تفسير قوله تعالى:" وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى " حفظ
قال: (( وجيء يومئذ بجهنم )) (( جيء يومئذ )) ولم يذكر الجائي لكن قد دلت السنة أنه يؤتى بالنار تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام منها يقوده سبعون ألف ملك، وما أدراك ما قوة الملائكة؟ قوة ليست كقوة البشر، ولا كقوة الجن بل هي أعظم وأعظم بكثير، ولهذا لما قال عفريت من الجن لسليمان (( أنا آتيك به )) بعرش بلقيس (( قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين. قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرًّا عنده )). قال العلماء: لأن الرجل هذا دعا الله، فحملته الملائكة فجاءت به إلى سليمان في الشام من اليمن ، فقوة الملائكة عظيمة، وهم يجرون هذه النار بسبعين ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك، إذاً هي عظيمة- نسأل الله العافية ونسأل الله أن يجيرنا وإياكم منها-، هذه النار إذا رأتهم أي رأت أهلها من مكان بعيد، سمعوا لها تغيظاً وزفيراً، وليست كزفير الطائرات أو المعدات، زفير تنخلع منه القلوب - والعياذ بالله-، (( كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير )). وقال الله عز وجل: (( تكاد تميز من الغيظ )) تكاد تقطع من شدة الغيظ على أهلها - والعياذ بالله-، فلهذا أنذرنا الله تعالى منها فهذه ثلاثة أمور كلها إنذار: مجيء الرب جل جلاله، صفوف الملائكة، الثالث: الإتيان بجهنم. (( يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى )) يتذكر: يتعظ، لكن أنى له الاتعاظ فات الأوان، انقطع الاتعاظ بحضور الأجل في الدنيا قبل أن يصل الإنسان إلى الآخرة، (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار ))، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتعظين بآياته ونسأله تعالى أن يرزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً ورزقاً طيباً واسعاً.