القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والعبادات التي شرعها الله كلها تتضمن إخلاص الدين كله لله ، تحقيقا لقوله تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } ، فالصلاة لله وحده ، والصدقة لله وحده ، والصيام لله وحده ، والحج لله وحده ، وإلى بيت الله وحده ؛ فالمقصود من الحج : عبادة الله وحده في البقاع التي أمر الله بعبادته فيها ، ولهذا كان الحج شعار الحنيفية ، حتى قال طائفة من السلف : " حنفاء لله ، أي حجاجا " ، فإن اليهود والنصارى لا يحجون البيت . قال طائفة من السلف : لما أنزل الله تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه } . قالت اليهود والنصارى: نحن مسلمون، فأنزل الله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا } . فقالوا : لا نحج ؟ فقال تعالى { ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين } ، وقوله تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينًا } عام في الأولين والآخرين ، فإن دين الإسلام هو دين الله الذي عليه أنبياؤه ، وعباده المؤمنون ، كما ذكر الله ذلك في كتابه من أول رسول بعثه إلى أهل الأرض : نوح ، وإبراهيم ، وإسرائيل ، وموسى ، وسليمان ، وغيرهم من الأنبياء والمؤمنين . قال الله تعالى في حق نوح : { واتل عليهم نبأ نوحٍ إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمةً ثم اقضوا إلي ولا تنظرون. فإن توليتم فما سألتكم من أجرٍ إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين }. حفظ
القارئ : " والعبادات التي شرعها الله كلها تتضمن إخلاص الدين كله لله، تحقيقا لقوله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) فالصلاة لله وحده، والصدقة لله وحده ".
الشيخ : يقول بعض المعربين في قوله : (( إلا ليعبدوا الله )) إن اللام هنا زائدة، والمعنى : وما أمروا إلا أن يعبدوا الله مخلصين ونظيرها قوله : (( يريد الله ليبين لكم )) أي: يريد أن يبين لكم، لأن أراد تتعدى بنفسها، وفائدة الإتيان باللام: الإشارة إلى الإخلاص وتوحيد القصد. نعم.
القارئ : " فالصلاة لله وحده، والصدقة لله وحده، والصيام لله وحده، والحج لله وحده "
الشيخ : أعد أعد، إلا ليعبدوا الله، وما أمروا.
القارئ : " (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) فالصلاة لله وحده، والصدقة لله وحده، والصيام لله وحده، والحج لله وحده وإلى بيت الله وحده، فالمقصود من الحج : عبادة الله وحده في البقاع التي أمر بعبادته فيها، ولهذا كان الحج شعار الحنيفية، حتى قال طائفة من السلف : حنفاء لله، أي: حجاجا، فإن اليهود والنصارى لا يحجون البيت.
قال طائفة من السلف : لما أنزل الله تعالى : ((ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه )) قالت اليهود والنصارى: نحن مسلمون، فأنزل الله تعالى : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا )). فقالوا : لا نحج، فقال تعالى (( ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين )). قوله تعالى "
.
الشيخ : وقوله.
القارئ : بالواو؟
الشيخ : نعم.
القارئ : " وقوله تعالى : (( ومن يبتغ غير الإسلام دينًا )) عام في الأولين والآخرين، فإن دين الإسلام هو دين الله الذي عليه أنبياؤه وعباده المؤمنون، كما ذكر الله ذلك في كتابه من أول رسول بعثه إلى أهل الأرض نوح وإبراهيم وإسرائيل وموسى وسليمان وغيرهم من الأنبياء والمؤمنين.
قال الله تعالى في حق نوح : (( واتل عليهم نبأ نوحٍ إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمةً ثم اقضوا إلي ولا تنظرون. فإن توليتم فما سألتكم من أجرٍ إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين )) "
.
الشيخ : التوكل العظيم للرسل لا يدانيه شيء : (( إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله )) أي: عظم عليكم هذا وشق عليكم فأنا معتمد على الله غاية الاعتماد ولا أبالي بكم، (( فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم )) أي: اعزموا أمركم وأتوا بعزم ونشاط وإقبال واجمعوا شركاءكم أيضاً معكم ممن تعبدونهم ود وسوع ويغوث ويعوق ونسر، ومع ذلك لا تأتون إلا على بصيرة كيف تقضون علي، لا تأتون هكذا جزافاً، ولهذا قال: (( ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون )) سبحان الله! هذه القوة العظيمة، مع أنه بقي فيهم كم ؟ ألف سنة إلا خمسين عاماً، كلما دعاهم ازدادوا عتواً ونفوراً، كما قال عنه سبحانه وتعالى : (( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم )) حتى لا يسمعوا (( واستغشوا ثيابهم )) تغطوا حتى لا ينظروا ((وأصروا )) على ما هم عليه (( واستكبروا استكباراً ))، ومع ذلك صبر صبراً عظيماً ألف سنة إلا خمسين عاماً وهو يدعوهم، فلما أيس منهم دعا الله عليهم، وقال : (( رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً )) يعني كأنه قدم الاعتذار لنفسه، لما قال : (( لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً )) قدم الاعتذار، يعني: ما دعوت إلا لأنهم لو بقوا ايش ؟ لأضلوا العباد، ولم يلدوا إلا فاجراً كفاراً، نعم. الشاهد من هذا قوله : (( وأمرت أن أكون من المسلمين )) وأن الإسلام دين الله في أي مكان وأي زمان، ما دام دين الله باقياً فهو الإسلام. نعم.