وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : وهب رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة فأثابه عليها ، فقال : ( رضيت ؟ ) قال : لا . فزاده ، فقال : ( رضيت ؟ ) قال : لا . فزاده ، فقال : ( رضيت ؟ ) قال : نعم . رواه أحمد ، وصححه ابن حبان . حفظ
الشيخ : وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( وهب رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة فأثابه عليها فقال: رضيت؟ قال: لا، فزاده، فقال: رضيت؟ قال: لا، فزاده، فقال: رضيت؟ قال: نعم ) رواه أحمد وصححه ابن حبان.
قوله: أهدى ناقة ومن المعلوم أن هذا الرجل لم يهد هذه الناقة إلا وهو يترقب عوضًا عنها، فالهدية هنا بمنزلة البيع ولهذا أعطاه النبي عليه الصلاة والسلام حتى رضي، كما أعطى جابر بن عبدا لله نعم حتى رضي، قال: ( بعنيه بأوقية، قال: لا ) فكرر عليه حتى باع عليه المهم أن النبي عليه الصلاة والسلام فهم أن هذا الرجل الذي أهدى الناقة إنما أهداها إيش؟ على وجه المعاوضة فأثابه عليها فقال: رضيت؟ قال: لا، فزاده، فقال: رضيت؟ قال: لا، فزاده، فقال: رضيت؟ قال: نعم ) وهذا واضح في أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يثيب ما يرضى به المهدي إما بلسان حاله وإما بلسان مقاله، أما لسان المقال فكما سمعتم في الحديث وأما لسان الحال فأن يقدّر المهدى إليه أن ما أثاب على هديته أكثر من قيمتها، فإذا غلب على ظنه أنه أكثر أو أنه مساوي فقد أثاب.