تتمة شرح حديث : ( ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم ) . رواه مسلم . حفظ
الشيخ : لأنه لا أحد ينهى الرسول عليه الصلاة والسلام إلا إلا الله سبحانه وتعالى .
والنهي: طلب الكف على وجه الاستعلاء، بصيغة مخصوصة، وهي: المضارع المقرون بلا الناهية، فهذا هو النهي .
هذا صيغته: " طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة معروفة هي: المضارع المقرون بلا الناهية " .
فإذا قلت: لا تفعل كذا، هذا النهي، وإذا قلت: اترك كذا فهذا ليس بنهي مع أنه طلب كف، لكنه ليس بالصيغة المعروفة: التي هي المضارع المقرون بلا الناهية.
وإذا قال زميلك: لا تفعل كذا فإنه ليس بنهي اصطلاحا لماذا؟
لأن زميلك إذا قال لا تفعل ليس على وجه الاستعلاء.
وإذا قال الغلام لسيده: لا تكلفني يا سيدي فهذا إيش ؟
ليس بنهي لأنه ليس على وجه الاستعلاء وإنما هو على وجه الرجاء .
فالمهم اضبط القيود حتى تعرف، النهي: طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة مخصوصة هي لا الناهية، هذا معناه في اللغة وفي عرف العلماء .
لكن قد يرد شيء يدل على النهي بدون أن يكون بهذه الصيغة، مثل نصوص الوعيد، نصوص الوعيد تتضمن النهي بلا شك وزيادة، ولكنها ليست بالصيغة المعروفة.
الجملة التي معنا : ( نهيت ) ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصيغة التي جاءت من الله عز وجل موجهة للرسول ، فلا نستطيع أن نقول : هو بالصيغة المعروفة بأن قال الله : لا تقرأ القرآن يا محمد راكعًا ولا ساجدًا ، أو أنها بصيغة الوعيد على من قرأ فمع هذا الاحتمال ننظر للراجح ، فما هو الأصل الذي يرجح أحد الاحتمالين ؟
أنه نعم أنه بالصيغة المعروفة لا تقرأ القرآن .
قوله ( أن أقرأ القرآن راكعا ) حالا من فاعل أقرأ أو ساجدا أو للتنويع.
ثم لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا كان من عادته أنه إذا نهى عن شيء ذكر ما يحل محله عليه الصلاة والسلام: قال: ( فأما الركوع فعظموا فيه الرب ) لأن الركوع أصلا للتعظيم ، فالانحناء للغير يعني التعظيم له ، فكان من المناسب أن يكون ذكره هو ذكر التعظيم : عظموا فيه الرب ، والأمر بالتعظيم هنا مجمل لكن بينته السنة ، حيث كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إذا ركع : سبحان ربي العظيم ، فلما نزلت الآية (( فسبح باسم ربك العظيم )) قال ( اجعلوها في ركوعكم ).
وقوله ( الرب ) أل هنا للعهد الذهني أو الذكري أو الحضوري ؟
الطالب : الأول .
الشيخ : نعم، الأول الذهني، لأنه معلوم بالذهن وليست للعهد الذكري ولا للعهد الحضوري، لأنها أما للعهد الذكري فلأنه لأنه لم يسبق لها ذكر، وأما الحضوري فلأنها لم تأت على الوجه المعروف في أل الحضورية.
وقوله ( عظموا فيه الرب ) .
( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ) لكن مع التسبيح الواجب وهو سبحان ربي الأعلى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يقول: سبحان ربي الأعلى ولما نزلت (( سبح اسم ربك الأعلى )) قال: ( اجعلوها في سجودكم ) سبحان ربي الأعلى .
وإنما كان ذكر السجود بهذه الصيغة سبحان ربي الأعلى، لأن وضع الإنسان جبهته وهي أعلى مافي جسمه تدل على النزول، فكان المناسب أن يُنزه اللهُ عز وجل عما كان عليه العبد الآن ويكون هذا من باب ذكر الشيء بمقابله، فأنت لما نزلت جبهتك أثنيت على الله عز وجل بأنه الأعلى الذي لا يليق به أن يكون نازلا.
نعم.
( فقمن أن يستجاب لكم ): قَمِن: لها معنى حقيق أو حري، المعنى: أنكم إذا دعوتم الله حال السجود فهذا أقرب إلى الإجابة، ( حري أن يستجاب لكم ) لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر : ( أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) سبحان الله أقرب ما يكون وهو ساجد ، مع أننا لو نظرنا إلى الأمر الحسي لكان السجود أبعد ، لأن الإنسان كله يكون في الأرض ، لكنه لما كان نزولا لله عز وجل كان ذلك أقرب إلى الله ، أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
والنهي: طلب الكف على وجه الاستعلاء، بصيغة مخصوصة، وهي: المضارع المقرون بلا الناهية، فهذا هو النهي .
