تفسير قوله تعالى:" كلا إذا دكت الأرض دكا دكا. وجاء ربك والملك صفا صفا " حفظ
قوله تبارك وتعالى: (( كلا إذا دكت الأرض دكًّا دكًّا. وجاء ربك والملك صفًّا صفًّا. وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى )): يذكر الله سبحانه وتعالى الناس بيوم القيامة (( إذا دكت الأرض دكًّا دكًّا )): أي دكاً بعد دك حتى لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً، تُدك الجبال، ولا بناء، ولا أشجار، تمد الأرض كمد الأديم، ويكون الناس عليها في مكان واحد يُسمعهم الداعي وينفذهم البصر في هذا اليوم (( يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى. يقول يا ليتني قدمت لحياتي )) ولكن قد فات الأوان، إلا أننا في الدنيا في مجال العمل في زمن المهلة يمكن للإنسان أن يكتسب لمستقره، كما قال مؤمن آل فرعون (( يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار )). متاع يتمتع به الإنسان كما يتمتع المسافر بمتاع السفر حتى ينتهي سفره، فهكذا الدنيا، واعتبر يا أخي، اعتبر ما يستقبل بما مضى، كل ما مضى كأنه ساعة من نهار، كأننا الآن مخلوقون، فكذلك ما يستقبل سوف يمر بنا سريعاً ويمضي جميعاً، وينتهي السفر إلى مكان آخر ليس مستقرًّا، إلى الأجداث إلى القبور ومع هذا فإنها ليست محل استقرار لقول الله تعالى: (( ألهاكم التكاثر. حتى زرتم المقابر )). سمع أعرابي رجلاً يقرأ هذه الآية فقال: " والله ما الزائر بمقيم ولابد من مفارقة لهذا المكان "، وهذا استنباط قوي وفهم جيد يؤيده الآيات الكثيرة الصريحة في ذلك كما في قوله تعالى: (( ثم إنكم بعد ذلك لميتون. ثم إنكم يوم القيامة تبعثون )).