على الجميع هو من أمور الغيب التي أشرنا إليها في الأمس القرييب بمناسبة ذكر ( إذا وضع الميت في قبره وانصرف الناس عنه مدبرين فإنه يسمع قرع نعالهم ) قلنا إنه لا ينبغي التوسع في الأمور الغيبية ولا استعمال الأقيسة النظرية لأن هذا أمر يتعلق بالإيمان فقط وليس بالأحكام الشرعية ولذلك فلا نجد في السنة الجمع بين هذين النقيضين نعم.
8 - كيف نوفق بين السواد الذي يعرف من المؤمن من طلوع روحه والريح الطيبة لها وما إلى ذلك وأن يوسع له في قبره ثم إنه يعذب ببعض ذنوبه في القبرأو لايكون ذلك السواد إلا للمؤمن المغفور له ذنوبه ؟ أستمع حفظ
هل يجب على طالب العلم الشرعي تعلم اللغة العربية والتحدث بها؟
الشيخ : أما تعلم اللغة العربية فهو أمر واجب بلا شك لما هو مقرر عند العلماء في القاعدة العلمية الأصولية أن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب ولا يمكن لطالب العلم أن يفهم القرآن والسنة إلا بواسطة اللغة العربية.
أما أن يتحدث بها فهو من الأمور المستحبة لا سيما وهي تساعد المتكلم بها على أن يزداد علما وتضلعا في معرفتها إذا تعلم اللغة العربية واجب أما التحدث بها فأمر مستحب لعدم وجود الدليل الموجب لذلك.
هل يجب على طالب العلم الشرعي حفظ القرآن؟
الشيخ : هذا من الأمور الكفائية التي إذا قام به البعض سقط عن الباقين أما الفضل فحدث ولا حرج لكن الحكم لا يجب على كل مسلم لعدم وجود الدليل الموجب لحفظ القرآن على كل فرد من أفراد المسلمين.
غسل الجمعة وغسل الحنابة فيه دليل على الجمع بينهما بنية واحدة ؟
الشيخ : ليس في ذلك دليل وقد جاء في "مستدرك الحاكم " من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه مر بابن له يغتسل يوم الجمعة فقال له " غسلك هذا غسل الجنابة أم غسل الجمعة؟ " قال " غسل الجنابة " قال له " أضف إليه غسلا آخر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... " ثم ذكر حديثا من تلك الأحاديث التي فيها الأمر بغسل الجمعة لا يحضرني الآن لفظه.
شيخ القاعدة الأخذ بالزائد كالزائد أنتم تذهبون إلى عدم وجوب الترتيب في الوضوء ولكن الأحاديث الواردة في الترتيب أكثر.
الشيخ : ما هي الأحاديث التي تقضي بوجوب الترتيب؟
السائل : مثل حديث أبي هريرة في صحيح مسلم ... .
الشيخ : يعني الترتيب فعل وإلا أمر؟
السائل : هذا فعل.
الشيخ : طيب الفعل يدل على الوجوب؟
السائل : لا ما يدل.
الشيخ : سقطت الدعوى، تفضل.
السائل : فيه أحاديث قولية.
الشيخ : لا ما فيه أحاديث قولية لو كان فيه أحاديث قولية كنا أخذنا بها قبلك.
السائل : هل الحديث الذي يدل على عدم وجوب الترتيب حديث قولي لا فعلي.
الشيخ : كحديثك تماما.
السائل : ... .
الشيخ : هذا دال على الجواز.
سائل آخر : ... .
الشيخ : يا سيدي أكثر معناه أفضل مو معناه واجب لما تأتي بأمر يقتضي الوجوب فهناك وهذا لا وجود له فلكل حادث حديث.
