القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والله سبحانه بعث أنبياءه بإثبات مفصل، ونفي مجمل، فأثبتوا له الأسماء والصفات، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات. ومن خالفهم من المعطلة المتفلسفة وغيرهم عكسوا القضية، فجاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل، يقولون ليس كذا، ليس كذا، ليس كذا . فإذا أرادوا إثباته قالوا: وجود مطلق بشرط النفي، أو بشرط الإطلاق، وهم يقرون في منطقهم اليوناني: أن المطلق بشرط الإطلاق لا يكون في الخارج، فليس في الخارج حيوان مطلق بشرط الإطلاق، ولا إنسان مطلق بشرط الإطلاق، ولا موجود مطلق بشرط الإطلاق، بخلاف المطلق لا بشرط الذي يطلق على هذا وهذا، وينقسم إلى هذا وهذا، فإن هذا يقال: إنه في الخارج لا يكون إلا معينا مشخصا. أو يقولون إنه الوجود المشروط بنفي كل ثبوت عنه ، فيكون مشاركا لسائر الموجودات في مسمى الوجود، متميزا عنها بالعدم . وكل موجود متميز بأمر ثبوتي، والوجود خير من العدم ، فيكون أحقر الموجودات خيرا من هذا الذي ظنوه وجودا واجبا، هذا إذا أمكن تحقيقه في الخارج، فكيف وذلك ممتنع؛ لأن المتميز بين الموجودين لا يكون عدما محضا، بل لا يكون إلا وجودا؟ فهؤلاء الذين يدعون أنهم أفضل المتأخرين، من الفلاسفة المشائين يقولون: في وجود واجب الوجود، ما يعلم بصريح المعقول الموافق لقوانينهم المنطقية: أنه قول بامتناع الوجود الواجب ، وأنه جمع بين النقيضين، وهذا في غاية الجهل والضلال. حفظ
القارئ : " والله سبحانه بعث أنبياءه بإثبات مفصل، ونفي مجمل، فأثبتوا له الأسماء والصفات، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات. ومن خالفهم من المعطلة ".
الشيخ : قوله : " بإثبات مفصل ونفي مجمل "هذا هو الغالب، الغالب أن صفات الإثبات تأتي مفصلة، لأن كل صفة تذكر يتبين للمخاطب من كمال الموصوف ما لم يكن معلوماً من قبل، السميع يتبين لك أن الله له سمع، فإذا قلت: العليم زدت علماً بصفة كمال، وهي العلم وهلم جرا، ولهذا كان الغالب في صفات الإثبات هو التفصيل، وقد يأتي إجمالاً مثل قوله تعالى : (( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم )) هذا مجمل، الأعلى يعني الوصف الأكمل.
أما النفي فالغالب فيه الإجمال، لأن التفصيل في النفي يعد إهانة للموصوف وليس إكراماً له ولا إعلاءً لشأنه. ولهذا لو قال رجل للملك، لملك من الملوك، الحمد لله الذي لم يجعلك كساحاً ولا بناءً وفراشا ولا حمَّاراً ولا كلَّاباً، نعم، وما أشبه ذلك إيش يقول له؟
الطالب : يحطه بالسجن
الشيخ : سيقول له الحبس، لأن هذا إهانة، لكن لو قال: إنك ملك لا نرى لك نظيراً في ملوك الدنيا إيش يقول؟ هذا إجمال، هذا مدح عظيم.
لكن يأتي التفصيل في النفي إذا أريد بذلك نفي صفة مذكورة فيريد الله عز وجل أن ينفيها، أو يكون هناك توهم لصفة نقص فينفيها الله عز وجل.
ففي قول الله تعالى: (( لم يلد ولم يولد )) هذا تفصيل، لماذا ؟ لأن قوماً قالوا إنه يلد وأن المسيح ابن الله وعزير ابن الله، والملائكة بنات الله.
أو توهم نقص مثل قوله تعالى : (( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) لما كان خلق هذه المخلوقات العظيمة قد يتوهم الإنسان منه أن الله تعب، فنفى الله ذلك عنه.
فالمهم الآن أن الرسل عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم جاؤوا بإثبات مفصل، يجب أن يقيد بإيش؟ بالغالب، وجاؤوا بنفي مجمل ولا تفصيل في النفي إلا لسبب. نعم.
