سلسلة الهدى والنور-685
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
ما حكم الاشتغال في المصارف التي هي بنوك اسلامية.؟
السائل : الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين فإنني أنتهز هذه الفرصة و إخواني لنرحب بفضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني في هذه الزيارة الطيبة و هذه اللفتة الكريمة إلى مدينة معان القابعة في وسط الصحراء المترامية الأطراف و التي إشتاقت كثيرا للقاء محدث الديار الشامية الشيخ ناصر الدين الألباني لتنهل من هذا العلم الواسع حيث أنها تفتقر إلى العلماء الذين يسيرون على الطريق السليم و المنهج المستقيم الذي خطه لهم سيد الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام فأنطلق من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و الذي يقول فيه ( إن الحلال بيّن و إن الحرام بيّن و بينهما أمور مشتبهات يعلمهن كثير من الناس فمن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه و عرضه و من وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ) من هذا الحديث أنطلق إلى سؤالي فكما تعلمون بأنه انتشر في هذه الأيام بل في هذا الزمان المصارف الربوية بعبارة أخرى البنوك على إختلاف ألوانها و أشكالها مع الأفراد و المؤسسات و الشركات و نعلم بأن الحكم الشرعي لهذه المصارف بأنها حرام و العمل فيها حرام و لكن فوجئنا بأنه يوجد هنالك أناس قاموا بإستبدال هذه المصارف الربوية أن يكون لها ندا أن يكون هنالك مصارف أي بنوك إسلامية فالسؤال الذي يطرح نفسه و الذي أريد أن أسأله للشيخ هل التعامل مع هذه المصارف التي تقول بأنها إسلامية حلال ؟ و هل الشيخ ناصر الدين مطلع على نظامها و على معاملاتها ؟ و إذا كانت هذه البنوك حرام فما هو الدليل العلمي و المنطقي على ذلك ؟ و إن كانت حلال فما هو الدليل العلمي و المنطقي على ذلك ؟ هذا الفرع الأول من السؤال أما الفرع الثاني لو سمحت بارك الله فيك فهو شركات التأمين ما حكم شركات التأمين سواء كان التأمين على الحياة أو التأمين ضد الغير أو التأمين الشامل والذي يقوم بتأمين سيارته هل يلحقه شيء من الإثم ؟ بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا على هذا اللقاء الطيب و شكرا .
كلمة الشيخ بين يدي الجواب .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله . (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقّ تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد ، فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد أشكر الأخ الكريم على ما أفضى عليّ من ثناء لا أستحقّه و لكنّي أتأدّب بأدب الصحابي الأول و الصدّيق الأكبر أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حينما كان بعض الناس يمدحونه و يثنون عليه خيرا فيقول " اللهم لا تؤاخذني بما يقولون و اغفر لي ما لا يعلمون و اجعلني خيرا مما يظنّون " بعد هذا أقول فإن لقاءنا هذا كان المفروض أن يكون من زمن بعيد و لكن كما نعلم جميعا نحن معشر أهل السنة الإيمان بقضاء الله عزّ و جلّ و قدره فمن قديم نخطط أن نزور الإخوان الذين تجمعنا معهم رابطة الكتاب و السنة في هذا البلد الطيب كنّا نخطّط من زمن بعيد ثم يحول بيننا و بين تنفيذ ذلك التخطيط قضاء الله و قدره و مشيئة الله عزّ و جلّ و إرادته و كما أشرت آنفا من عقيدة أهل السنة (( و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) و ها و قد شاء الله عزّ و جلّ أن نزوركم و أن نلتقي بكم و أن نتعاون على معرفة ما قد يهمّكم من أمر دينكم و سنة نبيكم صلى الله عليه و آله و سلم و كما تعلمون من الأحاديث الكثيرة التي تحضّ المسلم على طلب العلم و من ذلك قوله عليه الصلاة و السلام ( و ما إجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ) فنسأل الله عزّ و جل أن يجعلنا من هؤلاء الذين يجتمعون لتلاوة كتاب الله و لدراسته على الوجه الذي درّسه من أنزل عليه قول ربنا تبارك وتعالى (( و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم )) و لعل بعضكم على الأقل علم أننا قادمون إليكم من العقبة و أننا على سفر في هذه الليلة و كنا إتفقنا مع أخينا الداعي لنا أن نلتقي بكم من الوقت ما بين ساعة و نصف إلى ساعتين و الساعة الآن بالتوقيت الغربي الساعة السابعة إلا ربع فنحن معكم بالكثير إلى الساعة التاسعة أي كما تواعدنا ما بين ساعة و نصف و ساعتين و الآن نافلة منا لكم ربع ساعة فوق الساعتين و لعل هذا من باب أول الغيث قطر ثم ينهمر أي نرجو أن يكون هذا اللقاء الأول فاتحة لقاءات تتلوا هذا اللقاء الأول و عسى أن يكون ذلك قريبا و في غالب عادتي أن أفتتح الأجوبة عن الأسئلة بكلمة تناسب المقام و لكن بما أن الوقت هذا أولا محدد و سوف لا نتمكّن مع الإجتماع بكم ليلة أخرى كما فعلنا مع غيركم لذلك رأيت أن نجعل هذه الجلسة خالصة لتلقي الأسئلة التي تهم كل واحد منهم ملفتين النظر إلى ظرورة أن تختاروا من الأسئلة ما هو الأهم فالأهم كما قال الراجز العالم " العلم إن طلبته كثير و العمر عن تحصيله قصير فقدم الأهم منه فالأهم "
جواب الشيخ عن السؤال الأول " البنك الإسلامي " .
الشيخ : بعد هذا أقول طالما منذ سنين طويلة و الحمد لله عرفنا أن البنوك الإسلامية التي بلغنا تعاملها إن تعاملها لا فرق بين أي تعامل من بنك آخر لا يحمل تلك اللافتة البنك الإسلامي و قد يقول أو تكون اللافتة البنك البريطاني أو الأمريكي أو الهولاندي فأعمال البنك الإسلامي فيما علمنا لا تختلف في قليل و لا كثير من معاملات البنوك اللا إسلامية .
إتباع الكتاب والسنة وكيف طبقها النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : و لكن أريد أن ألفت النظر إلى شيء مهم جدا فيما يتعلق بموضوعي السابق و هو وجوب إلتزام المسلمبن سنة النبي صلى الله عليه و آله و سلم في كل ما يتعلق بالإسلام بعد أن عرفتم أن السنة في ألفاظ النبي عليه الصلاة و السلام لا تعني المعنى الإصطلاحي الفقهي أي ما ليس فرضا فعرفتم أن السنة هو الإسلام فيما طبّقه عليه السلام غاية و أسلوبا هناك مسألة خلافية بين الفقهاء مع الأسف منذ القديم .
مسألة التقسيط والنقد .