12 - شيخ القاعدة الأخذ بالزائد كالزائد أنتم تذهبون إلى عدم وجوب الترتيب في الوضوء ولكن الأحاديث الواردة في الترتيب أكثر. أستمع حفظ
إنسان يبر والديه قدر خوفه من الله وقدر معرفته بحقوق والديه وابتغاء مرضاة الله ثم كسب رضاهم ولكن أمه لا ترضى عنه بحجة زوجته وطالبة مزيدا من أمواله بالرغم أنه يساعدهم ويساعده إخوته حتى يكسب مزيدا من رضاهم بالرغم من ذلك لا يرضون عنه فماذا يفعل؟
الشيخ : هو جاء في هذا السؤال أنه يعمل ما استطاع في طاعة الوالدين وإرضاءهما ثم جاء فيه بأن الوالدة بصورة خاصة تطلب من ماله ولم يقل أنه يفعل ويعطي فينبغي حينئذ أن ينظر في هذا السائل الذي تطلب أمه من ماله.
السائل : هي تطلب مزيدا من الأموال.
الشيخ : تطلب مزيدا من الأموال هل هو يقدم مزيدا من الأموال أنا أريد أن أقول كلمة جامعة كل طلب يطلبه أحد الوالدين من الولد والولد مستطيع لتحقيق رغبة الوالد أو الوالدة فذلك من الواجب عليه أما إن كان عاجزا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. فإذا هذا السائل حينما يسأل و ... النظر عن هذه النقطة التي جاء يسأل عنها ولم يوضح موقفه منها وهو أنهم يطلبون منه أو تطلب منه المزيد من المال فماذا فعل؟ لم يأت في السؤال الجواب أنا أقول إن كان يقدم المزيد من المال لأنه يستطيع فهو قد قام بالواجب وأما إذا لم يفعل بحجة أنهم يطلبون المزيد من المال وهو قادر فما قام بالواجب ولذلك هذا السؤال إذا صرفنا النظر عن هذه النقطة بالذات ليس عندي جواب ماذا أقول له أقول له كلمة عامة كما جاء في السنة ( اتقوا الله ما استطعتم ).
13 - إنسان يبر والديه قدر خوفه من الله وقدر معرفته بحقوق والديه وابتغاء مرضاة الله ثم كسب رضاهم ولكن أمه لا ترضى عنه بحجة زوجته وطالبة مزيدا من أمواله بالرغم أنه يساعدهم ويساعده إخوته حتى يكسب مزيدا من رضاهم بالرغم من ذلك لا يرضون عنه فماذا يفعل؟ أستمع حفظ
كيف يتفق أن أفضل الصيام صيام داود مع كراهية صيام السبت بمفرده والجمعة بمفرده؟
الشيخ : مفهوم سؤاله ... كما لو قال قائل كيف يتفق الحض على صوم داود عليه السلام مع النهي عن صوم يوم العيد ( أفضل الصيام صيام داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما ) هذا الحديث متفق عليه في البخاري ومسلم لكن هذا حديث عام وهذه المسألة تتعلق أيضا بأصول الفقه إذا جاء نص عام يفيد إباحة أشياء كثيرة أو استحباب أشياء كثيرة ثم جاء نص خاص ينافي الإباحة أو الاستحباب استثني هذا من ذاك فأفضل الصيام صيام داود نص يشمل كل الأيام يوم الجمعة على انفراد ويوم السبت على انفراد ويوم العيد على انفراد فما موقف الفقيه؟ يستثني ما نهى الشارع عنه من مفردات يشملها النص العام يستثني هذه المفردات من النص العام، فنقول أفضل الصيام صوم داود عليه السلام إلا إذا اتفق أن يوما من هذه الأيام يوم عيد فحينئذ لا يصام ذاك اليوم لأنه جاء النهي عنه كذلك نقول أفضل الصيام داود عليه السلام إلا إذا اتفق أن يوما من تلك الأيام يوم جمعة فلا يصام لأنه جاء النهي عن صومه منفردا كذلك في نهاية المطاف نقول أفضل الصيام صيام داود عليه السلام إلا إذا اتفق يوما من تلك الأيام أن يكون يوم سبت لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك في الحديث معروف صحته ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو أن لا يجد أحدكم إلا لحاء شجرة ) قشر شجرة فيؤكد إفطاره في يوم السبت.
