هل كلام الله قديم ؟ حفظ
الشيخ : بقي النظر في كلام الله من حيث هو، لا في القرآن نفسه، هل كلام الله من حيث هو قديم؟
والجواب: لا، ليس بقديم، لكن وصف الله تعالى بالكلام هذا أزلي، يعني: وصف أزلي، أعني: أنه وصف أزلي، فالله سبحانه وتعالى لم يزل متكلما، كما قال ابن القيم في النونية " والله ربي لم يزل متكلما " فالله لم يزل متكلما، وكلامه سبحانه وتعالى أزلي من حيث النوع، أما من حيث الآحاد فإنه متعلق بمشيئته، وليس أزليا، والفرق بينهما ظاهر، فالله لم يزل يتكلم لكن آحاد كلامه ليست أزلية (( إنما أمره إذا أراد شيئا )) إيش؟ (( أن يقول له كن فيكون )) والمراد لله متجدد ولا غير متجدد؟
الطالب : متجدد.
الشيخ : هاه؟
الطالب : متجدد.
الشيخ : نعم، المراد متجدد، يريد مثلا أن ينزل المطر فينزل، يريد أن تنبت الأرض فتنبت، إذا أراد شيئا قال، إذن فالقول يحدث بعد الإرادة، فتكون آحاد الكلام إيش؟ أزلية ولا حادثة؟ حادثة ليست أزلية، لكن الأصل في الكلام أنه أزلي، فإن الله تعالى لم يزل متكلما، ولا يزال متكلما أيضا، كلامه لا ينفد (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )) (( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم )).
طيب، فصار الآن لنا كلامان: الكلام الأول في كلام الله من حيث هو، فماذا نقول به، ماذا نقول فيه؟ نقول: الكلام من حيث الأصل أزلي، لم يزل الله عز وجل ولا يزال متكلما، من حيث الآحاد؟
الطالب : حادث.
الشيخ : حادث، يتعلق بمشيئته، متى شاء تكلم بما شاء.