الشيخ : أنتم الآن تتعاملون مع شركات و تضطرون أن تتعاملوا مع بعض التجار الصغار فضلا عن الكبار و كل التجار اليوم يتعاملون ببيعتين تسمى في لغتكم كاش أو بالتقسيط أي نقدا و بالدين و ثمن الكاش أقل من ثمن التقسيط ، ثمن التقسيط زيادة على ثمن الكاش كثير من أهل العلم قديما و حديثا يتبنون جواز هذا البيع مع فرق السعر بين بيع التقسيط و بين النقد لكن نحن ندعو علماء المسلمين قبل من دونهم من طلاب العلم أو عامة المسلمين ندعوهم بدعوة الله عزّ و جلّ في الآية التي أظنّ سبق ذكرها في أول هذا المجلس (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا )) إذا ما رجعنا إلى أحاديث النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم فيما يتعلق بأبواب البيوع لوجدنا هناك أحاديث تنهى عن بيع التقسيط أي البيع إلى أجل بزيادة في الثمن على بيع النقد مع ذلك هذه الأحاديث اليوم تكاد أن تكون نسيا منسيا من بعض العلماء فنحن نذكر الآن إخواننا الحاضرين بما سيأتي من أحاديث حول هذه المسألة لنبني عليها جواب ما حكم التعامل مع البنك الإسلامي
مسألة بيعتين في بيعة .
الشيخ : هناك حديث في مسند الإمام أحمد من رواية سماك بن حرب رحمه الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال ( نهى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن بيعتين في بيعة ) و في لفظ ( نهى عن صفقتين في صفقة ) سئل سماك بن حرب راوي الحديث المذكور آنفا ما بيعتين في بيعة ؟ قال " أن تقول أبيعك هذا بكذا نقدا و بكذا و كذا نسيئة " أي بالدين أبيعك هذا الجهاز بمائة دينار نقدا و بمائة و عشرين مثلا تقسيطا إلى شهر إلى شهرين حسب ما يتّفقان هذا الحديث صريح في النهي عن بيعتين في بيعة كيف نفهم أنه بيع التقسيط ذلك لأن التاجر يعرض بضاعة واحدة في صورة بيعتين فيقول نقدا إن إشتريت و بعتك نقدا فهو بمائة و إن إشتريت و بعتك بالتقسيط فهو بمائة و عشرين النتيجة سينتهي البيع إلى إحدى الصورتين المعروضتين فإن إشترى بالنقد فلا إشكال و إن اشترى بالتقسيط فهو الإشكال لما ؟ لأنه أخذ الزيادة مقابل الدين هذه الزياة كما لو قلت لإنسان و هذا ما يفعله البنك الإسلامي اليوم . لو قلت لإنسان غني من فضلك أنا بحاجة أن أشتري من جارك جهاز أو ثلاجة أو ما شابه ذلك فأقرضني ثمنها لنقل الثمن خمسمائة دينار و أعطيك بدل الخمسمائة ستمائة دينار أو أقل أو أكثر موش مهم فالمقصود المثال فيقول الغني لا هذا ربا لكن أنت روح إشتري الثلاجة هذه و أنا أدفع عنك الثمن و بالمقدار الذي تشتريه تدفع لي هو يشتريه هناك بالتقسيط بستمائة و الغني يدفع خمسمائة فهو يأخذ مقابل الخمسمائة زيادة مائة التي أبى أن يأخذها وجها لوجه أعطني خمسمائة و أوفيك إياها ستمائة قال هذا ربا لكن دار و لف و كما يقال اليوم " دوبل " و قال روح أنت إشتري الثلاجة و أنا أدفع عنك و الثمن تدفعه لي في ما بعد ... ستة أشهر يروح يشتريها بستمائة و يدفع للتاجر خمسائة و يأخذ فيما الستمائة إيش الفرق بين هذا و هذا لا فرق إطلاقا و هذا له التفصيل قد نضطر أن ندخل فيه و لكن أحاول حتى لا نطيل الجلسة لأنه يظهر أن هناك أسئلة أخرى لكني أقول لقد جاء الحديث الآخر مبينا للناس أن هذه الزيادة التي يأخذها التاجر مقابل التقسيط ربا جاء التصريح في الحديث أن هذه الزيادة التي يأخذها التاجر مقابل التقسيط ربا ذلك الحديث هو حديث أبي داود في سننه من طريق أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ( من باع بيعتين في بيعة ) عرفتم البيعتين في بيعة من بيان سماك بن حرب في الحديث الأول عن بن مسعود قال صلى الله عليه و آله و سلم ( من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا ) ( له أوكسهما ) أي أنقص الثمنين هذا حقه أو إذا أخذ الزيادة فهذه الزيادة ربا ( من باع بيعتين في بيعة ) البيعة التي إستقر البيع عليها هو بيع التقسيط و فرضنا آنفا أن هذا الجهاز الثلاجة مثلا بستمائة دينار بالكاش بالنقد خمسمائة دينار خيره إما أن تشتري نقدا بخمسمائة أو بالتقسيط بستمائة فإشترى المسكين ما عنده النقد ليدفعه و يخلص من الزيادة فرضي أن يأخذ الثلاجة و يقسط له كل شهر مثلا مائة دينار فيدفع ستمائة يقول الرسول صلى الله عليه و سلم هذه المائة السادسة إذا أخذها التاجر فهي ربا أما إذا أخذ الخمسمائة ثمن النقد فهو الحلال الزيادة هي ربا هذان حديثان مرويان في كتب السنة و عمل بها كثير من سلفنا الصالح أذكر منهم من الفقهاء المشهورين و المحدّثين المعروفين سفيان بن سعيد الثوري و أذكر من أئمة الحديث الإمام أبي عبد الرحمن النسائي صاحب السنن الصغرى المطبوعة قديما و الكبرى المطبوعة حديثا و أذكر من أهل اللغة ابن الأثير صاحب النهاية في غريب الحديث و الأثر فسروا بيعتين في بيعة هكذا " أبيعك هذا نقدا بكذا و نسيئة بكذا و كذا " بكذا هو سعر النقد و كذا هو سعر التقسيط هذه المعاملة اليوم دعونا الآن و البنك . معاملة يتعامل بها التاجر الكبير و الصغير وهي معاملة ربوية و هي من المعاملات التي جاء الحديث الصحيح يشير إليها في مثل قوله عليه السلام ( يأتي زمان على أمّتي لا يبالي المرء أَ من حلال أكل أم من حرام ) و فيه حديث آخر لكن علمي بنقد الأحاديث يجب علي أن أقول بأن في سنده ضعف لكن معناه يلتقي في النهاية مع الحديث الأول الصحيح ذاك الحديث الأول في صحيح البخاري أما الحديث الآخر فهو في بعض السنن لفظه ( يأتي زمان على أمّتي من لم يأكل الربا أصابه غباره ) فالآن هذه المعاملة فالآن هذه المعاملة قائمة و يفتي بها بعض العلماء أو المشايخ المعروفين اليوم .
الإحتيال في ارتكاب الحرام كاصطياد اليهود ( يوم السبت ) وكذلك بيع اليهود الشحوم التي كانت محرمة عليهم ) .
