القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وطائفة: ظنوا أن التوحيد ليس إلا الإقرار بتوحيد الربوبية، وأن الله خلق كل شيء، وهو الذي يسمونه توحيد الأفعال . ومن أهل الكلام: من أطال نظره في تقرير هذا التوحيد: إما بدليل أن الاشتراك يوجب نقص القدرة وفوات الكمال، وبأن استقلال كل من الفاعلين بالمفعول محال، وإما بغير ذلك من الدلائل، ويظن أنه بذلك قرر الوحدانية وأثبت أنه لا إله إلا هو ، وأن الإلهية هي: القدرة على الاختراع أو نحو ذلك، فإذا ثبت أنه لا يقدر على الاختراع إلا الله، وأنه لا شريك له في الخلق، كان هذا معنى قولنا: لا إله إلا الله، ولم يعلم أن مشركي العرب كانوا مقرين بهذا التوحيد، كما قال تعالى { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله } وقال تعالى { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكرون } الآيات، وقال تعالى { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } . قال ابن عباس وغيره: " تسألهم: من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله، وهم مع ذلك يعبدون غيره " . وهذا التوحيد هو من التوحيد الواجب، لكن لا يحصل به الواجب، ولا يخلص بمجرده عن الإشراك الذي هو أكبر الكبائر، الذي لا يغفره الله، بل لا بد أن يخلص لله الدين ، فلا يعبد إلا إياه ، فيكون دينه كله لله . والإله: هو المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه يستحق الإلهية مستلزم لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبودا محبوبا لذاته إلا هو، وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد، كما قال تعالى { لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا } . وقد بسطنا الكلام على هذا في غير هذا الموضع ، وبينا أن هذه الآية ليس المقصود بها ما يقوله من يقوله من أهل الكلام، من ذكر دليل التمانع الدال على وحدانية الرب تعالى، فإن التمانع يمنع وجود المفعول، لا يوجب فساده بعد وجوده، وذلك يذكر في الأسباب والبدايات التي تجري مجرى العلل الفاعلات، والثاني يذكر في الحكم والنهايات التي تذكر في العلل التي هي الغايات، كما في قوله: { إياك نعبد وإياك نستعين } ، فقدم الغاية المقصودة على الوسيلة الموصلة، كما قد بسط في غير هذا الموضع . حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد : فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " وطائفة ظنوا أن التوحيد ليس إلا الإقرارُ بتوحيد الربوبية "
الشيخ : لماذا ؟ كلامك الأول أصح.
القارئ : أصح؟
الشيخ : إي، ليس هو إلا الإقرار، اسمها مستثنى.
القارئ : طيب " وطائفة ظنوا أن التوحيد ليس إلا الإقرارَ بتوحيد الربوبية وأن الله خلق كل شيء، وهو الذي يسمونه توحيد الأفعال.
ومن أهل الكلام من أطال نظره في تقرير هذا التوحيد، إما بدليل أن الاشتراك يوجب نقص القدرة وفوات الكمال، واستقلالُ كل من الفاعلين بالمفعول محال. وإما بغير ذلك من الدلائل، ويظن أنه بذلك قرر الوحدانية، وأثبت أنه لا إله إلا هو، وأن الإلهية هي: القدرة على الاختراع أو نحو ذلك، فإذا ثبت أنه لا يقدر على الاختراع إلا الله، وأنه لا شريك له في الخلق ".
الشيخ : عندي فإذا أثبت، إذا أثبت أحسن. يرحمك الله.
القارئ : " فإذا أثبت أنه لا يقدر على الاختراع إلا الله، وأنه لا شريك له في الخلق، كان هذا معنى قولنا: لا إله إلا الله، ولم يُعلم أن "
الشيخ : يَعلم.
القارئ : " ولم يَعلم أن مشركي العرب كانوا مقرين بهذا التوحيد، كما قال تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) وقال تعالى : (( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكرون )) الآيات، وقال تعالى: (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )). قال ابن عباس وغيره: تسألهم من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله، وهم مع ذلك يعبدون غيره.
وهذا التوحيد هو من التوحيد الواجب، لكن لا يحصل به الواجب، ولا يخلص بمجرده عن الإشراك الذي هو أكبر الكبائر الذي لا يغفره الله، بل لا بد أن يخلص لله الدين، فلا يعبد إلا إياه، فيكون دينه لله.
والإله: هو المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه يستحق الإلهية مستلزم لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبودا محبوبا لذاته إلا هو، وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد، كما قال تعالى (( لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا )) وقد بسطنا الكلام على هذا في غير هذا الموضع".