دعاء القنوت بعض المسلمين يدعون بهذا الدعاء في صلاة الفجر وبعضهم في الوتر فما الثابت عن ذلك في السنة النبوية جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : لم يذكر الدعاء وهو يعني " اللهم اهدني فيمن هديت " لم يثبت هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا في الوتر وفي ذاك الحديث الذي علمه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أما القنوت به في صلاة الفجر فهو لا أصل له من ناحيتين اثنتين أولا القنوت في صلاة الفجر قنوتا مستمرا في كل أيام السنة فهذا لا أصل له في السنة ومن ناحية الأخرى أن التزام القنوت في الفجر بالإضافة إلى أنه لم يثبت في السنة قنوتا مستمرا فالتزام الدعاء بهذا الدعاء الذي أمر به الرسول عليه السلام أن يدعى به في قنوت الوتر التزام هذا في قنوت الفجر فهذه مخالفة أخرى فلا يشرع القنوت في الفجر بصورة مستمرة وإنما يدعى فيه ويقنت فيه كما يقنت في بقية الصلوات الخمس لنازلة تنزل بالمسلمين أما القنوت بهذا الدعاء في الفجر فلا أصل له إطلاقا.
15 - دعاء القنوت بعض المسلمين يدعون بهذا الدعاء في صلاة الفجر وبعضهم في الوتر فما الثابت عن ذلك في السنة النبوية جزاكم الله خيرا؟ أستمع حفظ
ذكرتم في تعليقكم على كتاب رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية في الصيام ذكرتم أن مس الذكر هو أن شيخ الإسلام رحمه الله يقول أن الأمر في حديث بسرة بنت صفوان للندب أنتم قلتم هو للوجوب وبعد ذلك فصلتم إن كانت بشهوة فهي للوجوب وإن لم تكن بشهوة فلا؟ يعني هو يرد سؤال ما نستطيع أن نطبق القاعدة الأصولية أن الأمر من الشارع يدل على الوجوب إلا أن يأتي صارف يصرفه عن الوجوب فنقول حديث طلق صرف حديث بسرة إلى الاستحباب وما الدليل على التفريق ؟
الشيخ : لا يقال هذا هنا لأن حديث طلق فيه إشارة قوية جدا إلى أن مس العضو بدون شهوة لا ينقض الوضوء لأنه قال ( هل هو إلا بضعة منك ) ولا سيما وفي بعض الروايات أن السائل سأل أنه يكون في الصلاة فيمد يده تحت الثوب فيحك نفسه فيمس عضوه هذا يؤكد أن هذا المس الذي ورد السؤال عنه من طلق بن علي للنبي صلى الله عليه وسلم هو مس ليس فيه شهوة لأنه أولا في الصلاة وهل يتصور مسلم في الصلاة يمس عضوه بشهوة يمكن إنسان أن يعبث بنفسه خارج الصلاة كما يفعل الذين يأتون بالعادة القبيحة التي تحدثنا عنها بالأمس القريب ثم جاء الجواب من الرسول عليه السلام مؤكدا إلى أن هذا المس هو غير مقرون بالشهوة حينما قال ( هل هو إلا بضعة منك ) ثم تأكد ذلك من بعض الصحابة وهو بالذات عبد الله مسعود هذا وذاك يضطرنا أن نفهم أن حديث طلق هو يتحدث عن المس الذي ليس فيه شهوة فلما نرجع إلى حديث ( من مس ذكره فليتوضأ ) وبخاصة في رواية أخرى ( وليس بينه وبين العضو حاجز -أو- فاصل ) حينئذ هذا الحديث لوحده فيه إشعار أن المس بشهوة ذاك الحديث لوحده فيه إشعار بأن المس بغير شهوة ولذلك لا يصح التوفيق في رأيي أنا الذي ذهب إليه ابن تيمية وإنما نقول هذا له مجال وذاك له مجال هذا مجاله فيما إذا كان مس العضو كمس عضو آخر وهو الأنف في تعبير ابن مسعود ذاك مجاله إذا كان المس مسا غير طبيعي مسا لإثارة الشهوة فحينئذ لا بد.