الشيخ : الآن أعود إلى البنك الإسلامي ، البنك الإسلامي يستثمر هذه الفتوى القائمة على خلاف هذه السنة الصحيحة و لكن بشيء من اللف و الدوران بشيء من الإحتيال و هذا ما لا يقوله أهل العلم الذين يعرفون أن الإحتيال على إرتكاب ما حرم الله عزّ و جلّ هو من أشد المحرمات لأنها من حيل اليهود الذين لعنوا في الكتاب و في السنة أما لعنهم في الكتاب فمعروف بسبب إحتيالهم على صيد السمك يوم السبت الذي حرّم عليهم العمل يوم السبت فكانوا لا يعملون يوم السبت لكن بسبب إلتزامهم لهذا الحكم برهة من الزمن سبحان الله السمك وهو حيوان لكنه قد أعطي من الفهم و من ... ما يساعده على حياته فكان يأتيهم يوم العطلة يوم السبت بالأطنان لأنهم أي السمك لا يشعر بشيء من المضايقة بالشباك كما هو مشاهد خاصة في بحركم هذا فكان يأتيهم السمك شرّعا بالأطنان بالملايين فسال لعاب اليهود على هذا المنظر الرابح لو إصطيد لكن حرم الله عليهم العمل يوم السبت فإحتالوا ماذا فعلوا ؟ سدوا الخلجان على السمك كانوا يأتون كما قلنا شرعا جماعات كثيرة جدا لجمع الفتاتات من الطعام و نحو ذلك فسدوا الخلجان يوم السبت فأصبحوا الأحد الذي ما إصطادوه يوم السبت حصلوه يوم الأحد فإحتالوا على صيد السمك الذي كان محرما عليهم يوم السبت فهم حقيقة ما إصطادوا لكن تعاطوا وسيلة الصيد يوم السبت فلعنوا هذا معروف في القرآن الكريم لكن كثير من الناس لا يعلمون قول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في لعن اليهود بذنب آخر و حيلة أخرى حيث قال صلى الله عليه و آله و سلم ( لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها ثم باعوها و أكلوا أثمانها و إن الله عزّ و جلّ إذا حرم أكل شيء حرّم ثمنه ) إنتهى الحديث وهو في الصحيح ما معنى الحديث ؟ ( لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم ) هذا التحريم منصوص في القرآن الكريم و في القرآن بيان سبب التحريم قال تعالى (( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات ما أحل لهم )) في آية أخرى توضح بأن الله حرم عليهم الشحوم و الحوايا فصبر اليهود مدة من الزمن كما صبروا على إمتناعهم مدة من الزمن عن صيد السمك ثم إحتالوا كما ذكرت آنفا كذلك صبروا مدة من الزمن على تحريم رب العالمين عليهم أكل الشحم من الذبائح الحلال لماذا حرم عليهم ؟ بظلمهم ، و بقتلهم الأنبياء بغير حق كما مذكور في غيرما آية لكن ما طال صبرهم بل نفد صبرهم فإحتالوا على إستحلال الشحم المحرم عليهم بأن وضعوه في القدور و أوقدوا من تحتها النيران فذابت و أخذت شكلا مستويا خلاف الشحم الطبيعي و أوحى إليهم الشيطان أن هذا خرج عن كونه ذلك الشحم فباعوه و أكلوا ثمنه فقال عليه الصلاة و السلام ( لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها ) أي ذوّبوها ( ثم باعوها و أكلوا أثمانها و إن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه ) هذه الجملة الأخيرة لها علاقة بقوله تعالى و سأذكر هذه الآية فيما بعد إن شاء الله (( و لا تعاونوا على الإثم و العدوان )) فأنتم معشر اليهود حرم الله عليكم الشحوم إحتلتم فذوّبتم الشحم و بعتوه من أجل أي شيء بعتوه من أجل أن يأخذه الناس إذا أعنتوهم بتذويب الشحم و ببيعه أعنتم بعضكم بعضا على أكل ما حرم الله لذلك قال عليه السلام ( و إن الله عزّ و جلّ إذا حرّم أكل شيء حرّم ثمنه ) فما يجوز أن تبيع شيئا يحرم عليك طعامه و شرابه و لباسه و نحو ذلك إذا عرفتم الآية المتعلقة بصيد اليهود أو حبس اليهود للسّمك يوم السبت و تذويبهم الشحم إحتيالا على أكله تعلمون حينئذ أن المسلم لا يجوز أن يقع فيما وقع فيه بعض الأمم من قبلنا الذين كانوا يحتالون على ما حرم الله عزّ و جلّ من أجل ذلك نبّه النبي صلى الله عليه و آله و سلم أمته و حذرهم بطريق الإخبار بأن هذه الأمة ستسلك سبيل من قبلها فقال عليه السلام ( لتتبعنّ سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه ) هذه رواية البخاري و في حديث آخر للترمذي ما هو أخطر و أمرّ من هذا ألا و هو قوله عليه السلام ( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك ) فإذا لا يجوز للمسلم أن يستحل ما حرّم الله نعم أقول آسفا وجد من أحلّ بإجتهاد نراه خطأ لمخالفته للسنة أحل بيع التقسيط لكن ما يحلون الإحتيال أي أن يدخل وسيط كما صوّرت لكم آنفا زيد من الناس يذهب عند التاجر يقول له أقرضني خمسمائة دينار و أعطيك إياها ستمائة يقول لا هذا حرام ما يجوز لكن روح أنت إشتري الثلاجة بستمائة دينار و أنا أدفع عنك و تأتي و تدفع لي ستمائة دينار " كل الدروب على الطاحون " النتيجة واحدة هذا هو الإحتيال منعهم من صيد السمك في يوم السبت ما صادوه يوم السبت لكن حصروا السمك بالخلجان فإصطادوها يوم الأحد كذلك هذه الحيلة هو ما يأكل الربا المكشوف لكن بالدوران و الدوبلة على الحرام بيأكله هذا هو صنيع اليهود . عسّلك الله
7 - الإحتيال في ارتكاب الحرام كاصطياد اليهود ( يوم السبت ) وكذلك بيع اليهود الشحوم التي كانت محرمة عليهم ) . أستمع حفظ
شرح حديث : ( إذا أراد الله بعبد خيراً ....) .
الشيخ : هذه كلمة عربية غير مستعملة في هذه البلاد ( إذا أراد الله بعبد خيرا عسّله ) هذا في الحديث أي وفّقه لعمل صالح حلو ؟ الحمد لله .
تكلم على التجار .
