القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ولفظ الإسلام يتضمن الاستسلام والانقياد ، ويتضمن الإخلاص ، من قوله تعالى : { ضرب الله مثلًا رجلًا فيه شركاء متشاكسون ورجلًا سلمًا لرجلٍ } . فلا بد في الإسلام من الاستسلام لله وحده ، وترك الاستسلام لما سواه ، وهذا حقيقة قولنا : " لا إله إلا الله " فمن استسلم لله ولغيره فهو مشرك ، والله لا يغفر أن يشرك به ، ومن لم يستسلم له فهو مستكبر عن عبادته ، وقد قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال : " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " . فقيل له : يا رسول الله ، الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ، ونعله حسنا ، أفمن الكبر ذاك ؟ فقال : " لا ، إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر : بطر الحق ، وغمط الناس " . بطر الحق : جحده ودفعه ، وغمط الناس : ازدراؤهم واحتقارهم . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آره وصحابته أجمعين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الاقتضاء : " ولفظ الإسلام يتضمن الاستسلام والانقياد، ويتضمن الإخلاص، من قوله تعالى "
كذا يا شيخ؟
الشيخ : نعم.
القارئ : " (( ضرب الله مثلًا رجلًا فيه شركاء متشاكسون ورجلًا سلمًا لرجلٍ )). فلا بد في الإسلام من الاستسلام لله وحده، وترك الاستسلام لما سواه، وهذا حقيقة قولنا: لا إله إلا الله، فمن استسلم لله ولغيره فهو مشرك، والله لا يغفر أن يشرك به، ومن لم يستسلم له فهو مستكبر عن عبادته، وقد قال تعالى : ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )). وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان. فقيل له : يا رسول الله، الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنا، أفمن الكبر ذاك ؟ فقال: لا، إن الله جميل يحب الجمال، الكبر : بطر الحق، وغمط الناس ). بطر الحق : جحده ودفعه، وغمط الناس : ازدراؤهم واحتقارهم، فاليهود موصوفون بالكبر ".
الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة ) حبة إيش؟
الطالب : مثقال ذرة.
الشيخ : ( مثقال ذرة من كبر ) المراد لا يدخلها دخولاً مطلقاً، لأن الدخول نوعان: دخول مطلق لا يسبق بعذاب، ودخول مقيد مسبوق بعقوبة.
فالمراد ( بمن في قلبه مثقال ذرة من كبر ) المراد بدخوله ايش؟ الدخول المطلق الذي لم يسبق بعذاب، ثم مع ذلك ما سبق بعذاب قد يعفو الله عنه ويتجاوز، لقوله : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )).
وكذلك قوله : ( ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان ) المراد لا يدخلها الدخول إيش؟ المطلق، لأنه قد يكون في قلبه مثقال ذرات من إيمان، لكن يدخل النار يعذب بذنوبه، فالمراد بالنفي هنا النفي الكامل يعني النفي المطلق.
فإذا قال قائل: ما الدليل على دعواكم هذه ؟
قلنا: الدليل الشريعة الإسلامية، لأن نصوص الكتاب والسنة مشكاة واحدة، يقيد بعضها بعضاً، ويخصص بعضها بعضاً، ويبين بعضها بعضاً، فلا تأخذ الشريعة من نص واحد بل من نصوص متعددة.
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الله جميل يحب الجمال ) هل المراد بالجمال جمال الشخص أو المراد به التجمل؟
الثاني هو المراد، وذلك أن الأول الذي هو جمال الشخص ليس للإنسان فيه حيلة، هو خلق الله عز وجل، فالقبح والجمال كلاهما خلق الله سبحانه وتعالى، والذي تتعلق به المحبة ما كان للإنسان فيه أثر وهو التجمل، ودليل ذلك أن الصحابة ( قالوا يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً ) وهذا جمال ولا تجمل ؟
الطالب : تجمل.
الشيخ : كيف؟
الطالب : تجمل.
الشيخ : تجمل، ( فقال إن الله جميل يحب الجمال ) أي: الجمال الحاصل بالتجمل، لا جمال الصورة التي خلقها الله، لأن هذا لا اختيار للإنسان فيه. نعم.