بيان الإلحاد في الآيات الكونية والشرعية . حفظ
الشيخ : الإلحاد في آيات الله يعرف إذا قسمنا آيات الله عز وجل إلى قسمين: آيات كونية وآيات شرعية، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب، فمن الآيات الكونية ما يتحدث الله به عن الكون، مثل قوله تعالى : (( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر )) (( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون )) كثير في القرآن.
هذا آيات كونية، وإنما كانت آيات لأنه لا يمكن لأحد من البشر أن يأتي بمثلها، لأن الآية هي العلامة المعيِّنة لما دلت عليه، لأنه لو كان أحد يمكن يأتي بمثل هذا ما صارت آية لله، الآية لله لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثلها، هذه آيات كونية.
الآيات الشرعية ما جاءت به الرسل، كالقرآن والتورات والإنجيل، قال الله تعالى : (( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها )) وقال تعالى : (( تلك آيات الكتاب الحكيم )) وقال تعالى : (( كتاب أحكمت آياته )) هذه يا محمود آيات إيش؟
الطالب : آيات شرعية.
الشيخ : آيات شرعية، ما جاءت به الرسل.
فبماذا يكون الإلحاد في الآيات الكونية؟ يكون الإلحاد في الآيات الكونية بنسبتها إلى غير الله، باعتقاد أن لله تعالى شريكاً فيها، باعتقاد أن له معيناً فيها، وإلى هذا أشار الله بقوله : (( قل ادع الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير )) أي معين، فنفى الملك المستقل، والملك المشترك، والإعانة، فمن قال إن لله تعالى معيناً في المخلوقات فهو ملحد ولا غير ملحد؟
الطالب : ملحد.
الشيخ : ملحد في آياته، ومن قال: إن في المخلوقات ما ينفرد به غير الخالق فهو أيضاً ملحد، ومن قال: إن المخلوقات لله فيها شريك فهو ملحد.
الإلحاد في الآيات الشرعية يكون بتكذيبها، أو تحريفها، أو مخالفتها، ثلاثة أشياء.
الإلحاد في الآيات الشرعية بتكذيبها، إذا قال: هذا ليس كتاب الله.
أو بإيش؟ بتحريفها، لفظاً أو معنىً، فإذا قال : استوى على العرش يعني استولى عليها هذا ملحد في إيش؟ في آيات الله الشرعية، لأنه حرفها.
الثالث : مخالفتها بعدم امتثال الأمر أو بارتكاب النهي، هذا إلحاد.
وإن كان الإلحاد في الآيات الشرعية عرفاً يكون بالخروج من الإسلام لكنه شرعاً لا، كل من خالف النصوص بترك الأوامر أو اجتناب النواهي فهو إيش؟ فهو ملحد مائل عن الحق، الحق أن تمتثل أوامر الله وأن تجتنب يا فراس، طيب.
كل من عصى الله في أمره أو ارتكب ما نهى عنه فهو ملحد بإيش؟ بالآيات الشرعية، طيب.
قال الله عز وجل : (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا )) والله وعيد شديد، (( لا يخفون علينا )) يعني وسوف نحاسبهم، بدليل قوله : (( أفمن يلقى في الناس خير أمن يأتي آمناً يوم القيامة )) كل الناس يقولون الثاني (( من يأتي آمناً يوم القيامة )) يعني وكأن الله يقول: هؤلاء سوف يلقون في النار، نسأل الله السلامة.