تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وجزاء سيئة سيئة مثلها )) سميت الثانية سيئة لمشابهتها للأولى في الصورة ، وهذا ظاهر فيما يقتص فيه من الجراحات ، قال بعضهم : وإذا قال له أخزاك الله ، فيجيبه : أخزاك الله (( فمن عفا )) عن ظالمه (( وأصلح )) الود بينه وبين المعفو عنه (( فأجره على الله )) أي إن الله يأجره لا محالة (( إنه لا يحب الظالمين )) أي البادئين بالظلم فيرتب عليهم عقابه . حفظ
قال الله تبارك وتعالى (( وجزاء سيئةسيئة مثلها )) على أي شيء حمل المؤلف السيئة الثانية ؟ على مشابهة الأولى في اللفظ، نعم عن طريق المشاكلة، طيب هل كلامه صحيح أو لا ؟ غير صحيح، كيف ذلك ؟إذن هي سيئة بالنسبة للمقتص منه، وإبقاء اللفظ على ظاهره خير من تحريفه بدون دليل.
قال الله تعالى (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )) من هذه شرطية فعل الشرط عفا، والمعطوف عليه جملة فأجره على الله هي جواب الشرط، يقول الله عز وجل: (( فمن عفا ))أي لم يؤاخذ بالذنب يعني عمن ظلمه،(( وأصلح ))يقول: " الود بينه وبين المعفو عنه (( فأجره على الله )) أي أن الله تعالى يأجره لا محالة "،قوله:(( فمن عفا ))قال المؤلف: " عن ظالمه "وهذا واضح، والعفو عنه يعني عدم مؤاخذته (( وأصلح )) يقول: " الود بينه وبين ظالمه "وهذا تفسير قاصر جدا، بل المراد أصلح في عفوه، أي صار عفوه مشتملا على الإصلاح، وإنما قلنا ذلك لأن ما ذكرناه أعم وأنفع بالنسبة للمعنى، إذا (( أصلح ))المؤلف يراها قاصرة على إصلاح الود بينه وبين من ظلمه، والصواب أن المراد أصلح في عفوه أي كان عفوه إصلاحا،(( فأجره على الله )) يقول المؤلف: " أي أن الله يأجره لا محالة "أجر بمعنى ثواب، وسمى الله سبحانه وتعالى الثواب أجرا لأنه في مقابل عمل كأجرة الأجير إذا قام بعمله، وفيه أيضا إيماء إلى أن هذا الثواب واجب كما يجب إعطاء الأجير أجره، وقول المؤلف:" فإن الله يأجره لا محالة "أخذ هذا المعنى يعني قوله: " لا محالة " من كون الجملة اسمية لأن الجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار.