حدثنا مسدد قال حدثنا معتمر قال سمعت أبي قال سمعت أنس بن مالك قال ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة قال ألا أبشر الناس قال لا إني أخاف أن يتكلوا حفظ
القارئ : حدثنا مسدد قال حدثنا معتمر قال سمعت أبي قال سمعت أنس بن مالك قال : ( ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل : من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة قال ألا أبشر الناس قال لا إني أخاف أن يتكلوا )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الباب باب مهم وهو أنه ينبغي للإنسان أن يراعي حال من يلقي إليه العلم فإذا كان يخشى أن يفهم الملقى إليه العلم أن يفهم الشيء على خلافه فلا يلقيه إليه لأن "درء المفاسد خير من جلب المصالح" ولهذا قال علي حدثوا الناس بما يعرفون ومراده بما يعرفون أي يتمكنهم معرفته وليس المراد بما سبق لهم به معرفة لأن من سبق لهم به معرفة لا يحتاجون إلى التحديث به ، ولكن بما يمكنهم ، حدثوه بما يمكنهم أن يعرفوه ، فأما ما لا يمكنهم أن يعرفوه فلا تحدثوه لماذا ؟ يقول أتحبون أن يكذب الله ورسوله ولهذا عند العامة الآن إذا أتيتهم بقول لا يعرفونه وإن كان من كتاب الله وسنة رسوله قالوا أبداً هذا دين جديد ولا نقبل لكن هل يعني ذلك أن لا نقول الحق؟ الجواب : لا ، نقول الحق لمن نتحين وقتاً يكون فيه قبول الناس للحق على وجهه ، ونأتيهم من أسفل الدرجة إلى الأعلى ، ومن ذلك أيضاً ما يفعله بعض الأخوة الآن إذا أرادوا أن يحققوا مسألة من صفات الله ، أو من صفة من صفات الله جعلوا يشيرون بأيديهم فيقولون مثلاً : الله سبحان وتعالى يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع ثم يذكر الخمسة الأصابع التي وردت في حديث بن مسعود ثم يقول بيديه هكذا وهل هذا جائز؟
هذا حرام ، من قال لك أن أصابع الله مثل أصابعك ، هل تشهد بهذا ، ثم إنك إذا ذكرت للعامة مثل هذا فإن أفكارهم سوف تنصب على إي شيء ؟ على التمثيل ، لأن العامي ما يفهم أنت تريد أن تبين حقيقة الصفة ثم تقول كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى عينه وأذنه حين قرأ (( إن الله كان سميعاً بصيراً )) لكن نقول هناك فرق بين ما فعلت وبين ما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام وهناك فرق بين من ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومن ينظرون إليك ، فالواجب على الإنسان أن يراعي أحوال المخاطب ، وأن لا يخاطبه بما لا يمكنه إدراكه فيقع فيما خافه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أتحبون أن يكذب الله ورسوله ، ثم ذكر حديث معاذ وهو أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منعه أن يحدث الناس به خوفاً من أن يفهموه على غير وجهه فيتكلوا ، وإلا فمن فهم الحديث على وجهه لا يتكل لأن الحديث فيه يقول صدقاً من قلبه ، صدقاً من قلبه ومتى كان شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله صدقا من القلب فإن هذا الصدق القلبي سوف يحمله على فعل الأوامر وترك النواهي ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، لكن العامة قد لا يفهمون هذا ، قد يظنون أن مجرد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يحرم الله بها على النار من قالها وهذا أصل عظيم فيما يتجه للإنسان أو فيما يقوم به الإنسان من تخصيص العلم بقوم دون قوم مثلاً أنت تعلم أن طلاق الثلاث واحدة وترى ذلك هل من الحسن أن تنشر هذا للناس حتى يتهاونون به؟ لا ، ليس من الحسن لكن إذا ابتلي الإنسان به حينئذٍ لك أن تجتهد وتفتيه ، أما أن تنشره بين الناس هذا لا شك أنه يؤدي إلى أن يتتايع الناس فيه ويكثر من الطلاق الثلاث ، ولهذا كنا أول قبل أن يشتهر القول بأن الثلاثة واحدة لا نسمع إلا بعد السنة والسنتين أن رجل طلق زوجته ثلاثا ، أما الآن ما شاء الله فخذ الطلاق الثلاث في كل مناسبة ولو بأدنى شيء ، كذلك أيضاً القول بأن الطلاق في الحيض لا يقع ، إذا قلت هكذا تهاون الناس به وأنا الآن يستفتيني أناس قد طلقوا قبل عشرين سنة ،طلقوا في حيض ، ولما قيل اليوم إن الطلاق في الحيض لا يقع ثم وقع منه الطلاق الثلاث ماذا؟ يتحايلون أن ترجع الزوجة إليهم يقول طلقتها قبل عشرين سنة وهي حائض ، أو في طهر جامعتها فيه من أجل أن نقول هذا طلاق غير واقع وأنت الآن لم تطلق وهذا لا شك أنه غلط ، لأني اعتقد ، وكل إنسان يعتقد أن الذي طلق زوجته قبل عشرين سنة وهي حائض لو أنها تزوجت بعده حين انقضت العدة هل يقول الزوج يا فلان هذه زوجتي؟ لم يقع عليها الطلاق؟ أبدا ولا يقول ، لكن لما ضاقت عليه المسألة ذهب يفتش عن الشيء الماضي وهذا نظير ما ذكره مفتي الديار النجدية في زمنه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن ... رحمه الله ، قال إن بعض الناس إذا طلق ثلاثاً ورأى أن الأبواب مسدودة أمامه قال إن عقد النكاح غير صحيح لأن أحد الشهود يشرب الدخان وإذا كان يشرب الدخان يعني صار فاسق والفاسق لا تقبل شهادته كيف ، الآن ما بدأ ما يفكرون في هذا لكن يفكرون في شيء آخر وهو أنه طلقها في طهر جامعها فيه ، أو طلقها في حيض
والواجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس أن تسعة وتسعين في المئة من الأمة الإسلامية تقريبا يرون أن الطلاق في الحيض واقع ، وأن الطلاق في الطهر الذي جامعها فيه واقع ومنهم الأئمة الأربعة ، الأئمة الأربع على وقوعه وأكثر الأتباع على وقوعه فكيف يأتي الإنسان بهذا الحيلة مع أن أكثر أهل العلم على أنه واقع، لكن إذا ابتلي الإنسان وجاءه رجل قال إنه طلق زوجته أمس وهي في طهر جامعها فيه حينئذٍ له أن يفيته بأن فيقول إن الطلاق غير واقع ، وهذا الذي ذكره البخاري رحمه الله أصل يمكن أن ينبني عليه ما ذكرنا .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الباب باب مهم وهو أنه ينبغي للإنسان أن يراعي حال من يلقي إليه العلم فإذا كان يخشى أن يفهم الملقى إليه العلم أن يفهم الشيء على خلافه فلا يلقيه إليه لأن "درء المفاسد خير من جلب المصالح" ولهذا قال علي حدثوا الناس بما يعرفون ومراده بما يعرفون أي يتمكنهم معرفته وليس المراد بما سبق لهم به معرفة لأن من سبق لهم به معرفة لا يحتاجون إلى التحديث به ، ولكن بما يمكنهم ، حدثوه بما يمكنهم أن يعرفوه ، فأما ما لا يمكنهم أن يعرفوه فلا تحدثوه لماذا ؟ يقول أتحبون أن يكذب الله ورسوله ولهذا عند العامة الآن إذا أتيتهم بقول لا يعرفونه وإن كان من كتاب الله وسنة رسوله قالوا أبداً هذا دين جديد ولا نقبل لكن هل يعني ذلك أن لا نقول الحق؟ الجواب : لا ، نقول الحق لمن نتحين وقتاً يكون فيه قبول الناس للحق على وجهه ، ونأتيهم من أسفل الدرجة إلى الأعلى ، ومن ذلك أيضاً ما يفعله بعض الأخوة الآن إذا أرادوا أن يحققوا مسألة من صفات الله ، أو من صفة من صفات الله جعلوا يشيرون بأيديهم فيقولون مثلاً : الله سبحان وتعالى يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع ثم يذكر الخمسة الأصابع التي وردت في حديث بن مسعود ثم يقول بيديه هكذا وهل هذا جائز؟