الشيخ : الله أكبر.
القارئ : " وبينا أن هذه الآية ليس المقصود بها ما يقوله من يقوله من أهل الكلام، من ذكر دليل التمانع الدال على وحدانية الرب تعالى، فإن التمانع يمنع وجود المفعول، لا يوجب فساده بعد وجوده، وذلك يُذكر في الأسباب والبدايات التي تٌجرى مجرى العلل الفاعلات ".
الشيخ : تَجري.
القارئ : " التي تَجري مجرى العلل الفاعلات، والثاني يُذكر في الحكم والنهايات التي تُذكر في العلل التي هي الغايات "
الشيخ : في المعلل.
القارئ : تصحيح يا شيخ؟
الطالب : المعلل.
الشيخ : المعلل.
القارئ : " والثاني يذكر في الحكم والنهايات التي تذكر في المعلل التي هي الغايات كما في قوله: (( إياك نعبد وإياك نستعين ))، فقدم الغاية المقصودة على الوسيلة الموصلة، كما قد بسط في غير هذا الموضع ".
أما بعد : فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم : " وطائفة ظنوا أن التوحيد ليس إلا الإقرارُ بتوحيد الربوبية "
الشيخ : لماذا ؟ كلامك الأول أصح.
القارئ : أصح؟
الشيخ : إي، ليس هو إلا الإقرار، اسمها مستثنى.
القارئ : طيب " وطائفة ظنوا أن التوحيد ليس إلا الإقرارَ بتوحيد الربوبية وأن الله خلق كل شيء، وهو الذي يسمونه توحيد الأفعال.
ومن أهل الكلام من أطال نظره في تقرير هذا التوحيد، إما بدليل أن الاشتراك يوجب نقص القدرة وفوات الكمال، واستقلالُ كل من الفاعلين بالمفعول محال. وإما بغير ذلك من الدلائل، ويظن أنه بذلك قرر الوحدانية، وأثبت أنه لا إله إلا هو، وأن الإلهية هي: القدرة على الاختراع أو نحو ذلك، فإذا ثبت أنه لا يقدر على الاختراع إلا الله، وأنه لا شريك له في الخلق ".
الشيخ : عندي فإذا أثبت، إذا أثبت أحسن. يرحمك الله.
القارئ : " فإذا أثبت أنه لا يقدر على الاختراع إلا الله، وأنه لا شريك له في الخلق، كان هذا معنى قولنا: لا إله إلا الله، ولم يُعلم أن "
الشيخ : يَعلم.
القارئ : " ولم يَعلم أن مشركي العرب كانوا مقرين بهذا التوحيد، كما قال تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) وقال تعالى : (( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكرون )) الآيات، وقال تعالى: (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )). قال ابن عباس وغيره: تسألهم من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله، وهم مع ذلك يعبدون غيره.
وهذا التوحيد هو من التوحيد الواجب، لكن لا يحصل به الواجب، ولا يخلص بمجرده عن الإشراك الذي هو أكبر الكبائر الذي لا يغفره الله، بل لا بد أن يخلص لله الدين، فلا يعبد إلا إياه، فيكون دينه لله.
والإله: هو المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه يستحق الإلهية مستلزم لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبودا محبوبا لذاته إلا هو، وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد، كما قال تعالى (( لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا )) وقد بسطنا الكلام على هذا في غير هذا الموضع".
الشيخ : الله أكبر.
القارئ : " وبينا أن هذه الآية ليس المقصود بها ما يقوله من يقوله من أهل الكلام، من ذكر دليل التمانع الدال على وحدانية الرب تعالى، فإن التمانع يمنع وجود المفعول، لا يوجب فساده بعد وجوده، وذلك يُذكر في الأسباب والبدايات التي تٌجرى مجرى العلل الفاعلات ".
الشيخ : تَجري.
القارئ : " التي تَجري مجرى العلل الفاعلات، والثاني يُذكر في الحكم والنهايات التي تُذكر في العلل التي هي الغايات "
الشيخ : في المعلل.
القارئ : تصحيح يا شيخ؟
الطالب : المعلل.
الشيخ : المعلل.
القارئ : " والثاني يذكر في الحكم والنهايات التي تذكر في المعلل التي هي الغايات كما في قوله: (( إياك نعبد وإياك نستعين ))، فقدم الغاية المقصودة على الوسيلة الموصلة، كما قد بسط في غير هذا الموضع ".