تفسير قول الله تعالى : (( هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا )) حفظ
ثم قال الله تعالى: (( هو الذي جعلَكم خلائِفَ في الأرض )) جمْعُ خليفة أي يخلُف بعضُكم بعضًا" (هو الذي جعلكم) الضمير يعود على الله في قوله: (( إن الله عالم غيب السماوات ))، وقوله: (جعلكم خلائف) صيَّرَكم خلائِف، وخلائف جمعُ خليفة، والخليفة بمعنى الخالِف بمعنى الذي يخلُف مَن سبق، وهذه الخلافة تشمَل خلافة القُرُون بعضِها بعضًا كالشباب مثلا يخلُف الشيوخَ والكبار، والأحياء يخلُفُون الأموات، وتشمَل الخلافةُ السلطة بأن يذهبَ سلطانُ شخص إلى سلطانِ شخصٍ آخر ينتَقِلُ المـُلْك من شخص إلى شخص بالقُوَّة مع بقاء الأول لقوله تعالى: (( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[آل عمران:26] فالخلافة إذًا خلافةُ القرون بعضِها بعضًا وخلافةُ الملوك بعضِهم بعضًا الذين يخلُف بعضُهم بعضًا في السلطة والإِمرةِ على الخلق.
(( هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمَن كفرَ منكم فعليه كفرُه )) ولا يضُرّ غيرَه شيئا ولا يضُرُّ اللهَ شيئًا أيضًا، وهذا كقوله: (( من عمِل صالحا فلنفسه ومن أساءَ فعليها )) فكفر الإنسان على نفسِه وليس يضر غيرَه شيئًا، فإن قلت: كيف نجمع