تفسير قوله تعالى:" وفرعون ذي الأوتاد " حفظ
قال: (( وفرعون ذي الأوتاد ))(( فرعون )) فرعون هو الذي أرسل الله إليه موسى عليه الصلاة والسلام، وكان قد استذل بني إسرائيل في مصر، يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم، وقد اختلف العلماء في السبب الذي أدّى به إلى هذه الفعلة القبيحة، لماذا يقتل الأبناء ويبقي النساء؟! فقال بعض العلماء: إن كهنته قالوا له إنه سيولد في بني إسرائيل رجل يكون هلاكك على يده فصار يقتل الأبناء ويستبقي النساء. ومن العلماء من قال: إنه فعل ذلك من أجل أن يضعف بني إسرائيل، لأن الأمة إذا قُتلت رجالها واستبقيت نسائها ذلت بلا شك، فالأول تعليل أهل الأثر، والثاني تعليل أهل النظر ـ أهل العقل ـ ولا يبعد أن يكون الأمران جميعاً قد صارا علة لهذا الفعل، ولكن بقدرة الله عز وجل أن هذا الرجل الذي كان هلاك فرعون على يده تربى في نفس بيت فرعون، فإن امرأة فرعون التقطته وربته في بيت فرعون، فرعون استكبر في الأرض وعلا في الأرض وقال لقومه: (( أنا ربكم الأعلى )) وقال لهم: (( ما علمت لكم من إله غيري )) وقال لهم: (( أم أنا خير من هذا الذي هو مهين )) يعني موسى (( ولا يكاد يبين )) ، قال الله تعالى: (( فاستخف قومه فأطاعوه )). وتعلمون أنه قال لقومه مقرراً لهم: (( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )). فافتخر بالأنهار وهي المياه فأغرق بالماء. (( وفرعون ذي الأوتاد )): أي ذي القوة، لأن جنوده كانوا له بمنزلة الوتد، والوتد كما نعلم تربط به حبال الخيمة فتستقر وتثبت، فله جنود أمم عظيمة ما بين ساحر وكاهن وغير ذلك لكن الله سبحانه فوق كل شيء. قال تعالى: (( الذين طغوا في البلاد )) الطغيان مجاوزة الحد ومنه قوله تعالى: (( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية )). أي لما زاد الماء حملناكم في الجارية يعني بذلك السفينة التي صنعها نوح عليه الصلاة والسلام،