القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان، وليتخذ الله هاديا ونصيرا، وحاكما ووليا، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هاديا ونصيرا. وإن أحب دعا بالدعاء الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما، عن عائشة -رضي الله عنها- " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي من الليل يقول: " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " وذلك أن الله تعالى يقول: { كان الناس أمةً واحدةً } ، أي: فاختلفوا، كما في سورة يونس ، وقد قيل: إنها كذلك في حرف عبد الله : { فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم " حفظ
القارئ : " فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان، وليتخذ الله هاديا ونصيرا، وحاكما ووليا، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هاديا ونصيراً. وإن أحب دعا بالدعاء الذي رواه مسلم وأبو داود "
الشيخ : لا، " فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان " المؤمن مؤمن وعنده علم، لكن ليجتهد في تحقيق العلم وتحقيق الإيمان، ويمحصه من شوائب الهوى في العلم وشوائب الشك في الإيمان، فإن كثيراً من الناس عنده علم، لكن له هوى يعصف به حتى يحرف النصوص عن مواضعها بلي أعناقها إلى ما يهوى، وكل أهل البدع من هذا النوع، خالفوا الهدى إلى الهوى والعياذ بالله، لكن مقل ومستكثر.
كذلك أيضاً يوجد بعض الناس في المسائل الفقهية العملية ينحى ناحية معينة يتعصب لإمامه يتعصب لشيخه على غير هدى، هذا أيضاً من الأمور المذمومة.
الواجب التعصب للحق وليس التعصب للحق تعصباً بالمعنى المفهوم ولكنه نصر للحق.
كذلك المؤمن يجب أن يحقق إيمانه وأن يكون دائماً يراقب قلبه، حقق الله لي ولكم الإيمان.
الطالب : آمين.
الشيخ : يجب أن يكون دائماً يراقب قلبه، ماذا حصل، قد يكون هوى جارف أو حب دنيا أو حب رئاسة أو حب جاه أو ما أشبه ذلك، فليكن الإنسان دائماً يلاحظ قلبه. نعم.
القارئ : " وإن أحب دعا بالدعاء الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما، عن عائشة -رضي الله عنها- ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي من الليل يقول : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ) ".
الشيخ : عندي أنا جبرائيل، أشار إلى نسخة ؟
القارئ : لا يا شيخ.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ فيها ألف ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما فيها ألف، هي على كل حال فيها عدة لغات نعم.
القارئ : " ( فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) وذلك أن الله يقول "
الشيخ : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الله بهذا ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ) فيستحضر عظمة هؤلاء الملائكة التي باستحضارها يعظم ربهم عز وجل، رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل.
يعرف عظمة جبرائيل بما حدث به النبي صلى الله عليه وسلم عنه أنه رآه وله ستمئة جناح قد سد الأفق، فإذا ذكر هؤلاء الثلاثة وعظمة من عرف عظمته منهم ترقى بذلك إلى إيش؟ إلى عظمة خالقهم عز وجل.
ثم إن هؤلاء الثلاثة اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم، لأن جبرائيل فيه حياة القلوب، يعني: يأتي بما فيه حياة القلوب، وهو الوحي لأنه موكل به، ميكائيل موكل بما فيه حياة الأرض والنبات وهو القطر، إسرافيل موكل بما فيه حياة الأبدان الحياة الأبدية وهو الصور، لأنه إذا نفخ في الصور النفخة الثانية قام الناس ينظرون.
وإنما اختار عليه الصلاة والسلام هؤلاء الثلاثة في قيام الليل يفتتح قيام الليل، لأن قيام الليل هو أول عمل يبدؤه الإنسان في يومه، فناسب أن يفتتحه بربوبية الله عز وجل لهؤلاء الملائكة الكرام، لأن فيهم الحياة.