هذا صيغته: " طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة معروفة هي: المضارع المقرون بلا الناهية " .
فإذا قلت: لا تفعل كذا، هذا النهي، وإذا قلت: اترك كذا فهذا ليس بنهي مع أنه طلب كف، لكنه ليس بالصيغة المعروفة: التي هي المضارع المقرون بلا الناهية.
وإذا قال زميلك: لا تفعل كذا فإنه ليس بنهي اصطلاحا لماذا؟
لأن زميلك إذا قال لا تفعل ليس على وجه الاستعلاء.
وإذا قال الغلام لسيده: لا تكلفني يا سيدي فهذا إيش ؟
ليس بنهي لأنه ليس على وجه الاستعلاء وإنما هو على وجه الرجاء .
فالمهم اضبط القيود حتى تعرف، النهي: طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة مخصوصة هي لا الناهية، هذا معناه في اللغة وفي عرف العلماء .
لكن قد يرد شيء يدل على النهي بدون أن يكون بهذه الصيغة، مثل نصوص الوعيد، نصوص الوعيد تتضمن النهي بلا شك وزيادة، ولكنها ليست بالصيغة المعروفة.
الجملة التي معنا : ( نهيت ) ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصيغة التي جاءت من الله عز وجل موجهة للرسول ، فلا نستطيع أن نقول : هو بالصيغة المعروفة بأن قال الله : لا تقرأ القرآن يا محمد راكعًا ولا ساجدًا ، أو أنها بصيغة الوعيد على من قرأ فمع هذا الاحتمال ننظر للراجح ، فما هو الأصل الذي يرجح أحد الاحتمالين ؟
أنه نعم أنه بالصيغة المعروفة لا تقرأ القرآن .
قوله ( أن أقرأ القرآن راكعا ) حالا من فاعل أقرأ أو ساجدا أو للتنويع.
ثم لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا كان من عادته أنه إذا نهى عن شيء ذكر ما يحل محله عليه الصلاة والسلام: قال: ( فأما الركوع فعظموا فيه الرب ) لأن الركوع أصلا للتعظيم ، فالانحناء للغير يعني التعظيم له ، فكان من المناسب أن يكون ذكره هو ذكر التعظيم : عظموا فيه الرب ، والأمر بالتعظيم هنا مجمل لكن بينته السنة ، حيث كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إذا ركع : سبحان ربي العظيم ، فلما نزلت الآية (( فسبح باسم ربك العظيم )) قال ( اجعلوها في ركوعكم ).
وقوله ( الرب ) أل هنا للعهد الذهني أو الذكري أو الحضوري ؟
الطالب : الأول .
الشيخ : نعم، الأول الذهني، لأنه معلوم بالذهن وليست للعهد الذكري ولا للعهد الحضوري، لأنها أما للعهد الذكري فلأنه لأنه لم يسبق لها ذكر، وأما الحضوري فلأنها لم تأت على الوجه المعروف في أل الحضورية.
وقوله ( عظموا فيه الرب ) .
( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ) لكن مع التسبيح الواجب وهو سبحان ربي الأعلى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يقول: سبحان ربي الأعلى ولما نزلت (( سبح اسم ربك الأعلى )) قال: ( اجعلوها في سجودكم ) سبحان ربي الأعلى .
وإنما كان ذكر السجود بهذه الصيغة سبحان ربي الأعلى، لأن وضع الإنسان جبهته وهي أعلى مافي جسمه تدل على النزول، فكان المناسب أن يُنزه اللهُ عز وجل عما كان عليه العبد الآن ويكون هذا من باب ذكر الشيء بمقابله، فأنت لما نزلت جبهتك أثنيت على الله عز وجل بأنه الأعلى الذي لا يليق به أن يكون نازلا.
نعم.
( فقمن أن يستجاب لكم ): قَمِن: لها معنى حقيق أو حري، المعنى: أنكم إذا دعوتم الله حال السجود فهذا أقرب إلى الإجابة، ( حري أن يستجاب لكم ) لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر : ( أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) سبحان الله أقرب ما يكون وهو ساجد ، مع أننا لو نظرنا إلى الأمر الحسي لكان السجود أبعد ، لأن الإنسان كله يكون في الأرض ، لكنه لما كان نزولا لله عز وجل كان ذلك أقرب إلى الله ، أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.