تفسير قوله تعالى:" فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى " حفظ
ثم فصّل هذا السعي المتفرق فقال: (( فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى )). (( فأما من أعطى )) أي: أعطى ما أمر بإعطائه من مال، أو جاه، أو علم. (( واتقى )) اتقى ما أمر باتقائه من المحرمات. (( وصدق بالحسنى )) أي: صدق بالقولة الحسنى وهي قول الله عز وجل، وقول رسوله صلى الله عليه وسلّم، لأن أصدق الكلام، وأحسن الكلام كلام الله عز وجل. (( فسنيسره لليسرى )) السين: هنا للتحقيق أي: أن من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسييسره الله عز وجل لليسرى في أموره كلها، في أمور دينه ودنياه، ولهذا تجد أيسر الناس عملاً هو من اتقى الله عز وجل، من أعطى واتقى وصدق بالحسنى. وكلما كان الإنسان أتقى لله كانت أموره أيسر له. قال تعالى: (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسًرا )). وكلما كان الإنسان أبعد عن الله كان أشد عسراً في أموره .