الجواب عن إشكال: كيف يكون الشيء مراداً لله كوناً وهو لا يحبها ، وهل يكرهه على أن يوقع ما لا يحب ؟ حفظ
الشيخ : يرد علينا إشكال: كيف يكون الشيء مرادا لله كونا وهو لا يحبه؟ وهل أحد يكرهه على أن يوقع ما لا يحب؟ هذا إشكال وارد. ولهذا أجاب بعض المعتزلة، فقال: كل ما وقع فهو مراد لله كونا وشرعا، كل شيء واقع فهو مراد كونا وشرعا، حتى المعاصي قالوا: إن الله أرادها شرعا، ولكن هذا فيه إشكال، فما هو الجواب السديد عن مثل هذه المسألة إذا قال قائل: إذا كان الله يكره كفر هذا الكافر فلماذا وقع وهو يكرهه؟ هل أحد أكرهه على أن يوقع شيئا يكرهه؟
لجواب: لا، لكنه مكروه لذاته محبوب لغيره، انتبه، الكفر الواقع مكروه لذاته محبوب لغيره، وش هذا الكلام؟! يكون الشيء محبوبا مكروها؟! نعم، يكون محبوبا مكروها باعتبارين، باعتبارين لا باعتبار واحد، الممتنع أن يكون الشيء مكروها محبوبا باعتبار واحد، أو من وجه واحد، أما إذا كان من وجهين فهذا هاه؟ يمكن ليس بممتنع، أرأيت الرجل يأتي بالحديدة محماة حمراء من النار ويكوي بها ابنه المريض، يمكن هذا ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، هل كيه لابنه مراد لذاته؟ هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، مراد لغيره، ولهذا تجده يكون محبوبا له مكروها، محبوبا من وجه مكروها من وجه، من وجه إيلامه لابنه مكروه، من وجه أنه سبب لشفائه محبوب.
إذن هذا الكفر الواقع بإرادة الله عز وجل مكروه إلى الله لذاته محبوب إليه لغيره، كيف؟ لولا الكفر ما عرف الإيمان، لولا الكفر لم يكن جهاد، لولا الكفر لم يكن امتحان، أليس كذلك؟ لولا الكفر لكان خلق الناس عبثا، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يقع الكفر بحكمته، ولهذا قال عمر رضي الله: " لا يعرف قدر الإسلام " أو " لا ينقض الإسلام عروة عروة إلا من لم يدخل في الكفر " يعني: أن من عرف قدر الإسلام هو الذي لا ينقضه، ولا يعرف الإنسان قدر الإسلام إلا إذا كان قد دخل في الكفر، فبضدها تتبين الأشياء.
فالحاصل أن نقول جوابا على هذا الإيراد الشائك: كيف يكون في ملك الله عز وجل شيء يكرهه، وهو الذي أراده؟
والجواب: أن هذا المكروه إلى الله مكروه إليه لذاته محبوب إليه لغيره، فهو مكروه محبوب من وجهين.
فإن قال قائل: هل هذا ممكن؟ قلنا: نعم، ونضرب له مثلا بماذا؟ بالرجل يكوي ابنه المريض ليشفى، فالكي مكروه لذاته، لكنه محبوب لغيره. نعم.
لجواب: لا، لكنه مكروه لذاته محبوب لغيره، انتبه، الكفر الواقع مكروه لذاته محبوب لغيره، وش هذا الكلام؟! يكون الشيء محبوبا مكروها؟! نعم، يكون محبوبا مكروها باعتبارين، باعتبارين لا باعتبار واحد، الممتنع أن يكون الشيء مكروها محبوبا باعتبار واحد، أو من وجه واحد، أما إذا كان من وجهين فهذا هاه؟ يمكن ليس بممتنع، أرأيت الرجل يأتي بالحديدة محماة حمراء من النار ويكوي بها ابنه المريض، يمكن هذا ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، هل كيه لابنه مراد لذاته؟ هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، مراد لغيره، ولهذا تجده يكون محبوبا له مكروها، محبوبا من وجه مكروها من وجه، من وجه إيلامه لابنه مكروه، من وجه أنه سبب لشفائه محبوب.
إذن هذا الكفر الواقع بإرادة الله عز وجل مكروه إلى الله لذاته محبوب إليه لغيره، كيف؟ لولا الكفر ما عرف الإيمان، لولا الكفر لم يكن جهاد، لولا الكفر لم يكن امتحان، أليس كذلك؟ لولا الكفر لكان خلق الناس عبثا، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يقع الكفر بحكمته، ولهذا قال عمر رضي الله: " لا يعرف قدر الإسلام " أو " لا ينقض الإسلام عروة عروة إلا من لم يدخل في الكفر " يعني: أن من عرف قدر الإسلام هو الذي لا ينقضه، ولا يعرف الإنسان قدر الإسلام إلا إذا كان قد دخل في الكفر، فبضدها تتبين الأشياء.
فالحاصل أن نقول جوابا على هذا الإيراد الشائك: كيف يكون في ملك الله عز وجل شيء يكرهه، وهو الذي أراده؟
والجواب: أن هذا المكروه إلى الله مكروه إليه لذاته محبوب إليه لغيره، فهو مكروه محبوب من وجهين.
فإن قال قائل: هل هذا ممكن؟ قلنا: نعم، ونضرب له مثلا بماذا؟ بالرجل يكوي ابنه المريض ليشفى، فالكي مكروه لذاته، لكنه محبوب لغيره. نعم.