الشيخ : نعود إلى ما كنّا فيه فأقول لو أنّ البنك الإسلامي كأي تاجر من هؤلاء التجار يبيع بسعرين نحن ننصحه أن لا يفعل لكن هناك من يقول بأنه يجوز و ربنا يقول لنبينا و هو سيّد البشر عليه الصلاة و السلام (( لست عليهم بمصيطر )) أفيكون الإنسان منا عنده قليل من المعلومات مصيطرا على الناس ؟ لا و إذا كان الله عزّ و جلّ يقول لنبيه (( إن عليك إلا البلاغ )) فنحن من باب أولى ليس لنا إلا البلاغ ممّا بلغنا إياه رسول الله صلى الله عليه و سلم فنحن نبلغ الناس بمثل هذه المناسبة و بغيرها بيع التقسيط بزيادة الثمن لا يجوز لكن بعض الناس لهم قدرهم ، لهم علمهم ، لهم إجتهادهم يفتون الناس أنه لا بأس من بيع التقسيط فأقول لو كان البنك الإسلامي بنك تاجر بيجيب سيارات و يجيب ثلاجات و إلخ كأي تاجر و يبيع بسعرين نقول لا حول و لا ، فيه من يفتيه لكن لا أحد يفتيه بأن يدخل وسيطا بينه و بين الشاري بين التاجر و بين الشاري روح أنت إشتري و أنا أدفع عنك ثم هو يأخذ الزيادة فهذا ربا لكنني أكرر لا أنصح مسلما يؤمن بالله و اليوم الآخر و لو كان بقّالا صغير رأس ماله صغير يبيع بسعرين فهذه الزيادة ربا و الرسول عليه السلام يقول ( عاقبة الربا إلى قلّ ) هذا من الناحية الشرعية فالربا حرام و العاقبة إلى فقر إلى قلّ خلاف ما يظنّون بأنهم يصبحون أصحاب أموال طائلة و طائلة و كثيرة جدا لكن عاقبة الأمر أن يحطم هذا المرابي شرّ التحطيم لأنه يحارب الله و رسوله هذا من الناحية الدينية و الأخروية أنه يعصي الله و رسوله كل من أكل الربا بأي شكل من أشكال الربا سواء كان صراحة كما تتعامل البنوك الأخرى كما ذكرنا أو بطريقة اللف و الدوران لكن أنا أعجب كيف يغفل هؤلاء التجار الذين يبيعون بسعرين أن من مصلحتهم المادية الدنوية العاجلة أن يبيعوا بسعر واحد مصلحتهم المادية أن يبيعوا بسعر واحد لولا الجشع و لولا تسلط العاجلة الفانية على قلوبهم كيف ؟ إفترضوا الآن معي صورتين لتاجرين كلاهما يبيعان بضاعة واحدة أحدهما يبيع بسعر النقد بالبيعتين لا يأخذ زيادة مقابل الدين و التقسيط الآخر يبيع بسعرين كما ذكرنا آنفا أي التاجرين تكون عاقبة التجارة تبعه رابحة أكثر آالذي يبيع بسعر واحد أم الذي يبيع بسعرين من الناحية المادية ؟ قولوا لشوف شو بتقولوا
السائل : بسعر واحد
الشيخ : لماذا ؟ لأن كل إنسان يحب الثمن الرخيص و البضاعة واحدة فحينما الزبائن يسمعون أن هذا التاجر يبيع نفس البضاعة بالتقسيط بنفس الثمن ما أحد يروح عند الرجل الذي يأخذ الزيادة مقابل التقسيط كلهم يتوجهوا إلى التاجر الذي يبيع بسعر واحد لماذا لا يفعل التجار هكذا ؟ لما قلت لكم آنفا تسلط الطمع و الجشع في قلوب التجار هذا من جهة و رفعت الشفقة و الرحمة من قلوب هؤلاء التجار فهم لا يعرفون إلا المادّة و إلا الدنيا أنا أقول بهذه المناسبة التاجر بحكم إنشغاله بالتجارة و لا بأس من ذلك لأن الصحابة كانوا يتاجرون كما تعلمون رحلة الشتاء و الصيف المذكورة في القرآن الكريم و التجارة في سبيل أن يعف الإنسان نفسه و أن يغني أهله عن السؤال و عن المأكل الحرام و المشرب الحرام هذه عبادة بل إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم عدّ ذلك من جملة الجهاد أو إعتبر ذلك من سبيل الله كما جاء في الحديث الذي رواه الطبراني و غيره و ذكره الحافظ المنذري في كتابه الترغيب و الترهيب و في كتاب البيوع أن النبي صلى الله عليه و سلم كان جلسا يوما بين أصحابه حينما مرّ بهم رجل شاب جلد قوي نشيط فلما رآه أصحابه في هذه المثابة من القوة و النشاط قالوا " لو كان هذا في سبيل الله " فقال عليه الصلاة و السلام ( إن كان هذا خرج يسعى على أولاد له صغار فهو في سبيل الله و إن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله ) إذا لا مانع للمسلم أن يعمل في التجارة و أن يضارب فيها لأن هذا إعتبره الرسول عليه السلام من سبيل الله لكن من يكون في تجارته في سبيل الله ؟ لا شكّ أنه هو الذي يحافظ على أحكام الله في تجارته التي هي من سبيل الله . مثلا ربنا عزّ و جلّ قال التجارة فيه له قوانينه له نظمه له دفاتره إلخ صعب جدا أن ترى تاجرا في هذا الزمان متعبدا العبادة التي هي فوق الفرض مثلا بالكاد أن تجد تاجرا منغمسا في تجارته يسمع نادي الله يقول حي على الصلاة حي الفلاح ثم يترك بيعه و تجارته و ينطلق إلى المسجد هذا يمكن أن يوجد ولكن بندرة و لكن إن وجد فلا يكاد الإمام يسلم إلا و هو يسارع في ذهابه إلى متجره لا بأس هذا قضى الفريضة و الحمد لله هذا الذي هو تاجر و مع ذلك يحافظ على أداء الصلاة في وقتها و مع الجماعة أما أن يجلس أن يذكر الله يقرأ مثلا الأذكار و الأوراد المتعلقة بدبر الصلاة هذا نادر جدّا جدّا أن يحافظ عليه تاجر من هؤلاء التجار .
السائل : بسعر واحد
الشيخ : لماذا ؟ لأن كل إنسان يحب الثمن الرخيص و البضاعة واحدة فحينما الزبائن يسمعون أن هذا التاجر يبيع نفس البضاعة بالتقسيط بنفس الثمن ما أحد يروح عند الرجل الذي يأخذ الزيادة مقابل التقسيط كلهم يتوجهوا إلى التاجر الذي يبيع بسعر واحد لماذا لا يفعل التجار هكذا ؟ لما قلت لكم آنفا تسلط الطمع و الجشع في قلوب التجار هذا من جهة و رفعت الشفقة و الرحمة من قلوب هؤلاء التجار فهم لا يعرفون إلا المادّة و إلا الدنيا أنا أقول بهذه المناسبة التاجر بحكم إنشغاله بالتجارة و لا بأس من ذلك لأن الصحابة كانوا يتاجرون كما تعلمون رحلة الشتاء و الصيف المذكورة في القرآن الكريم و التجارة في سبيل أن يعف الإنسان نفسه و أن يغني أهله عن السؤال و عن المأكل الحرام و المشرب الحرام هذه عبادة بل إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم عدّ ذلك من جملة الجهاد أو إعتبر ذلك من سبيل الله كما جاء في الحديث الذي رواه الطبراني و غيره و ذكره الحافظ المنذري في كتابه الترغيب و الترهيب و في كتاب البيوع أن النبي صلى الله عليه و سلم كان جلسا يوما بين أصحابه حينما مرّ بهم رجل شاب جلد قوي نشيط فلما رآه أصحابه في هذه المثابة من القوة و النشاط قالوا " لو كان هذا في سبيل الله " فقال عليه الصلاة و السلام ( إن كان هذا خرج يسعى على أولاد له صغار فهو في سبيل الله و إن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله ) إذا لا مانع للمسلم أن يعمل في التجارة و أن يضارب فيها لأن هذا إعتبره الرسول عليه السلام من سبيل الله لكن من يكون في تجارته في سبيل الله ؟ لا شكّ أنه هو الذي يحافظ على أحكام الله في تجارته التي هي من سبيل الله . مثلا ربنا عزّ و جلّ قال التجارة فيه له قوانينه له نظمه له دفاتره إلخ صعب جدا أن ترى تاجرا في هذا الزمان متعبدا العبادة التي هي فوق الفرض مثلا بالكاد أن تجد تاجرا منغمسا في تجارته يسمع نادي الله يقول حي على الصلاة حي الفلاح ثم يترك بيعه و تجارته و ينطلق إلى المسجد هذا يمكن أن يوجد ولكن بندرة و لكن إن وجد فلا يكاد الإمام يسلم إلا و هو يسارع في ذهابه إلى متجره لا بأس هذا قضى الفريضة و الحمد لله هذا الذي هو تاجر و مع ذلك يحافظ على أداء الصلاة في وقتها و مع الجماعة أما أن يجلس أن يذكر الله يقرأ مثلا الأذكار و الأوراد المتعلقة بدبر الصلاة هذا نادر جدّا جدّا أن يحافظ عليه تاجر من هؤلاء التجار .
