وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها . رواه البخاري . حفظ
الشيخ : وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويجيب عليها ) رواه البخاري.
كان يقبل يقول العلماء رحمهم الله إن كان إذا كان خبرها مضارعًا فإنها تدل غالبًا على الدوام، تدل غالبًا على الدوام لا دائمًا، وما أطلقه بعض العلماء من أن كان تفيد الدوام فليس مرادًا، والدليل على هذا أنه قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة بسبّح والغاشية، وأنه كان يقرأ في الصلاة الجمعة بالجمعة والمنافقين، ولا يمكن أن نقول إن كان هنا تدل على الدوام والاستمرار لو قلنا بذلك لتناقض الخبران، فإذن هي تدل على الدوام إيش؟ غالبًا لا دائمًا طيب.
كان يقبل الهدية كان يقبل الهدية عليه الصلاة والسلام من أي شخص حتى قال صلى الله عليه وسلم: ( لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلته ) حتى الهدية القليلة ذراع أو كراع تعرفون الكراع؟
الطالب : لا.
الشيخ : كراع البهيمة هاه؟ اذبح شاة وادعني أريك إياها نعم يقول لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت مع علو مرتبته عليه الصلاة والسلام وشرف مقامه، لو أهدي إليه هذه الشيء الزهيد لقبله من أي شخص، حتى إنه يقبل الهدية من اليهود أهدت إليه امرأة من يهود خيبر حين فتح خيبر أهدت إليه شاة، وقد سألت ما الذي كان يعجبه من الشاة قالوا كان يعجبه الذراع فجعلت في هذا الذراع سمًّا سمًّا قاتلًا، وأهدت الشاة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فدعا أصحابه وأخذ من هذا الذراع، لأنه يعجبه فلما لاكه لم يهضمه مضغه ولكنه ما هضمه ما نزل إلى معدته، ثم قذفه عليه الصلاة والسلام لفظه لفظه وتبين أن فيه سم، فدعا المرأة فقال: ما الذي حملك على هذا؟ قالت: أردت إن كنت نبيا فإن الله سوف ينقذك منه وإن كنت كاذبًا فسنستريح منك، فكان هذا آية للرسول عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى أنجاه منه، ولكن مع ذلك كان في مرض موته يقول: ( ما زالت أكلة خيبر تعاودني ) وهذا أوان انقطاع الأبهر مني، حتى إن الزهري قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر شهيدًا لأن اليهود قتلوه، وهذه من عادة اليهود عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة يقتلون الأنبياء بغير حق، الحاصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها، وقد ذكر ابن القيم أظنه في عن ابن عساكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هذه الأكلة صار إذا قدّم إليه طعام جعل المقدم يأكل منه قبله أو شراب جعله يشرب منه قبله، احترازًا وتحريًا والإنسان مأمور بالتحري.
على كل حال تقول كان يقبل الهدية، والهدية هنا جنس يشمل القليل والكثير من أي مهدٍ كان، ولكنه لكرمه يثيب عليها يعني يعطي مقابلًا لها أكثر أو أقل هو كريم عليه الصلاة والسلام أكرم الخلق فسيعطي أكثر، ولكن ربما نقول إنه يثيب عليها بما تيسر له أقل أو أكثر، المهم أن يكسر منة المهدي حتى لا يقع في نفسه يومًا من الدهر أنه منّ على الرسول صلى الله عليه وسلم.