ما هو السبيل إلى العمل للإسلام ؟ حفظ
السائل : والمكان مكان الطّائفة هل هي في بيت المقدس؟
الشيخ : ليس هناك نصّ مرفوع صريح عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولكن هناك روايتان إحداهما صحيحة ولكنّها موقوفة وهي في صحيح البخاري فإنّ من روّاة هذا الحديث حديث الطّائفة المنصورة معاوية بن أبي سفيان حينما روى على الملأ هذا الحديث قال لهم وهذا معاذ بن جبل يقول هم في الشّام هذه رواية صحيحة الرّواية الأخرى المرفوعة إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهي ضعيفة ( إنّها في أكناف بيت المقدس ) هذه مرفوعة ولكنّها ضعيفة السّند وهذا وذاك أي هذه الرّواية الضّعيفة وتلك الرّواية الصّحيحة الموقوفة لا تنفي أن تكون الطّائفة المنصورة في بعض البلاد الإسلاميّة وليس تكون محصورة في الشّام مثلا إذا فرضنا أنّ هذا الحديث الموقوف له حكم المرفوع وإذا سلّمنا بأنّ هذا الحديث الموقوف هو في حكم المرفوع فلا شكّ أنّه سيكون الأمر كذلك ونحن أشرنا آنفا إلى أنّ المؤمنين موجودون في كلّ بلاد الإسلام ولو أنّها قلّة قلّة ضعيفة ومبعثرة ومتفرّقة ولكن في النّهاية حينما تريد أن تقيم حكم الله في الأرض فلا بدّ أن يكونوا متجمّعين في مكان معيّن وعلى ذلك فلا يبعد أن يكون هذا المكان هو الشّام كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه كما في صحيح البخاريّ ثمّ لا نستبعد أن يكون أخصّ بلاد الشّام هي دمشق الشّام حيث قال عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الصّحيح ( فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى في الغوطة بجانب مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الشّام يومئذ ) هذا حديث صحيح لكن متى يكون هذا؟ الله أعلم ونحن بهذه المناسبة نقول يجب أن نسعى لنكون من تلك الطّائفة المنصورة علما ثمّ من الطّائفة المنصورة جهادا وقتالا وليس يهمّنا أن نقيم هذه الدّولة قبل أن نتّخذ أسباب إقامتها سواء كانت هذه الأسباب معنويّة أو مادّيّة كما شرحت لكم آنفا ذلك انطلاقا من قوله تبارك وتعالى (( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) إلى آخر الآية .
الشيخ : تفضّل
السائل : نحن نعلم أنّ العمل الإسلامي ينقسم إلى قسمين هما العمل بالإسلام ونحن والحمد لله نعمل بالإسلام في العبادات وغيرها والعمل للإسلام فما السّبيل الأصحّ للعمل للإسلام؟
الشيخ : هذا يا أخي أخذت جوابه دون أن توجّه سؤاله السّبيل قد وضّحته لك الآن أسألك ويبدو أنّك لم تتنبّه لورود الجواب ضمنا في البحث السّابق عن هذا السّؤال اللاّحق هل هناك أفراد مؤمنون فهموا الكتاب والسّنة وطبّقوها في أنفسهم عمليّا يوجد هؤلاء أم لا يوجد؟
السائل : يوجد
الشيخ : يوجد طيّب هؤلاء هل هم متفرّقون أم مجتمعون؟
السائل : متفرّقون بالطّبع
