حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة قالت جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأت الماء فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت يا رسول الله أو تحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها حفظ
القارئ : حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة قالت : ( جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأت الماء فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت يا رسول الله وتحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك ففيم يشبهها ولدها ).
الشيخ : عندي فبما
القارئ : ففيما عندي
الشيخ : ففيما
الطالب : فبما
الشيخ : طيب
هذا أيضا الحياء في العلم يعني هل هو محمود أو مذموم هذا يحتاج إلى تفصيل كما ستدل عليه الأحاديث الواردة ، لكن إذا كان الحياء يمنعك عن فعل ما يجب أو عن ترك ما يحرم فهو مذموم وإذا كان الحياء يحملك على الأخلاق الفاضلة والآداب العالية فهو محمود وهو من الإيمان ، قال مجاهد : " لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر " وفي رواية عنه : " لا ينال العلم "فالمستحي لا ينال العلم ، لأنه يستحي أن يسأل، يستحي أن يتعلم والمستكبر لا يرى العلم شيئاً لا يناله ولا يحصل عليه ، كثير من الناس يستحيي فيقول أخشى أن أسال عن هذه المسألة فيقول الناس هذه مسألة سهلة ليش يسأله ، الكل يعرفها وهذا خطأ ، وهذا من الشيطان اسأل عنها ولو كانت مسألة سهلة لأنها قد تكون مسألة سهلة في ظنك وهي غير سهلة ثم لنفرض أنه سهلة عند عامة الناس فهل هي سهلة على كل الناس ليس كذلك إذن اسأل ، المستكبر والعياذ بالله لا يرى العلم شيئا ولا يهتم بهم بل يحتقرهم فهذا لا يناله ، وقالت عائشة : ( نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ) فأثنت عليهن حيث أنهن لا يستحيين من التفقه في الدين ولعلها تشير إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها أو غيرها ، المهم أنها أثنت على هؤلاء النساء بأن الحياء لم يمنعهن من التفقه في دين الله ، ثم ذكر رحمه الله حديث أم سليم أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت ( يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق ) فقدمت هذا العذر لأن ما ستذكره من الأمور التي لا يستحيى منها ، لكن الحق لا يستحيى منه وقد جاءت هذه العبارة في كلام الله عز وجل فقال تعالى : (( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق )) فدل ذلك على أن ما ليس بحق فإن الله تعالى يستحي منه لكن هذا الحياء ليس كحيائنا حياء كمال ، لا يماثل حياء الخلق ، وقد جاء في الحديث إثبات الحياء بالمنطوق لا بالمفهوم ( إن الله حيي كريم ) وهنا ثلاث كلمات حي ، وحيي ، ومحي ، ولكل منها معنى يختص به وبعض الناس يشتبه عليه الحي بالمحيي فيظن أن الحي من الصفات المتعدية ، ويقول كيف تقولون إن الحي من الصفات اللازمة والله تعالى يحيي نقول إحياءه ليس مأخوذة من الحي ، مأخوذة من أين؟
الطالب : من المحي
الشيخ : من المحي ، فالحي بنفسه والمستحي بنفسه أو الحي ، الحي بنفسه أما المحي فهو متعد للغير
فلا تنخرم القاعدة التي يقول عنها العلماء إن أسماء الله سبحانه وتعالى إذا كانت متعدية فلا يتم الإيمان بها إلا بثلاثة أمور : الأول إثبات لها اسم لله ، والثاني إثبات ما تضمنته من الصفة ، والثالث إثبات الأثر أو الحكم الذي يترتب على الصفات الحي لازم أو متعدي؟
الطالب : لازم
