تتمة هل يستدل برؤية الإنسان المنامية على إثبات عذاب القبر .؟ حفظ
الطالب: ...
الشيخ : لا ما يستدل، لكن يستدل به على دفع دعوى أهل الإلحاد حيث قالوا: إنكم تقولون إن الميت يقعد في قبره ويعذب، ونحن نحفر القبر ونجد أن الميت باق على ما هو عليه، فنرد عليهم بأن هذا النائم يرى أنه معذب وأنه منعم وأنه ذهب وأنه جاء وهو على فراشه لم يتغير، حتى اللحاف ما سقط عن ظهره، فنقول قس الغائب بالحاضر، ثم إن كان عذاب القبر يدرك بالاطلاع عليه لم يكن إيمانا بالغيب لكان إيمانا بالشهادة، والإيمان بالشهادة لا ينفع، يعني الإنسان إذا عاين الشيء فإن إيمانه به لا ينفع، ترى الكافرين عند حضور الأجل تراهم يؤمنون، ولكن لا ينفعهم ذلك، فرعون لما أدركه الغرق: (( قال آمنت أنه إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )). شف إلى هذا الحد، يعني اعترف لله تعالى بالتوحيد، ثم اعترف أنه تابع لبني إسرائيل لقوله: (( آمنت به بنو إسرائيل )) ولم يقل: أنه لا إله إلا الله، إشارة إلى أنه ذل حتى صار تابعا لبني إسرائيل بعد أن كان متجبرا عليهم.