تفسير قوله تعالى:" ألم تر كيف فعل ربك بعاد. ارم ذات العماد " ذكر قصة هود مع قومه عاد حفظ
يقول الله تعالى (( ألم تر كيف فعل ربك بعاد. إرم ذات العماد )) الخطاب هنا لكل من يوجه إليه هذا الكتاب العزيز وهم البشر كلهم بل والجن أيضاً ألم تر أيها المخاطب ((كيف فعل ربك بعاد. إرم ذات العماد )) يعني ما الذي فعل بهم؟ وعاد قبيلة معروفة في جنوب الجزيرة العربية، أرسل الله تعالى إليهم هوداً عليه الصلاة والسلام فبلغهم الرسالة ولكنهم عتوا وبغوا وقالوا من أشد منا قوة قال الله تعالى: (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون )). فهم افتخروا في قوتهم ولكن الله بين أنهم ضعفاء أمام قوة الله ولهذا قال: (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم )) ولم يقل أن الله أشد منهم قوة بل قال: (( الذي خلقهم )) ليبين ضعفهم وأنه جل وعلا أقوى منهم، لأن الخالق أقوى من المخلوق (( أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون. فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون )). كنا نقول: (( ألم تر كيف فعل ربك بعاد )) والذي فعل الله بهم أنه أرسل عليهم الريح العقيم (( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً ، فترى القوى فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ))، (( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ))، وهذا الاستفهام الذي لفت الله فيه النظر إلى ما فعل بهؤلاء يراد به الاعتبار يعني اعتبر أيها المكذّب للرسول محمد صلى الله عليه وسلّم بهؤلاء كيف أُذيقوا هذا العذاب، وقد قال الله تعالى: (( وما هي من الظالمين ببعيد )). وقوله: (( إرم )) هذه اسم للقبيلة، وقيل اسم للقرية، وقيل غير ذلك، فسواء كانت اسما للقبيلة أو اسما للقرية فإن الله تعالى نكل بهم نكالاً عظيماً مع أنهم أقوياء. وقوله: (( ذات العماد ))، (( التي لم يخلق مثلها في البلاد )) يعني أصحاب (( العماد )): الأبنية القوية