16 - ذكرتم في تعليقكم على كتاب رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية في الصيام ذكرتم أن مس الذكر هو أن شيخ الإسلام رحمه الله يقول أن الأمر في حديث بسرة بنت صفوان للندب أنتم قلتم هو للوجوب وبعد ذلك فصلتم إن كانت بشهوة فهي للوجوب وإن لم تكن بشهوة فلا؟ يعني هو يرد سؤال ما نستطيع أن نطبق القاعدة الأصولية أن الأمر من الشارع يدل على الوجوب إلا أن يأتي صارف يصرفه عن الوجوب فنقول حديث طلق صرف حديث بسرة إلى الاستحباب وما الدليل على التفريق ؟ أستمع حفظ
حديث النبي ( لا صلاة لمنفرد خلف الجماعة ) فهذا المنفرد منفرد في الصف أم منفرد في الصلاة؟
الشيخ : الحديث ( لا صلاة لمن صلى في الصف وحده ) وهذا صريح.
السائل : مقصود السائل هل هذا الحديث معناه ... .
الشيخ : أي حديث شو لفظه؟
السائل : ( لا صلاة لمنفرد خلف الصف ).
الشيخ : هو كان السؤال غير هيك، حدد السؤال لأن كل سؤال له جواب ما هو السؤال بالضبط؟ هلا الورقة التي قرأتها الآن شو نصها؟
السائل : وهل هذا لمنفرد منفرد في الصف؟
الشيخ : هذا بقية السؤال اقرأ السؤال كله.
السائل : ( لا صلاة لمنفرد خلف الجماعة ).
الشيخ : طيب إيش معنى خلف الجماعة ما فيه حديث خلف الجماعة فهو يورد السؤال بناء على هذا اللفظ الذي استحضره فإذا كان يريد خصوص هذا اللفظ فالجواب هذا لا نعرفه وإذا كان يريد اللفظ المعروف اللي تقول أنت بالأمس فهذا جوابه معروف فالآن حدد سؤال من عندك أنت ما هو السؤال؟
السائل : السؤال أن المنفرد الذي يصلي ... يريد أن يعرف معنى المنفرد هل هو المنفرد مثلا الذي إذا أقيمت الصلاة وقاعد يصلي هل هو المقصود بالحديث أم المنفرد الذي يصلي خلف الصف منفردا وهو ملتحق بالجماعة؟
الشيخ : طبعا المقصود هو الذي يشارك الجماعة في صلاتهم في نيتهم ولكنه يفارقهم في صفوفهم فهو يصلي مع الجماعة القائمة لكن يصلي في الصف وحده هذا هو المقصود، هذا السؤال عجيب ما في أحد يتوهم غير هذا المعنى.
17 - حديث النبي ( لا صلاة لمنفرد خلف الجماعة ) فهذا المنفرد منفرد في الصف أم منفرد في الصلاة؟ أستمع حفظ
ذكرتم فضيلتكم أننا إذا دخل المأموم الصلاة دخل المسجد والإمام راكع يركع ثم يدب خلف الصلاة يعني ما يأتي أحد فيقول إذا رأى المأموم الإمام في التشهد الأخير فخاف أن تفوته الصلاة أن يجلس يلتحق بالإمام من المكان الذي دخل فيه إلى أول المسجد لأنه إذا وصل إلى الصف يمكن الإمام يسلم؟
الشيخ : يعني يتشهد حيث كان؟
السائل : يجلس يلتحق بالإمام ويجلس في المكان.
