تتمة فوائد حديث :( العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه ) حفظ
الشيخ : أما قبل القبض فليس الرجوع فيها حرامًا لكنه من إخلاف الوعد، والعلماء مختلفون في إخلاف الوعد هل هو حرام أو مكروه؟ فجمهور أهل العلم على أنه مكروه واختار شيخ الإسلام أنه حرام، وأن من وعد فوجب عليه الوفاء واستدل لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل عدم الوفاء بالعهد جعله من سمات المنافقين تحذيرًا منه، وبأن هذا مخالف لقوله تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا )) فأنت إذا أعطيت شخصًا كتابًا مثلًا قلت هذا الكتاب يا فلان لك لكنه لم يقبضه خرج من المجلس، ثم بعدئذٍ رجع ليأخذ كتابه فقلت له رجعت في هبتي نقول هذا ليس حرامًا من جهة الرجوع في الهبة، لأن الهبة لم تقبض بعد وهي لا تلزم إلا بالقبض، لكنه حرام من جهة إخلاف الوعد على القول الراجح، لأن قولك لك هذا الكتاب لك أدنى ما فيه أنه وعد بتمليكه إياه، فإذا رجعت فهذا إخلاف للوعد.
إذن الرجوع في الهبة على القول الراجح حرام سواء قبضت أم لم تقبض، لكن إن كان قبل القبض فهي من باب إخلاف الوعد وإن كان بعده فهو من باب الرجوع فيما ملكه الموهوب له، لأنه يملكها بالقبض هذا هو القول الراجح في هذه المسألة.
وقال بعض العلماء: إن الرجوع في الهبة مباح لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الراجع بالكلب، والكلب عمله لا يتعلق به تكليف فرجوعه في قيئه لا يأثم به، وإذا كان لا يأثم به كان المشبه وهو الراجع في الهبة لا يأثم برجوعه، لأن التشبيه إلحاق المشبه بالمشبه به، ولكن هذا لا شك أنه من تحريف النص وتعطيل معناه، فهو رجوع بالنص إلى غير ما يريده الرسول عليه الصلاة والسلام، ففيه تحريف لمعنى النص وتعطيل تحريف لمعناه وتعطيل له، لأنا إذا قلنا بجواز الرجوع في الهبة وقلنا إن هذا الحديث يدل على الجواز عطلنا الحديث عن معناه المراد به، إذ معناه إيش؟ التحذير من هذا العمل والآن جعلناه معناه إيش؟ الإباحة لهذا العمل فعطلنا النص، ثم هو أيضًا تحريف للنص إذ أن النص لا يدل على ذلك، بل النص يدل على التحذير من هذا غاية التحذير لو أنك قلت لرجل من الناس يا كلب قال ليش؟ قلت لأنك رجعت في الهبة قال إذن لا أوصف بأني كلب لأن الرجوع في الهبة جائز، فنقول الذي وصفك بهذا من الرسول عليه الصلاة والسلام هل يرضى بهذا أو يفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفه بذلك من أجل أن يقول له ارجع في هبتك كما أن الكلب يرجع؟ هذا الشيء مستحيل، ولم يشبه الآدمي الذي فضّله الله على كثير ممن خلق لم يشبه بالحيوان إلا في مقام الذم، شبه الذين حملوا التوراة بمن بالحمار يحمل أسفارًا مدحًا أو ذمًّا؟
الطالب : ذمًّا.
الشيخ : ذمًّا، وشبه الذي أتاه الله آياته فانسلخ منها بالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث مدحًا أو ذمًّا؟
الطالب : ذمًّا.
الشيخ : ذمًّا، وشبه الذي يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة بالحمار يحمل أسفارا مدحًا أو ذمًّا؟
الطالب : ذمًّا.
الشيخ : هاه ذمًّا، إذن لم يلحق أو لم يشبه الآدمي الذي فضّله الله على كثير ممن خلق بالحيوان إلا في مقام الذم، ولهذا نهى الرسول عليه الصلاة والسلام أن الإنسان يبرك في سجوده كبروك البعير، ونهى أن يبسط الساجد ذراعيه انبساط السبع كالكلب والسبع كله ورد، إذن لا يمكن أن نقول إن هذا الحديث يدل على جواز الرجوع في الهبة، ثم يبطل هذا القول غاية الإبطال قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس لنا مثل السوء، وهو صريح في أن الرجوع في الهبة مثل سوء تبرأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام، ولو ذهب ذاهب إلى أن الرجوع في الهبة بعد القبض من كبائر الذنوب.
الطالب : لم يبعد.