حديث : ( ذهب أهل الدثور بالأجور ) .
الشيخ : من هنا نعرف حرص التجار الأولين من أصحاب الرسول عليه السلام حينما جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما أرسلوا رسولا منهم أي شخصا منهم قال " يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور " الدثور يعني الأموال أي الأغنياء " ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي و يصومون كما نصوم و يحجون كما نحج و يتصدقون و لا نتصدق " أخذ هذا على خاطرهم أنه نحن فقراء و مساكين إلا الأغنياء سبقونا في الخير يعملون الطاعات و العبادات و يشاركوننا فيها و نحن لا نستطيع أن نشاركهم في الخصلة التي تفردوا بها عنا و هي أنهم يتصدقون بأموالهم و نحن فقراء فقال لهم عليه الصلاة و السلام ( أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم و لم يدرككم من بعدكم إلا من فعل مثلكم تسبحون الله دبر كلّ صلاة ثلاثا و ثلاثين و تحمدون الله ثلاثا و ثلاثين و تكبرون الله ثلاثا و ثلاثين ) أو قال ( أربعا و ثلاثين ) أي آخرها ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو كل شيء قدير ) فرجع رسول الفقراء إليهم فرحا مسرورا أي الرسول عليه السلام أعطاهم مادة من العبادة لا يدركهم فيها إلا من فعل مثلهم فأخذ الفقراء يُعنَون بهذا الذكر دبر الصلاة لكن سرعان ما رجع رسول الفقراء إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم ليقول له " يا رسول الله سمع الأغنياء بما وصفت " أو " بما قلت لنا ففعلوا مثل ما فعلنا " فقال عليه الصلاة و السلام ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) غرضه من هذا الحديث هو أن الفقراء بسبب عدم إنشغالهم بالتجارة و البيع و الشراء عندهم فراغ فهم يستغلون هذا الفراغ في ذكر الله في تلاوة القرآن في الصلاة على الرسول عليه السلام بقراءة الأوراد في الصباح و المساء و في كل مناسبة و هناك كتب كثيرة جدا تبين هذه الأذكار و الأوراد أما الأغنياء بسبب إنشغالهم كما قلت آنفا بأمور التجارة المقننة و المرتبة و المنظّمة اليوم قلّ منهم من يستطيع أن يحرص على أداء العبادات التي هي من نوع التطوع و التنفل فأنا أقول قد جعل الله عزّ و جلّ لكلّ شيء سببا و عدّد الطرق إلى التقرب إلى الله عز و جل كل بحسبه نقول الآن التجار لا يستطيعون من العبادات و الأذكار ما يستطيعه الفقراء لكن التجار يستطيعون أن يفعلوا من القربات و الطاعات ما يفوقون بها و هم في أثناء تجارتهم ما يفوقون أو يسبقون الفقراء المتفرغين للعبادة و الطاعة كيف ذلك ؟ بأن يعرضوا عن بيع التقسيط و يبيعون بيعة واحدة بسعر النقد و قلنا آنفا أن هذا أنفع لهم دنيا و تجارة لأن الزبائن كلهم راح يرجعوا عنده و من ناحية أخرى حينما يبيع التاجر بسعر النقد لإنسان فقير لا يستطيع أن يفي له السعر نقدا أنظروا الآن كم سيربح هذا التاجر يقول الرسول عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح ( قرض درهمين صدقة درهم ) قرض درهمين يساوي عند الله صدقة درهم إذا أقرضت مسلما مائتي دينار كما أنك تصدقت بمائة دينار فتصوروا هؤلاء التجار كم من القروض من مئات القروض يقدمونها إلى إخوانهم المسلمين فكم من الصدقات سيتوفّر لهم في آخر النهار مما لا يستطيعون أن يسجلوه في دفاتيرهم لأن هذه الصدقات إنما يسجّلها ربّنا تبارك و تعالى لهم يوم القيامة (( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم )) فالبنك الإسلامي بارك الله فيكم يستغل ذلك القول الفقهي الذي يبيح بيع التقسيط بثمن غالي أكثر من بيع النقد ثم يضمّ إلى ذلك مع مخالفته للسنة كما ذكرنا أنه يحتال فيدخل وسيطا بين تاجر الثلاجة مثلا أو السيارة أو الحديد أو الإسمنت أو ما شابه ذلك كل هذا واقع و بين هذا الفقير فيأخذ منه الزيادة التي كان يفترض في حقه أن يقرض رأس المال للفقير أقرضه مثلا خمسمائة دينار فكأنه تصدّق بمائتين و خمسين دينار لكن الجشع و الطمع و الغفلة عن الطاعة و العبادة و عدم تذكر ذلك اليوم الذي قلنا آنفا (( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم )) وقع هؤلاء المسلمون في مثل هذه المخالفة الشرعية من جهة و المعاكسة للمقصد المادي و الربح المادي من جهة أخرى لو كانوا يعلمون .
شرح حديث : ( ....أن رجلاً أشعث أغبر يطيل ... يرفع يديه ....فأنى يستجاب له ) .
الشيخ : و لا يهتمون بمثل قوله عليه الصلاة و السلام ( إنّ الله طيب و لا يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا )) ) كلوا من الطيبات يعني الحلال و اعملوا صالحا ، ثم ذكر عليه الصلاة و السلام ( الرجل يطيل السفر ) يعني يجاهد يطيل السفر ( أشعث أغبر مأكله حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذّي بالحرام يرفع يديه يقول يا ربّ يا ربّ ) قال عليه السلام ( فأنى يستجاب لذاك ) إنه لم يأكل طيّبا و لم يعمل صالحا فإنه عاش في الحرام مأكلا و مشربا و ملبسا و غذاء ثم مع ذلك يطمع في أن يستجيب الله دعائه هيهات هيهات فأقول إستساغ كثير من هؤلاء الذين لا يهمهم من أين جاءهم المال من طريق حلال أم حرام هذه الشركات التي تسمى بشركات التأمين .
