القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " ثم إن طائفة ممن تكلم في تحقيق التوحيد على طريق أهل التصوف، ظن أن توحيد الربوبية هو الغاية، والفناء فيه هو النهاية، وأنه إذا شهد ذلك سقط عنه استحسان الحسن واستقباح القبيح، فآل بهم الأمر إلى تعطيل الأمر والنهي، والوعد والوعيد، ولم يفرقوا بين مشيئته الشاملة لجميع المخلوقات، وبين محبته ورضاه المختص بالطاعات، وبين كلماته الكونيات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر -لشمول القدر لكل مخلوق- وكلماته الدينيات التي اختص بموافقتها أنبياؤه وأولياؤه . فالعبد مع شهوده الربوبية العامة الشاملة للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، عليه أن يشهد ألوهيته التي اختص بها عباده المؤمنين، الذين عبدوه وأطاعوا أمره، واتبعوا رسله . حفظ
القارئ : " ثم إن طائفة ممن تكلم في تحقيق التوحيد على طريق أهل التصوف، ظن أن توحيد الربوبية هو الغاية، والفناء فيه هو النهاية، وأنه إذا شهد ذلك سقط عنه استحسان الحسن واستقباح القبيح، فآل بهم الأمر إلى تعطيل الأمر والنهي، والوعد والوعيد، ولم يفرقوا بين مشيئته الشاملة لجميع المخلوقات، وبين محبته ورضاه المختص بالطاعات، وبين كلماته الكونيات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر - لشمول القدر لكل مخلوق - وكلماته الدينيات التي اختص بموافقتها أنبياؤه وأولياؤه. فالعبد مع شهوده الربوبية العامة الشاملة للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، عليه أن يشهد ألوهيته التي اختص بها عباده المؤمنين، الذين عبدوه وأطاعوا أمره، واتبعوا رسله ".
الشيخ : أنتم فاهمين هذا الكلام ؟
يعني في أناس ظنوا أن التوحيد تجريد الله تبارك وتعالى من كل صفة، وقالوا: أن تؤمن بأنه الوجود المطلق بلا صفة.
وقوم قالوا إن التوحيد هو أن تشهد أن لا إله إلا الله يعني أن لا قادر على الاختراع إلا الله، ولا خالق إلا الله، هذا ما هو توحيد، هذا توحيد الربوبية، والذي جاءت به الرسل هو التركيز على توحيد الألوهية، لأنه هو الذي وقع به الشرك.
طائفة أخرى ظنوا أن الغاية هي مشاهدة الكون يعني مشاهدة الربوبية، حتى رضوا بكل ما يقع، كل ما يقع من خير وشر وطاعة ومعصية، وشرك وتوحيد، قالوا هذا هو توحيدنا، أن الله عز وجل رضي به فأوقعه فنحن نرضى به، وهذا الصوفية بعض الصوفية يقول هكذا، يقول: إذا شهدت الكون فلا يهمك أحد، ولذلك بعضهم يغيب بمذكوره عن ذكره، معناه يعني أنه يغيب عن عبادة الله عن طاعة الله، لأنه يقول امتلأ قلبي من الله ولا أحس بشيء، وما العبادات إلا مجرد أفعال.
حتى قالوا إن من عبد الله يبتغي بذلك فضلاً من الله ورضواناً فإنه لم يعبده حقاً، مع أن هذا هو طريق من ؟
الطالب : الأنبياء.
الشيخ : النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (( تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً )) هؤلاء يقول شيخ الإسلام في التدمرية: " إنهم يفعلون فعل المجانين " فعل المجانين، يقول أحدهم : ما في الجبة إلا الله، جبته التي هو لابسها، يقول: ما فيها إلا الله، من هو ؟ نفسه. ويقول من الهذيان: أنصب خيمتي على جهنم ولا يهمني، ويقول: سبحاني سبحاني، مع شدة الانفعال يقول: سبحاني سبحاني أنا الرب، شيء عجيب ذكر عنهم، اللهم عافنا.