الشيخ : لم يبعد لماذا؟ لتبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ليس لنا مثل السوء.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا فرق بين كون الراجع غنيًّا أو فقيرًا، فلو افتقر الواحد ثم أراد أن يرجع على الموهوب له قلنا لا يجوز، ولا فرق بين أن يرجع على الموهوب له بصفة صريحة أو بحيلة أو بحيلة، مثال الصفة الصريحة: أن يذهب إليه ويقول أعطني ما وهبتك، والحيلة أن يشتريه بأقل من ثمنه هذه حيلة، فإذا كان الموهوب يساوي مئة واشتراه بثمانين فقد رجع بإيش؟
الطالب : بحيلة.
الشيخ : كم بعشرين من مئة الخمس رجع بالخمس مشاعًا فلا يجوز، بل إن بعض العلماء حرّم شراء الإنسان ما وهبه لغيره ولو بثمن المثل، وعلل ذلك بأنه حيلة على الرجوع في الهبة، واستدل لذلك بقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه حمل رجلًا على فرس في سبيل الله أعطاه إياه يجاهد عليه فأضاعه الرجل أضاعه أهمله، فأراد عمر أن يشتريه ظنًّا منه أنه سيبيعه برخص فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( لا تشتره ولو أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه ) فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شراء ذلك من باب إيش؟ من باب الرجوع لأنه قال فإن العائد في صدقته كالكلب، وهذا القول ليس ببعيد لاسيما إذا اشتراه الرجل مباشرة، فإن الغالب أن الموهوب له سوف يخجل ولا يماكسه في الثمن أليس كذلك؟ وش معنى يماكسه؟ يعني يكاسره أو يحاططه يعني ينزل من الثمن، لأنه يقول هو الذي أعطاني إياه كيف أروح أماكسه فتجده ينزل له حياء وخجلًا طيب.
ومن فوائد هذا الحديث: دناءة الكلب وخسته حيث كان يفعل هذا الفعل ولا ندري عن بقية الحيوانات، هل تفعل مثل ذلك أم لا؟ لكن إن فعلت فهذا دناءة أن يتقيأ ثم يرجع في قيئه ولا تستغرب إذا قلنا في ذلك دناءة الكلب وخسته، لأنك قد تقول هذه بهائم وما لها وللخسة وما لها ولكرم الأخلاق، فنقول: بل إن البهائم تمدح على مكارم الأخلاق، فإن ناقة النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة الحديبية لما بركت وخلأت أبت أن تستمر في السير إلى مكة صاح الناس وقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء يعني حرنت ووقفت فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( والله ما خلأت وما ذاك لها بخلق ) دافع عنها ( وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ) ثم قال: ( والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها شعائر الله إلا أجبتهم عليها ) الحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام دافع عن ناقته أن توصف بسوء الخلق قال: ( ما خلأت وما ذاك لها بخلق ) فبعض الحيوانات يكون دنيئًا خسيسًا ويدل ذلك على قبحه، فبعض الحيوانات قد يترفع عن مثل هذه الخسة، ويدل لهذا أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خمس من الدواب كلهن فاسق ) فوصفهن بالفسق، ويدل لهذا أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّم كل ذي ناب من السباع ما يؤكل وكل ذي مخلب من الطير لماذا؟ قال العلماء: لأن الآكل لذلك إذا تغذى بهذا اللحم تأثر به تأثر صار يأكل الناس، لأنه أكل لحم السباع فيخشى أن يكون سبعًا، وإذا لم تتحقق السبعية فربما يكون من طبيعته محبة الأذى، فلذلك نهي عنه وقال أخذ العلماء بهذا فقالوا: يكره للإنسان أن يسترضع لولده امرأة حمقاء، قالوا: لأن ذلك يؤثر في طبيعة الولد يكون الولد أحمق، فاطلب له امرأة تكون حليمة حسنة الأخلاق لأنه يتأثر بذلك.
على كل حال هذا الحديث يدلنا على خسة الكلب ودناءته وبه نعرف خسة من أكرموا الكلب وعظموا الكلب وصاروا يجعلونه ينام على السرير وهم ينامون على الأرض، ويختارون له من اللحم إذا قدم إليهم أطيب اللحم يعطونه إياه ويغسّلونه بالصابون المطيب.
الطالب : والشامبو.