وقوله ( عالم الغيب والشهادة ) المراد الغيب المطلق، وذلك لأن الغيب نوعان : غيب نسبي، وغيب مطلق، فالغيب النسبي ما كان غيباً بالنسبة لشخص معين، والمطلق ما كان غيباً على جميع الخلق، والغيب الذي اختص الله به ما هو ؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : النسبي ولا؟
الطالب : المطلق
الشيخ : المطلق، ولذلك مثلاً الذين في الشارع الآن هم بالسنبة لنا غيب، وبالنسبة لمن في الشارع شهادة غير غيب، لكن المستقبل غيب مطلق لا يعلمه إلا الله عز وجل، ولهذا قال الله تعالى : (( قل لا يعلم من في السموات والأض الغيب إلى الله )) ولهذا كان من أتى الكهان فصدقهم في المستقبل فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك من صدق أقوال المنجمين الذين يقولون: إنك ولدت في النوء الفلاني فأنت مشؤوم أو مسعود أو ما أشبه ذلك، الذي يصدقهم في هذا قد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ) هل المراد في الدنيا أو في الآخرة ؟
الطالب : كلاهما.
الشيخ : في الدنيا والآخرة، فهو يحكم بين عباده في الدنيا كما قال عز وجل: (( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله )) وقال تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )). كذلك الحكم النهائي يوم القيامة بين العباد حتى إنه عز وجل يحكم للشاة الجماء من الشاة ذات القرون، وهن بهائم، لكنه يحكم بينهما ليتبين ويظهر للعالم في ذلك اليوم المشهود كمال عدل الله عز وجل.
قال : ( اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) يسأل الرسول عليه الصلاة والسلام يسأل الله أن يهديه لما اختلف فيه من الحق، وهل نحن نسأل هذا؟ نعم؟
الطالب : قليل.
الشيخ : قليل، لكن نقول إذا كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه لما اختلف فيه من الحق، فنحن يجب علينا أن نسأل الله ذلك، وأن لا نعتز بأنفسنا وأن لا نغتر بعلومنا، علينا أن نسأل الله دائماً أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
وقوله : ( بإذنك ) هل هو عائد على قوله : ( لما اختلف فيه ) أو على عائد على قوله ( اهدني ) أو على الأمرين جميعاً؟
الطالب : عليهما.
الشيخ : عليهما جميعاً، لأن الاختلاف بإذن الله، والهداية بإذن الله، ( إنك نهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) وهو دين الله عز وجل. نعم.
القارئ : " وذلك أن الله تعالى يقول: (( كان الناس أمةً واحدةً )) أي: فاختلفوا، كما في سورة يونس "
الشيخ : نعم، في سورة يونس (( وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا )) وكذلك أيضاً في سورة البقرة أشار الله إلى الاختلاف في قوله : (( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس )) في إيش ؟
الطالب : (( فيما اختلفوا فيه ))
الشيخ : (( فيما اختلفوا فيه )) إذن كانوا أمة واحدة فاختلفوا فأرسل الله الرسل تحكم بينهم. نعم.
القارئ : " وقد قيل: إنها كذلك في حرف عبد الله : فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم "
الشيخ : قوله " في حرف عبد الله " يعني في قراءة عبد الله بن مسعود، الذي في قراءته : كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. نعم.
القارئ : (( وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ))
الشيخ : طيب (( ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه )) قوله : ليحكم الضمير يعود على من؟ هل هو على الكتاب؟ ولا على الله ؟ الجواب: على الله عز وجل، لكن بواسطة الكتاب. نعم.
القارئ : (( وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم )).
الشيخ : كمِّل.
الطالب : انتهى الكتاب.
الشيخ : نعم.
الطالب : انتهى الكتاب
الشيخ : ايش؟
الطالب : انتهى الكتاب.
الشيخ : انقضى الكتاب، هذا آخر شيء؟
الطالب : عندكم شيء يا شيخ؟
الشيخ : أنا عندي بس ملخبط شوي، يقول : " ختم اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم "، يعني معناه أنه انتهى.