سمى الشيخ شركات التأمين شركات قمار.؟
الشيخ : شركات التأمين أقول هي ميسر أو بعبارة أوضح قمار مقنن منظم ناعم و من نعومته إسمه لا يسمى قمارا لأن القمار اليوم أخذ أسماء جديدة اليانصيب الذي هو قمار مكشوف و صريح يسمى يانصيب و هكذا اليوم من بلاء من البلاء الذي أصاب الأمة كما أخبر الرسول عليه السلام على سبيل المثال قال ( ليشربن طائفة من أمّتي الخمر يسمّونها بغير إسمها ) يشربون الخمر بغير إسمها لا بد أنكم سمعتم بعض الناس يسمون الخمور بالمشروبات الروحية يسمون الخمر مثلا بإسم أجنبي لطيف و ناعم جدّا ويسكي و إذا كان نطقوا بها عربية قالوا " نبيت " و هو النبيذ إلخ ، يسمون الربا ماذا ؟ فائدة كل هذه الأسماء من وسوسة الشيطان لبني الإنسان ليصده عن سبيل الله عن الإنتباه لهذا المحذور و أنه حرام بهذه الأسماء المخففة اللطيفة على اللسان فمن هذا القبيل شركات التأمين التأمين على الحياة ، على السيارات ، على العقارات إلخ هذا بلا شك أنه قمار فالقمار من أسمائه في اللغة مقامرة علة وزن مخاطرة لفظا و معنى مخاطرة لما ؟ لأنه موش قائم هو في كثير من الأحيان قائم على الحظّ و اليانصيب موش قائم على السعي و الضرب في الأرض الذي أباحه الله عزّ و جلّ و لذلك قال تعالى في القرآن الكريم (( إنما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه )) و قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح ( إن الله حرم على أمتي الخمر و الميسر و الكوبة ) الكوبة الطبل ( إن الله حرم على أمتي الخمر و الميسر و الكوبة ) الميسر له صور و له أنواع كثيرة و كثيرة جدا تعرفون هذه الألعاب التي منها لعبة الشدة لعبة الدامّة لعبة الشطرنج ، البرسيس أشياء كثيرة و كثيرة جدا فيه ما نعرفه و فيه ما لا نعرفه هذه الألعاب كلها إذا دخلها المال صارت محرمة يقينا ، بدون مال قد تكون محرمة و قد لا تكون هذا له بحث آخر ، الآن شركة التأمين مثل البنوك . البنوك ليس لها رأس مال إلا أموال الذين يتعاملون مع البنوك و في سبيل أخذ الربا الذين سمّوه في تعاملهم مع الناس حتى الإسلاميين اليوم إلا ما ندر منهم غلبوا على لفظهم الديني فأخذوا يستعملون لفظة الفائدة مكان الربا هذه البنوك ليس لها رأس مال ، رأس مالها رأس مال عملائها و كلكم يعلم كما أعلم لو أنّ هؤلاء العملاء كما يقال قديما في ليلة لا قمر فيها أجمعوا أمرهم و سحبوا رؤوس أموالهم من البنك ماذا يصيب البنك ؟ الإفلاس بلا شكّ فإذا هذا البنك ما قام إلا على أساس الأموال التي يودعها في هذا البنك المتعاملون مع البنك سواء كان يحمل إسم إسلامي أو بريطاني الأسماء عند الفقهاء لا تغير من حقائق المسمّيات أبدا الحقّ هو بما يقوم في المسمى و ليس هو دون المسمى قد يكون رجل إسمه صالح لكن حقيقة عمله كله طالح فما يفيده أن إسمه صالح فإذا هذا البنك تعاون مع العملاء فلا يصيب المكروه و المحذور شرعا هم الذين أقاموا هذا البنك و بنوه و أوجدوا له موظّفين بالعشرات من مدير البنك إلى قمام البنك يعني كنّاسه هذا البنك لا يقوم أولا إلاّ بهؤلاء الموظّفين ثم بأولئك العملاء الذين أودعوا أموالهم في هذا البنك هنا تأتي الآية السابقة التي أشرت إليها حينما تكلمت عن قول الرسول عليه الصلاة و السلام ( لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها ثم باعوها و أكلوا أثمانها و إن الله إذا حرّم أكل شيء حرّم ثمنه ) ذكرت الشرط الأخير من الآية و أول هذه الآية قوله تعالى (( و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان )) فإذا ليس البنك هو المسؤول عن إرتكاب عملية الربا بل و الذين أيضا يمدونهم برؤوس أموالهم من أجل ذلك أكد هذا النوع من التعامل و أنه محرم بل و أن الذين يتعاونون على هذا المحرم هم ملعونون شرعا
ما حكم شركات التأمين.؟
الشيخ : بقي من السؤال الشقّ الثاني منه و هو شركات التأمين أقول نحن لا نشكّ كما لا يشكّ غيرنا في شك من كلامي الذي سأذكره أن شركات التأمين معاملة غربية أجنبية كافرة لم يكن العالم الإسلامي يعرفها قبل أن يبتلى بإحتلال الكفار لبلادهم فهم الذين جاؤوا بهذه الضلالة و زرعوها في هذه البلاد و إستساغها كثير من الناس من أولئك الذين أشار إليهم الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في الحديثين المذكورين آنفا أحدهما صحيح و الآخر ضعيف السند ( لا يبالون من أي المال أكلوا أ من الحلال أم من الحرام ) .
شرح حديث : ( لعن الله آكل الربا ) .
الشيخ : فمن كان يخشى الله و يخشى أن يكون بعيدا من رحمة الله فلا يكون عونا في مثل هذا العمل المحرم للآية السابقة (( و لا تعاونوا على الإثم و العدوان )) و لقوله عليه الصلاة و السلام ( لعن الله آكل الربا ) هو البنك هو الموظفون ( و موكله ) هم عملاؤه ( و كاتبه ) بعض الموظفين فيه بالنص ( و شاهديه ) الآن يمكن إستغنوا عن الشهود بهذا الروتين المعروف بكتابة كمبيالات و نحو ذلك فإذا هذا البنك قام على أساس التعاون على المنكر فلا يجوز للمسلم أن يتعاون مثل هذا التعاون مثله تماما شركات التأمين شركات التأمين يقع حادث سيارة آخر موديل كما يقولون ثمنها مثلا خمسين ألف ستين ألف أو أكثر أو أقلّ ركبها هذا المغرور الذي إشترى السيارة يمكن بواسطة بنك أيضا ما كاد يمشي إلا بضع كيلومترات و إذا به يعمل بها حادث فيحطّمها شرّ التحطيم مأمّن عليها يروح على الشركة شركة التأمين كان دفع قسط واحد مهما كان هذا القسط يمكن يكون مائة دينار مائتين دينار ما يهمّني الشركة إشترت له أخت السيارة تماما بنفس السعر خمسين ألف ، ستين ألف إلخ ، من أين جاءت الشركة بالخمسين ألف ، ستين ألف ؟ من كيسها ؟ لا . هذا من المشتركين في هذه الشركة على التأمين الشركة مثلا عندها ألف مشترك و كلّ واحد يدفع كل شهر أو كل سنة حسب الإتّفاق المبلغ المذكور أعلاه الواحد منهم بيمضي سنين هو لا يعمل حادث لكن يدفع و الأموال هذه تتجمع عند الشركة بيصير حادث مثل الحادث الذي كلف الشركة خمسين ألف أو ستين ألف من أين جاءت هذه الخمسين أو الستين ألف ؟ منك أنت يا زيد يا بكر يا عمر يا الذي تدفع قيمة الإشتراك خشية أن تصاب بحادث فإذا أصبت بحادث تتوهّم أنت أن الشركة هي التي تتحمّل الخسارة الحقيقة ليست هي التي تحمّلت الخسارة تحمّل الخسارة الجماعة المشتركين على هذا النوع من المقامرة فإذا هنا يوجد تعاون كالتعاون مع البنك (( و لا تعاونوا على الإثم و العدوان )) هذا شيء و الشيء الثاني و هو فيه دقة لكن أكثر الناس لا يعلمون لماذا المسلم يفكّر في المستقبل لعله يصاب بشيء فهو بيدفع شيء مقطوع لشركة قد تكون شركة كافرة و قد تكون شركة أعضاؤها مسلمون لكن منهجهم منهج الشركة الكافرة تماما لا يحرمون و لا يحللون لماذا هذا المسلم لا يتقرب إلى الله عزّ و جلّ و ما أقول كما يعطي للشركة كل شهر أو كل سنة مقدار معين من الضريبة المرسومة عليه لماذا لا يدفع للفقراء و المساكين مثل هذه الأموال من باب التقرب إلى الله عزّ و جلّ و من باب قوله عليه الصلاة و السلام ( داووا مرضاكم بالصدقة ) فأنت إذا تقربت إلى الله و سألته أن يحفظك أنت و مالك و سيارتك و ما تملك فربنا عزّ و جلّ كما قال (( أمّن يجيب دعوة المضطر إذا دعاه أمن يكشف السوء )) الكفار لا يعرفون هذه المعاني التي نسميها اليوم بالمعاني الروحية الإيمانية لا يعرفون هذه الأشياء ما يعرفون شيء إسمه التوكّل على الله عزّ و جلّ و إنما يعرفون التوكل على الأسباب المادية على الأسباب الكونية الطبيعية يجب نحن أن نحقق بأنفسنا الفارق الكبير بيننا نحن بصفتنا مسلمين و بين أولئك الكافرين الذين لا يؤمنون بالله و لا برسوله و لا يحرمون الله و رسوله .