الشيخ : والشامبو نعم وهم لو غسلوه بماء البحر فهو عين نجسة خبيثة، لكن سبحان الله ربما يكون قوله تعالى: (( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات )) يتناول حتى هذا وهي أن النفوس الخبيثة تألف الخبيث، ومن ثم نسمع عنهم بخبثهم أن الواحد منهم إذا جلس على الخلاء وتعرفون أن كراسي الخلاء عندهم مرتفعة يعني كراسي جلوس واستقرار قال يالله هاتوا الجرائد هاتوا الصحف ثم جلس على هذا الخلاء كاشف العورة وهو يقرأ الصحف نعم ويستريح يستريح في هذا، مع أن المكان خبيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أراد أن يدخل قال: ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) لكن هم لخبث أنفسهم يألفون هذا، وهذه معاني لا يدركها إلا من تأمل في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم (( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس )) نجس ما عاد أعظم من هذا الوصف، لكن أكثر الناس يظنون أن الإنسانية إنسانية حتى فيمن انحرف عن مقتضى الإنسانية، ولكن الإنسانية إنسانية إذا وافق الإنسان الطبيعة والفطرة التي خلق عليها الإنسان وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها أن أقوم لله بدين الله وأقم وجهك للدين حنيفًا هاه؟ هذه فطرة أن تقيم وجهك للدين حنيفًا، إذا لم تقم وجهك للدين حنيفًا فقد خالفت الفطرة وخرجت عن مقتضى الإنسانية وصرت مثل البهائم بل أشر (( إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون )) (( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم )) فكل من لم يسمعه الله دينه فإنه أصم أبكم وهو شر الدواب، ولكن مع الأسف أن كثيرًا من الناس اليوم لا يرون هذا شيئًا، بل قد يرون أن بعض الكفار الذين أخذوا من محاسن أعمال الفطرة ما أخذوا خير من المسلم اعلم أنه ليس في الكفار صدق ولا وفاء بعهد ولا حسن في معاملة إلا وهو في الإسلام كل شيء من محاسن الكفار فهو موجود في الإسلام، لكن من أصمه الله من المسلمين وصار أذنابًا لهم يرى أن كل خلق حسن ومعاملة طيبة فهي منهم، حتى إننا سمعنا بعض الناس يقول إذا أراد أن يحث على صاحبه على الوفاء بالوعد يقول إنه وعد إنجليزي سبحان الله! لماذا لا تقول إنه وعد مؤمن هاه؟ لأن المؤمن هو الذي لا يخلف هو الذي لا يخلف وليس في الإنجليز ولا في الأمريكان ولا في الروس ولا غيرهم شيء من محاسن الأخلاق إلا وهو عند المسلمين، لكن نعم المسلمون حقيقة فرّطوا وأضاعوا وصاروا يتخلقون بأخلاق الكفار والكفار يتخلّقون بأخلاقهم في المعاملة المعاملة التي يمشون فيها دنياهم أما في العبادة فإنهم ما أخذوا شيئًا من الإسلام طيب.
الطالب : شيخ شيخ؟
الشيخ : نعم.
الطالب : إذا وعد إنسان ... ثم تبين له أن ...
إذن الرجوع في الهبة على القول الراجح حرام سواء قبضت أم لم تقبض، لكن إن كان قبل القبض فهي من باب إخلاف الوعد وإن كان بعده فهو من باب الرجوع فيما ملكه الموهوب له، لأنه يملكها بالقبض هذا هو القول الراجح في هذه المسألة.
وقال بعض العلماء: إن الرجوع في الهبة مباح لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الراجع بالكلب، والكلب عمله لا يتعلق به تكليف فرجوعه في قيئه لا يأثم به، وإذا كان لا يأثم به كان المشبه وهو الراجع في الهبة لا يأثم برجوعه، لأن التشبيه إلحاق المشبه بالمشبه به، ولكن هذا لا شك أنه من تحريف النص وتعطيل معناه، فهو رجوع بالنص إلى غير ما يريده الرسول عليه الصلاة والسلام، ففيه تحريف لمعنى النص وتعطيل تحريف لمعناه وتعطيل له، لأنا إذا قلنا بجواز الرجوع في الهبة وقلنا إن هذا الحديث يدل على الجواز عطلنا الحديث عن معناه المراد به، إذ معناه إيش؟ التحذير من هذا العمل والآن جعلناه معناه إيش؟ الإباحة لهذا العمل فعطلنا النص، ثم هو أيضًا تحريف للنص إذ أن النص لا يدل على ذلك، بل النص يدل على التحذير من هذا غاية التحذير لو أنك قلت لرجل من الناس يا كلب قال ليش؟ قلت لأنك رجعت في الهبة قال إذن لا أوصف بأني كلب لأن الرجوع في الهبة جائز، فنقول الذي وصفك بهذا من الرسول عليه الصلاة والسلام هل يرضى بهذا أو يفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفه بذلك من أجل أن يقول له ارجع في هبتك كما أن الكلب يرجع؟ هذا الشيء مستحيل، ولم يشبه الآدمي الذي فضّله الله على كثير ممن خلق لم يشبه بالحيوان إلا في مقام الذم، شبه الذين حملوا التوراة بمن بالحمار يحمل أسفارًا مدحًا أو ذمًّا؟
الطالب : ذمًّا.