الشيخ : فإذن الجواب حين يجتمع هؤلاء المؤمنون على فرض شيئين اثنين الشّيء الأوّل أنّهم تفقّهوا على الكتاب والسّنّة وتربّوا على ذلك والشّيء الثّاني أنّهم اجتمعوا على ذلك وهذا لاوجود له فالعمل يبدأ من هنا من هنا ننطلق ولهذا قلت للأخ هنا مشيرا أنّ لي كلمة مسجّلة مرارا وتكرارا لابدّ من التّصفية والتّربية أنت الآن تقول يوجد وأنا أشهد معك ولكن كثير من أولئك الّذين يظنّون أنّهم على الكتاب والسّنّة ليسوا حقيقة على الكتاب والسّنّة وهذه حقيقة مرّة مع الأسف الشّديد ولكن يجب أن نعترف بها كالمريض مصاب بمرض فلا ينبغي أن يتكتّم في مرضه بل يجب أن يكشف عن مرضه لكي يتمكّن من معالجته فالآن المجتمعات الإسلاميّة في كلّ البلاد الإسلاميّة إذا أنت نظرت إليها فستجد هناك أفرادا قليلين جدّا هم ضاعوا في تلك الكثرة الّتي وصفها الرّسول عليه السّلام بأنّهم ( غثاء كغثاء السّيل ) الآن نحن في هذا المجتمع أعني المجتمع الأردني كم مذهب يوجد كم طريقة تتحكّم في عقول النّاس ودعك عن الأحزاب الجديدة الطّارئة فما وزن هؤلاء الأفراد؟ وما نسبتهم وأعني بهم الّذين فهموا الإسلام فهما صحيحا وطبّقوه تطبيقا صحيحا؟ هذا مع الأسف نادر وعزيز جدّا ولذلك فأمامنا شوط طويل وبعيد جدّا لكي نهيّئ الأسباب لذاك التّكتّل الّذي لابدّ منه أن يكون على الكتاب والسّنّة وأن يكون اجتماعا في مكان واحد يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله نعم
سائل آخر : لو يا شيخ يجتمعوا الأيّام هذه في مكان واحد يقطعون عليهم الماء
الشيخ : كيف؟
سائل آخر : لو اجتمعوا في محلّ واحد يقطعوا عليهم الميّه
الشيخ : ما هو هكذا آه، ولذلك فالإنسان يجب أن يعرف واقعه وأن يبدأ كما قلنا في آية سبقت (( يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم )) نحن نجد كثيرا من الجماعات الإسلاميّة قد وقعوا مع الأسف في الاستعجال بالأمر فيحرمون العاقبة الّتي ينشدونها أنا أعتقد أنّ أيّ جماعة وأيّ طائفة في أيّ بلد من البلاد الإسلاميّة تعمل في الحقل السّياسي في هذا الزّمن فهو عمل غير ناجح أقلّ ما يقال لا أقول هذا لأنّ العمل السّياسي لاينبغي بل هو واجب لكن هذا العمل السّياسي لا ينبغي أن يكون عملا سياسيّا كأيّ عمل سياسيّ في أيّ دولة من الدّول الكافرة أو الفاسقة يجب أن يكون عملا سياسيّا متميّزا بأصوله وقواعده عن عمل سياسيّ آخر في جماعات أخرى أو أحزاب أخرى ... أن يكون العمل السّياسيّ من أمّة مسلمة أي جماعة مسلمة وقد أنهوا المرحلة الأولى الّتي لابدّ منها والّتي بدأ بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهي الدّعوة إلى الإسلام وأوّل ما يبدأ المسلم إنّما يبدأ بالتّوحيد الآن ولست أريد أن أسمّي ليتذكّر كلّ واحد من الحاضرين الآن جماعة من الجماعات الإسلاميّة الّتي تعمل للإسلام وربّما يكون عندها من الحماس الشيء الكثير ولكن هل بدأوا بما بدأ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلنا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنّما بدأ بما بدأ به أسلافه من إخوانه الأنبياء والمرسلين كما أمره ربّ العالمين في القرآن الكريم (( فبهداهم اقتده )) ابدأ بالدّعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك كان ممّا أمر به عليه الصّلاة والسّلام في القرآن أمرا وجّه إلى شخصه والمراد به أمّته (( فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله )) فالآن قلت آنفا تأمّلوا في أيّ جماعة سياسيّة هل بدأت بما بدأ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بدعوة