القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والله سبحانه له حقوق لا يشركه فيها غيره ، وللرسل حقوق لا يشركهم فيها غيرهم ، وللمؤمنين بعضهم على بعض حقوق مشتركة ؛ ففي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : " يا معاذ ، أتدري ما حق الله على عباده . ؟ " . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " حقه عليهم : أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا . يا معاذ ، أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ " . قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " حقهم عليه أن لا يعذبهم " . فالله تعالى مستحق أن نعبده لا نشرك به شيئا ، وهذا هو أصل التوحيد الذي بعثت به الرسل ، وأنزلت به الكتب ، قال الله تعالى { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهةً يعبدون } وقال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } ، وقال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } . ويدخل في ذلك أن لا نخاف إلا إياه ، ولا نتقي إلا إياه ، كما قال تعالى : { ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } . فجعل الطاعة لله وللرسول ، وجعل الخشية والتقوى لله وحده . وكذلك قال تعالى : { ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون } . فجعل الإيتاء لله وللرسول . كما قال تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } ، فالحلال ما حلله الرسول ، والحرام : ما حرمه الرسول ، والدين : ما شرعه الرسول . وجعل التحسب بالله وحده ، فقال تعالى : { وقالوا حسبنا الله } ، ولم يقل ورسوله . كما قال تعالى : { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } . وقال تعالى : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } ، أي حسبك وحسب من اتبعك : الله ، فهو وحده كافيكم ، ومن ظن أن معناها : حسبك الله والمؤمنون ، فقد غلط غلطا عظيما من وجوه كثيرة مبسوطة في غير هذا الموضع . ثم قال : { وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله } ، فجعل الفضل لله ، وذكر الرسول في الإيتاء ، لأنه لا يباح إلا ما أباحه الرسول ، فليس لأحد أن يأخذ ما تيسر له إن لم يكن مباحا في الشريعة . ثم قال : { إنا إلى الله راغبون } ، فجعل الرغبة إلى الله وحده ، دون ما سواه ؛ كما قال : { فإذا فرغت فانصب. وإلى ربك فارغب } ، فأمر بالرغبة إليه . حفظ
القارئ : " والله سبحانه له حقوق لا يشركه فيها غيره، وللرسل حقوق ".
الشيخ : الحمد لله.
الطالب : يرحمك الله.
الشيخ : يهديكم الله ويصلح بالكم.
القارئ : " وللرسل حقوق لا يشركهم فيها غيرهم، وللمؤمنين بعضهم على بعض حقوق مشتركة، ففي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : يا معاذ، أتدري ما حق الله على عباده ؟ قلت : الله ورسوله أعلم، قال: حقه عليهم أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً. يا معاذ، أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ قلت : الله ورسوله أعلم، قال : حقهم عليه أن لا يعذبهم ). فالله تعالى مستحق أن نعبده لا نشرك به شيئاً، وهذا أصل التوحيد الذي بعثت به الرسل، وأنزلت به الكتب، قال الله تعالى: (( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهةً يعبدون ))، وقال تعالى : (( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ))، وقال تعالى : (( ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )).
ويدخل في ذلك أن لا نخاف إلا إياه، ولا نتقي إلا إياه، كما قال تعالى : (( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )). فجعل الطاعة لله وللرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده. وكذلك قال تعالى : (( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون )). فجعل الإيتاء لله والرسول. كما قال تعالى: (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ))، فالحلال ما حلله الرسول، والحرام : ما حرمه الرسول، والدين : ما شرعه الرسول. وجعل التحسب بالله وحده ، فقال تعالى : (( وقالوا حسبنا الله )) ولم يقل ورسوله. كما قال تعالى : (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )). وقال تعالى : (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ))، أي: حسبك وحسب من اتبعك : الله، فهو وحده كافيكم، ومن ظن أن معناها : حسبك الله والمؤمنون، فقد غلط غلطاً عظيماً من وجوه كثيرة مبسوطة في غير هذا الموضع ".
الشيخ : أشار إليها ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، بطلان هذا التأويل (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )) لأن من هنا معطوفة على إيش؟ على الكاف، وليست معطوفة على حسب، نعم، وليست معطوفة على من في قوله ومن اتبعك ، (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك )) ليست معطوفة على الله بل هي معطوفة على الكاف في حسبك، هذا متعين، ولا يمكن أن يكون المتبعون للرسول عليه الصلاة والسلام حسباً للرسول عليه الصلاة والسلام، لأن هذا يتضمن أن يكونوا أعلى من الرسول عليه الصلاة والسلام، أما قوله : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) فواضح أن الله نصره بنصره الذي لا قدرة لأحد فيه كما نصره في الأحزاب وفي بدر ونصره أيضاً بالمؤمنين، كما نصره في حنين حينما تولى أكثر الصحابة ثم دعاهم فعادوا وصارت النتيجة والحمد لله أن الله نصره.
الخلاصة الآن : نصر الله إياه بالمؤمنين جائز، وكون المؤمنين حسباً للرسول غير جائز. نعم.