الشيخ : ذمًّا، وشبه الذي أتاه الله آياته فانسلخ منها بالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث مدحًا أو ذمًّا؟
الطالب : ذمًّا.
الشيخ : ذمًّا، وشبه الذي يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة بالحمار يحمل أسفارا مدحًا أو ذمًّا؟
الطالب : ذمًّا.
الشيخ : هاه ذمًّا، إذن لم يلحق أو لم يشبه الآدمي الذي فضّله الله على كثير ممن خلق بالحيوان إلا في مقام الذم، ولهذا نهى الرسول عليه الصلاة والسلام أن الإنسان يبرك في سجوده كبروك البعير، ونهى أن يبسط الساجد ذراعيه انبساط السبع كالكلب والسبع كله ورد، إذن لا يمكن أن نقول إن هذا الحديث يدل على جواز الرجوع في الهبة، ثم يبطل هذا القول غاية الإبطال قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس لنا مثل السوء، وهو صريح في أن الرجوع في الهبة مثل سوء تبرأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام، ولو ذهب ذاهب إلى أن الرجوع في الهبة بعد القبض من كبائر الذنوب.
الطالب : لم يبعد.
الشيخ : لم يبعد لماذا؟ لتبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ليس لنا مثل السوء.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا فرق بين كون الراجع غنيًّا أو فقيرًا، فلو افتقر الواحد ثم أراد أن يرجع على الموهوب له قلنا لا يجوز، ولا فرق بين أن يرجع على الموهوب له بصفة صريحة أو بحيلة أو بحيلة، مثال الصفة الصريحة: أن يذهب إليه ويقول أعطني ما وهبتك، والحيلة أن يشتريه بأقل من ثمنه هذه حيلة، فإذا كان الموهوب يساوي مئة واشتراه بثمانين فقد رجع بإيش؟
الطالب : بحيلة.
الشيخ : كم بعشرين من مئة الخمس رجع بالخمس مشاعًا فلا يجوز، بل إن بعض العلماء حرّم شراء الإنسان ما وهبه لغيره ولو بثمن المثل، وعلل ذلك بأنه حيلة على الرجوع في الهبة، واستدل لذلك بقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه حمل رجلًا على فرس في سبيل الله أعطاه إياه يجاهد عليه فأضاعه الرجل أضاعه أهمله، فأراد عمر أن يشتريه ظنًّا منه أنه سيبيعه برخص فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( لا تشتره ولو أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه ) فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شراء ذلك من باب إيش؟ من باب الرجوع لأنه قال فإن العائد في صدقته كالكلب، وهذا القول ليس ببعيد لاسيما إذا اشتراه الرجل مباشرة، فإن الغالب أن الموهوب له سوف يخجل ولا يماكسه في الثمن أليس كذلك؟ وش معنى يماكسه؟ يعني يكاسره أو يحاططه يعني ينزل من الثمن، لأنه يقول هو الذي أعطاني إياه كيف أروح أماكسه فتجده ينزل له حياء وخجلًا طيب.
ومن فوائد هذا الحديث: دناءة الكلب وخسته حيث كان يفعل هذا الفعل ولا ندري عن بقية الحيوانات، هل تفعل مثل ذلك أم لا؟ لكن إن فعلت فهذا دناءة أن يتقيأ ثم يرجع في قيئه ولا تستغرب إذا قلنا في ذلك دناءة الكلب وخسته، لأنك قد تقول هذه بهائم وما لها وللخسة وما لها ولكرم الأخلاق، فنقول: بل إن البهائم تمدح على مكارم الأخلاق، فإن ناقة النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة الحديبية لما بركت وخلأت أبت أن تستمر في السير إلى مكة صاح الناس وقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء يعني حرنت ووقفت فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( والله ما خلأت وما ذاك لها بخلق ) دافع عنها ( وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ) ثم قال: ( والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها شعائر الله إلا أجبتهم عليها ) الحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام دافع عن ناقته أن توصف بسوء الخلق قال: ( ما خلأت وما ذاك لها بخلق ) فبعض الحيوانات يكون دنيئًا خسيسًا ويدل ذلك على قبحه، فبعض الحيوانات قد يترفع عن مثل هذه الخسة، ويدل لهذا أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خمس من الدواب كلهن فاسق ) فوصفهن بالفسق، ويدل لهذا أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّم كل ذي ناب من السباع ما يؤكل وكل ذي مخلب من الطير لماذا؟ قال العلماء: لأن الآكل لذلك إذا تغذى بهذا اللحم تأثر به تأثر صار يأكل الناس، لأنه أكل لحم السباع فيخشى أن يكون سبعًا، وإذا لم تتحقق السبعية فربما يكون من طبيعته محبة الأذى، فلذلك نهي عنه وقال أخذ العلماء بهذا فقالوا: يكره للإنسان أن يسترضع لولده امرأة حمقاء، قالوا: لأن ذلك يؤثر في طبيعة الولد يكون الولد أحمق، فاطلب له امرأة تكون حليمة حسنة الأخلاق لأنه يتأثر بذلك.
