تتمة شرح باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها حفظ
الشيخ : يبقى عندنا الجمع بين ما ورد مجموعًا وما ورد مثنًى هذا أيضًا الجمع بينهما سهل ، فيقال : إن قلنا بأن أقل الجمع اثنان فلا تعارض إطلاقًا ، لأننا نحمل الجمع على أقل مدلوله ، وإن قلنا أن أقل الجمع ثلاثة فالجمع هنا يراد به التعظيم ، والجمع يرد بالتعظيم حتى في المفرد ، فنحن مثلًا ضمير للجمع ، وقد يعبر به الإنسان عن نفسه وهو واحد ، فنقول هذا الجمع الذي ورد إذا لم نقل إن أقل الجمع ثلاثة هو للتعظيم ولهذا لم ترد (( أيد )) مجموعة إلى مضافة لضمير الجمع (( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعامًا )) وبهذا يزول الإشكال ، وتستقر العقيدة على أن لله تعالى يدين اثنتين بدون زيادة لقول الله تعالى : (( بل يداه مبسوطتان )) والسياق في بيان عظم هذه الصفة ، ولو كان لله أكثر من يدين لذكر ذلك فدل هذا على أن عقيدتنا مبنية على أن لله يدين اثنتين فقط.
فإن قال قائل : أيما أشرف الإنسان أو البعير ؟
الإنسان ، الإنسان ما عدا آدم مخلوق بالكلمة ، والبعير يقول الله عز وجل : (( مما عملت أيدينا )) فأضافها الله عز وجل إلى يده ، ومعلوم أن ما خلقه الله بيده أشرف مما خلقه بالكلمة ، لأن الله قال لإبليس : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) وهذا يدل على أن خلق الله بيده له ميزة فالجواب : أن قوله : (( مما عملت أيدينا )) لا يدل على أن الله خلقها بيده ، لأن هناك فرقا بين أن تقول : خلقت هذا بيدي ، أو : كسبته يداي مثلًا ، وذلك لأن قوله : (( مما عملت أيدينا )) مثل قوله : مما عملنا والدليل على هذا (( أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا )) فمعناه : مما عملناه والعرب تضيف الكسب إلى اليد والمراد من ؟ صاحب اليد وتضيف العمل إلى اليد والمراد صاحب اليد ، لأن غالب العمل يكون باليد.
وعليه فنقول : هذه البهائم خلقت بالكلمة ولا خلقت باليد ؟ خلقت بالكلمة ، ولم تخلق باليد.
وقد علمتم الآن أن الذي بلغنا أن الله خلق آدم بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس جنة عدن بيده.
فإن قال قائل : أيما أشرف الإنسان أو البعير ؟
الإنسان ، الإنسان ما عدا آدم مخلوق بالكلمة ، والبعير يقول الله عز وجل : (( مما عملت أيدينا )) فأضافها الله عز وجل إلى يده ، ومعلوم أن ما خلقه الله بيده أشرف مما خلقه بالكلمة ، لأن الله قال لإبليس : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) وهذا يدل على أن خلق الله بيده له ميزة فالجواب : أن قوله : (( مما عملت أيدينا )) لا يدل على أن الله خلقها بيده ، لأن هناك فرقا بين أن تقول : خلقت هذا بيدي ، أو : كسبته يداي مثلًا ، وذلك لأن قوله : (( مما عملت أيدينا )) مثل قوله : مما عملنا والدليل على هذا (( أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا )) فمعناه : مما عملناه والعرب تضيف الكسب إلى اليد والمراد من ؟ صاحب اليد وتضيف العمل إلى اليد والمراد صاحب اليد ، لأن غالب العمل يكون باليد.
وعليه فنقول : هذه البهائم خلقت بالكلمة ولا خلقت باليد ؟ خلقت بالكلمة ، ولم تخلق باليد.
وقد علمتم الآن أن الذي بلغنا أن الله خلق آدم بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس جنة عدن بيده.