ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " . وقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، قال : " لا يا عمر ، حتى أكون أحب إليك من نفسك " . قال : فلأنت أحب إلي من نفسي ، قال " الآن يا عمر " ؟ حفظ
السائل : شيخ إذا قال قائل أن المحبة أمر نفسي لا يتحكم فيه، فكيف صدر من عمر هذه المقولة هل هو انقياد لأمر الرسول ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : هل هو انقياد لأمر الرسول؟
الشيخ : لا، الظاهر لعله بالأول متردد رضي الله عنه هل يقدمه على نفسه أو لا ؟ لأنه يخشى أن يقدمه على نفسه فيكون معارضاً لقوله: ابدأ بنفسك، والنفس حقها أعظم من الآخرين، فلما قال: ( من نفسك ) اطمأن فقال: حتى من نفسي، فالظاهر أن عمر رضي الله عنه أنه لم يقل من نفسي تورعاً وخوفاً من أن يكون تقديم أحد على نفسه إثماً.
السائل : والاحتمال الثاني ما يمكن ؟
الشيخ : الي هو؟
السائل : أن زيادة المحبة للرسول حيث أنها غلبة على النفس إنما هو بهذا الإرشاد .
الشيخ : إي، يعني بعيد أن الإنسان ينتقل من وصف محبة دون إلى أعلى بمجرد كلمة تقال، لكن كأنه والله أعلم أنه بالأول ... أن يقول أنك أحب إلي من نفسي، فلما رأى أن الأمر لا بأس به أخبر بما في نفسه.
وصحيح أن المحبة مشكلة، ولهذا لا يجب العدل بين الزوجات في المحبة، لكن لا شك أن من أحسن إليك ولو كان من أبعد الناس عنك سوف إيش؟ سوف تحبه، أنت إذا ذكرت نعمة الله عليك بالصحة والعقل والعلم والعبادة وغير ذلك، ألا يوجب هذا أن تحب الله عز وجل ؟ نعم يوجب.