القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ومعلوم أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين ، والتابعين لهم بإحسان ، قد فتحوا البلاد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وسكنوا بالشام والعراق ومصر ، وغير هذه الأمصار ، وهم كانوا أعلم بالدين ، وأتبع له ممن بعدهم ، فليس لأحد أن يخالفهم فيما كانوا عليه . فما كان من هذه البقاع لم يعظموه ، أو لم يقصدوا تخصيصه بصلاة أو دعاء ، أو نحو ذلك ؛ لم يكن لنا أن نخالفهم في ذلك ، وإن كان بعض من جاء بعدهم من أهل الفضل والدين فعل ذلك ؛ لأن اتباع سبيلهم أولى من اتباع سبيل من خالف سبيلهم ، وما من أحد نقل عنه ما يخالف سبيلهم إلا وقد نقل عن غيره ممن هو أعلم وأفضل منه ، أنه خالف سبيل هذا المخالف . وهذه جملة جامعة لا يتسع هذا الموضع لتفصيلها . وقد ثبت في الصحيح : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى بيت المقدس ليلة الإسراء صلى فيه ركعتين " ، ولم يصل بمكان غيره ولا زاره . وحديث المعراج فيه ما هو في الصحيح ، وفيه ما هو في السنن والمسانيد ، وفيه ما هو ضعيف ، وفيه ما هو من الموضوعات المختلقات ، مثل ما يرويه بعضهم فيه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له جبريل : هذا قبر أبيك إبراهيم ، انزل فصل فيه ، وهذا بيت لحم ، مولد أخيك عيسى ، انزل فصل فيه " . وأعجب من ذلك ، أنه قد روي فيه : " قيل له في المدينة : انزل فصل هنا " قبل أن يبني مسجده ، وإنما كان المكان مقبرة للمشركين ، والنبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إنما نزل هناك لما بركت ناقته هناك . فهذا ونحوه من الكذب المختلق باتفاق أهل المعرفة ، وبيت لحم كنيسة من كنائس النصارى ليس في إتيانها فضيلة عند المسلمين ، سواء كان مولد عيسى أو لم يكن ، بل قبر إبراهيم الخليل : لم يكن في الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان من يأتيه للصلاة عنده ، ولا الدعاء ولا كانوا يقصدونه للزيارة أصلا . وقد قدم المسلمون إلى الشام غير مرة مع عمر بن الخطاب واستوطن الشام خلائق من الصحابة وليس فيهم من فعل شيئا من هذا ولم يبن المسلمون عليه مسجدا أصلا لكن لما استولى النصارى على هذه الأمكنة في أواخر المائة الرابعة ، لما أخذوا البيت المقدس ، بسبب استيلاء الرافضة على الشام ، لما كانوا ملوك مصر ، والرافضة أمة مخذولة ، ليس لها عقل صحيح ولا نقل صريح ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة ، قويت النصارى ، وأخذت السواحل وغيرها من الرافضة ؛ وحينئذ نقبت النصارى حجرة الخليل صلوات الله عليه ، وجعلت لها بابا ، وأثر النقب ظاهر في الباب . فكان اتخاذ ذلك معبدا ، مم أحدثته النصارى ، ليس من عمل سلف الأمة وخيارهم . حفظ
القارئ : " ومعلوم أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين، والتابعين لهم بإحسان، قد فتحوا البلاد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وسكنوا بالشام والعراق ومصر، وغير هذه الأمصار، وهم كانوا أعلم بالدين، وأتبع له ممن بعدهم، فليس لأحد أن يخالفهم فيما كانوا عليه. فما كان من هذه البقاع لم يعظموه، أو لم يقصدوا تخصيصه بصلاة أو دعاء، أو نحو ذلك، لم يكن لنا أن نخالفهم في ذلك، وإن كان بعض من جاء بعدهم من أهل الفضل والدين فعل ذلك، لأن اتباع سبيلهم أولى من اتباع سبيل من خالف سبيلهم، وما من " .
الشيخ : أولى؟
القارئ : من اتباع، قال: في ب و د و ط: ممن اتبع
الشيخ : إي عندنا: " ممن اتبع سبيل من خالف سبيلهم ".
القارئ : " لأن اتباع سبيلهم أولى من اتباع سبيل من خالف سبيلهم، وما من أحد نقل عنه ما يخالف سبيلهم إلا وقد نقل عن غيره ممن هو أعلم وأفضل منه أنه خالف سبيل هذا المخالف. وهذه جملة جامعة لا يتسع هذا الموضع لتفصيلها.
وقد ثبت في الصحيح : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى بيت المقدس ليلة الإسراء صلى فيه ركعتين )، ولم يصل بمكان غيره ولا زاره. وحديث المعراج فيه ما هو في الصحيح، وفيه ما هو في السنن والمسانيد، وفيه ما هو ضعيف، وفيه ما هو من الموضوعات المختلقات، مثل ما يرويه بعضهم فيه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له جبريل : هذا قبر أبيك إبراهيم، انزل فصل فيه، وهذا بيت لحم مولد أخيك عيسى، انزل فصل فيه ). وأعجب من ذلك، أنه قد روي فيه : ( قيل له في المدينة: انزل فصل هنا ) قبل أن يبني مسجده، وإنما كان المكان مقبرة للمشركين، والنبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إنما نزل هناك لما بركت ناقته هناك. فهذا ونحوه من الكذب المختلق باتفاق أهل المعرفة "
.
الشيخ : الله أكبر.
القارئ : " وبيت لحم كنيسة من كنائس النصارى ليس في إتيانها فضيلة عند المسلمين، سواء كان مولد عيسى أو لم يكن، بل قبر إبراهيم الخليل لم يكن في الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان من يأتيه للصلاة عنده، ولا الدعاء ولا كانوا يقصدونه للزيارة أصلاً. وقد قدم المسلمون إلى الشام غير مرة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستوطن الشام خلائق من الصحابة وليس فيهم من فعل شيئا من هذا ولم يبن المسلمون عليه مسجداً أصلا، لكن لما استولى النصارى على هذه الأمكنة في أواخر المائة الرابعة، لما أخذوا البيت المقدس "
الشيخ : المقدَّس.
القارئ : " لما أخذوا البيت المقدَّس، بسبب استيلاء الرافضة على الشام لما كان ملوك مصر والرافضة أمة مخذولة، ليس لها "
الشيخ : بسبب استيلاء الرافضة على الشام.
القارئ : أكمل؟
الشيخ : لا، بس استيلاء الرافضة على الشام لما كانوا ملوك مصر، يعني أن الرافضة الفاطميون استولوا على مصر ثم على الشام، ومن كانت قيادته بيد الرافضة فهو مخذول كما قال رحمه الله، قال: " والرافضة ".
القارئ : " والرافضة أمة مخذولة، ليس لها عقل صريح ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول ولا دنيا منصورة، قويت النصارى، وأخذت السواحل وغيرها من الرافضة، وحينئذ نقبت النصارى حجرة الخليل صلوات الله عليه ، وجعلت لها بابا، وأثر النقب ظاهر في الباب. فكان اتخاذ ذلك معبداً مما أحدثته النصارى، ليس من عمل سلف الأمة وخيارها ".
الشيخ : هذا كلام، كلام الشيخ رحمه الله يبشر بخير أن الرافضة أمة مخذولة لن يستقيم لها عز ولا نصر بل قيادتها فاشلة وهذا ما نؤمله من الله عز وجل أن يفشل دعوتهم ودعايتهم الباطلة وأن يخذلهم. نعم.