القارئ : " ومن خالفهم من المعطلة المتفلسفة وغيرهم عكسوا القضية، فجاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل، يقولون ليس كذا، ليس كذا، ليس كذا. فإذا أرادوا إثباته قالوا: وجودٌ مطلق بشرط النفي، وبشرط الإطلاق "
الشيخ : ما عندنا النفي، بشرط الإطلاق، عندكم ؟
الطالب : عندنا
الشيخ : عندكم؟ نلحقها ونحطها نسخة. نعم.
القارئ : " فإذا أرادوا إثباته قالوا : وجود مطلق بشرط النفي وبشرط الإطلاق، وهم يقرون في منطقهم اليوناني أن المطلق بشرط الإطلاق لا يكون في الخارج، فليس في الخارج حيوان مطلق بشرط الإطلاق، ولا إنسان مطلق بشرط الإطلاق، ولا موجود مطلق بشرط الإطلاق، بخلاف المطلق لا بشرط الذي يطلق على هذا وهذا، وينقسم إلى هذا وهذا، فإن هذا يقال: إنه في الخارج لا يكون إلا معيناً مشخصاً.
أو يقولون إنه الوجود المشروط بنفي كل ثبوت عنه، فيكون مشاركاً لسائر الموجودات في مسمى الوجود، متميزا عنها بالعدم. وكل موجود متميز بأمر ثبوتي، والوجود خير من العدم، فيكون أحقر الموجودات خيراً من هذا الذي ظنوه وجودا واجبا، هذا إذا أمكن تحقيقه في الخارج، فكيف وذلك ممتنع، لأن المتميز بين الموجودين لا يكون عدماً محضاً، بل لا يكون إلا وجودا؟ فهؤلاء الذين يدعون أنهم أفضل المتأخرين من الفلاسفة المشائين يقولون في وجود واجب الوجود، ما يعلم بصريح المعقول الموافق لقوانينهم المنطقية: أنه قول بامتناع "
الشيخ : عندي ما يعلم بصريح المعقول.
القارئ : "بصريح المعقول "
الشيخ : أنت قلت بطريق المعقول.
القارئ : " ما يُعلمُ بصريح المعقول الموافق لقوانينهم المنطقية أنه قول بامتناع الوجود الواجب، وأنه جمع بين النقيضين، وهذا في غاية الجهل والضلال ".
الشيخ : لأنه كيف يقولون أن الرب واجب الوجود هو الموجود بشرط الإطلاق، طيب، إذن ليس موجوداً، فيجمعون بين النقيضين: أنه واجب الوجود وأنه مستحيل الوجود، لأن وجود شيء خال من أي قيد أو شرط هذا مستحيل، لو لم يكن من قيده إلا أنه موجود لكفى.
والعجب أنهم يقولون: إن الله عز وجل هو الموجود بشرط الإطلاق، ثم يقولون : إنه واجب الوجود، والموجود بشرط الإطلاق مستحيل الوجود، فيجمعون بين النقيضين. اللهم اهدنا. نعم.
الشيخ : قوله : " بإثبات مفصل ونفي مجمل "هذا هو الغالب، الغالب أن صفات الإثبات تأتي مفصلة، لأن كل صفة تذكر يتبين للمخاطب من كمال الموصوف ما لم يكن معلوماً من قبل، السميع يتبين لك أن الله له سمع، فإذا قلت: العليم زدت علماً بصفة كمال، وهي العلم وهلم جرا، ولهذا كان الغالب في صفات الإثبات هو التفصيل، وقد يأتي إجمالاً مثل قوله تعالى : (( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم )) هذا مجمل، الأعلى يعني الوصف الأكمل.
أما النفي فالغالب فيه الإجمال، لأن التفصيل في النفي يعد إهانة للموصوف وليس إكراماً له ولا إعلاءً لشأنه. ولهذا لو قال رجل للملك، لملك من الملوك، الحمد لله الذي لم يجعلك كساحاً ولا بناءً وفراشا ولا حمَّاراً ولا كلَّاباً، نعم، وما أشبه ذلك إيش يقول له؟
الطالب : يحطه بالسجن
الشيخ : سيقول له الحبس، لأن هذا إهانة، لكن لو قال: إنك ملك لا نرى لك نظيراً في ملوك الدنيا إيش يقول؟ هذا إجمال، هذا مدح عظيم.