الشيخ : إذن لا بد للإيمان به من أمرين الأول إثباته إسماً لله والثاني إثبات الحياة ، لكن المحي الذي دل عليه يحي ويميت وهو وصف ولا أعلم اسم من أسماء الله ، لابد من أثبات وصف الله به ، وإثبات تعديه إلى الغير وهو أن الله تعالى يحيي وكذلك السميع ، لا بد أن نثبت السميع اسما من أسماء الله ، ونثبت له ما تضمن من صفة وهو السمع ، وما يترتب عليه من أثر وهو أنه يسمع ، قال ، ثم سألته عن المرأة إذا احتلمت هل عليها غسل؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا رأت الماء ) فقيد هذا بما إذا رأت والرجل كالمرأة إذا رأى في المنام أنه احتلم ولم يجد أثراً فإنه ليس عليه غسل لأنه حلم حتى لو رأى أنه يفعل فعلاً صريحاً فإنه لا شيء عليه إلا أن يجد الماء فإن وجد الماء ولم يذكر احتلاماً وتيقن أنه جنابة وجب عليه الغسل وإن شك؟ فإنه لا يجب عليه الغسل ، كما شك في موجب الحدث الأصغر فإنه لا يجب عليه الوضوء، لأن الأصل بقاء الطهارة يقول : ( فغطت أم سلمة تعني وجهها وقال يا رسول الله وتحتلم المرأة ؟) قوله وتحتلم هذه جملة خبرية يراد بها الاستفهام ، والتقدير أو تحتلم المرأة أو على رأي آخر وأتحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك، بالكسر عندكم ولا بالفتح؟
الطالب : بالكسرة
الشيخ : بالكسرة تربت يمينك فبم يشبهها ولدها فأفاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن المرأة تحتلم كالرجل وأفاد أن من أسباب شبه الولد للمرأة هو نزول ماء المرأة ، وهذا كما ترون في صحيح البخاري أن المرأة تنزل وأن سبب شبه ولدها لها هو هذا الماء الذي تنزله فإن قيل وهل يكون ماء المرأة سبباً للإذكار والإناث؟ قيل ورد في هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه إذا على ماء الرجل ماء المرأة صار ذكراً، وكان الأمر بالعكس صار أنثى لكن بعض العلماء ضعف هذا الحديث من حيث المتن وقال إن الإذكار والإناث راجع لمجرد المشيئة لقوله تعالى : يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً فالله أعلم لكن الشبه الحديث هذا صريح بأن سبب مشابهة الولد لأمه هو الإنزال والله أعلم .
الشيخ : عندي فبما
القارئ : ففيما عندي
الشيخ : ففيما
الطالب : فبما
الشيخ : طيب
هذا أيضا الحياء في العلم يعني هل هو محمود أو مذموم هذا يحتاج إلى تفصيل كما ستدل عليه الأحاديث الواردة ، لكن إذا كان الحياء يمنعك عن فعل ما يجب أو عن ترك ما يحرم فهو مذموم وإذا كان الحياء يحملك على الأخلاق الفاضلة والآداب العالية فهو محمود وهو من الإيمان ، قال مجاهد : " لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر " وفي رواية عنه : " لا ينال العلم "فالمستحي لا ينال العلم ، لأنه يستحي أن يسأل، يستحي أن يتعلم والمستكبر لا يرى العلم شيئاً لا يناله ولا يحصل عليه ، كثير من الناس يستحيي فيقول أخشى أن أسال عن هذه المسألة فيقول الناس هذه مسألة سهلة ليش يسأله ، الكل يعرفها وهذا خطأ ، وهذا من الشيطان اسأل عنها ولو كانت مسألة سهلة لأنها قد تكون مسألة سهلة في ظنك وهي غير سهلة ثم لنفرض أنه سهلة عند عامة الناس فهل هي سهلة على كل الناس ليس كذلك إذن اسأل ، المستكبر والعياذ بالله لا يرى العلم شيئا ولا يهتم بهم بل يحتقرهم فهذا لا يناله ، وقالت عائشة : ( نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ) فأثنت عليهن حيث أنهن لا يستحيين من التفقه في الدين ولعلها تشير إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها أو غيرها ، المهم أنها أثنت على هؤلاء النساء بأن الحياء لم يمنعهن من التفقه في