القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فمن خرج عن شريعة موسى قبل النسخ ، لم يكن مسلما . ومن لم يدخل في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد النسخ لم يكن مسلما . ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يعبد غير الله البتة ، قال تعالى : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } . فأمر الرسل أن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه . وقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إني بما تعملون عليمٌ. وإن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاتقون } . وقال تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون. منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين }{ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون } . فأهل الإشراك متفرقون ، وأهل الإخلاص متفقون ، وقد قال تعالى : { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } ، فأهل الرحمة متفقون مجتمعون ، والمشركون فرقوا دينهم وكانوا شيعا . ولهذا تجد ما أحدث من الشرك والبدع ، يفترق أهله ؛ فكان لكل قوم من مشركي العرب طاغوت ، يتخذونه ندا من دون الله ، فيقربون له ويستشفعون به ويشركون به . وهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء ، وهؤلاء وهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء ، بل قد يكون لأهل هذا الطاغوت شريعة ليست للآخرين ، كما كان أهل المدينة الذين يهلون لمناة الثالثة الأخرى ، ويتحرجون من الطواف بين الصفا والمروة ، حتى أنزل الله تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله } الآية . وهكذا تجد من يتخذ شيئا من نحو الشرك ، كالذين يتخذون القبور وآثار الأنبياء والصالحين مساجد ، تجد كل قوم يقصدون بالدعاء والاستعانة والتوجه من لا تعظمه الطائفة الأخرى . بخلاف أهل التوحيد ، فإنهم يعبدون الله لا يشركون به ، في بيوته التي قد أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، مع أنه قد جعلت لهم الأرض مسجدا وطهورا . وإن حصل بينهم تنازع في شيء مما يسوغ فيه الاجتهاد ، لم يوجب ذلك تفرقا ولا اختلافا ، بل هم يعلمون أن المصيب منهم له أجران ، وأن المجتهد المخطئ له أجر على اجتهاده ، وخطؤه مغفور له . والله هو معبودهم إياه يعبدون وعليه يتوكلون ، وله يخشون ويرجون ، وبه يستعينون ويستغيثون ، وله يدعون ويسألون ، فإن خرجوا إلى الصلاة في المساجد ، كانوا مبتغين فضلا منه ورضوانا ، كما قال تعالى في نعتهم : { تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا } . وكذلك إذا سافروا إلى أحد المساجد الثلاثة ، لا سيما المسجد الحرام ، الذي أمروا بالحج إليه ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلًا من ربهم ورضوانًا } ، فهم يؤمون بيته ويبتغون فضلا من ربهم ورضوانا ، لا يرغبون إلى غيره ، ولا يرجون سواه ، ولا يخافون إلا إياه . حفظ
القارئ : وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " فمن خرج عن شريعة موسى قبل النسخ، لم يكن مسلما. ومن لم يدخل في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد النسخ لم يكن مسلما. ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يَعبد غير الله البتة "
الشيخ : الظاهر أن يُعبَد.
القارئ : " ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يُعبد غير الله البتة قال تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه )). فأمر الرسل أن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه. وقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إني بما تعملون عليمٌ. وإن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاتقون )). وقال تعالى : (( فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون. منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون )) فأهل الإشراك متفرقون، وأهل الإخلاص متفقون، وقد قال تعالى : (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ))، فأهل الرحمة متفقون مجتمعون، والمشركون فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، ولهذا تجد ما أُحدث من الشرك والبدع يفترق أهله فكان لكل قوم من مشركي العرب طاغوت، يتخذونه نداً من دون الله، فيقربون له ويستشفعون به ويشركون به، وهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء، وهؤلاء وهؤلاء ينفرون عن طاغوت هؤلاء، بل قد يكون لأهل هذا الطاغوت شريعة ليست للآخرين، كما كان أهل المدينة الذين يهلون لمناة الثالثة الأخرى، ويتحرجون من الطواف بين الصفا والمروة، حتى أنزل الله تعالى : (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )).
وهكذا تجد من يتخذ شيئا من نحو الشرك، كالذين يتخذون القبور وآثار الأنبياء والصالحين مساجد، تجد كل قوم يقصدون بالدعاء والاستعانة والتوجه من لا تعظمه الطائفة الأخرى.
بخلاف أهل التوحيد، فإنهم يعبدون الله لا يشركون به، في بيوته التي قد أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه، مع أنه قد جُعلت لهم الأرض مسجداً وطهوراً. وإن حصل بينهم تنازع في شيء مما يسوغ فيه الاجتهاد، لم يوجب ذلك تفرقاً ولا اختلافاً، بل هم يعلمون أن المصيب منهم له أجران، وأن المجتهد المخطئ له أجر على اجتهاده، وخطؤه مغفور له.
والله هو معبودهم، إياه يعبدون وعليه يتوكلون، وله يخشون ويرجون، وبه يستعينون ويستغيثون، وله يدعون ويسألون، فإن خرجوا إلى الصلاة في المساجد، كانوا مبتغين فضلا منه ورضوانا، كما قال تعالى في نعتهم : (( تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا )). وكذلك إذا سافروا إلى أحد المساجد الثلاثة، لاسيما المسجد الحرام، الذي أمروا بالحج إليه، قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلًا من ربهم ورضوانًا )) فهم يؤمون بيته ويبتغون فضلا من ربهم ورضوانا، لا يرغبون إلى غيره ولا يرجون سواه، ولا يخافون إلا إياه "
.