الشيخ : هذه الصورة لا دليل عليها، هذه الصورة يطبق عليها قوله عليه السلام ( إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وائتوها وعليكم السكينة والوقار وما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ). أما أنه يجلس هنا ويصلي وحده ولا يدب لينضم إلى الجماعة هذا لا وجه له إطلاقا.
18 - ذكرتم فضيلتكم أننا إذا دخل المأموم الصلاة دخل المسجد والإمام راكع يركع ثم يدب خلف الصلاة يعني ما يأتي أحد فيقول إذا رأى المأموم الإمام في التشهد الأخير فخاف أن تفوته الصلاة أن يجلس يلتحق بالإمام من المكان الذي دخل فيه إلى أول المسجد لأنه إذا وصل إلى الصف يمكن الإمام يسلم؟ أستمع حفظ
إنسان دخل على صلاة الجماعة والصفوف مكتملة يقف وحده؟
الشيخ : نعم هذا السؤال معروف هذا الرجل الذي دخل والصفوف مكتملة يجب أن يعمل استطاعته لينضم إلى الصف الذي بين يديه وهذا وبخاصة هذه الأيام التي لا يحرص أكثر الناس على الاهتمام بالتراص في الصف فمن الممكن أن ينضم بسهولة وبلطف بطبيعة الحال أنه قد يجد اثنين فيه فجوة بينهما ممكن أنه يتلطف بهما ويباعدهم شوية عن بعض وهناك فرجات انصاف فرجات فسينضم بعضها إلى بعض وبهذه الطريقة ممكن أن يجد أكثر من شخص واحد في الصف الذي بين يديه فأقول إن وجد مثل هذا الصف المخلخل المفرغ بين الأشخاص وجب عليه أن ينضم إلى الصف الذي بين يديه فإن لم يتيسر له ذلك ونتصور أننا نصلي في مسجد كلهم من أهل السنة الحريصين على أداء الصلاة بحذافيرها على وجه السنة الصحيحة ودخل هذا الداخل فوجد الصف الذي بين يديه بنيانا مرصوصا لا يمكن أبدا أن يندك بين اثنين كما صورنا آنفا حينئذ يصلي وحده ولا يجتر إليه شخصا من الصف لأن هذا الاجترار أولا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو حديث رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف فلهذا لا يجوز العمل بهذا الحديث لعدم ثبوته أولا وثانيا لأن فاجترار الشخص من الصف إدخال خلل في الصف نحن نريد أن نصلح وإذا بنا نفسد وهذا الإخلال الذي ينبثق من وراء اجترار الشخص إن كان أهل الصف من أهل السنة كما ذكرنا فحينئذ يجب أن يسدوا هذا الفراغ فسينتج في الصف هذا فراغ إما من الجهة اليمنى أو الجهة اليسرى فما أصلح هذا الإنسان بهذا العمل لأنه أولا لم يأت في حديث صحيح وثانيا لأنه كان سببا في إيجاد فرجة في الصف ونحن مأمورون بسد الفرج وليس بإيجاد فرج لهذا لا فرق عندي أبدا بين هذا الرجل الذي يأتي المسجد ويجد الصف الذي بين يديه متراصا تماما فلا يمكنه إلا أن يصلي وحده يصلي وحده لأنه لا فرق بين هذا الحديث ( لا صلاة لمن صلى في الصف وحده ) وبين حديث ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ومع ذلك فتأتي بعض الصور يصلي الإنسان وتصح صلاته بدون قراءته للفاتحة كالرجل هذا يدخل المسجد ويجد الإمام راكعا فينضم إلى الركوع ولا يتمكن من قراءة الفاتحة فهل يقال أن صلاته صحيحة أم ليست بصحيحة لحديث ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) الجواب صلاته صحيحة لأن هذا الحدث عام مخصوص بأدلة أخرى تدل على أن من دخل المسجد فوجد الإمام راكعا فركع معه لأنه قد أدرك الركعة على الرغم من أنه فاتته الفاتحة كذلك مثلا ( صل قائما فإن لم تستطع قاعدا ) رجل لا يستطيع أن يصلي قائما فصلى قاعدا صلاته صحيحة رجل يستطيع أن يصلي قائما فصلى قاعدا صلاته باطلة في الفريضة طبعا لا فرق بين هذه الأحكام وبين رجل دخل المسجد ولم يجد هناك مجالا لينضم إلى الصف فصلى وحده لا ينطبق عليه ( لا صلاة لمن صلى وارء الصف وحده ) لأنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
