تفسيرقول الله تعالى : << ليجزي الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين >> حفظ
قال الله تعالى (( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله )) قال متعلق بيصدعون دائما نشوف أن العلماء إذا جاء ظرف أو جار ومجرور يقولون متعلق بكذا متعلق ايش معنى متعلق ؟ يعني هذا هو الذي عمل فيه لأن الجار والمجرور والظرف في منزلة المفعول به والمفعول به لا بد له من عامل يعمل به فإذا قال متعلق بكذا يعني أن هذا هو الذي عمله ولا بد لكل جار أو ظرف لا بد له من متعلق لا بد للجار من التعلق بفعل أو معناه نحو .... فإذا معنى قوله متعلق بيصدعون أن العامل في كلمة ليجزي قوله يصدعون وهذا رأي المؤلف نعم ويحتمل أن يكون متعلق بقوله (( من قبل أن يأتي يعني يأتي يوم لا مرد له من الله ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) لأن التصدع في الحقيقة هو نفس الجزم فكيف يكون الشيء علة لنفسه هذا ما يضعف كلام المؤلف لكن إذا قيل يأتي هذا اليوم لأجل مجازئته صار المعنى مستقيما واضحا فإذا قلنا أن هذه اللام ليجزي لأن اللام حرف جر إذا قلنا أنها متعلقة بيأتي فهى أوضح من قولنا متعلقة بيصدعون لأن نفس التصدع والتفريغ والإيمان هو نفس الجزاء وقال بعض العلماء بعض المعربين إنه خبر لمبتدأ محذوف وهو متعلق لمحذوف خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير ذلك ليجزي والمشار إليه ما سبق وهذا أيضا وجيه جدا أن يجعل متعلقا بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف طيب قلنا إن اللام في ليجزي حرف جر والمعلوم أن حروف الجر لا تدخل إلى على الأسماء وقد تبين لكم بأن من علامات الاسم الجر يكون حاصلا عليه الأجرومية يقول الاسم يعرف بالخط والتنوين ودخول الألف واللام وحروف الخفض فكيف صح أن نقول إن الألف واللام في قوله (( ليجزي )) حرف جر مع أنها داخلة على فعل نقول لأن هذا الفعل بمنزلة الاسم إذ أنه فعل مقدر فيه أن لأن التقدير لأن يجزي وأن مصدرية تحول الفعل إلى مصدر والمصدر اسم ولا ما غير اسم ؟ المصدر اسم فعليه يكون المعنى لجزائه لجزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى آخره عرفتم الآن فإذا دخلت اللام لام التعليل على الفعل فإنه يقدر بينها وبين فعل أن المصدرية لأن يجزي وقوله (( ليجزي الذين آمنوا )) الفاعل فاعل الجزاء هو الله سبحانه وتعالى وهو ضمير مستتر يعود عليه .
الطالب :....
الشيخ : أي نعم على أن منصوب بأن مضمرة بعد اللام من واللام جار لما بعدها باعتبار الفعل سيكون مصدرا
الطالب :لكن هى نفسها حرف جر
الشيخ :ايه هي نفسها حرف جر وهي نفسها لام التعليل التي ينصب الفعل المضارع بأن بعدها على رأي البصريين .
الطالب :.... لام التعليل.
الشيخ : لا ،لا اللام هي واحدة ولام التعليل كما تدخل على الفعل تدخل على الأسماء فنقول جئت لإكرامك فهي لام التعليل وجئت لأكرمك هي لام التعليل وقوله (( ليجزي الذين آمنوا )) الجزاء بمعنى المكافأة يعن ليكافئهم (( ليجزي الذين آمنوا وعلموا الصالحات من فضله )) يثيبهم هذا تفسير للجزاء بمعنى الإثابة والثواب هو المكافأة وسمي ثوابا لأنه من ثاب يثوب إذا رجع لأنه يرجع إلى الإنسان جزاء علمه وقوله (( ليجزي الذين آمنوا وعلموا الصالحات )) انتبهوا لهذين الشرطين إيمان وعمل صالح فالإيمان وحده ما يكفي والعمل الصالح وحده لا يكفي هذا إذا قرن الإيمان بالعمل أما إذا قيل عمل صالح يكفي أو إيمان يكفي به العمل فالإيمان يكون بالقلب فمن لا إيمان في قلبه لو عمل من الصالحات ما عمل لم ينفعه المنافق يذكر الله ويصلي وينفق ولا لا ؟ وربما يخرج في الجهاد ينفعه عمله ؟ لماذا ؟ لأنه لا إيمان في قلبه طيب الإنسان اللي عنده إيمان بالله سبحانه وتعالى لكنه لم يعمل عملا صالحا ما عمل عملا صالحا ممكن ايش ؟ ممكن ايش ممكن يجزى إلا في واحدة فقط وهي الصلاة فإنه إذا لم يعملها لا ينفعه إيمان نعم لأنه قد دلت الأدلة على أن هذا العمل وإن كان عملا بدنيا ولكنه يكفر الإنسان بتركه كفرا مخرجا عن الملة أما غير الصلاة من الأعمال فقد قال عبد الله بن شفيق " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من العمل تركه كفر إلا الصلاة " يعني لو لم يزكي فإنه لا يخرج من الإيمان لو لم يصم فإنه لا يخرج من الإيمان نعم لو لم يحج فإنه لا يخرج من الإيمان هذا هو الصحيح وعن الإمام أحمد رواية أن جميع أركان الإسلام إذا تركها الإنسان متهاونا فهو كافر فإذا لم يزكي فهو كافر إذا لم يصم فهو كافر إذا لم يحج فهو كافر يقول لأن الركن عليه الاعتماد ركن الشيء عليه اعتماد الشيء فإذا لم يوجد الركن ما قام الشيء عرفتم وهذا لا شك أنه له وجها لكن الأدلة تمنع من القول بهذا فإن حديث أبي هريرة في الصحيح فيمن لا يؤدي زكاته ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عقوبته ثم قال ( ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) فقوله يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار يدل على أنه لا يكفر بمنع الزكاة ايش وجهه ؟ لأنه لو كفر بذلك ما صار له سبيل إلى الجنة واضح فإذا لم يكفر بترك الزكاة فما دونها من باب أولى ولا شك أن أركان الإسلام التي دون الزكاة أنها دونها فالصيام دون الزكاة والحج دون الزكاة فإن قال قائل ما تقولون في قوله تعالى (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )) فإن ظاهره من كفر فلم يحج فإن الله غني عن العالمين ؟ فالجواب أن يقال المراد بالكفر هنا سوى الكفر الأكبر يعني كفر دون كفر ولهذا ما قال ومن لم يحج فهو الكافر أو وترك الحج هو الكفر كما قال في الصلاة وكفر فعل والفعل يدل على الإطلاق ولا يدل على العموم وهذا الجواب عن هذه الآية والذين قالوا إنه يكفر بترك الحج احتجوا بهذه الآية .
الطالب : يقول علي بن أبي طالب " من مات ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا "
الشيخ : هذا عمر بن الخطاب وهذا يقال من باب التهديد أو أن هذا رأي له وهذا أيضا إن صح الحديث لأن في الحديث مقالا لكن إن صح فهو يحمل على أن المراد أن هذا من باب التحذير أو أنه رأي له كما رأه غيره هذا .