التعليق على تفسير الجلالين : (( الله الذى جعل لكم الأنعام )) قيل الإبل خاصة هنا والظاهر والبقر والغنم (( لتركبوا منها ومنها تأكلون )). حفظ
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى : " (( الله الذي جعل لكن الأنعام )) قيل الإبل خاصة هنا والظاهر والبقر والغنم ".
(( الله الذي جعل لكم الأنعام )) جعل : أي صيرها مسخرة لكم، والجعل هنا جعل كوني، لأن الجعل المضاف إلى الله عز وجل يكون كونا، ويكون قدرا، يعني يكون جعلا كونيا، ويكون جعلا شرعيا، ففي قوله تعالى : (( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام )) هذا الجعل شرعي، وفي قوله تعالى : ((وجعلناكم أكثر نفيرا )) هذا جعل كوني، وفي قوله تعالى هنا : (( الله الذي جعل لكم الأنعام )) جعل كوني، والأنعام جمع نعم، قال المفسر: " قيل الإبل خاصة والظاهر والبقر والغنم " بل والظاهر ما هو أعم من ذلك، وهو ما أنعم الله به علينا من الحيوان الذي سخره لنا من إبل وبقر وغنم وفيلة وغيرها، كل شيء.
وقوله: (( لتركبوا منها ومنها تأكلون )) قسم الله سبحانه وتعالى هذه الأنعام إلى قسمين: قسم تركب وقسم تؤكل يعني ولا تركب، وعلى هذا تكون من في الموضعين للتبعيض، وعلامة من التي للتبعيض أن يحل محلها كلمة بعض، فهنا احذف من وقل: لتركبوا بعضها وبعضها تأكلون، يستقيم الكلام، فهذه علامة من التبعيضية أن يحل محلها كلمة بعض، وقوله: (( ومنها تأكلون )) هذا التقسيم لا يعني الانقسام، بمعنى أنه يمكن أن يوجد من الأنعام ما يأكل وما يركب مثل: الإبل فإنها تؤكل وتركب (( لتركبوا منها ومنها تأكلون )).