حتى رجع كل عظم موضعه ثم قرأ ثم كبر من الركوع ثم قال سمع الله لمن حمده حتى رجع كل عظم إلى موضعه وصف الصحابي لقيام النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركوع أنه رجع كل عظم إلى موضعه ... أن السنة هي القبض؟
الشيخ : هل ذكر اليدان في هذا الحديث؟
السائل : ... .
الشيخ : أجنبني عن السؤال من فضلك، هل ذكر اليدان في هذا الحديث؟
السائل : ... .
الشيخ : ... القيام الأول كالقيام الثاني أي شيء أردت هل ذكر وضع اليدين في هذا الحديث؟
السائل : عرفنا وضع اليدين من أحاديث أخرى.
الشيخ : إذا عرفنا وضع اليدين من أحاديث أخرى فهذا الحديث ما تستفيد منه بشيء.
السائل : ... .
الشيخ : ما دام هذا الحديث لم يذكر فيه وضع اليدين كيف تقول صريح؟
السائل : ... .
الشيخ : يا حبيبي هذا الحديث ما دام لم يذكر فيه وضع اليدين كيف تقول هو صريح في وضع اليدين؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : كل سؤال له جواب ما دام هذا الحديث أنت تعترف وهذا الواقع لم يذكر فيه وضع اليدين إطلاقا كيف تقول هذا صريح في وضع اليدين؟ لو قلت فيه تلميح نمشي معك ونرد عليه أما بتقول صريح من يقول هذا؟
السائل : ... .
الشيخ : لا يدل أبدا يا أخي هذا هذا الآن يأتي جواب السؤال هذا يدل على استقرار وضع البدن على الكيفية المعروفة شرعا يعني مثلا لما أنت تتصور صلاة ليس فيها وضع يدين ممكن تتصور معي هذا التصور أنا بسألك تصور ممكن وإلا غير ممكن؟
السائل : ممكن.
الشيخ : إذا تصورت صلاة ليس فيها وضع يدين حينئذ كيف تفسّر هذا الاستقرار ثم يعود كل عضو إلى مكانه كيف تفسره؟ أجب مده بمدد.
السائل : ... .
الشيخ : كويّس، إذا كل عضو استقراره يتناسب مع وضعه فإن كان هناك الوضع هو السدل فمعنى الاستقرار أنه مثلا بدنا نضطر نمثل أنا ركعت وقلت سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ... وقمت ولسه اليدين ما استقروا ما أخذوا راحتهم خررت ساجدا ... هذا على فرض أن الأصل هو السدل واضح شوف يدي الآن هذا تمثيل ثان، هذا استقرار؟ لا، هذا استقرار؟ لا، هذا هو الاستقرار نفترض الآن في وضع أنا الآن ... سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد هذا استقرار ولكن إذا فعلت مثلا سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ما استقر إذا الإستقرار يتناسب مع العضو الذي نتحدث عنه فالآن حينما يرفع الإنسان رأسه من الركوع حتى يعود كل عضو إلى مقره واستقرار هذا ما فيه إشكال نحن الآن نسأل ترى هنا وضع أم هنا سدل على ضوء الجواب يأتي التفصيل ليش أنا حملتك على الخيال قلت تصور معي صلاة بدون وضع اتصور وهذا هو المثال الذي بين يديك. الآن هل ثبت لدينا الوضع بعد رفع الرأس من الركوع حتى نفسر الإستقرار بأن يستقر العضو في مكانه الشرعي هل ثبت هذا؟ أريحوا أنفسكم.
