تفسير قوله تعالى : (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )) . حفظ
الشيخ : ثم قال الله تبارك وتعالى: (( إنا لننصر رسلنا ... )) إلى آخره، الجملة هذه مؤكدة بمؤكدين:
أحدهما: إن والثاني: اللام، وقوله: (( إنا لننصر )) أتى بصيغة التعظيم لأن المقام يقتضيه، إذ أن النصر لابد أن يكون من قوي، ولم يقل الله جل وعلا: أنا أنصر، قال: (( إنا لننصر )) لأن المقام يقتضي العظمة والقدرة والقوة.
(( إنا للنصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا )) رسلنا: جمع رسول، وهم كل الرسل، لأن رسل جمع مضاف، والجمع المضاف يكون للعموم، وقوله: (( والذين آمنوا )) معطوفة على رسلنا أي: وننصر الذين آمنوا، آمنوا بما يجب الإيمان به، والإيمان هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان، فمن أنكر فليس بمؤمن، ومن أقر ولم يقبل فليس بمؤمن، ومن أقر ولم يذعن فليس بمؤمن، فأبو طالب مثلا مقر برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام لكنه لم يقبل ولم يذعن، فلا يكون مؤمنا، فالذين آمنوا هم الذين أقروا بقلوبهم، وأذعنوا واستسلموا بجوارحهم، وقبلوا ما أخبرت به الرسل، هؤلاء هم المؤمنون، وقوله: (( في الحياة الدنيا )) متعلق بننصر، أي: ننصرهم في الحياة الدنيا، (( يوم يقوم الأشهاد )) ويوم هذه معطوفة أيضا على ما سبق، وهي متعلقة بننصر، أي: وننصرهم يوم يقوم الأشهاد وذلك يوم القيامة.