على الأقلّ لا أقول الأمّة كليّا بدعوة الأصحاب والأتباع الّذين يلتفّون حولها إلى التّوحيد والتّوحيد الصّحيح هذا مع الأسف شيء مفقود ثمّ هذا لا يكفي بالنّسبة إلينا اليوم لأنّ الإسلام جاء على سنّة الله في التّدرّج أمّا نحن اليوم فقد تلقّينا الإسلام كاملا حينما قيل له عليه الصّلاة والسّلام (( قم فأنذر وربّك فكبّر وثيابك فطهّر )) يعني أوّل نزول الوحي عليه لم يكن هناك شيء اسمه صلاة شيء اسمه صيام إلى آخر أركان الإسلام الخمسة لم يكن إلاّ الرّكن الأوّل ألا وهو التّوحيد فبه بدأ عليه الصّلاة والسّلام ثمّ بدأ يدعو النّاس إلى ما أنزل الله عليه من أحكام أصوليّة أساسيّة فنحن اليوم إذن يجب أن نبدأ بما بدأ به الرّسول عليه السّلام ونهتمّ ببقيّة الإسلام وكما قيل
" العلم إن طلبته كثير والعمر عن تحصيله قصير
فقدّم الأهمّ منه فالأهمّ "
السائل : نقف على سؤال يا شيخ
الشيخ : لا ما فيه مجال للوقوف الآن وعلى هذا أنا أقول العمل السّياسي يجب أن يتقدّمه العلم الصّحيح بالإسلام ككلّ لا يتجزّأ ومن حيث البدء نبدأ بما بدأ به الرّسول عليه السّلام وأنا أعلم أنّ الأحزاب الإسلاميّة السّياسيّة خالفت هدي الرّسول عليه السّلام من حيث ما هو بدأ فعلا ومن حيث ما هو أمر به قولا فقد جاء في صحيح البخاريّ وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا أرسل معاذا إلى اليمن قال له ( ليكن أوّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله فإن هم أطاعوك فأمرهم بالصّلاة فإن هم أطاعوك فأمرهم بالزّكاة ) وهكذا هكذا تصنيف الأولويّات فأرسل الرّسول عليه السّلام معاذا إلى اليمن قال له بلسان عربيّ مبين ( ليكن أوّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلاّ الله ) نحن اليوم معشر المسلمين يبدو لكثيرين منّا أنّنا لسنا بحاجة إلى أن ندعو المسلمين إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله لأنّنا لا ندعو كفّارا وإنّما ندعو مسلمين والإسلام هو كما سمعتم ( إنّما أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله ) إذن نحن لسنا بحاجة إلى أن ندعو المسلمين إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله أنا أقول كذلك لسنا بحاجة إلى أن ندعوهم أن يقولوا فإنّهم قد قالوا ولكنّنا بحاجة أن ندعوهم إلى أن يفهموا ما قالوا لقد قالوا كلمة الإسلام لا إله إلاّ الله هل فهموها؟ هنا مع الأسف الشّديد نقول لا لم يفهموها وهذا بحث طويل يتعلّق بالتّوحيد وأقسامه توحيد الرّبوبيّة توحيد الألوهيّة أو العبوديّة وتوحيد الأسماء والصّفات أكثر الأحزاب الإسلاميّة لا تعرف هذا التّفصيل أبدا فكيف نطمع نحن أن نقيم دولة الإسلام على أيدي ناس أوّلا لم يفهموا الإسلام فهما صحيحا ولا إن كانوا فهموه فهما صحيحا فهم يريدون أن يصلوا إلى الأهرام قفزة واحدة ولا يسيرون على السّنن الكونيّة والشّرعيّة أن نبدأ بالأهمّ فالأهمّ كما فعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وكما أمر به معاذا حينما أرسله إلى اليمن هذا ما عندي جواب عن هذا السّؤال والبحث طويل ولعلّ هذا يكفي إن شاء الله تريد تشرّبني
السائل : نعم
الشيخ : طيّب بسم الله .