كلام في التوكل وشرح حديث ( يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب ولا عقاب .... وعلى ربهم يتوكلون ) .
الشيخ : أذكر حديثا هنا بهذه المناسبة فيها معنى لفت النظر إلى بعض الأسباب التي هي ينبغي على المسلم أن لا يعتمدها من باب التوكّل على الله تبارك و تعالى توكّلا كاملا حقيقيا جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ذات يوم و هو في المسجد ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب و لا عذاب وجوههم كالقمر ليلة البدر ) قال عليه الصلاة و السلام هذا الحديث ثم دخل بيته و تعلمون أن بيته بجانب مسجده فأخذ أصحابه الذين سمعوا هذا الحديث منه يتساءلون و يتظننون من يكون هؤلاء السبعين ألف طوبى لهم يدخلون الجنّة وجوههم كالقمر ليلة البدر بدون حساب و لا عذاب بعضهم يقول هؤلاء نحن المهاجرون الذين هاجرنا من أوطاننا من مكّة إلى المدينة في سبيل الله عزّ و جلّ و آخرون من الأنصار يقولون لا إنما نحن الأنصار الذين نصرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ناس آخرون يقولون لا ، لا أنتم و لا أنتم إنما هم أبناؤنا الذين يأتون من بعدنا سواء كنا من المهاجرين أو الأنصار يؤمنون برسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يروه . لا شكّ لكلّ من هذه الجماعات فضلها من المهاجرين و الأنصار و أبناء المهاجرين و الأنصار لكنها درجات و إذا بالرسول عليه السلام يخرج عليهم فيقول لهم ليرفع هذا النزاع و هذا الخلاف فيقول ( هم الذين لا يسترقون و لا يكتوون و لا يتطيرون و على ربهم على يتوكّلون ) ما معنى لا يسترقون ؟ أي لا يطلبون الرقية أي مريض يشعر بألم في رأسه في يده في منكبه في أي ناحية من بدنه يأتي إلى رجل يعتقد فيه العلم أو الصلاح يقول في التعبير العامي " تبسني " إرقيني هذا يجوز شرعا ما هو حرام لكن ليس من كمال التوكّل لأن الرسول عليه السلام قال في صفة أولئك السبعين الذين كما عرفتم الجنة بغير حساب و لا عذاب وجوههم كالقمر ليلة البدر لا تطلبوا الرقية من الرجل الصالح و إنما أطلبوا من الله عزّ و جلّ أن يعافيك و أن يشفيك لماذا ؟ لأن طلبك الرقية من هذا الشيخ أو من هذا الصالح مظنون أن يتحقق دعائه فيك موش مقطوع و لا هو غالب الظنّ أنه سيتجاب دعائه فيك إذا دع أن تستعين بغيرك في مثل هذه القضية و سل الله وحده تبارك وتعالى هذه الخصلة الأولى ( هم الذين لا يسترقون ) ( و لا يكتوون ) الكي بالنار معروف خاصة عند العرب و البدو منهم بصورة أخصّ أنه علاج ناجح في كثير من الأمراض حتى جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أنه من خير ما تداويتم به وهو الكي بالنار لكنه عليه السلام من باب (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) قال ( و أنهى أمّتي عن الكيّ ) لما ؟ لأنه و إن كان من خير ما تداوى الناس به فإنه تعذيب بالنار و لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار هذه الخصلة الثانية التي هي من صفات السبعين ألف ، الخصلة الثالثة ( و لا يتطيرون ) الطيرة هي بمعنى التشاؤم و معروف التشاؤم لدى كل الشعوب و لدى كلّ الأمم لكن التشاؤم تختلف هذه الشعوب و هذه الأمم في كثرة تشاؤمهم و قلة تشاؤمهم أما المسلم فلا يتشاءم إطلاقا أما المسلم الضعيف العلم و الإيمان فقد يتشاءم أما الكافر فأخواته كلها شؤم في شؤم فالرسول صلى الله عليه و آله و سلّم يقول أن من صفات هؤلاء السبعين ألف أنهم لا يتشائمون أي لا يتطيرون الطيرة تصدّ الناس عن مصالحهم و أصل الطيرة في اللغة العربية مشتقة من الطير و كان من عادة العرب في الجاهلية حيث كانوا مرضى في قلوبهم و في عقولهم و حسبكم دليل على ذلك أنهم كانوا يعبدون حجرا ينحتونه بأيديهم ثم يعبدونه من دون الله تبارك وتعالى فهذه حماقة ما بعدها حماقة و قلة عقل ما بعدها قلة عقل و من هذا القبيل الطيرة إشتقت من الطير لماذا ؟ لأن العربي كان إذا خرج عازما على السفر فإذا صادفه طير و لابدّ أن يصادف طيرا إما إذا كان يعيش في بلدة في مدينة أو في القرية أو في البادية لابدّ يصادفه طير هذا الطير الذي لا يعقل و هذا الإنسان يعقل بل لا يعقل لماذا ؟ لأنه كان إذا رأى هذا الطير هذا الحوين الصغير إذا طار يمينا تفائل خيرا أن هذه سفرته سيكون موفقا فيها و إذا طار يسارا تراجع عن سفره لأن الطير طار يسارا سبحان الله هو الطير نفسه لا يدري لما طار يمينا أو طار يسارا فكيف يدري عن سفرة هذا الرجل سيكون موفقا أو لا من هنا إشتقت الطيرة ، إشتقت الطيرة فقال عليه السلام في صفات أولئك السبعين ( و لا يتطيرون و على ربهم يتوكّلون ) هنا الشاهد الآن ( و على ربهم يتوكّلون ) هذه الجملة تشمل الأنواع الثلاثة أما في الرقية و طلبها من الغير فقد عرفتم أن المفروض فيه التوجّه إلى الله و يتوكّل على الله فإن شاء عافاه و إن شاء إبتلاه أما الكي بالنار فعرفتم السبب أنه تعذيب بالنار فلا ينبغي للمسلم أن يعذب نفسه بالنار و أن يلجأ أيضا إما إلى الطبّ النبوي الذي يقول مثلا عليه الصلاة و السلام في بعض ما جاء عنه ( في الحبة السوداء شفاء لكلّ داء إلا السام ) أي الموت أو يستعمل إذا كان هذا المرض الذي يريد أن يكويه بالنار له علاج من الطب المادي المعروف و لو كان يعني إستفدناه من الكفار فلا مانع من أن نستفيد منهم ما لم يتعارض مع ديننا من دنياهم هذا ما يتعلق بالكي بالنار و ما يتعلق بالطيرة فأدعى للمسلم أن لا يهتمّ بالطيرة إذا فاجأته و الطيرة كما قلنا الأصل يتعلق بالطير لكن الطيرة هو التشاؤم يتحقق بصور كثيرة و كثيرة جدا تارة تكون متوارثة بين الناس خرافة من الخرافات يقيمون لها وزنا مثلا بعضهم يقول أن الغسيل ما بيجوز أن يغسل في يوم كذا ، الصابون ما بيجوز أن يدخل البيت في يوم كذا إلخ ، السيارة إذا ما علّقت عليها نعل من خلف فستصاب كلّ هذا ينافي التوكّل على الله تبارك و تعالى و من ذلك التشاؤم أن الإنسان قد يسمع كلمة فيتشاءم منها كأن يسمع كلمة من إنسان يخاطب آخر لا يقصده أبدا هو خارج للسفر فيسمع واحد يقول للثاني الله لا يوفّقك هذا يسمعه فيفاجأ بها لكن عليه أن يتوكّل على الله و لا يبالي بهذه الكلمة لأنه إذا إهتمّ بها فيكون شأنه شأن ذلك الجاهلي الذي اهتم بالطير لما طار يسارا و هو لا يدري لم طار يمينا أو يسارا ( و على ربهم يتوكّلون ) هذا التوكل هو الذي ينبغي على المسلم أن يعتمد عليه و أن يعرض عن الوسائل الأخرى التي لم تشرع نصا كما جاء في هذا الحديث أو لم تشرع إستنباطا من أدلة الكتاب و السنة كما تحدّثنا آنفا عن موضوع الربا الذي هو بيع التقسيط و عن موضوع الإشتراك في شركات التأمين على إختلاف أشكالها و أنواعها . أخيرا أقول تعلمون أن التأمين على السيارة مثلا فيه إختياري و فيه إجباري فما كان إجباريا فهو ما يدفع بطلب من الدولة كسائر الضرائب التي تفرض على أفراد الشعب و لابد لهم من أن يدفعوها فلا إثم عليهم في ذلك أما التأمين أو الإشتراك في الشركة في التأمين الإختياري هذا لا ينبغي لمسلم أبدا أن يوافق على ذلك ما وجد إلى ذلك سبيلا و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين و لعلي أجبت الأخ عن كلّ ما تضمّنه سؤاله أقول هذا خشية أن يكون يفوتني شيء