السائل : ... .
الشيخ : هذا الكلام أخي ليس فيه دلالة على الوضع المتنازع فيه اليوم، اليوم في عصرنا هذا هذا الوضع لم يكن يوما ما مشروعا أبدا والدليل من كلام ابن حزم أنه يعزو الوضع الذي أنت تفعله شاملا للوضع بعد الركوع للأئمة لأبي حنيفة والشافعي وهؤلاء لا يقولون بذلك ولذلك يجب أن تفسر كلامه في كل قيام في كل ركعة وليس هذا في القيام الأول وإنما في القيام في الركعة الثانية والركعة الثالثة والرابعة فهو لا يعني الركعة الأولى فيها قيامان هذا تحميل لكلام ابن حزم من المعنى ما لا يريده وهنا لا بد أن نذكركم بأسلوب في فهم اللغة العربية يقول العلماء السياق والسباق من المقيدات سباق الكلام وسياقه يقيد العموم الذي يتبادر من فصل من فصول هذا الكلام فأنت لما تقرأ كلام ابن حزم في كل قيام ممكن أن تفهم منه في كل قيام أي ولو في القيام الثاني في الركعة الواحدة لكن إذا تابعت كلامه حيث يعزو ذلك لأبي حنيفة والشافعي وهؤلاء لا يقولون بهذا القيامة الثاني فإذا كان سياق كلام ابن حزم دليلا أنه لم يعن هذا العموم الذي أنت تفهمه ولولا ما يقال اليوم من شرعية القيام بعد رفع الرأس من الركوع لما ذهب ... أنت ولا غيرك لى أن تفسر كلام ابن حزم بأنه أدخل فيه الوضع في القيام بعد الركوع وإلا سياق الكلام كما قلنا صريح في عزوه إلى الأئمة ولا أحد من الأئمة يقول بهذا الأمر إطلاقا وختاما أنا أريد الوقت انتهى أريد أن ألفت النظر إلى شيء هام جدا وفي اعتقادي أنه لو تنبه له لساعدنا على فهم بعض هذه المسائل التي اختلف فيها اليوم كل نص عام يتضمن أجزاء كثيرة لم يثبت العمل بجزء من ذاك النص العام من السلف الصالح فالعمل بهذا الجزء غير مشروع هذا كلام أصولي ولعله مفهوم ولكن المثال يوضح كما قال تعالى (( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )) قبل المثال أريد أن أذكر شيئا بين يديه الغفلة عن هذه القاعدة الهامة هو السبب الأول في كثرة انتشار البدع بين المسلمين قديما وحديثا ونحن أهل السنة الحريصين على التمسك بالسنة دون زيادات وإضافات باسم البدعة الحسنة مثلا نحارب تلك البدع مع أن كلها أو على الأقل جلها لها أدلة من مثل هذه الأدلة العامة التي استدل بعمومها على ... جزء من أجزاء الدليل العام مع أن العمل لم يجر في هذا الجزء من السلف كذلك نحن ننكر على المبتدعة إحداث بدع كثيرة بحجة أنه وهي حجة صادقة وصحيحة لو كان خيرا لسبقونا إليه كل البدع نحن نضربها بهذه الجملة وهي لها أصولها وقواعدها بلا شك لو كان خيرا لسبقونا إليه لكننا لو تأملنا في هذه البدعة التي ننكرها على المبتدعة لوجدنا لها أدلة عامة كثيرة وكثيرة جدا ليست فقط في السنة بل وفي القرآن الكريم يعني مثلا خذ ما هو عندنا في عمان وفي الشام من الزيادة بين يدي الأذان وقت