شرح بقية الحديث.من قوله صلى الله عليه وسلم ( والصبر ضياء ...). حفظ
الشيخ : ( والصبر ضياء ) الصبر حبس النفس وما أثقل حبس النفس على الإنسان، لأن كل واحد يحب أن تكون نفسه حره ، فالصبر حبس النفس ولهذا جعله ضياءً ،والضياء يتضمن شيئين :الحرارة و الإضاءة كما قال الله تعالى : (( هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً )) الشمس جعلها ضياء لأنها حارة و فيها نور فيها إضاءة و القمر نور لأنه بارد ليس فهي حرارة الصبر ضياء قلنا أنه حارٌ لماذا؟ لأنه ثقيل على النفس يحتاج إلى التعب وعناء ، قال العلماء والصبر ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله المؤلمة ،وأعلاها من حيث هي صبر، أعلاها الصبر على طاعة الله ثم الصبر عن معصيته ثم الصبر على أقدار الله هذا من حيث هي، بقطع النظر عن الصابر أحياناً يكون الصبر على المعصية أشد على الإنسان من الصبر على الطاعة والصبر على الأقدار أشق علية من الصبر على الطاعة أو على المعصية لكن من حيث هي أنه صبر نقول على الطاعة هو أفضل لأن الصابر على الطاعة صابر على فعل فقط اجتمع في حقه حبس النفس و مشقة البدن أليس كذلك؟ ولا يكون في بالكم أن يصلي الإنسان ركعتين في مسجد بارد مكيف هذا سهل لكن ليكن في بالكم الجهاد في سبيل الله ليكن في بالكم الحج ليكن في بالكم الصوم في أيام الصيف ،هذا فيه مشقة فهو حبس النفس على أمر تكرهه و فيه فعل مشقة للبدن .
الصبر عن المعصيه ما فيه مشقة على البدن ، لأنه ترك ، ما فيه إلا تحمل الصبر عن الفعل فقط ، فلذلك صار في المرتبه الثانية .
الصبر على الأقدار ما فيه صبر لا على الفعل ولا على ترك ، الأقدار من الذي قدرها ؟
الله سبحانه عز وجل ما لك فيها دخل ولهذا صار هو أدناها لكن قد يكون في بعض الأحيان أشق على النفس من الصبر على الطاعه، يقول بعض السلف في الصبر المصيبه، "إما أن تصبر صبر صبر الكرام وإما أن تسلو سلو البهائم" وش معنى هذا؟ يعني مثلاً لو فقد الإنسان حبيباً له فإما أن يصبر صبر الكرام ويرجو الثواب من الله و إما أن يسلو سلو البهائم ،أنتم الآن تتذكرون مصائب مرت بكم كنتم من حين المصيبه في حزنٍ شديد و مع الزمن إيش نسيتموها راحت ، فالمصيبة ستزول بكل حال سيزول أثرها لكن إن صبرت صبر الكرام أثبت وإن لم تصبر فسوف تسلو سلو البهائم كما لو فقدت الشاة ولدها فهيه تطلبه أول ما تطلبه ..
نعم إذا الصبر ينقسم الى كم؟ ثلاثة أقسام ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( القرآن حجة لك أو عليك ) ما أشد هذه الجمله! القرآن إذا قرأته فهو حجة لك أو عليك إن ءامنت بأخباره ،والتزمت بأوامره و اجتنبت، نواهيه فهوه إيش؟ فهوه لك حجه لك أمام الله عز وجل وإن كان الأمر بالعكس صار حجة عليك ، فلهذا فهو سلاح إما لك وإما عليك ، وما أكثر الذين يتلون الكتاب ولكنهم لا يتلونه لفظاً ويُّقّيمون حروفه ولكن لا يتلونه معنى ولا يقيمون شريعته وإذا تأملت حال العالم الإسلامي اليوم وجدت أكثر العالم الإسلامي على إيش ؟
إقامة الحروف دون إقامة المعنى والشريعة نسأل الله لنا ولهم الهدايه