تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وما كان لرسول )) منهم (( أن يأتي بآية إلا بإذن الله )) لأنهم عبيد مربوبون (( فإذا جاء أمر الله )) بنزول العذاب على الكفار (( قضي )) بين الرسل ومكذبيها (( بالحق وخسر هنالك المبطلون )) أي ظهر القضاء والخسران للناس وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك . حفظ
فهذه الثلاثة أشياء تبين رجحان التعبير بآية على التعبير بمعجزة، التعبير بآية خير من التعبير بمعجزة من ثلاثة أوجه:
أولا: أن القرآن جاء بتعبير آية دون معجزة.
ثانيا: أن المعجزة تكون من غير النبي، تكون من الساحر والمشعوذ والشياطين.
ثالثا: أنه ليس المقصود مجرد الإعجاز، المقصود أن تكون علامة على صدق النبي.
قال الله عز وجل: " (( فإذا جاء أمر الله )) بنزول العذاب على الكفار (( قضي )) بين الرسل ومكذبيها (( بالحق وخسر هنالك المبطلون )) أي ظهر القضاء والخسران للناس، وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك " إذا جاء أمر الله تعالى الكوني، لأن أمر الله ينقسم إلى قسمين: كوني وشرعي كما سنذكره.
(( فإذا جاء أمر الله )) بنزول العذاب على الكافرين، ونزول النصر للرسول وأتباعهم (( قضي بالحق )) والقاضي هو الله عز وجل، وحذف الفاعل هنا للعلم به، لأن الله تعالى هو الذي يقضي بالحق، كما قال تعالى: (( والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء )) ويحذف الفاعل أحيانا للعلم به كما في قوله: (( وخلق الإنسان ضعيفا )) وكما في هذه الآية، وقد يقال أنه حذف الفاعل هنا للتعميم، ليكون القاضي هو الله، وكذلك القاضي بالحق هم الرسل وأتباعهم، لأنهم قضوا بالحق بالانتصار على عدوهم، لكن الأول أولى أن يكون الفاعل واحدا لكن حذف للعلم به.
(( قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون )) هنا الخسران: فوات الربح، وهنا: اسم إشارة للمكان، والمراد به الزمان، ولهذا قال المؤلف: " في كل وقت " المعنى: خسر في ذلك الوقت المبطلون.
فإذا قال قائل: ألستم تقولون إن هنا إشارة للمكان ؟ قلنا: بلى، لكن قد تستعار إشارة للزمان، واللام في قوله: (( هنالك )) للبعد، والكاف حرف خطاب، المبطلون: أي الذين وقعوا في الباطل، لأن القضاء بالحق يقتضي زوال الباطل، وإذا زال الباطل خسر أهله، والباطل ضد الحق، ويفسر في كل موضع بحسبه، فالباطل في الكلام الخبري الكذب، والباطل في الحكم الجور، والباطل في المعاملة الغش وما أشبه ذلك، المهم أن الباطل يفسر في كل موضع بحسبه.
وقول المؤلف: " وهم خاسرون في كل وقت " احترازا من الإشارة في قوله هنالك لئلا يظن ظان أنهم خاسرون في حال نزول العذاب فقط، مع أنهم خاسرون كل وقت، وقد يقال: لا حاجة إلى ما قال المؤلف، لأن المقصود وخسر هناك أي ظهرت خسارتهم وبانت، لأنهم قبل أن يأتوا بالعذاب ربما يقول القائل أنهم ربحوا، كما قال أبو سفيان في يوم أحد قال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، فظن أنه ربح في ذلك اليوم.
فالأولى أن تبقى الآية على ظاهرها وألا يستدرك القرآن، فيقال: (( خسر هنالك )) أي ظهر خسرانهم وبان، أما خسرانهم قبل نزول العذاب فهو ليس ببين، إذ قد يقول القائل: إنهم يربحون فيما إذا أدالهم الله تعالى على الإسلام إدالة غير مستقرة، لأنه لا يجوز لنا أن نعتقد بأن الله يديل الكفر على الإسلام إدالة مستقرة، بل من ظن بالله هذا فقد ظن به ظن السوء، لكن الله يقول: (( وتلك الأيام نداولها بين الناس )).