هذا حرام ، من قال لك أن أصابع الله مثل أصابعك ، هل تشهد بهذا ، ثم إنك إذا ذكرت للعامة مثل هذا فإن أفكارهم سوف تنصب على إي شيء ؟ على التمثيل ، لأن العامي ما يفهم أنت تريد أن تبين حقيقة الصفة ثم تقول كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى عينه وأذنه حين قرأ (( إن الله كان سميعاً بصيراً )) لكن نقول هناك فرق بين ما فعلت وبين ما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام وهناك فرق بين من ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومن ينظرون إليك ، فالواجب على الإنسان أن يراعي أحوال المخاطب ، وأن لا يخاطبه بما لا يمكنه إدراكه فيقع فيما خافه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أتحبون أن يكذب الله ورسوله ، ثم ذكر حديث معاذ وهو أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منعه أن يحدث الناس به خوفاً من أن يفهموه على غير وجهه فيتكلوا ، وإلا فمن فهم الحديث على وجهه لا يتكل لأن الحديث فيه يقول صدقاً من قلبه ، صدقاً من قلبه ومتى كان شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله صدقا من القلب فإن هذا الصدق القلبي سوف يحمله على فعل الأوامر وترك النواهي ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، لكن العامة قد لا يفهمون هذا ، قد يظنون أن مجرد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يحرم الله بها على النار من قالها وهذا أصل عظيم فيما يتجه للإنسان أو فيما يقوم به الإنسان من تخصيص العلم بقوم دون قوم مثلاً أنت تعلم أن طلاق الثلاث واحدة وترى ذلك هل من الحسن أن تنشر هذا للناس حتى يتهاونون به؟ لا ، ليس من الحسن لكن إذا ابتلي الإنسان به حينئذٍ لك أن تجتهد وتفتيه ، أما أن تنشره بين الناس هذا لا شك أنه يؤدي إلى أن يتتايع الناس فيه ويكثر من الطلاق الثلاث ، ولهذا كنا أول قبل أن يشتهر القول بأن الثلاثة واحدة لا نسمع إلا بعد السنة والسنتين أن رجل طلق زوجته ثلاثا ، أما الآن ما شاء الله فخذ الطلاق الثلاث في كل مناسبة ولو بأدنى شيء ، كذلك أيضاً القول بأن الطلاق في الحيض لا يقع ، إذا قلت هكذا تهاون الناس به وأنا الآن يستفتيني أناس قد طلقوا قبل عشرين سنة ،طلقوا في حيض ، ولما قيل اليوم إن الطلاق في الحيض لا يقع ثم وقع منه الطلاق الثلاث ماذا؟ يتحايلون أن ترجع الزوجة إليهم يقول طلقتها قبل عشرين سنة وهي حائض ، أو في طهر جامعتها فيه من أجل أن نقول هذا طلاق غير واقع وأنت الآن لم تطلق وهذا لا شك أنه غلط ، لأني اعتقد ، وكل إنسان يعتقد أن الذي طلق زوجته قبل عشرين سنة وهي حائض لو أنها تزوجت بعده حين انقضت العدة هل يقول الزوج يا فلان هذه زوجتي؟ لم يقع عليها الطلاق؟ أبدا ولا يقول ، لكن لما ضاقت عليه المسألة ذهب يفتش عن الشيء الماضي وهذا نظير ما ذكره مفتي الديار النجدية في زمنه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن ... رحمه الله ، قال إن بعض الناس إذا طلق ثلاثاً ورأى أن الأبواب مسدودة أمامه قال إن عقد النكاح غير صحيح لأن أحد الشهود يشرب الدخان وإذا كان يشرب الدخان يعني صار فاسق والفاسق لا تقبل شهادته كيف ، الآن ما بدأ ما يفكرون في هذا لكن يفكرون في شيء آخر وهو أنه طلقها في طهر جامعها فيه ، أو طلقها في حيض
والواجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس أن تسعة وتسعين في المئة من الأمة الإسلامية تقريبا يرون أن الطلاق في الحيض واقع ، وأن الطلاق في الطهر الذي جامعها فيه واقع ومنهم الأئمة الأربعة ، الأئمة الأربع على وقوعه وأكثر الأتباع على وقوعه فكيف يأتي الإنسان بهذا الحيلة مع أن أكثر أهل العلم على أنه واقع، لكن إذا ابتلي الإنسان وجاءه رجل قال إنه طلق زوجته أمس وهي في طهر جامعها فيه حينئذٍ له أن يفيته بأن فيقول إن الطلاق غير واقع ، وهذا الذي ذكره البخاري رحمه الله أصل يمكن أن ينبني عليه ما ذكرنا .