لكن يأتي التفصيل في النفي إذا أريد بذلك نفي صفة مذكورة فيريد الله عز وجل أن ينفيها، أو يكون هناك توهم لصفة نقص فينفيها الله عز وجل.
ففي قول الله تعالى: (( لم يلد ولم يولد )) هذا تفصيل، لماذا ؟ لأن قوماً قالوا إنه يلد وأن المسيح ابن الله وعزير ابن الله، والملائكة بنات الله.
أو توهم نقص مثل قوله تعالى : (( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) لما كان خلق هذه المخلوقات العظيمة قد يتوهم الإنسان منه أن الله تعب، فنفى الله ذلك عنه.
فالمهم الآن أن الرسل عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم جاؤوا بإثبات مفصل، يجب أن يقيد بإيش؟ بالغالب، وجاؤوا بنفي مجمل ولا تفصيل في النفي إلا لسبب. نعم.
القارئ : " ومن خالفهم من المعطلة المتفلسفة وغيرهم عكسوا القضية، فجاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل، يقولون ليس كذا، ليس كذا، ليس كذا. فإذا أرادوا إثباته قالوا: وجودٌ مطلق بشرط النفي، وبشرط الإطلاق "
الشيخ : ما عندنا النفي، بشرط الإطلاق، عندكم ؟
الطالب : عندنا
الشيخ : عندكم؟ نلحقها ونحطها نسخة. نعم.
القارئ : " فإذا أرادوا إثباته قالوا : وجود مطلق بشرط النفي وبشرط الإطلاق، وهم يقرون في منطقهم اليوناني أن المطلق بشرط الإطلاق لا يكون في الخارج، فليس في الخارج حيوان مطلق بشرط الإطلاق، ولا إنسان مطلق بشرط الإطلاق، ولا موجود مطلق بشرط الإطلاق، بخلاف المطلق لا بشرط الذي يطلق على هذا وهذا، وينقسم إلى هذا وهذا، فإن هذا يقال: إنه في الخارج لا يكون إلا معيناً مشخصاً.
أو يقولون إنه الوجود المشروط بنفي كل ثبوت عنه، فيكون مشاركاً لسائر الموجودات في مسمى الوجود، متميزا عنها بالعدم. وكل موجود متميز بأمر ثبوتي، والوجود خير من العدم، فيكون أحقر الموجودات خيراً من هذا الذي ظنوه وجودا واجبا، هذا إذا أمكن تحقيقه في الخارج، فكيف وذلك ممتنع، لأن المتميز بين الموجودين لا يكون عدماً محضاً، بل لا يكون إلا وجودا؟ فهؤلاء الذين يدعون أنهم أفضل المتأخرين من الفلاسفة المشائين يقولون في وجود واجب الوجود، ما يعلم بصريح المعقول الموافق لقوانينهم المنطقية: أنه قول بامتناع "
الشيخ : عندي ما يعلم بصريح المعقول.
القارئ : "بصريح المعقول "
الشيخ : أنت قلت بطريق المعقول.
القارئ : " ما يُعلمُ بصريح المعقول الموافق لقوانينهم المنطقية أنه قول بامتناع الوجود الواجب، وأنه جمع بين النقيضين، وهذا في غاية الجهل والضلال ".
الشيخ : لأنه كيف يقولون أن الرب واجب الوجود هو الموجود بشرط الإطلاق، طيب، إذن ليس موجوداً، فيجمعون بين النقيضين: أنه واجب الوجود وأنه مستحيل الوجود، لأن وجود شيء خال من أي قيد أو شرط هذا مستحيل، لو لم يكن من قيده إلا أنه موجود لكفى.
والعجب أنهم يقولون: إن الله عز وجل هو الموجود بشرط الإطلاق، ثم يقولون : إنه واجب الوجود، والموجود بشرط الإطلاق مستحيل الوجود، فيجمعون بين النقيضين. اللهم اهدنا. نعم.