التعليق على تفسير الجلالين : (( فستذكرون )) إذا عاينتم العذاب (( ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )) قال ذلك لما توعدوه بمخالفتة دينهم . حفظ
ثم قال الله تبارك وتعالى في بقية كلام هذا الرجل المؤمن: (( فستذكرون ما أقول لكم )) السين وسوف كلاهما يختصان بالفعل المضارع ومن علاماته، وإذا رأيت كلمة تقبل السين وسوف فهي فعل مضارع، لكنهما يفترقان، السين تدل على القرب، وسوف تدل على المهلة، فقوله: (( فستذكرون )) أي عن قريب، وهي مع إفادتها القرب تفيد التحقق يعني أن هذا أمر لابد أن يحصل (( ستذكرون ما أقول لكم )) متى ؟ إذا عاينتم العذاب، وهذا ليس ببعيد لأن غاية ما بينهم وبينه أن تنتهي آجالهم وكل آت قريب (( فستذكرون ما أقول لكم )) وحينئذ لا ينفعهم ذلك، كما لو نصحك ناصح عن فعل شيء ثم لم تقبل نصيحته، وبعد ذلك رأيت عاقبته وخيمة فإنك ستذكر قول الناصح، تذكره ندما وحزنا.
قال: (( وأفوض أمري إلى الله )) الواو هنا للاستئناف ولا يصح أن تكون عاطفة لأنها لو كانت عاطفة لكان المعنى وسأفوض أمري إلى الله، ولكن هذا ليس هذا المعنى، بل المعنى: وأنا أفوض أمري إلى الله، فالواو هنا للاستئناف، أفوضه إلى الله أي أكله إلى الله عز وجل، وقوله: (( أمري )) هذا مفرد مضاف يعم والمراد به الشأن، أي الشأن كله (( إلى الله )) وهذا غاية ما يكون من التوكل وسيأتي إن شاء الله في الفوائد.
(( إن الله بصير بالعباد )) هذه الجملة تعليلية للحكم السابق وهو قوله: أفوض أمري إلى الله، كأن قائلا يقول: لماذا فوض أمره إلى الله ؟ فأجاب بأن الله تعالى بصير بالعباد، (( بصير بالعباد )) أي بأحوالهم، وحاضرهم ومستقبلهم وجميع شؤونهم، فهو جل وعلا يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، يعلم كل أحوالهم.
" قال ذلك لما توعدوه بمخالفة دينه " يعني كأنهم توعدوه فقال: أفوض أمري إلى الله، ولكن التوعد ليس في الآية دليل عليه، والظاهر والله أعلم أنه لم يقل ذلك حين توعدوه ولكنه قال ذلك حين أيس من أن يمتثلوا لنصيحته، فقال كالمودع لهم: (( فستذكرون ما أقول لكم )) وأما أنا فأفوض أمري إلى الله لأني قمت بما يلزمني من نصيحة وهذا أكثر ما يجب علي.
قال: (( وأفوض أمري إلى الله )) الواو هنا للاستئناف ولا يصح أن تكون عاطفة لأنها لو كانت عاطفة لكان المعنى وسأفوض أمري إلى الله، ولكن هذا ليس هذا المعنى، بل المعنى: وأنا أفوض أمري إلى الله، فالواو هنا للاستئناف، أفوضه إلى الله أي أكله إلى الله عز وجل، وقوله: (( أمري )) هذا مفرد مضاف يعم والمراد به الشأن، أي الشأن كله (( إلى الله )) وهذا غاية ما يكون من التوكل وسيأتي إن شاء الله في الفوائد.
(( إن الله بصير بالعباد )) هذه الجملة تعليلية للحكم السابق وهو قوله: أفوض أمري إلى الله، كأن قائلا يقول: لماذا فوض أمره إلى الله ؟ فأجاب بأن الله تعالى بصير بالعباد، (( بصير بالعباد )) أي بأحوالهم، وحاضرهم ومستقبلهم وجميع شؤونهم، فهو جل وعلا يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، يعلم كل أحوالهم.
" قال ذلك لما توعدوه بمخالفة دينه " يعني كأنهم توعدوه فقال: أفوض أمري إلى الله، ولكن التوعد ليس في الآية دليل عليه، والظاهر والله أعلم أنه لم يقل ذلك حين توعدوه ولكنه قال ذلك حين أيس من أن يمتثلوا لنصيحته، فقال كالمودع لهم: (( فستذكرون ما أقول لكم )) وأما أنا فأفوض أمري إلى الله لأني قمت بما يلزمني من نصيحة وهذا أكثر ما يجب علي.