الشيخ : ليس هناك نصّ مرفوع صريح عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولكن هناك روايتان إحداهما صحيحة ولكنّها موقوفة وهي في صحيح البخاري فإنّ من روّاة هذا الحديث حديث الطّائفة المنصورة معاوية بن أبي سفيان حينما روى على الملأ هذا الحديث قال لهم وهذا معاذ بن جبل يقول هم في الشّام هذه رواية صحيحة الرّواية الأخرى المرفوعة إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهي ضعيفة ( إنّها في أكناف بيت المقدس ) هذه مرفوعة ولكنّها ضعيفة السّند وهذا وذاك أي هذه الرّواية الضّعيفة وتلك الرّواية الصّحيحة الموقوفة لا تنفي أن تكون الطّائفة المنصورة في بعض البلاد الإسلاميّة وليس تكون محصورة في الشّام مثلا إذا فرضنا أنّ هذا الحديث الموقوف له حكم المرفوع وإذا سلّمنا بأنّ هذا الحديث الموقوف هو في حكم المرفوع فلا شكّ أنّه سيكون الأمر كذلك ونحن أشرنا آنفا إلى أنّ المؤمنين موجودون في كلّ بلاد الإسلام ولو أنّها قلّة قلّة ضعيفة ومبعثرة ومتفرّقة ولكن في النّهاية حينما تريد أن تقيم حكم الله في الأرض فلا بدّ أن يكونوا متجمّعين في مكان معيّن وعلى ذلك فلا يبعد أن يكون هذا المكان هو الشّام كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه كما في صحيح البخاريّ ثمّ لا نستبعد أن يكون أخصّ بلاد الشّام هي دمشق الشّام حيث قال عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الصّحيح ( فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى في الغوطة بجانب مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الشّام يومئذ ) هذا حديث صحيح لكن متى يكون هذا؟ الله أعلم ونحن بهذه المناسبة نقول يجب أن نسعى لنكون من تلك الطّائفة المنصورة علما ثمّ من الطّائفة المنصورة جهادا وقتالا وليس يهمّنا أن نقيم هذه الدّولة قبل أن نتّخذ أسباب إقامتها سواء كانت هذه الأسباب معنويّة أو مادّيّة كما شرحت لكم آنفا ذلك انطلاقا من قوله تبارك وتعالى (( و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )) إلى آخر الآية .
الشيخ : تفضّل
السائل : نحن نعلم أنّ العمل الإسلامي ينقسم إلى قسمين هما العمل بالإسلام ونحن والحمد لله نعمل بالإسلام في العبادات وغيرها والعمل للإسلام فما السّبيل الأصحّ للعمل للإسلام؟
الشيخ : هذا يا أخي أخذت جوابه دون أن توجّه سؤاله السّبيل قد وضّحته لك الآن أسألك ويبدو أنّك لم تتنبّه لورود الجواب ضمنا في البحث السّابق عن هذا السّؤال اللاّحق هل هناك أفراد مؤمنون فهموا الكتاب والسّنة وطبّقوها في أنفسهم عمليّا يوجد هؤلاء أم لا يوجد؟
السائل : يوجد
الشيخ : يوجد طيّب هؤلاء هل هم متفرّقون أم مجتمعون؟
السائل : متفرّقون بالطّبع