دين الله ، ثم ذكر رحمه الله حديث أم سليم أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت ( يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق ) فقدمت هذا العذر لأن ما ستذكره من الأمور التي لا يستحيى منها ، لكن الحق لا يستحيى منه وقد جاءت هذه العبارة في كلام الله عز وجل فقال تعالى : (( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق )) فدل ذلك على أن ما ليس بحق فإن الله تعالى يستحي منه لكن هذا الحياء ليس كحيائنا حياء كمال ، لا يماثل حياء الخلق ، وقد جاء في الحديث إثبات الحياء بالمنطوق لا بالمفهوم ( إن الله حيي كريم ) وهنا ثلاث كلمات حي ، وحيي ، ومحي ، ولكل منها معنى يختص به وبعض الناس يشتبه عليه الحي بالمحيي فيظن أن الحي من الصفات المتعدية ، ويقول كيف تقولون إن الحي من الصفات اللازمة والله تعالى يحيي نقول إحياءه ليس مأخوذة من الحي ، مأخوذة من أين؟
الطالب : من المحي
الشيخ : من المحي ، فالحي بنفسه والمستحي بنفسه أو الحي ، الحي بنفسه أما المحي فهو متعد للغير
فلا تنخرم القاعدة التي يقول عنها العلماء إن أسماء الله سبحانه وتعالى إذا كانت متعدية فلا يتم الإيمان بها إلا بثلاثة أمور : الأول إثبات لها اسم لله ، والثاني إثبات ما تضمنته من الصفة ، والثالث إثبات الأثر أو الحكم الذي يترتب على الصفات الحي لازم أو متعدي؟
الطالب : لازم
الشيخ : إذن لا بد للإيمان به من أمرين الأول إثباته إسماً لله والثاني إثبات الحياة ، لكن المحي الذي دل عليه يحي ويميت وهو وصف ولا أعلم اسم من أسماء الله ، لابد من أثبات وصف الله به ، وإثبات تعديه إلى الغير وهو أن الله تعالى يحيي وكذلك السميع ، لا بد أن نثبت السميع اسما من أسماء الله ، ونثبت له ما تضمن من صفة وهو السمع ، وما يترتب عليه من أثر وهو أنه يسمع ، قال ، ثم سألته عن المرأة إذا احتلمت هل عليها غسل؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا رأت الماء ) فقيد هذا بما إذا رأت والرجل كالمرأة إذا رأى في المنام أنه احتلم ولم يجد أثراً فإنه ليس عليه غسل لأنه حلم حتى لو رأى أنه يفعل فعلاً صريحاً فإنه لا شيء عليه إلا أن يجد الماء فإن وجد الماء ولم يذكر احتلاماً وتيقن أنه جنابة وجب عليه الغسل وإن شك؟ فإنه لا يجب عليه الغسل ، كما شك في موجب الحدث الأصغر فإنه لا يجب عليه الوضوء، لأن الأصل بقاء الطهارة يقول : ( فغطت أم سلمة تعني وجهها وقال يا رسول الله وتحتلم المرأة ؟) قوله وتحتلم هذه جملة خبرية يراد بها الاستفهام ، والتقدير أو تحتلم المرأة أو على رأي آخر وأتحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك، بالكسر عندكم ولا بالفتح؟
الطالب : بالكسرة
الشيخ : بالكسرة تربت يمينك فبم يشبهها ولدها فأفاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن المرأة تحتلم كالرجل وأفاد أن من أسباب شبه الولد للمرأة هو نزول ماء المرأة ، وهذا كما ترون في صحيح البخاري أن المرأة تنزل وأن سبب شبه ولدها لها هو هذا الماء الذي تنزله فإن قيل وهل يكون ماء المرأة سبباً للإذكار والإناث؟ قيل ورد في هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه إذا على ماء الرجل ماء المرأة صار ذكراً، وكان الأمر بالعكس صار أنثى لكن بعض العلماء ضعف هذا الحديث من حيث المتن وقال إن الإذكار والإناث راجع لمجرد المشيئة لقوله تعالى : يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً فالله أعلم لكن الشبه الحديث هذا صريح بأن سبب مشابهة الولد لأمه هو الإنزال والله أعلم .