القارئ : " ثم قال : (( وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله )) فجعل الفضل لله، وذكر الرسول في الإيتاء، لأنه لا يُباح إلا ما أباحه الرسول، فليس لأحد أن يأخذ ما تيسر له إن لم يكن مباحا في الشريعة. ثم قال : (( إنا إلى الله راغبون ))، فجعل الرغبة إلى الله وحده دون ما سواه، كما قال : (( فإذا فرغت فانصب. وإلى ربك فارغب )) فأمر بالرغبة إليه "
الشيخ : إذا قال قائل إن الله قال : (( قالوا سيؤتينا الله من فضله ورسوله )) يعني: يؤتينا من فضله، فهذا نوع من التشريك .
قلنا لا : ليس نوع من التشريك، لأن إتيان الرسول لهم بأمر من ؟ بأمر الله عز وجل، فهو كقوله : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) وإنما نص الله تعالى على إتيان الرسول إياهم لئلا يقول قائل هذا من اجتهاد الرسول عليه الصلاة والسلام فلنا أن ننازع أو نعارض فبين الله أن إتيان رسوله كإتيانه تماماً.
ولكن نحن نعلم أن إتيان الرسول إنما يكون بأمر الله عز وجل، انتبهوا لهذا يعني هذه النقط التي أشار إليها الشيخ رحمه الله ما تكاد تأتي لكل أحد فيجب أن ينتبه الإنسان لها.
الشيخ : الحمد لله.
الطالب : يرحمك الله.
الشيخ : يهديكم الله ويصلح بالكم.
القارئ : " وللرسل حقوق لا يشركهم فيها غيرهم، وللمؤمنين بعضهم على بعض حقوق مشتركة، ففي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : يا معاذ، أتدري ما حق الله على عباده ؟ قلت : الله ورسوله أعلم، قال: حقه عليهم أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً. يا معاذ، أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ قلت : الله ورسوله أعلم، قال : حقهم عليه أن لا يعذبهم ). فالله تعالى مستحق أن نعبده لا نشرك به شيئاً، وهذا أصل التوحيد الذي بعثت به الرسل، وأنزلت به الكتب، قال الله تعالى: (( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهةً يعبدون ))، وقال تعالى : (( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ))، وقال تعالى : (( ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )).
ويدخل في ذلك أن لا نخاف إلا إياه، ولا نتقي إلا إياه، كما قال تعالى : (( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )). فجعل الطاعة لله وللرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده. وكذلك قال تعالى : (( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون )). فجعل الإيتاء لله والرسول. كما قال تعالى: (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ))، فالحلال ما حلله الرسول، والحرام : ما حرمه الرسول، والدين : ما شرعه الرسول. وجعل التحسب بالله وحده ، فقال تعالى : (( وقالوا حسبنا الله )) ولم يقل ورسوله. كما قال تعالى : (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )). وقال تعالى : (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ))، أي: حسبك وحسب من اتبعك : الله، فهو وحده كافيكم، ومن ظن أن معناها : حسبك الله والمؤمنون، فقد غلط غلطاً عظيماً من وجوه كثيرة مبسوطة في غير هذا الموضع ".
الشيخ : أشار إليها ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، بطلان هذا التأويل (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )) لأن من هنا معطوفة على إيش؟ على الكاف، وليست معطوفة على حسب، نعم، وليست معطوفة على من في قوله ومن اتبعك ، (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك )) ليست معطوفة على الله بل هي معطوفة على الكاف في حسبك، هذا متعين، ولا يمكن أن يكون المتبعون للرسول عليه الصلاة والسلام حسباً للرسول عليه الصلاة والسلام، لأن هذا يتضمن أن يكونوا أعلى من الرسول عليه الصلاة والسلام، أما قوله : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) فواضح أن الله نصره بنصره الذي لا قدرة لأحد فيه كما نصره في الأحزاب وفي بدر ونصره أيضاً بالمؤمنين، كما نصره في حنين حينما تولى أكثر الصحابة ثم دعاهم فعادوا وصارت النتيجة والحمد لله أن الله نصره.
الخلاصة الآن : نصر الله إياه بالمؤمنين جائز، وكون المؤمنين حسباً للرسول غير جائز. نعم.
القارئ : " ثم قال : (( وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله )) فجعل الفضل لله، وذكر الرسول في الإيتاء، لأنه لا يُباح إلا ما أباحه الرسول، فليس لأحد أن يأخذ ما تيسر له إن لم يكن مباحا في الشريعة. ثم قال : (( إنا إلى الله راغبون ))، فجعل الرغبة إلى الله وحده دون ما سواه، كما قال : (( فإذا فرغت فانصب. وإلى ربك فارغب )) فأمر بالرغبة إليه "
الشيخ : إذا قال قائل إن الله قال : (( قالوا سيؤتينا الله من فضله ورسوله )) يعني: يؤتينا من فضله، فهذا نوع من التشريك .
قلنا لا : ليس نوع من التشريك، لأن إتيان الرسول لهم بأمر من ؟ بأمر الله عز وجل، فهو كقوله : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) وإنما نص الله تعالى على إتيان الرسول إياهم لئلا يقول قائل هذا من اجتهاد الرسول عليه الصلاة والسلام فلنا أن ننازع أو نعارض فبين الله أن إتيان رسوله كإتيانه تماماً.
ولكن نحن نعلم أن إتيان الرسول إنما يكون بأمر الله عز وجل، انتبهوا لهذا يعني هذه النقط التي أشار إليها الشيخ رحمه الله ما تكاد تأتي لكل أحد فيجب أن ينتبه الإنسان لها.