أولا: أن القرآن جاء بتعبير آية دون معجزة.
ثانيا: أن المعجزة تكون من غير النبي، تكون من الساحر والمشعوذ والشياطين.
ثالثا: أنه ليس المقصود مجرد الإعجاز، المقصود أن تكون علامة على صدق النبي.
قال الله عز وجل: " (( فإذا جاء أمر الله )) بنزول العذاب على الكفار (( قضي )) بين الرسل ومكذبيها (( بالحق وخسر هنالك المبطلون )) أي ظهر القضاء والخسران للناس، وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك " إذا جاء أمر الله تعالى الكوني، لأن أمر الله ينقسم إلى قسمين: كوني وشرعي كما سنذكره.
(( فإذا جاء أمر الله )) بنزول العذاب على الكافرين، ونزول النصر للرسول وأتباعهم (( قضي بالحق )) والقاضي هو الله عز وجل، وحذف الفاعل هنا للعلم به، لأن الله تعالى هو الذي يقضي بالحق، كما قال تعالى: (( والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء )) ويحذف الفاعل أحيانا للعلم به كما في قوله: (( وخلق الإنسان ضعيفا )) وكما في هذه الآية، وقد يقال أنه حذف الفاعل هنا للتعميم، ليكون القاضي هو الله، وكذلك القاضي بالحق هم الرسل وأتباعهم، لأنهم قضوا بالحق بالانتصار على عدوهم، لكن الأول أولى أن يكون الفاعل واحدا لكن حذف للعلم به.
(( قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون )) هنا الخسران: فوات الربح، وهنا: اسم إشارة للمكان، والمراد به الزمان، ولهذا قال المؤلف: " في كل وقت " المعنى: خسر في ذلك الوقت المبطلون.
فإذا قال قائل: ألستم تقولون إن هنا إشارة للمكان ؟ قلنا: بلى، لكن قد تستعار إشارة للزمان، واللام في قوله: (( هنالك )) للبعد، والكاف حرف خطاب، المبطلون: أي الذين وقعوا في الباطل، لأن القضاء بالحق يقتضي زوال الباطل، وإذا زال الباطل خسر أهله، والباطل ضد الحق، ويفسر في كل موضع بحسبه، فالباطل في الكلام الخبري الكذب، والباطل في الحكم الجور، والباطل في المعاملة الغش وما أشبه ذلك، المهم أن الباطل يفسر في كل موضع بحسبه.
وقول المؤلف: " وهم خاسرون في كل وقت " احترازا من الإشارة في قوله هنالك لئلا يظن ظان أنهم خاسرون في حال نزول العذاب فقط، مع أنهم خاسرون كل وقت، وقد يقال: لا حاجة إلى ما قال المؤلف، لأن المقصود وخسر هناك أي ظهرت خسارتهم وبانت، لأنهم قبل أن يأتوا بالعذاب ربما يقول القائل أنهم ربحوا، كما قال أبو سفيان في يوم أحد قال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، فظن أنه ربح في ذلك اليوم.
فالأولى أن تبقى الآية على ظاهرها وألا يستدرك القرآن، فيقال: (( خسر هنالك )) أي ظهر خسرانهم وبان، أما خسرانهم قبل نزول العذاب فهو ليس ببين، إذ قد يقول القائل: إنهم يربحون فيما إذا أدالهم الله تعالى على الإسلام إدالة غير مستقرة، لأنه لا يجوز لنا أن نعتقد بأن الله يديل الكفر على الإسلام إدالة مستقرة، بل من ظن بالله هذا فقد ظن به ظن السوء، لكن الله يقول: (( وتلك الأيام نداولها بين الناس )).