تفسير قوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفٌ حذر الموت )) وإعراب الآية حفظ
(( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا )) إلى آخرها.الاستفهام هنا الداخل على النفي يراد به التقرير، يراد به التقرير والتعجيب أيضا في هذه الآية، وقوله: ((ترى)) أي تنظر، الخطاب إما للرسول صلى الله عليه وسلم أو لكل من يتأتى خطابه، وأيهما أحسن؟ الأخير، لأنه أعم.
((إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف )) ((خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت)) ولم يبين الله عزوجل من هؤلاء الذين خرجوا، فقيل: إنهم من بني إسرائيل، وقيل: إنهم من غيرهم، والحقيقة أنه لا يهمنا جنس هؤلاء القوم، وإنما الذي يهمنا أيش؟ القصة والقضية التي وقعت أما جنسهم لا يهمنا.
وقوله: ((خرجوا من ديارهم)) أي من بيوتهم وأحيائهم التي يأوون إليها، وقوله:((وهم ألوف)) الجملة في موضع نصب على الحال من الواو، كلمة ((ألوف)) هي جمع كثرة وإلا جمع قلة؟
الطالب: قلة ...كثرة
الشيخ : نشوف جمع القلة أربعة:
" أفعلة أفعل ثم فعلة ثم كأفعال جموع قلة ".
((ألوف)) من أي الأربعة؟
الطالب:ليست منها
الشيخ :ليست منها إذا فهي جمع كثرة.فما عدد هذه الألوف ؟ قيل: إنها ثمانية آلاف، وقيل: ثمانون ألفا، ولاشك أنهم جمع كثير ألوف، وإذا نظرت إلى صيغة اللفظ ((وهم ألوف)) تجد أنها تدل على أكثر من أربعة، وأن ألوف عالم كثير.
((حذر الموت)) هذه مفعول لأجله، والعامل قوله: ((خرجوا)) خرجوا هي عاملها، يعني خرجوا حذر الموت، أي خوفا منه، وهل هذا الموت الموت الطبيعي؟ لأنه نزل في أرضهم وباء، أو الموت بالقتال في سبيل الله؟ في ذلك قولان لأهل العلم، فمنهم من يقول: وهم أكثر المفسرين إن المراد ((خرجوا من ديارهم)) خوفا من الموت لوباء وقع في البلاد، فخرجوا فرارا من قدر الله عزوجل، فأراد الله أن يريهم أن لا مفر منه إلا إليه،.... وقيل: أنهم خرجوا حذر الموت أي الموت بالقتل، لأنه داهمهم العدو ولكنهم جبنوا وخرجوا خوفا من أن يلحقهم العدو، فالذين قالوا بالأول قالوا: لأننا إذا أخذنا الآية بظاهرها ((حذر الموت)) ولم يقل: حذر القتال، فبين بأنه نزل في أرضهم وباءفخرجوا خوفا من هذا الوباء الذي يقتلهم، والذين قالوا بالثاني قالوا لأن الله قال بعدها: ((وقاتلوا في سبيل الله)) فكأن الله تعالى عرض قصة هؤلاء الذين جبنوا وهربوا ثم أمرنا أن نقاتل في سبيل الله وأن نصبر.