الشيخ : فإذن الجواب حين يجتمع هؤلاء المؤمنون على فرض شيئين اثنين الشّيء الأوّل أنّهم تفقّهوا على الكتاب والسّنّة وتربّوا على ذلك والشّيء الثّاني أنّهم اجتمعوا على ذلك وهذا لاوجود له فالعمل يبدأ من هنا من هنا ننطلق ولهذا قلت للأخ هنا مشيرا أنّ لي كلمة مسجّلة مرارا وتكرارا لابدّ من التّصفية والتّربية أنت الآن تقول يوجد وأنا أشهد معك ولكن كثير من أولئك الّذين يظنّون أنّهم على الكتاب والسّنّة ليسوا حقيقة على الكتاب والسّنّة وهذه حقيقة مرّة مع الأسف الشّديد ولكن يجب أن نعترف بها كالمريض مصاب بمرض فلا ينبغي أن يتكتّم في مرضه بل يجب أن يكشف عن مرضه لكي يتمكّن من معالجته فالآن المجتمعات الإسلاميّة في كلّ البلاد الإسلاميّة إذا أنت نظرت إليها فستجد هناك أفرادا قليلين جدّا هم ضاعوا في تلك الكثرة الّتي وصفها الرّسول عليه السّلام بأنّهم ( غثاء كغثاء السّيل ) الآن نحن في هذا المجتمع أعني المجتمع الأردني كم مذهب يوجد كم طريقة تتحكّم في عقول النّاس ودعك عن الأحزاب الجديدة الطّارئة فما وزن هؤلاء الأفراد؟ وما نسبتهم وأعني بهم الّذين فهموا الإسلام فهما صحيحا وطبّقوه تطبيقا صحيحا؟ هذا مع الأسف نادر وعزيز جدّا ولذلك فأمامنا شوط طويل وبعيد جدّا لكي نهيّئ الأسباب لذاك التّكتّل الّذي لابدّ منه أن يكون على الكتاب والسّنّة وأن يكون اجتماعا في مكان واحد يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله نعم
سائل آخر : لو يا شيخ يجتمعوا الأيّام هذه في مكان واحد يقطعون عليهم الماء
الشيخ : كيف؟
سائل آخر : لو اجتمعوا في محلّ واحد يقطعوا عليهم الميّه
الشيخ : ما هو هكذا آه، ولذلك فالإنسان يجب أن يعرف واقعه وأن يبدأ كما قلنا في آية سبقت (( يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم )) نحن نجد كثيرا من الجماعات الإسلاميّة قد وقعوا مع الأسف في الاستعجال بالأمر فيحرمون العاقبة الّتي ينشدونها أنا أعتقد أنّ أيّ جماعة وأيّ طائفة في أيّ بلد من البلاد الإسلاميّة تعمل في الحقل السّياسي في هذا الزّمن فهو عمل غير ناجح أقلّ ما يقال لا أقول هذا لأنّ العمل السّياسي لاينبغي بل هو واجب لكن هذا العمل السّياسي لا ينبغي أن يكون عملا سياسيّا كأيّ عمل سياسيّ في أيّ دولة من الدّول الكافرة أو الفاسقة يجب أن يكون عملا سياسيّا متميّزا بأصوله وقواعده عن عمل سياسيّ آخر في جماعات أخرى أو أحزاب أخرى ... أن يكون العمل السّياسيّ من أمّة مسلمة أي جماعة مسلمة وقد أنهوا المرحلة الأولى الّتي لابدّ منها والّتي بدأ بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهي الدّعوة إلى الإسلام وأوّل ما يبدأ المسلم إنّما يبدأ بالتّوحيد الآن ولست أريد أن أسمّي ليتذكّر كلّ واحد من الحاضرين الآن جماعة من الجماعات الإسلاميّة الّتي تعمل للإسلام وربّما يكون عندها من الحماس الشيء الكثير ولكن هل بدأوا بما بدأ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلنا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنّما بدأ بما بدأ به أسلافه من إخوانه الأنبياء والمرسلين كما أمره ربّ العالمين في القرآن الكريم (( فبهداهم اقتده )) ابدأ بالدّعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك كان ممّا أمر به عليه الصّلاة والسّلام في القرآن أمرا وجّه إلى شخصه والمراد به أمّته (( فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله )) فالآن قلت آنفا تأمّلوا في أيّ جماعة سياسيّة هل بدأت بما بدأ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بدعوة على الأقلّ لا