السائل : جزاكم الله خير و بارك الله فيك على ما أوضحتم و تفضلتم به .
الشيخ : و إياكم إن شاء الله ، بارك الله في الجميع
أبو ليلى : جزاك الله خير شيخنا
لشيخ : أهلا و سهلا
أبو ليلى : و يعطيك العافية
الشيخ : هي الساعة تسعة و عشرة
السائل : جزاكم الله خير و بارك الله فيك على ما أوضحتم و تفضلتم به .
الشيخ : و إياكم إن شاء الله ، بارك الله في الجميع
أبو ليلى : جزاك الله خير شيخنا
لشيخ : أهلا و سهلا
أبو ليلى : و يعطيك العافية
الشيخ : هي الساعة تسعة و عشرة
15 - كلام في التوكل وشرح حديث ( يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب ولا عقاب .... وعلى ربهم يتوكلون ) . أستمع حفظ
سئل الشيخ عن رأيه في الذي يحصل في البوسنة والهرسك .
السائل : لكن الصحيحة مأساة المسلمين في البوسنة و الهرسك و الصومال في رأيك ما هي الأسباب
الشيخ : الله أكبر الله أكبر ، ما دام تريد الجواب مختصرا و سؤالك مختصر فالجواب في قوله عليه السلام و له علاقة بموضوعنا السابق ( إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلاّ لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) الرجوع إلى الدين هو العلاج أما بقاء المسلمين على ما هم عليه كلّ ما أصيب جانب من العالم الإسلامي بمصيبة ثارت عواطفهم ثم لا شيء وراء هذه الثورة إلا ثوران عواطف و حركات ثم لا شيء وراء هذه الحركات مثل ذلك النظام المعروف في بعض البلاد بنظام العسكر أو الجند بيقول القائد بالفصيل أو الفريق الذي يمشيه بإنتظام بيصيح عليه يقول له " مكانك راوح " شو بيعمل ؟ عميتحرّك يخبّط في رجليه فيه حركة لكن ما في تقدّم و هكذا هذه الصيحات التي تثار في مثل مناسبة البوسنة و الهرسك مثل الصيحات التي أثيرت بمناسبة الجهاد في أفغانستان و مع الأسف ضاعت جهود أكثر من عشر سنوات لماذا ؟ لأن المسلمين ما إلتزموا شريعة الله آية واحدة في القرآن تغنينا جوابا عن جواب تفصيلي و هي (( إن تنصروا الله ينصركم )) من هذه الآية و نحوها قيلت حكمة في العصر الحاضر " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " البوسنة و الهرسك لا يمكن إنقاذها إلا إذا طبقنا آية من آيات الله (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و إذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له و ما لهم من دونه من وال )) لعل هذا الجواب يكفي إن شاء الله و قد أردت الإختصار
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه و نفثه و نفخه (( و قال الذي آمن يا قوم إتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع و إن الدار الأخرة هي دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها و من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب و يا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة و تدعونني إلى النار تدعونني لأكفر بالله و أشرك به ما ليس لي به علم و أنا أدعوكم إلى العزيز الغفار لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا و لا في الأخرة و أن مردنا إلى الله و أن المسرفين هم أصحاب النار فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ))
الشيخ : الله أكبر الله أكبر ، ما دام تريد الجواب مختصرا و سؤالك مختصر فالجواب في قوله عليه السلام و له علاقة بموضوعنا السابق ( إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلاّ لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) الرجوع إلى الدين هو العلاج أما بقاء المسلمين على ما هم عليه كلّ ما أصيب جانب من العالم الإسلامي بمصيبة ثارت عواطفهم ثم لا شيء وراء هذه الثورة إلا ثوران عواطف و حركات ثم لا شيء وراء هذه الحركات مثل ذلك النظام المعروف في بعض البلاد بنظام العسكر أو الجند بيقول القائد بالفصيل أو الفريق الذي يمشيه بإنتظام بيصيح عليه يقول له " مكانك راوح " شو بيعمل ؟ عميتحرّك يخبّط في رجليه فيه حركة لكن ما في تقدّم و هكذا هذه الصيحات التي تثار في مثل مناسبة البوسنة و الهرسك مثل الصيحات التي أثيرت بمناسبة الجهاد في أفغانستان و مع الأسف ضاعت جهود أكثر من عشر سنوات لماذا ؟ لأن المسلمين ما إلتزموا شريعة الله آية واحدة في القرآن تغنينا جوابا عن جواب تفصيلي و هي (( إن تنصروا الله ينصركم )) من هذه الآية و نحوها قيلت حكمة في العصر الحاضر " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " البوسنة و الهرسك لا يمكن إنقاذها إلا إذا طبقنا آية من آيات الله (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و إذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له و ما لهم من دونه من وال )) لعل هذا الجواب يكفي إن شاء الله و قد أردت الإختصار
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه و نفثه و نفخه (( و قال الذي آمن يا قوم إتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع و إن الدار الأخرة هي دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها و من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب و يا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة و تدعونني إلى النار تدعونني لأكفر بالله و أشرك به ما ليس لي به علم و أنا أدعوكم إلى العزيز الغفار لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا و لا في الأخرة و أن مردنا إلى الله و أن المسرفين هم أصحاب النار فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ))
اضيفت في - 2004-08-16