الأذان بين يدي الأذان يسموه ... يعني آيات وصلاة على الرسول عليه السّلام، أما بعد الأذان فورا الصلاة على الرسول من المؤذن نحن لا نتورع ولا نتردد في أن نقول هذه بدعة فهم يصدموننا بقوله تعالى تنكرون الصلاة على الرسول والله يقول (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) هذا الدليل إذا أردنا أن ندرسه على ضوء علم أصول الفقه هذا استدلال بالنص العام قال ((صلوا عليه وسلموا تسليما )) ما حدد مكانا وإنما أطلق إذا أهل البدعة وهذا مثال مرجعهم دائما وأبدا في تأييدهم لبدعهم هو الأخذ بالدلالة من الأدلة العامة التي لم يجر العمل بهذا الجزء الذي يستدلون عليه بالدليل العام هذه نقطة مهمة جدا ولو أن أحدكم فكر دائما حينما ينكر البدعة قد يجد لها أصلا من هذه الأدلة العامة ولهذا يقول الإمام الشاطبي رحمه الله أن البدعة تنقسم إلى قسمين بدعة حقيقية وبدعة إضافية البدعة الحقيقة هي التي ليس لها أصل في الكتاب والسنة مطلقا ويضرب على ذلك أمثلة كالقول بالجبر وان الإنسان مجبور والقول بالإرجاء ونحو ذلك ولا يهمنا التفصيل هنا البدعة الأخرى البدعة الإضافية يقول هي التي إذا نظرت إليها من زاوية أو من جانب وجدت لها أصلا وإذا نظرت إليها من زاوية أخرى م تجد لها أصلا فيقال حين ذاك أن هذه بدعة، يضرب مثال مثلا الاستغفار دبر الصلوات فهو سنة، لكن الاستغفار دبر الصلاة جماعة فهذا أمر لم يكن ولذلك فيقال هذه بدعة أعود الآن لأضرب لكم مثلا لم يجر بعد عمل المبتدعة عليه لكن لو أن أحدهم فعل ذلك لوجد له دليلا وهذا الذي أريد أن ألفت نظركم إليه نحن دائما ندخل المساجد لأداء الفرائض فنصلي السنة القبلية كل منا لوحده فلو أن داخلا زين له الشيطان فقال يا جماعة تعالوا نصلي جماعة ويحتج بمثل قوله عليه السلام ( يد الله على الجماعة ) هذه حجة خاصة وإلا عامة؟ دلالة عامة ( يد الله على الجماعة ) وهذه جماعة بل قد يحتج علينا بما هو أخص فيقول الحديث ( صلاة الإثنين أفضل من صلاة المرء وحده صلاة الثلاثة أزكى عند الله من صلاة الاثنين ) وهكذا ما رأيكم في هذه صلاة الجماعة لو أنها حدثت ألا يدل مثل هذه الأدلة العامة؟ نقول نعم هذه الأدلة واضحة الدلالة لأنها لم تحصر الأجزاء التي أرادها الشارع الحكيم فيها لكن جوابنا أن هذه الجزئية بالذات لو كانت مرادة بهذا الحديث وذاك لجرى عمل السلف على ذلك وإذا لم يفعلوا دل ذلك أن هذا الجزء من هذه العبادة لا يدخل في عموم هذا النص وذاك أظن هذا المثال واضح؟ إذا الأمر كذلك فيجب أن يكون عندنا قاعدة حتى نكون سلفيين حقا أتباع السلف الصالح وهي كلما ورد في بالنا الاستدلال بنص عام فلكي نكون في عصمة من الانحراف من السنة إلى البدعة يجب أن ننظر هل فعل ذلك السلف الصالح أم لا وإلا لوقعنا فيما وقع فيه المبتدعة.