على كل حال هذا الحديث يدلنا على خسة الكلب ودناءته وبه نعرف خسة من أكرموا الكلب وعظموا الكلب وصاروا يجعلونه ينام على السرير وهم ينامون على الأرض، ويختارون له من اللحم إذا قدم إليهم أطيب اللحم يعطونه إياه ويغسّلونه بالصابون المطيب.
الطالب : والشامبو.
الشيخ : والشامبو نعم وهم لو غسلوه بماء البحر فهو عين نجسة خبيثة، لكن سبحان الله ربما يكون قوله تعالى: (( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات )) يتناول حتى هذا وهي أن النفوس الخبيثة تألف الخبيث، ومن ثم نسمع عنهم بخبثهم أن الواحد منهم إذا جلس على الخلاء وتعرفون أن كراسي الخلاء عندهم مرتفعة يعني كراسي جلوس واستقرار قال يالله هاتوا الجرائد هاتوا الصحف ثم جلس على هذا الخلاء كاشف العورة وهو يقرأ الصحف نعم ويستريح يستريح في هذا، مع أن المكان خبيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أراد أن يدخل قال: ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) لكن هم لخبث أنفسهم يألفون هذا، وهذه معاني لا يدركها إلا من تأمل في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم (( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس )) نجس ما عاد أعظم من هذا الوصف، لكن أكثر الناس يظنون أن الإنسانية إنسانية حتى فيمن انحرف عن مقتضى الإنسانية، ولكن الإنسانية إنسانية إذا وافق الإنسان الطبيعة والفطرة التي خلق عليها الإنسان وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها أن أقوم لله بدين الله وأقم وجهك للدين حنيفًا هاه؟ هذه فطرة أن تقيم وجهك للدين حنيفًا، إذا لم تقم وجهك للدين حنيفًا فقد خالفت الفطرة وخرجت عن مقتضى الإنسانية وصرت مثل البهائم بل أشر (( إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون )) (( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم )) فكل من لم يسمعه الله دينه فإنه أصم أبكم وهو شر الدواب، ولكن مع الأسف أن كثيرًا من الناس اليوم لا يرون هذا شيئًا، بل قد يرون أن بعض الكفار الذين أخذوا من محاسن أعمال الفطرة ما أخذوا خير من المسلم اعلم أنه ليس في الكفار صدق ولا وفاء بعهد ولا حسن في معاملة إلا وهو في الإسلام كل شيء من محاسن الكفار فهو موجود في الإسلام، لكن من أصمه الله من المسلمين وصار أذنابًا لهم يرى أن كل خلق حسن ومعاملة طيبة فهي منهم، حتى إننا سمعنا بعض الناس يقول إذا أراد أن يحث على صاحبه على الوفاء بالوعد يقول إنه وعد إنجليزي سبحان الله! لماذا لا تقول إنه وعد مؤمن هاه؟ لأن المؤمن هو الذي لا يخلف هو الذي لا يخلف وليس في الإنجليز ولا في الأمريكان ولا في الروس ولا غيرهم شيء من محاسن الأخلاق إلا وهو عند المسلمين، لكن نعم المسلمون حقيقة فرّطوا وأضاعوا وصاروا يتخلقون بأخلاق الكفار والكفار يتخلّقون بأخلاقهم في المعاملة المعاملة التي يمشون فيها دنياهم أما في العبادة فإنهم ما أخذوا شيئًا من الإسلام طيب.
الطالب : شيخ شيخ؟
الشيخ : نعم.
الطالب : إذا وعد إنسان ... ثم تبين له أن ...