أقول الأمّة كليّا بدعوة الأصحاب والأتباع الّذين يلتفّون حولها إلى التّوحيد والتّوحيد الصّحيح هذا مع الأسف شيء مفقود ثمّ هذا لا يكفي بالنّسبة إلينا اليوم لأنّ الإسلام جاء على سنّة الله في التّدرّج أمّا نحن اليوم فقد تلقّينا الإسلام كاملا حينما قيل له عليه الصّلاة والسّلام (( قم فأنذر وربّك فكبّر وثيابك فطهّر )) يعني أوّل نزول الوحي عليه لم يكن هناك شيء اسمه صلاة شيء اسمه صيام إلى آخر أركان الإسلام الخمسة لم يكن إلاّ الرّكن الأوّل ألا وهو التّوحيد فبه بدأ عليه الصّلاة والسّلام ثمّ بدأ يدعو النّاس إلى ما أنزل الله عليه من أحكام أصوليّة أساسيّة فنحن اليوم إذن يجب أن نبدأ بما بدأ به الرّسول عليه السّلام ونهتمّ ببقيّة الإسلام وكما قيل
" العلم إن طلبته كثير والعمر عن تحصيله قصير
فقدّم الأهمّ منه فالأهمّ "
السائل : نقف على سؤال يا شيخ
الشيخ : لا ما فيه مجال للوقوف الآن وعلى هذا أنا أقول العمل السّياسي يجب أن يتقدّمه العلم الصّحيح بالإسلام ككلّ لا يتجزّأ ومن حيث البدء نبدأ بما بدأ به الرّسول عليه السّلام وأنا أعلم أنّ الأحزاب الإسلاميّة السّياسيّة خالفت هدي الرّسول عليه السّلام من حيث ما هو بدأ فعلا ومن حيث ما هو أمر به قولا فقد جاء في صحيح البخاريّ وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا أرسل معاذا إلى اليمن قال له ( ليكن أوّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله فإن هم أطاعوك فأمرهم بالصّلاة فإن هم أطاعوك فأمرهم بالزّكاة ) وهكذا هكذا تصنيف الأولويّات فأرسل الرّسول عليه السّلام معاذا إلى اليمن قال له بلسان عربيّ مبين ( ليكن أوّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلاّ الله ) نحن اليوم معشر المسلمين يبدو لكثيرين منّا أنّنا لسنا بحاجة إلى أن ندعو المسلمين إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله لأنّنا لا ندعو كفّارا وإنّما ندعو مسلمين والإسلام هو كما سمعتم ( إنّما أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله ) إذن نحن لسنا بحاجة إلى أن ندعو المسلمين إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله أنا أقول كذلك لسنا بحاجة إلى أن ندعوهم أن يقولوا فإنّهم قد قالوا ولكنّنا بحاجة أن ندعوهم إلى أن يفهموا ما قالوا لقد قالوا كلمة الإسلام لا إله إلاّ الله هل فهموها؟ هنا مع الأسف الشّديد نقول لا لم يفهموها وهذا بحث طويل يتعلّق بالتّوحيد وأقسامه توحيد الرّبوبيّة توحيد الألوهيّة أو العبوديّة وتوحيد الأسماء والصّفات أكثر الأحزاب الإسلاميّة لا تعرف هذا التّفصيل أبدا فكيف نطمع نحن أن نقيم دولة الإسلام على أيدي ناس أوّلا لم يفهموا الإسلام فهما صحيحا ولا إن كانوا فهموه فهما صحيحا فهم يريدون أن يصلوا إلى الأهرام قفزة واحدة ولا يسيرون على السّنن الكونيّة والشّرعيّة أن نبدأ بالأهمّ فالأهمّ كما فعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وكما أمر به معاذا حينما أرسله إلى اليمن هذا ما عندي جواب عن هذا السّؤال والبحث طويل ولعلّ هذا يكفي إن شاء الله تريد تشرّبني
السائل : نعم
الشيخ : طيّب بسم الله .