تفسير قوله تعالى:" إنه لقول فصل " حفظ
(( إنه )) أي القرآن (( لقول فصل )) وصفه الله بأنه قول ، قول من قول الله عز وجل، فهو الذي تكلّم به وألقاه إلى جبريل عليه ، ثم نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد أضاف الله القرآن قولاً إلى جبريل، وإلى محمد عليهما الصلاة والسلام، فقال تعالى في الأول: (( إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثمَّ أمين )). وقال في الثاني إضافته إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون )). ففي الأول أضاف القول إلى جبريل ، لأنه بلغه عن الله إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفي الثاني أضافه إلى محمد صلى الله عليه وسلّم لأنه بلغه إلى الناس، وإلا فإن الذي قاله ابتداءً هو الله سبحانه وتعالى. (( إنه لقول فصل )) فصل يفصل بين الحق والباطل، وبين المتقين والظالمين، بل إنه فصل أي قاطع لكل من ناوأه وعاداه، ولهذا نجد المسلمين لما كانوا يجاهدون الكفار بالقرآن نجدهم غلبوا الكفار، وقطعوا دابرهم، وقضي بينهم وبينهم ، فلما أعرضوا عن القرآن هُزموا وأذلوا بقدر بُعدهم عن القرآن، وكلما أبعد الإنسان عن كتاب الله ابتعدت عنه العزة، وابتعد عنه النصر حتى يرجع إلى كتاب الله عز وجل.